امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
المقدّمة الثانية

المقدّمة الثانية:

في الآثار والعلائم الّتي بها يعرف المحبّ ويمتاز كما صرّحت بها عدّة من‏ الأخبار.

منها: ما روى الصدوق قدس سره في كتاب الخصال عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال:

من رزقه اللَّه‏ حبّ الأئمّة من أهل بيتي، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلايشكّنّ أحد أنّه في‏ الجنّة، فإنّ في حبّ أهل بيتي عشرين خصلة، عشر منها في الدنيا، وعشر في‏ الآخرة.

أمّا الّتي في الدنيا: فالزّهد، والحرص على العمل، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، والنشاط في قيام الليل، واليأس ممّا في أيدي‏ الناس والحفظ لأمر اللَّه ونهيه عزّوجلّ، والتاسعة بغض الدنيا، والعاشرة السخاء.

وأمّا الّتي في الآخرة: فلاينشر له ديوان، ولاينصب له ميزان، ويعطى كتابه بيمينه‏ ويكتب له برائة من النار، ويبيّض وجهه، ويكسى من حلل الجنّة، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر اللَّه عزّوجلّ إليه بالرحمة، ويتوّج من تيجان الجنّة والعاشرة: يدخل الجنّة بغير حساب، فطوبى لمحبّي أهل بيتي.(1)

أقول: حبّ الدنيا على قسمين:

الأوّل: أن يحبّ الدنيا استقلالاً بنحو الموضوعيّة، وهو المراد من حبّ الدنيا المذموم في الرواية، يعني بما هي دنيا.

الثّاني: أن يحبّ الدنيا طريقاً لتحصيل الآخرة، ورضاء اللَّه جلّ‏و علا، واستعمالها فيما أمره، وهو الممدوح منها، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في مدحها، والواردة في ذمّها.

ومنها: ما روى صاحب كتاب بشارة المصطفى: عن الحسن (2) بن معتمر، عن عليّ‏ عليه السلام أ نّه قال - في خبر شريف - :

يا حسن، من سرّه أن يعلم أمحبّ لنا هو أم ‏مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ وليّاً لنا، فليس بمبغض [لنا]، وإن كان‏ يبغض وليّاً لنا، فليس بمحبّ لنا.(3)

وفي هذا الكتاب أيضاً قال: حدّثنا إبراهيم عبدالحميد، عن زيد بن اُسامة الشحّام عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال:

إنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع، والإجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة وحسن ‏الجوار، وحسن الخلق، والوفاء بالعهد، وصلة الرحم، وأعينونا بطول السجود. ولوأنّ قاتل عليّ عليه السلام ائتمنني على أمانة لأديّتها إليه.(4)

ومنها: ما في كتاب العلل: بإسناده إلى الحكم بن أبي ليلى قال: قال رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم:

لايؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وتكون عترتي(5) أحبّ إليه من‏ عترته، وتكون أهلي(6) أحبّ إليه من أهله، وتكون ذاتي(7) أحبّ إليه من ذاته.(8)

ومنها: ما روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:

«ما جَعَلَ اللَّهُ‏ لِرَجُل مِن قَلْبَيْن في جَوْفِه» (9) فيحبّ بهذا ويبغض بهذا، أمّا محبّنا فيُخْلص الحبّ‏لنا، كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه.

من أراد أن يعلم حبّنا فليمتحن قلبه فإن شارك في حبّنا حبّ عدوّنا فليس منّا ولسنا منه، واللَّه عدوّه وجبرئيل وميكائيل، واللَّه عدوّ للكافرين.(10)

في الأمالي: عن ابن البرقي، بأسانيده عن هشام بن سالم، عن الصادق عليه السلام قال:

من ‏جالس لنا عائباً، أو مدح لنا والياً، أو واصل لنا قاطعاً، أو قطع لنا واصلاً، أو والى لناعدوّاً، أو عادى لنا وليّاً، فقد كفر بالّذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.(11)

وفي الإختصاص، وبصائر الدرجات: بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال:

بينا أميرالمؤمنين عليه السلام يوماً جالس في المسجد وأصحابه حوله، فأتاه رجل من شيعته‏ فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّ اللَّه يعلم أ نّي اُدينه بحبّك في السرّ كما اُدينه بحبّك في‏ العلانية، وأتولّاك في السرّ كما أتولّاك في العلانية.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: صدقت، أما فاتّخذ للفقر جلباباً(12)، فإنّ الفقر أسرع إلى‏شيعتنا من السيل إلى قرار(13) الوادي.

قال: فولّى الرجل، وهو يبكي فرحاً لقول أمير المؤمنين عليه السلام الحديث.(14)

ومنها: ما في وصايا أبي جعفر الباقر عليه السلام لجابر الجعفي - وهي وصيّة جامعة نافعة - قال عليه السلام:

واعلم بأ نّك لاتكون لنا وليّاً حتّى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا: إنّك‏رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: إنّك رجلٌ صالح لم يسرّك ذلك ولكن‏ أعرض نفسك على ما في كتاب اللَّه، فإن كنت سالكاً سبيله، زاهداً في تزهيده راغباًفي ترغيبه، خائفاً من تخويفه، فأثبت وأبشر، فإنّه لايضرّك ما قيل فيك، وإن كنت‏ مبائناً للقرآن فما ذا الّذي يغرّك من نفسك ؟

إنّ المؤمن معني(15) بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرّة يقيم أَوَدَها(16) ويخالف هواها في محبّة اللَّه، ومرّة تصرعه(17) نفسه فيتّبع هواها فينعشه اللَّه‏ فينتعش، ويقيل اللَّه عثرته فيتذكّر.(18)

وعن جابر أيضاً قال: خدمت سيّد الأنام(19) أبا جعفر عليه السلام ثمانية عشر سنة، فلمّاأردت الخروج ودّعته فقلت له: أفدني، فقال: بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟! قلت: نعم، إنّكم بحر لاينزف(20) ولايبلغ قعره.

