الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب الرابع عشر : قطرة من بحار مناقب الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه

الباب الرابع عشر

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الثاني عشر، بقيّة اللَّه في أرضه

وحجّته على عباده، كاشف الأحزان وخليفة الرحمان

المهديّ من آل محمّد، الحجّة بن الحسن صاحب الزمان

صلوات اللَّه عليه

 

   1151/1 -  في كمال الدين للصدوق ‏قدس سره: بأسانيده عن حكيمة - في حديث طويل‏يشتمل على أخبار ولادة الحجّة عليه السلام - إلى أن قالت:

   فلم أزل أراقبها - يعني النرجس ‏عليها السلام  - إلى ]وقت[ طلوع الفجر ]وهي نائمة بين‏ يدي لا تقلب جنباً إلى جنب حتّى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر[ وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها.

   فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: اقرئي عليها «إنَّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ»(349) فأقبلت‏ أقرأ عليها ]وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر ]بي[ الأمر الّذي أخبرك به مولاي ‏فأقبلت أقرأ عليها[ كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ(350) وسلّم‏ عليّ.

   قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: لاتعجبي من أمراللَّه عزّوجلّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه‏ كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتّى غيّبت عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة، فقال لي: إرجعي يا عمّة، فإنّك ‏ستجديها في مكانها.

   قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب(351) ]الّذي كان[ بيني وبينها وإذا أنابها وعليها من أثر النور ما غشى بصري، وإذا أنا بالصبيّ‏ عليه السلام ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه ]نحو السماء(352)]، وهو يقول:

   أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ جدّي ]محمّداً[ رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّ أبي أميرالمؤمنين ‏عليه السلام، ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه فقال ‏عليه السلام:

   اللهمّ انجز لي وعدي(353) وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ  الأرض بي عدلاً وقسطاً.

   فصاح بي أبو محمّد الحسن‏ عليه السلام فقال: يا عمّة، تناوليه فهاتيه، فتناولته وأتيت به‏ نحوه، فلمّا مثّلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلّم على أبيه، فتناوله الحسن ‏عليه السلام]منّي[ والطير ترفرف على رأسه، ]وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: امضي به إلى ‏اُمّه لترضعه وردّيه إليّ.

   قالت: فتناولته اُمّه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمّد عليه السلام والطير ترفرف على ‏رأسه[ فصاح بطير منها فقال له: إحمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً فتناوله الطائر(354) وطار به في جوّ السماء، وأتبعه سائر الطير.

   فسمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: استودعك ]اللَّه[ الّذي استودعته(355) اُمّ موسى ]موسى[، فبكت نرجس‏ عليها السلام فقال لها: اسكتي، فإنّ الرضاع عليه محرّم إلّا من ‏ثديك وسيعاد إليك كما ردّ موسى إلى اُمّه، وذلك قوله عزّوجلّ: «فَرَدَدْناهُ إِلى اُمِّهِ كَيْ ‏تَقَرَّ عَيْنُها وَلاتَحْزَنَ»(356).

   قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر(357)؟ قال: هذا روح القدس الموكّل‏ بالأئمّة عليهم السلام يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم.

   قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام ووجّه إليّ ابن أخي ‏عليه السلام ‏فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بصبيّ متحرّك يمشي بين يديه، فقلت: سيّدي؛ هذا ابن سنتين؟ فتبسّم‏ عليه السلام، ثمّ قال:

   إنّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم، وإنّ ‏الصبيّ منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وإنّ الصبيّ منّا ليتكلّم في بطن‏ اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّوجلّ وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.(358)

-------------------------------------------------------

   1152/2 -  في الثاقب في المناقب: السياري، قال: حدّثتني نسيم ومارية، قالتا: لمّا خرج صاحب الزمان‏ عليه السلام من بطن اُمّه سقط جاثياً على رُكبتيه، رافعاً سبّابته نحو السماء، ثمّ عطس فقال: الحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على محمّد وآله عبداً ذاكراً  للَّه غير مستنكف ولا مستكبر.

   ثمّ قال: زعمت الظلمة أنّ حجّة اللَّه داحضة(359)، ولو اُذن لنا في الكلام لزال ‏الشكّ.(360)

   أقول: ورواه الصدوق‏ قدس سره في كمال الدين أيضاً.(361)

-------------------------------------------------------

   1153/3 -  في مصباح الأنوار: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عمر بن دينار، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   إنّ اللَّه اختار من الأيّام الجمعة، ومن الليالي القدر، ومن الشهور رمضان، واختارني نبيّاً واختار عليّاً لي وصيّاً ووليّاً واختار من عليّ الحسن والحسين‏ عليهم السلام ‏حجّة اللَّه على العالمين تاسعهم أعلمهم وأحكمهم.(362)

-------------------------------------------------------

   1154/4 -  في منتخب البصائر : وقفت على كتاب خطب لمولانا أميرالمؤمنين‏ عليه السلام‏ وفي آخرها يذكر زمان ظهور القائم ‏عليه السلام.

