امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
ما هو الأمر العظيم ؟

  ما هو الأمر العظيم ؟

  يقزّ هنا سؤال إلى الأذهان ، وهو : هل إنّ الأمر الجديد الّذي صرّحت به هذه الرّواية ، هو نفسه الأمر العظيم الّذي ذكرته الرّواية الّتي وردت قبلها ، فإذا كان المقصود منهما (الأمر الجديد والأمر العظيم) هو شي‏ء واحد ، إذن ؛ ما هو ذلك الأمر الّذي يقوم من أجله الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ؟

  من البديهي ، فإنّ الأشخاص الوحيدين الّذين يملكون القدرة على الإجابة على هذا السؤال ، هم أولئك المطّلعون على الأسرار ، وأمّا نحن فلانجد في روايات أهل البيت عليهم السلام سوى إشارات كليّة ونقاط غامضة ومبهمة.

  ولايعلم معنى وتفسير هذا الموضوع سوى بعض الخواصّ الّذين لهم المعرفة الكاملة بكلمات أهل البيت عليهم السلام، وعمقها وعظمتها ، وبالتّالي يستنبطون منها النّقاط العظيمة والرّفيعة .

  وهؤلاء هم الوحيدون والقادرون على إستنباط النّقاط المجهولة من كلمات وأحاديث الأئمّة الأطهار عليهم السلام.

  يقول الإمام الصّادق عليه السلام في رواية :

حديث تدريه خير من ألف ترويه ، ولايكون الرّجل منكم فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا ، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج.(9)

  في مذهب أهل البيت عليهم السلام يقال لهكذا أشخاص - الّذين لهم القدرة على درك وفهم المعاني المختلفة للأئمة الأطهار عليهم السلام - : «الفقهاء» ، إذن ؛ فإنّ الشّخص الفقيه هو ذلك الشّخص الّذي يفهم تعاريض كلامهم ومقاصدهم عليهم السلام .

  وعلى أيّ حال فإنّ وسعة وعظمة الأمر العظيم ، قد يؤدّي إلى جرّ القلم إلى بحوث أخرى ، ولكن نبقى في دائرة البحث نفسه .

  بما أنّ توضيح وبيان الأمر العظيم هو خارج عن عهدت هذا الكتاب ، ولكن قبل الإجابة بشكل إجمالي عليه ، نتطرّق إلى نقطة تشحذ الهمم وتزيد التّقوى ، وهي : هنيئاً لمن لبّى النداء الملكوتي للإمام بقيّة اللَّه الأعظم عجّل اللَّه تعالى فرجه من جوار بيت اللَّه الحرام ، وأطاعوا أوامره عجّل اللَّه تعالى فرجه وجاهدوا بين يديه .

  وهنيئاً لكلّ الأشخاص الّذين أدركوا العصر الذهبي للظّهور وتركوا كلّ دين منحرف، وانضووا تحت رآيته العظيمة، وعاشوا في ظلّ حكومته الإلهيّة العادلة .

  وستصل البشريّة جمعاء في ظلّ حكومة الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وبفضل البناء الوجودى الأكمل لها والحياة القلبيّة والتّكامل العقلي إلى أعلى مراتب المعارف المتعالية ، ويطّلعون على الأمر العظيم بعد اكتشافهم سرّ ورمز الخلقة .

  وسيفهم أناس ذلك العصر أنّهم كانوا معادن ثمينة مثل معادن الذّهب والفضّة وألماس...(10) ، ولكن لم يطلع أحد منهم في عصر الغيبة على عظمة وجودهم !

  وسيفهم أناس ذلك العصر أيضاً أنّ اللَّه سبحانه وتعالى الّذي أطلق على نفسه من خلال خلقه الإنسان بأنّه أحسن الخالقين ، ماذا أخفى من قدرات وطاقات كبيرة وعظيمة في وجودهم ، ولكنّهم ظلّوا في عصر الغيبة يجهلون الأنوار المشعّة الّتي كانت تصطع على قلوبهم من قبل أهل الوحي والرّسالة عليهم السلام !

  وستكمل اليد المباركة والشّافية للإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه في نهاية المطاف عقولهم، وتغمر قلوبهم الحياة المعنويّة ، فينظرون إلى عالم الملكوت .

   والآن نوضح السؤال السّابق الّذي عنوناه ، والّذي كان يدور محوره حول الأمر العظيم . نقول : إنّ الأمر العظيم هو نقطة مهمّة في خصوص ولاية أهل البيت عليهم السلام ، وهو ما سيدركه النّاس في عصر الظّهور .

  إنّ معرفة رمز الولاية والسّرّ الكبير والعظيم لأهل البيت عليهم السلام أمر محال في عصر الغيبة المظلم ، باعتبار أنّ ميزان دركهم وفهمهم وحدود عقلهم ودرايتهم تكون كلّها أمور محدودة ، وهذا الأمر يستمرّ حتّى عصر ظهور الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ؛ حيث - وكما ذكرنا سابقاً - فإنّه ستكتمل عقولهم بواسطة اليد المباركة والشّافية للإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ، ومن هنا ستتهيّأ الأرضيّة المناسبة لقبول القضايا المعنويّة الكبيرة .

  وفي ذلك الزّمان تتكامل العقول وتتخلّص من حالة الإضطراب والتّخبّط والحيرة ، فيبيّن الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه النّقاط العالية للمعارف والعلوم ، وهذا ما يشهد القرآن الكريم بصحّته .

  وهناك مقولة نقلت عن محمّد بن عمرو بن الحسن يقول فيها :

... إنّ أمر آل محمّد (عليهم السلام) أمر جسيم مقنّع لايستطاع ذكره ، ولو قد قام قائمنا لتكلّم به وصدّقه القرآن .(11)

  فعلى ضوء هذا البيان ، يتّضح أنّ أمر الولاية - وهي قضيّة في غاية العظمة - لايمكن بيانه إلى عموم النّاس في عصر الغيبة المظلم إلاّ في زمان إزالة الظّالمين، والّذين هم السّبب والعامل الرّئيسي في إيجاد حالة الظّلمة ، والمانع من تكامل الإنسانيّة ، وبواسطة ظهور الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه تكتمل العقول والإدراكات ، وفي ذلك الوقت يمنح اللَّه سبحانه وتعالى الإذن بظهور إمام الحقّ عجّل اللَّه تعالى فرجه .

  ومن البديهي فإنّ الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء سيكون سبباً لظهور الحقّ والحقيقة ، ولايبقى للنّاس أيّ شكّ أو تردّد.

  فيقول الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه في إحدى رسائله :

إذا أذن اللَّه لنا في القول ظهر الحقّ، واضمحلّ الباطل، وانحسر عنكم.(12)


9) بحار الأنوار : 184/2 .

10) إشارة إلى الحديث الشّريف : «النّاس معادن كمعادن الذّهب والفضّة» .

11) بصائر الدرجات : 28 ، بحار الأنوار : 196/2 .

12) الغيبة الشيخ الطوسي رحمه الله : 176 .

 

 

 

 

    بازدید : 7839
    بازديد امروز : 4571
    بازديد ديروز : 92670
    بازديد کل : 132645693
    بازديد کل : 91930686