قال: يا جابر، بلّغ شيعتي عنّي السلام، وأعلمهم أ نّه لا قرابة بيننا وبين اللَّه عزّوجلّ، ولايتقرّب إليه إلّا بالطاعة له، يا جابر، من أطاع اللَّه وأحبّنا فهو وليّنا.(21)

وفي الكافي: عن معلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن حقّ المؤمن فقال:

سبعون حقّاً لا اُخبرك إلّا بسبعة، فإنّي عليك مشفق أخشى أن لاتحتمل(22) فقلت: بلى إنشاء اللَّه.

فقال عليه السلام: لاتشبع ويجوع، ولاتكتسي ويعري، وتكون دليله، وقميصه الّذي‏ يلبسه(23)، ولسانه الّذي يتكلّم به، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهّد فراشه وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت‏ ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية اللَّه عزّوجلّ.(24)

وفي البلد الأمين: قال الصادق عليه السلام:

ليس من شيعتنا من لم يصلّ صلاة الليل.(25)

وعنه عليه السلام:

أبغض الخلق إلى اللَّه جيفة بالليل وبطّال بالنهار.(26)


1) الخصال: 515/2 ح1، عنه البحار: 78/27 ح 12.

2) هكذا، ولكن الصحيح كما في أمالي المفيد والطوسي: حنش، وفي البحار: حبيش، وكليهما متّحدان. اُنظر معجم رجال الحديث: 215/4 و230، و306/6.

3) بشارة المصطفى: 46، أمالي الطوسي: 113 ح 172، أمالي المفيد: 334 ح4، عنهما البحار:53/27 ح6.                                    

4) بشارة المصطفى: 260.

5) العترة: ما تفرّعت منه الشُعَب، نسل الرجل. عترة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لامحالة ولد فاطمة عليها السلام.

6) الأهل: الأقارب والعشيرة.

7) ذاتي: أي ما ينسب إليّ سوى ما ذكر.) البحار ).

8) علل الشرايع: 140/1 ح3، عنه البحار: 86/27 ح 30، وص 112 ح 85 عن فردوس الأخبار وأخرجه في بشارة المصطفى: 52 و168 (نحوه).                    

9) الأحزاب: 4.

10) تأويل الآيات: 447/2 ح1، عنه البحار: 317/24 ح 23، وأورده في بشارة المصطفى:  87 و أمالي الطوسي: 147/1 ح 56، عنه البحار: 83/27 ح 24 عن أميرالمؤمنين عليه السلام (نحوه)، والحديث طويل ذكره مختصراً.

11) أمالي الصدوق: 111 ح7 المجلس الثالث عشر، عنه البحار: 52/27 ح4، مشكاة الأنوار: 84 .

12) الجلباب: القميص، والثوب المشتمل على الجسد كله، كنّي عن الصبر، لأ نّه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن. 

(13) القرار: المكان المنخفض يجتمع فيه الماء.

14) الإختصاص: 305، بصائر الدرجات: 391 ح3، عنها البحار: 294/41 ح 17، و43/72 ح51، ومدينة المعاجز: 198/2 ح 503.

15) عني بالأمر، عنياً وعناية : إهتمّ وشغل به ، فهو معنيّ به .

16) أوِدَ أَوَداً: أعوج. يقال: أقام أوَده: أي قوّم إعوجاجه.

17) صرعه ، صرعاً : طرحه على الأرض .

18) تحف العقول: 284، عنه البحار 162/78 ح1.

19) سيّدنا الإمام، خ.

20) نزف: نفد وفني.

21) أمالي الطوسي: 296 ح 29 المجلس الحادي عشر، عنه البحار: 182/78 ح8 ، وأورده ‏الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى: 189.

22) قال المجلسي‏ قدس سره: أخشى أن لاتحتمل، أي لاتعمل بها، أو لاتقبلها حقّ‏ القبول، فيدلّ‏ على ‏أنّ هذه ‏من الآداب الّتي يعذر السامع بالجهل بها، والقائل في ترك القول إذا علم عدم عمل السامع بها....

23) أي تكون محرم أسراره ومختصّاً به غاية الإختصاص.

24) الكافي: 174/2 ح 14عنه البحار: 255/74 ح 52. وفيه زيادة على ما ذكر.

25) البلد الأمين: 47 هامش، روضة الواعظين: 321، عنه البحار: 162/87 ذ ح 53، ورواه في‏ الدعوات: 272 ح 778، المقنعة: 19 س 16، عنه الوسائل: 280/5 ح 10.

26) البحار: 158/87 ح 46، عن كتاب الغايات.

 

 

 

 

    بازدید : 4913
    بازديد امروز : 75411
    بازديد ديروز : 103882
    بازديد کل : 132994466
    بازديد کل : 92105407