   ثمّ يسير إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل،وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزيّن لأهلها، وتأمن‏ الوحوش حتّى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويقذف في قلوب المؤمنين ‏العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية «يُغْنِ اللَّهُ ‏كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ»(363).

   وتخرج الأرض كنوزها ويقول القائم‏ عليه السلام: كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام ‏الخالية.(364)

-------------------------------------------------------

   1155/5 -  في الخرائج: موسى بن عمر، عن ابن محبوب، عن صالح بن‏حمزة عن أبان، عن أبي عبداللَّه‏ عليه السلام قال:

   العلم سبعة وعشرون حرفاً(365) فجميع ما جاءَت به الرسل حرفان، فلم يعرف‏ الناس حتّى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا عليه السلام أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً.(366)

-------------------------------------------------------

   1156/6 -  روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري بأسانيده المفصّلة إلى أبي ‏عبداللَّه عليه السلام قال:

   كأنّي بالقائم‏ عليه السلام على ظهر النجف، لبس درع رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم تتقلّص عليه، ثمّ‏ ينتفض بها فتستدير عليه، ثمّ يغشّى(367) بثوب استبرق، ثمّ يركب فرساً له أبلق بين‏ عينيه شمراخ(368) ينتفض به حتّى لا يبقى أهل له إلّا أتاهم  بين ذلك الشمراخ حتّى‏تكون آية له.

   ثمّ ينشر راية رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وهي المغلبة، عودها من عهد غرس اللَّه، وسيرها من نصر اللَّه، لا يهوي بها إلى شي‏ء إلّا أهلكته.

   قال: قلت: مخبئة هي أم يؤتى بها؟

   قال: بل يأتي بها جبرئيل ‏عليه السلام، وإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب‏ ووضع اللَّه يده على رؤوس العباد، فلايبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد، واُعطي قوّة أربعين رجلاً، فلايبقى ميّت يومئذ إلّا دخلت عليه تلك‏ الفرحة في قبره، حتّى يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بخروج القائم‏ عليه السلام، فيهبط مع الراية إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً.

   قال: قلت: كلّ هؤلاء ملائكة؟

   قال: نعم، كلّهم ينتظرون قيام القائم‏ عليه السلام الّذين كانوا مع نوح في السفينة والّذين‏كانوا ]مع إبراهيم حين اُلقي في النار، والّذين كانوا[ مع موسى حين فلق البحر،والّذين كانوا مع عيسى حيث رفعه اللَّه ]إليه[، وألف مع النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم مسوّمين، وألف‏ مردفين، وثلاثمائة وثلاث عشر كانوا مع النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا إلى الأرض ليقاتلوا مع الحسين‏ عليه السلام فلم يؤذن لهم، فرجعوا في الاستيمار، فهبطوا وقد قتل الحسين‏ عليه السلام، فهم شُعث غُبر عند قبره يبكونه إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين‏ عليه السلام إلى السماء مختلف الملائكة.(369)

-------------------------------------------------------

   1157/7 -  وفيه: وأخبرني أبوالحسين جعفر بن محمّد الحميري، عن محمّد بن ‏فضيل، عن أبي الحسن الرضا    عليه السلام قال:

   إذا قام القائم‏ عليه السلام يأمر اللَّه الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في‏ مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم عليه السلام من بعض الملائكة أن يحمله]فيحمله[ الملك حتّى يأتي القائم‏ عليه السلام فيقضي حاجته ثمّ يردّه.

   ومن المؤمنين مَن يسير في السحاب، ومنهم مَن يطير مع الملائكة، ومنهم مَن‏ يمشي مع الملائكة مشياً، ومنهم مَن يسبق الملائكة، ومنهم مَن يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمنون أكرم على اللَّه مَن الملائكة، ومنهم مَن يصيّره القائم‏    عليه السلام قاضياً بين‏ مائة ألف من الملائكة.(370)

-------------------------------------------------------

   1158/8 -  ابن بابويه: عن عليّ بن عبداللَّه الورّاق، عن سعد بن عبداللَّه، عن‏ أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ‏ العسكري‏ عليهما السلام وأنا اُريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً:

   يا أحمد بن إسحاق، إنّ اللَّه تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم‏ عليه السلام‏ ولايخلّيها إلى أن تقوم الساعة من حجّة للَّه على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل‏ الأرض، وبه ينزّل الغيث، وبه يخرج نبات الأرض(371).

