امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الأمر العظيم

 الأمر العظيم

  من الواضح فإنّ هناك روايات عبّرت أحيانا عن ما يأتي به الإمام بقيّة اللَّه الأعظم عجّل اللَّه تعالى فرجه بالأمر العظيم ، وأحياناً أخرى بالأمر الجديد .

  يقول أبي سعيد الخراساني : قلت للإمام الصّادق عليه السلام :

  المهديّ والقائم واحد ؟ فقال : نعم .

 فقلت : لأيّ شي‏ء سمّي المهدي ؟

 قال : لأنّه يهدي إلى كلّ أمر خفي ، وسمّي القائم ؛ لأنّه يقوم بعد ما يموت ، إنّه يقوم بأمر عظيم.(6)

  وكما ترون فإنّ الرّواية صرّحت بأنّ الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ينهض من أجل أمر عظيم وكبير.

  ولا شكّ فإنّ تسمية الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه بالقائم ، جاءت نتيجة عظمة ووسعة العمل الّذي يقوم من أجله.

  وهنا يطرح سؤال هو : هل إنّ هذا الأمر العظيم الّذي يقوم من أجله الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ، هو نفس المشروع والبرنامج الّذي دعا إليه الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وطلبوا من الاُمّة الخضوع له والعمل به ، ثمّ نسي بمرور الزّمان ، وذلك بسبب غصب الخلافة وظهور البدع والفساد ؟ وهل هناك أمور أخرى بقت مسكوتة عنها ، ولم يفصح عنها الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، فبقيت خافية عن النّاس وسوف يبيّنها الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه ويظهرها إليهم؟

  وقبل الإجابة على هذا السؤال ، إليكم هذه الرّواية الواردة عن الإمام الصّادق عليه السلام:

 إذا قام القائم عليه السلام جاء بأمر جديد كما دعى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في بدو الإسلام إلى أمر جديد.(7)

  وفي هذه الرّواية نرى أنّ الإمام الصّادق عليه السلام يشبه الأمر الّذي يأتي به الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه بالّذي جاء به الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بداية بعثته المباركة وظهور الإسلام.

  وإذا كانت هذه الرّواية لم تصرّح بطبيعة هذا الأمر الجديد ، ولم تبيّن ماهيّة ذلك الأمر الّذي يأتي الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ، ولكنّنا نفهم منها - كحدّ أدنى - وجود أمر جديد في دعوته.

  ومن الممكن أن لايلتفت البعض بدقّة إلى التّشبيهات الّتي ذكرها الإمام الصّادق عليه السلام وعدم قبولهم ، رغم وضوحها وصراحتها أو الظّهور الموجود فيها ، ويبرّرون ذلك بأنّ الكثير من أحكام الإسلام وتعاليمه لم تصل إلى الإنسانيّة . إذن ؛ فمن الطبيعي عند وصولها وتبليغها تصبح وكأنّها مسألة جديدة ، ولهذا السّبب يقولون : أنّها «أمر جديد».

  وفي مقام الإجابة على مزاعم هؤلاء نقول : إذا سلّمنا لما يقولون به هؤلاء ، وغضضنا أبصارنا عن الصّراحة والظّهور الموجود في تلك الرّواية ، فإنّ هناك نقطة أخرى الجدير نذكرها ، وهي الحديث الشّريف الوارد عن الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حين قال :

 إنّا معاشر الأنبياء نكلّم النّاس على قدر عقولهم.(8)

  وبالنّظر إلى هذه الرّواية ، وكذلك قضيّة تكامل عقول الإنسانيّة في عصر الظّهور المتألّق ، سوف نصل إلى نتيجة مفادها أنّ الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه يطرح مواضيع جديدة لم يذكرها بقيّة الأئمّة الأطهار عليهم السلام إلاّ إلى بعض من خواصّهم وأصحابهم المقرّبين ، وذلك بعد وصول النّاس إلى الرّشد والتّكامل العقلي .

  لذلك لاتوجد أيّ نقطة مبهمة حينما يأتي الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه بأمر جديد وتعاليم وقضايا جديدة، ويبيّنها للنّاس ، بعد أن كانوا يجهلوها قبل ذلك الزّمان .

  ولابدّ لنا من التّوجّه إلى نقطة في غاية الأهمّيّة وهي : أنّ كلّ أمر ودستور وحكم جديد عليه أن يصبّ في خانة التّعاليم الإسلاميّة ولن يطرح على أنّه دين جديد ، يأتي به الإمام صاحب العصر الزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ويقدّمه إلى الأمّة .


6) بحار الأنوار : 30/51 .

7) بحار الأنوار : 338/52 .

8) بحار الأنوار : 242/2 .

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 7801
    بازديد امروز : 20843
    بازديد ديروز : 92670
    بازديد کل : 132677965
    بازديد کل : 91946958