الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الأخطار الّتي تواجه الرّحلات الفضائيّة في زماننا

  الأخطار الّتي تواجه الرّحلات الفضائيّة في زماننا

  إنّ هذا الّذي نقلناه مبيّن للتّكاليف الباهظة والميزانيّة العظيمة الّتي صرفتها وتصرّفها الدّول الإستعماريّة العظمى من دون أيّ جدوى أو طائل . ومن الواضح أنّهم يعلمون جيّداً أنّ الأجيال القادمة ستضحك وتسخر من عجزهم وضعفهم في هذا المجال .

  ونتطرّق هنا إلى ذكر نقطة هامّة وحسّاسة ، وهي : إنّ المصاريف الباهضة والكبيرة الّتي تصرف على الرّحلات الفضائيّة في زماننا الحاضر - بالطّبع إلى القمر وليس إلى الكواكب والمجرّات البعيدة - هي واحدة من العوامل الأساسيّة في عدم نجاح الدّول الإستكباريّة في تلك الرّحلات ، وتدخل أيضاً أمور أخرى في عدم حصولهم على الموفّقيّة المطلوبة في المشاريع الفضائيّة .

  ولا شكّ في أنّ الأخطار الجسيمة هي واحدة من العقبات الاُخرى الّتي تقف حجر عثرة أمام الرّحلات الفضائيّة في هذا الزّمان ، وفي الحقيقة فإنّ هذه الدّول مستعدّة لتعريض سلامة وأرواح الملايين من البشر من أجل تحقيق أهدافهم المغرضة .

  إنّ تنفيذهم البرامج الخطرة في الرّحلات هذه هي شهادة حيّة على أنّهم لايولون أيّ أهمّيّة ولايعطون أيّ قيمة للحياة الإنسانيّة ، ولايبالون لما تعرّضت له حياة الكثيرين للخطر ! وإليكم هذا التّقرير التّالي لتوضيح هذا الموضوع :

  «أطلقت ناسا في سنة 1997 م آخر مكوك فضائي نووي بإسم «كاسيني» ، وأرسل إلى الفضاء وهو يحمل معه 32 كيلوغراماً من البلوتونيم أكثر ممّا كانت تحمله السّفن الأخرى .

  واعترفت ناسا وبالإجبار بالأخطار الناشئة والمحتملة من انتشار هذه المادّة . فإذا كانت «كاسيني» تنفجر في طبقات الخلاف الجوي ، فإنّ أكثر من 5 مليارات من البشر يتعرّضون إلى إشعاعات هذا المقدار القليل من تلك الإشعاعات الذّرّية ، بعد أن شخصت مادّة البلوتونيم أنّها تسبّب في زيادة ومضاعفة الإصابة بمرض السّرطان على أمد بعيد حتّى لو تنفّس الإنسان منها الشّي‏ء القليل ، وتزداد نسبة هذا الإحتمال عندما يدخل مشروع برومتيوس إلى حيّز التّنفيذ .

  يقول «بروس كانكون» وهو عضو في الهيئة العالميّة للحيلولة دون إنتشار الأسلحة والطّاقة النّوويّة في الفضاء : إنّ هذا النّوع من التّقنية غير ضروري ، فإذا وقعت حادثة في هذا الخصوص ، فسوف تكون لها أثار مخرّبة ومدمّرة .

  وأضاف قائلاً : إنّ إطلاق هذه السّفينة هو الخطر الأخير في سلسلة الحوادث الإحتماليّة الإجتماعيّة طويلة الأمد .»(16)

  فهل إنّ القيام بمثل هذا المشروع يعود صالحه إلى المجتمع الإنساني أم يعدّ خيانة وجريمة لاتغتفر ! وهنا نقطة يمكن الإشارة إليها وهي : إنّهم إعترفوا أنّه لو تمّت هذه العمليّة بنجاح فإنّ أقصى ما يمكن الوصول إليه هو 10 إلى 12 نجمة من ما مجموعة مليارات من النّجوم الموجودة في مجرّتنا ! وليست الموجودة في بقيّة المجرّات الأخرى .


16) مجلة المعارف : صفحة 42 ، سنة 26 ، شهر مهر 1383 ش ، رقم التسلسل 360 .

 

 

 

 

    زيارة : 7858
    اليوم : 50440
    الامس : 94259
    مجموع الکل للزائرین : 132552218
    مجموع الکل للزائرین : 91883885