   قال: فقلت له: يابن رسول اللَّه، فمن الخليفة والإمام بعدك؟

   فنهض‏ عليه السلام مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، وقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على اللَّه ‏عزّوجلّ وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنّه سميّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏وكنيّه، الّذي يملأ  الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

   يا أحمد بن إسحاق، مثله ]في هذه الاُمّة مثل الخضر عليه السلام ومثله[ مثل ذي ‏القرنين، واللَّه ليغيبنّ غيبةً لاينجو من الهلكة فيها إلّا من ثبّته اللَّه تعالى على القول‏ بإمامته، ووفّقه ]فيها[ للدعاء بتعجيل فرجه.

   قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يامولاي، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟

   فنطق الغلام‏ عليه السلام بلسان عربيّ فصيح، فقال: أنا بقيّة اللَّه في أرضه، والمنتقم من ‏أعدائه، فلاتطلب أثراً  بعد عين ]يا أحمد بن إسحاق[.

   فقال أحمد ]بن إسحاق[: فخرجت مسروراً فرحاً، فلمّا كان من الغد عدت إليه ‏فقلت له: يابن رسول اللَّه، لقد عظم سروري بما مننت ]به[ عليّ(372) فما السنّة الجارية فيه من الخضر عليه السلام وذي القرنين؟

   فقال‏ عليه السلام: طول الغيبة يا أحمد، فقلت له: يابن رسول اللَّه، وإنّ غيبته لتطول؟

   قال: إي وربّي حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولايبقى إلّا من أخذ اللَّه ‏عزّوجلّ عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه.

   يا أحمد بن إسحاق، هذا أمر من أمر اللَّه، وسرّ من سرّ اللَّه، وغيب من غيب اللَّه ‏فخذ ما آتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين ]تكن معنا غداً في علّيّين[.(373)

-------------------------------------------------------

   1159/9 -  محمّد بن مسعود العيّاشي، عن آدم بن محمّد البلخي، عن عليّ بن‏ الحسن بن هارون الدقّاق، عن جعفر بن محمّد بن عبداللَّه بن القاسم بن إبراهيم]بن[ الأشتر، عن يعقوب بن منقوش(374) قال: دخلت على أبي محمّد ]الحسن بن‏ عليّ ‏عليهما السلام[ وهو جالس على دكّان في الدار ]و[ عن يمينه بيت عليه ستر مسبّل‏ فقلت له: سيّدي، من صاحب هذا الأمر؟

   فقال ‏عليه السلام: إرفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسيّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دُرّي المقلتين ]شئن الكفّين، معطوف‏ الركبتين(375)] في خدّه الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة(376)، فجلس على فخذ أبي‏ محمّد عليهما السلام، ثمّ قال لي: هذا هو صاحبكم.

   ثمّ وثب فقال له: يا بنيّ، اُدخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه.

   ثمّ قال لي: يا يعقوب، اُنظر إلى من في البيت. فدخلت فما رأيت أحداً.(377)

-------------------------------------------------------

   1160/10 -  كمال الدين: بأسانيده، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام، قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه، يأتمّ  به وبأئمّة الهدى من‏ قبله، ويبرء إلى اللَّه عزّوجلّ من عدوّهم، اُولئك رفقائي وأكرم اُمّتي عليّ.(378)

-------------------------------------------------------

   1161/11 -  وفيه: بأسانيده، عن عليّ بن الحسين بن ]عليّ بن[ أبي طالب‏ عليهم السلام أنّه‏ قال:

   فينا نزلت هذه الآية: «وَاُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ»(379)،وفينا نزلت هذه الآية: «وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً في عَقِبِهِ»(380)، والإمامة في عقب‏ الحسين بن عليّ بن أبي طالب‏ عليهما السلام إلى يوم القيامة.

   وأنّ للقائم‏ عليه السلام منّا غيبتين: إحداهما أطول من الاُخرى، أمّا الاُولى فستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّة سنين، وأمّا الاُخرى فيطول أمدها حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلايثبت عليه إلّا من قوي يقينه وصحّت معرفته ولم يجد في نفسه‏ حرجاً ممّا قضينا، وسلّم لنا أهل البيت‏ عليهم السلام.(381)

   قال العلّامة المجلسي‏ رحمه الله: ]قوله ‏عليه السلام:[ «فستّة أيّام» لعلّه إشارة إلى اختلاف‏ أحواله‏ عليه السلام في غيبته، فستّة أيّام لم يطّلع على ولادته إلّا خاصّ الخاصّ من‏أهاليه ‏عليه السلام، ثمّ بعد ستّة أشهر اطّلع عليه غيرهم من الخواصّ، ثمّ بعد ستّ سنين‏عند وفات والده‏ عليه السلام  ظهر أمره لكثير من الخلق.

-------------------------------------------------------

   1162/12 -  في الصراط المستقيم: عن حذيفة:

   تبنى مدينة ممّا يلي المشرق و يكون فيها وقعة لم يسمع أهل ذلك الزمان ‏بمثلها، ثمّ تنجلي هي، والوقعة(382) الّتي ]قبلها[ في أهل الشام عن أربع مائة ألف ‏قتيل، ثمّ يخرج المهدي في أثر ذلك في ثلاثمائة راكب، منصوراً لاتردّ له راية.(383)

-------------------------------------------------------

   1163/13 -  وفيه: أسند إلى الصادق‏ عليه السلام: زجر(384) الناس قبل قيام القائم‏ عليه السلام عن‏ معاصيهم، وتظهر في السماء حمرة، وخسف ببغداد والبصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوف لايكون لهم معه ‏قرار.(385)

-------------------------------------------------------

   1164/14 -  في الإختصاص المنسوب للمفيد رحمه الله: جعفر بن محمّد بن مالك‏ الكوفي، عن أحمد بن مدير(386) - من ولد الأشتر - عن محمّد بن عمّار الشعراني، عن أبيه، عن أبي بصير قال:

   كنت عند أبي عبداللَّه‏ عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلّمه بلسان لا أفهمه، ثمّ رجع إلى شي‏ء فهمته، فسمعت أباعبداللَّه‏ عليه السلام يقول: اركض برجلك‏ الأرض، فإذا بحر تلك الأرض على حافتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس ‏سروجهم.

   فقال أبوعبداللَّه ‏عليه السلام: هؤلاء ]من(387)] أصحاب القائم ‏عليه السلام.(388)

-------------------------------------------------------

   1165/15 -  في الصراط المستقيم: لمّا مات العسكري‏ عليه السلام بعث المعتضد ثلاثة نفر يكبسوا داره، ومن لقيه(389) فيها يأتونه برأسه، ففعلوا، فدخلوا الدار فرأوا سردابا ً فوجدوا ماءاً(390) ورجلاً على الماء يصلّي على حصير، ]ولم يلتفت إلينا.

   فسبق أحمد بن عبداللَّه[ فطفر ]أحدهم(391)] إليه، فهمّ أن يغرق فخلّصوه، فطفر آخر فكان كذلك فخلّصوه، فانتهروا وعادوا إلى المعتضد فاستكتمهم.(392)

-------------------------------------------------------

   1166/16 -  وفيه: يوسف بن أحمد الجعفري، قال: انصرفت من الحجّ إلى الشام ‏فنزلت اُصلّي فرأيت أربعة في محمل فتعجّبت منهم فقال ]لي[ أحدهم: تركت‏ صلاتك؟ قلت: وما أعلمك بذلك منّي؟

   قال: أتحبّ أن ترى صاحب زمانك؟ قلت: إنّ له علامات. قال: فرأيت الجمل‏ وما عليه يرتفع إلى السماء.(393)

-------------------------------------------------------

   1167/17 -  وفيه: عن الصادق‏ عليه السلام: يمدّ اللَّه لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتّى‏لايكون بينهم وبين قائمهم‏ عليه السلام حجاب، يريد يكلّمهم فيسمعونه وينظرون إليه في ‏مكانه.(394)

-------------------------------------------------------

   1168/18 -  في الثاقب في المناقب: سعد بن عبداللَّه بن أبي خلف القمي قال:- في حديث طويل، أنا اقتصر على الموضع المقصود منه - قال: مضيت إلى سرّ من‏ رأى مع أحمد بن‏ إسحاق لأزور أبا محمّد عليه السلام وأسأله عن مسائل اُشكلت عليّ.

   فلمّا وصلنا ]إليها[ ووردنا باب أبي محمّد عليه السلام استأذنّا، فخرج الإذن بالدخول‏ وكان على عاتق أحمد بن إسحاق جراب غطّاه بكساء طبري، فيه مائة وستّون صرّة من الدنانير والدراهم على كلّ صرّة منها ختم لصاحبه.

   قال سعد: فما شبّهت أبامحمّد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلّا ببدر قد استوى(395) لياليه أربعاً بعد عشرة، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، على رأسه فرق بين وفرة، كأنّه ألف بين واوين، وبين يديه رمّانة ذهبية تلمع ببدائع نقوشها، ووسطها ]غرائب[ الفصوص المركّبة عليها، قد كان أهداها له ‏بعض ]رؤساء[ أهل البصرة، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر فيه على البياض قبض‏ الغلام على أصابعه، فكان مولانا عليه السلام يدحرج الرمّانة بين يديه ويشغله بردّها كي لايصدّه عن كتبة ما أراده.

   فسلّمنا عليه فألطف بالجواب وأومأ إلينا بالجلوس. فلمّا فرغ من كتابه(396) الّذي‏كان بيده أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيّ كسائه، فوضعه بين يديه، فنظر المولى أبومحمّد عليه السلام إلى الغلام‏ عليه السلام وقال: يا بنيّ، فضّ الخاتم(397) على هدايا شيعتك]الّتي[ بعثوها إليك.

   فقال: يا مولاي، يجوز لي أن أمدّ يدي الطاهرة إلى هدايا نجسة، وأموال ‏رجسة، قد خلط حلّها بحرامها.

   فقال‏ عليه السلام: يابن إسحاق، استخرج ما في الجراب ليميّز بين الحلال والحرام منها.

   فأوّل صرّة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام: هذا لفلان بن فلان من محلّة كذا(398)يشتمل على اثنين وستّين ديناراً، منها من ثمن حجرة باعها، وكانت ورثها(399) من‏ أبيه خمسة وأربعين ديناراً، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر ديناراً وفيها من ‏اُجرة الحوانيت ثلاثة دنانير.

   فقال مولانا عليه السلام: يا بنيّ، فدلّ(400) الرجل على الحرام منها.

   ]فقال: فتّش عن دينار منها[ رازي السكّة، تاريخه سنة كذا، قد انطمس من‏ نصف إحدى صفحتيه نقشه وقراضة آمليّة(401) وزنها ربع دينار.

   والعلّة في تحريمها أنّ صاحب هذه الجملة(402) وزن في شهر كذا ]من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّاً وربع ]منّ(403)]، فأتت على ذلك مدّة قبض‏ انتهاها لذلك الغزل سارقاً، فأخبر به الحائك صاحبه فكذّبه واستردّ منه بدل ذلك‏ منّاً ونصف منٍّ مِن غزل أدقّ(404) ممّا كان دفعه إليه، فاتّخذ من ذلك ثوباً، كان هذاالدينار مع القراضة ثمنه.

   فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه‏ وبمقدارها على حسب ما قال، واستخرج الدينار والقراضة بتلك العلامة.

   ثمّ أخرج صرّة اُخرى فقال الغلام ‏عليه السلام: هذا لفلان بن فلان من محلّة كذا ]وهو[تشتمل على خمسين ديناراً، لا يحلّ لنا مسّها.(405)

   قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنّها ]من[ ثمن حنطة قد حاف(406) صاحبها على أكاريه ‏في المقاسمة، وذلك أنّه قبض حصّته منها بكيل واف وكال(407) ما خصّ الأكّارون ‏منها بكيل بخس.

   فقال ‏عليه السلام: صدقت يا بنيّ.

   ثمّ قال: يا أحمد بن إسحاق، أحملها بأجمعها(408) لتردّها، أو توصي بردّها على‏ أربابها، ولا حاجة لنا في شي‏ء منها، وأتنا بثوب العجوز.

   قال أحمد: وكان ذلك الثوب في حقّة له(409) فنسيته.

   فلمّا انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إليّ مولانا عليه السلام فقال: ما جاء بك ‏يا سعد؟ فقلت: شوّقني أحمد بن إسحاق ]الخصيب[ إلى لقاء مولانا.

   قال: فالمسائل الّتي أردت أن تسأل عنها؟ فأقبلت على سؤالها(410).

   قال: سل قرّة عيني عنها - وأومأ إلى الغلام - فأسأله عمّا بدا لك، فسألته عنها فأجاب.

   وقد تركت ذكر بعضها مخافة التطويل(411).

   فلمّا أجاب قام أبومحمّد عليه السلام مع الغلام وانصرفت عنهما، وطلبت أثر أحمد بن‏ إسحاق فاستقبلني باكياً، فقلت: ما أبكاك ]وأبطأك[؟ فقال: ]قد[ فقدت الثوب‏ الّذي سألني مولاى أحضره(412) فقلت: ما عليك، فأخبره فانصرف من عنده متبسّماً، وهو يصلّي على محمّد وآل محمّد.

   فقلت: ما الخبر؟ قال: وجدت الثوب مبسوطاً تحت قدمي مولاي يصلّي عليه.

   فقال سعد: حمدت(413) اللَّه تعالى ]وأثنى عليه على[ ذلك، وجعلنا نختلف بعد ذلك إلى منزله أيّاماً، ولانرى الغلام بين يديه.

   فلمّا كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق ]وكهلان من أهل بلدنا [فانتصب أحمد بن إسحاق قائماً بين يديه، وقال: يابن رسول اللَّه، قد دنت الرحلة واشتدّت المحنة، ونحن نسأل اللَّه تعالى أن يصلّي على جدّك المصطفى، وعليّ ‏المرتضى أبيك، وعلى سيّدة النساء اُمّك، وعلى سيّدي شباب أهل الجنّة عمّك‏ وأبيك، وعلى الأئمّة الطاهرين من بعدهما آبائك، وأن يصلّي عليك وعلى ولدك‏ ونرغب ]إليه أن يعلي كعبك، ويكبت عدوّك و[ ]أن(414)] لا جعله اللَّه هذا آخر عهدنا من لقائك.

   فلمّا قال هذه الكلمة استعبر عليه السلام حتّى انهملت دموعه، وتقاطرت عبراته.

   ثمّ قال: يابن إسحاق، لا تكلّف في دعائك شططاً، فإنّك ملاق اللَّه تعالى في‏ صدرك هذا.

   فخرّ أحمد مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال: سألتك باللَّه وبحرمة جدّك‏ رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلّا ما شرّفتني بخرقة أجعلها كفناً.

   فأدخل‏ عليه السلام يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهماً وقال: خذها، ولاتنفق‏ على نفسك غيرها، فإنّك لن تعدم(415) ما سألت، ]و[ إنّ اللَّه تعالى لايضيّع أجر من ‏أحسن عملاً.

   قال سعد: فلمّا صرنا بعد منصرفنا من حلوان على ثلاثة فراسخ حمّ أحمد بن‏ إسحاق وصارت به علّة صعبة ] آيس من حياته فيها، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في ‏بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل(416)] بلده كان قاطناً بها(417)، ثمّ ‏قال: تفرّقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي، فانصرفنا عنه ورجع كلّ واحد منّا إلى مرقده.

   قال سعد: فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة، ففتحت عيني‏ فإذا أنا بكافور الخادم - خادم مولانا أبي محمّد عليه السلام - وهو يقول: أحسن اللَّه بالخير عزاءكم، وجبر بالمحبوب رزيّتكم، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه‏ فقوموا لدفنه، فإنّه من أكرمكم محلاًّ عند سيّدكم، ثمّ غاب عن أعيننا.(418)

-------------------------------------------------------

   1169/19 - وفيه: أحمد بن أبي روح، قال: وجّهت إليّ  إمرأة فاطميّة من أهل‏ دينور ]فأتيتها[ فقالت: يابن أبي روح، أنت أوثق من ]في[ ناحيتنا ورعاً، وإنّي اُريد أن اُودّعك أمانة ]و[ أجعلها في رقبتك تؤدّيها وتقوم بها.

   فقلت: أفعل إن شاء اللَّه تعالى.

   فقالت: هذه دراهم في هذا الكيس المختوم، لا تحلّه ولاتنظر ما فيه حتّى تؤدّيه ‏إلى من يخبرك بما فيه، وهذا قرطي يساوي عشرة دنانير، وفيه ثلاث لؤلؤات ‏تساوي عشرة دنانير، ولي إلى صاحب الأمر عليه السلام حاجة ]اُريد[ أن يخبرني بها قبل‏ أن أسأله عنها.

   فقلت: ما الحاجة؟ قالت: عشرة دنانير استقرضتها اُمّي في عرسي، ]ولا أدري ‏ممّن استقرضتها، و[ لا أدري إلى من أدفعها، ]فإن أخبرك بها فادفعها[ إلى من ‏يأمرك به.

   قال: وكنت أقول بجعفر بن علي، فقلت: هذه المحنة بيني وبين جعفر.

   فحملت المال وخرجت حتّى دخلت بغداد، فأتيت حاجز بن يزيد الوشّاء فسلّمت عليه وجلست فقال: ]أ[لك حاجة؟ فقلت: هذا مال دفع إليّ لأدفعه إليك،أخبرني كم هو؟ ومن دفعه إليّ؟ فإن أخبرتني دفعته إليك.

   قال: لم أومر بأخذه، وهذه رقعة جاءتني بأمرك، فإذا  فيها: لاتقبل من أحمد بن]أبي[ روح، وتوجّه به إلينا إلى «سرّ من رأى».

   فقلت: لا إله إلّا اللَّه، هذا أجلّ شي‏ء أردته.

   فخرجت به ووافيت «سرّ من رأى»، فقلت: أبدأ بجعفر، ثمّ تفكّرت وقلت: أبدأبهم، فإن كانت المحنة من عندهم وإلّا مضيت إلى جعفر.

   فدنوت من ]باب[ دار أبي محمّد عليه السلام فخرج إليّ خادم، فقال: أنت أحمد بن أبي ‏روح؟ قلت: نعم.

   قال: هذه الرقعة إقرأها ]فقرأتها[ فإذا فيها:

   بسم اللَّه الرحمن الرحيم، يابن أبي روح، أودعتك ]حايل[ بنت الديراني كيساً فيه ألف درهم بزعمك، وهو خلاف ما تظنّ، وقد أدّيت فيه الأمانة، ولم تفتح‏ الكيس ولم تبرز(419) ما فيه، وإنّما فيه ألف درهم، وخمسون ديناراً صحاحاً ومعك‏ قرطان زعمت المرأة أنّها تساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصّين اللذين فيهما وفيهما ثلاث لؤلؤات وهما(420) بعشرة دنانير وهي تساوي أكثر، فادفعهما إلى‏ جاريتنا فلانة، فإنّا قد وهبنا هما لها، وصر إلى بغداد وادفع المال إلى حاجز وخذمنه ما يعطيه لنفقتك إلى منزلك.

   فأمّا العشرة دنانير الّتي زعمت أنّ اُمّها استقرضتها في عرسها، وهي لا تدري من‏صاحبتها ]ولاتعلم لمن هي؟ هي لكلثوم بنت أحمد[ وهي ناصبيّة فتحرّجت أن ‏تعطيها، فإن أحببت أن تقسمها  في إخوانها(421) فاستأذنتها في ذلك، فلتفرقها على‏ضعفاء إخواننا(422) ولاتعودنّ يابن أبي روح إلى القول بجعفر والمحنة له، وارجع إلى‏ منزلك فإنّ عدوّك قد مات، وقد أورثك اللَّه أهله وماله.

   فرجعت إلى بغداد وناولت الكيس حاجزاً فوزنه فإذا فيه ألف درهم صحاح‏وخمسون ديناراً، فناولني ثلاثون ]ديناراً[ وقال: أمرنا بدفعها إليك لتنفقها.

   فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الّذي نزلت ]فيه[ فإذا أنا بفيج قد جاءَني من‏ المنزل كتاباً مختوماً بأنّ حموي(423) قد مات، وأنّ أهلي أمروني بالإنصراف إليهم ‏فرجعت فإذا ]هو[ قد مات، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم.

   وفي ذلك أيضاً عدّة آيات.(424)

-------------------------------------------------------

   1170/20 -  وفيه: محمّد بن الحسن الصوفي، قال: أردت الخروج إلى الحجّ ‏وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضّة، فجعلت ما كان معي من ذهب سبائك‏و]ما[ كان ]معي[ من فضّة نقراً وكان قد دفع ]ذلك[ المال إليه ليسلمه إلى الشيخ ‏أبي القاسم الحسين بن روح ‏رضى الله عنه.

   قال: فلمّا نزلت ب«سرخس» ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت أميز تلك الذهب والفضّة(425) فسقطت سبيكة من تلك السبائك منّي، وغاصت في الرمل‏ وأنا لا أعلم.

   قال: فلمّا دخلت همدان ميّزت تلك السبائك والنقر مرّة اُخرى اهتماماً منّي‏ بحفظها، ففقدت منها بسكّة(426) وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل، أو قال: ثلاثة وتسعون مثقالاً.

   ]قال:[ فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك، فلمّا وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أباالقاسم الحسين بن روح فسلّمت إليه ما كان ‏معي من السبائك والنقر.

   فمدّ يده لأن يميّز بين السبائك(427) إلى السبيكة الّتي كنت سبكتها من مالي بدلاً ممّا ضاع منّي، فرمى بها إليّ وقال لي: ليست هذه السبيكة لنا، وسبيكتنا ضيّعتها ب«سرخس» حيث ضربت الخيمة في الرمل، فارجع إلى مكانك وانزل حيث‏ نزلت، واطلب السبيكة هناك تحت الرمل، فإنّك ستجدها وستعود إليَّ هاهنا ولاتراني.

   قال: فرجعت إلى سرخس ونزلت ]حيث كنت نزلت[ ووجدت السبيكة]تحت الرمل، فنبت عليها الحشيش، وأخذت السبيكة[ وانصرفت إلى بلدي.

   فلمّا كان من السنة القابلة توجّهت إلى مدينة السلام ومعي السبيكة، فدخلت ‏مدينة السلام، وقد كان الشيخ أبوالقاسم الحسين بن روح ‏رضى الله عنه قد مضى، ولقيت‏ أباالحسن عليّ بن ]محمّد[ السمري ‏رضى الله عنه فسملّت السبيكة إليه.

   وفي ذلك عدّة آيات.(428)

-------------------------------------------------------

   1171/21 -  وفيه: أحمد ]بن محمّد[ بن فارس الأديب، قال: سمعت ببغداد حكاية(429) حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني، فسألني أن أكتبها بخطّي ولم أجد سبيلاً إلى مخالفته، وقد كتبتها، وعهدتها على من حكاها.

   وذلك أنّ بهمدان اُناس يعرفون ببني راشد، وهم كلّهم يتشيّعون، ومذهبهم‏ مذهب أهل الإمامة، فسألت عن سبب تشيّعهم من بين أهل همدان، فقال لي شيخ‏ منهم رأيت فيه صلاحاً وسمتاً حسناً: إنّ سبب ذلك أنّ جدّنا الّذي ننتسب إليه ‏خرج حاجّاً فقال: إنّه لمّا فرغ من الحجّ وساروا منازل في البادية.

   قال: فنشطت للنزول والمشي، فمشيت طويلاً حتّى أعييت ووقفت(430) وقلت‏ في نفسي: أنام نومة ]تريحني[ فإذا جاءَت القافلة قمت.

   قال: فما انتبهت إلّا بحر الشمس، ولم أر أحداً، فتوحّشت ولم أر طريقاً و]لا[أثراً، فتوكّلت على اللَّه تعالى وقلت: أتوجّه حيث وجّهني، ومشيت غير طويل ‏فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنّها قريبة عهد بغيث، فإذا تربتها أطيب تربة ونظرت في سواد تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنّه سيف، فقلت ]في نفسي[: ليت‏ شعري ما هذا القصر الّذي لم أعهده ولم أسمع به؟!

   فقصدته فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلّمت عليهما فردّا ردّاًجميلاً، وقالا: إجلس، فقد أتيت(431) بك خيراً، وقام أحدهما ]فدخل[ فاحتبس غيربعيد ثمّ خرج، فقال: قم فادخل.

   فقمت ودخلت قصراً لم أر شيئاً أحسن ولا أضوء منه، وتقدّم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه، ثمّ قال لي: اُدخل، فدخلت البيت وقد علّق فوق رأسه من السقف ‏سيفاً طويلاً يكاد ظبته(432) تمسّ رأسه، ]و[ كان الفتى يلوح في ظلام، فسلّمت، فردّ السلام بألطف كلامه وأحسنه، ثمّ قال: أتدري من أنا؟ فقلت: لا واللَّه.

   قال: أنا القائم من آل محمّد عليهم السلام، أنا الّذي أخرج آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - فأملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

   ]قال:[ فسقطت على وجهي وتعفّرت، فقال: لا تفعل، إرفع رأسك أنت فلان‏ من مدينة بالجبل يقال لها: همذان، قلت: صدقت يا مولاي.

   قال: أفتحبّ أن تؤوب إلى بلدك؟(433) قلت: نعم يا مولاي، وأبشرهم بما أباحه ‏اللَّه تعالى(434) لي، فأومأ إلى خادم وأخذ بيدي وناولني صرّة، وخرج بي ومشى معي‏ خطوات، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة ومسجد، فقال: أتعرف هذا البلد؟ قلت: إنّ بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسدآباد، وهي تشبهها. فقال: أتعرف أسدآباد؟ فامض راشداً فالتفت ولم أره.

   ودخلت أسدآباد، ونظرت فإذا في الصرّة أربعون - أو خمسون ديناراً - فوردت‏ همدان وجمعت أهلي وبشّرتهم بما يسّر اللَّه تعالى لي فلم نزل بخير ما بقي لنا(435)من ]تلك[ الدنانير.(436)

-------------------------------------------------------

   1172/22 -  وفيه: الأزدي، قال: بينا أنا في الطواف، قد طفت ستّاً واُريد السابع‏ وإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشابّ حسن الوجه طيّب الرائحة هيوب مع هيبة متقرّب إلى الناس، يتكلّم، فلم أر أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقه في حسن‏ جلوسه.

   فذهبت أكلّمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم: من هذا؟ فقالوا: ابن ‏رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، يظهر للناس ]آخر الزمان ويظهر(437)] في كلّ سنة لخواصّه يوماً يحدّثهم.

   فقلت: يا سيّدي مسترشداً أتيتك، فأرشدني هداك اللَّه.

   فناولني‏ عليه السلام حصاة فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الّذي ناولك؟(438) فقلت: حصاة. وكشفت يدي عنها فإذا هي سبيكة ذهب.

   فذهبت فإذا أنا به‏ عليه السلام قد لحقني، فقال لي: ثبتت(439) عليك الحجّة وظهر لك الحقّ‏ وذهب عنك العمى، أتعرفني؟ فقلت: لا.

   فقال ‏عليه السلام: أنا المهدي، أنا القائم بأمر اللَّه، أنا قائم الزمان، أنا الّذي أملأها عدلاًكما ملئت ]ظلماً[ وجوراً، إنّ الأرض لاتخلو من حجّة، ولاتبقى الناس في فترة،]و[ هذه أمانة تحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ.(440)

-------------------------------------------------------

   1173/23 -  وفي إثبات الوصيّة للمسعودي‏ قدس سره: وحدّثنا علان قال: حدّثني أبو نصر ضرير الخادم، قال: دخلت على صاحب الزمان‏ عليه السلام، فقال ]لي(441)]: عليّ بالصندل ‏الأحمر، فأتيته به، فقال: أتعرفني؟ قلت: نعم.

   قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيّدي، وابن سيّدي، فقال: ليس عن هذا سألتك، قال ‏طريف(442): فقلت: جعلت فداك، فسّر لي؟

   فقال: أنا خاتم الأوصياء، وبي رفع اللَّه البلاء عن أهلي وشيعتي.(443)

   وقوله: «طريف» أي: لطيف وغريب المعجب للنفس، والمراد به طرف بصره ‏إذا أطبق أحد جفينه لأسرار، كما أصرّ الراوي، ويعلم أنّه من الأسرار، وكلاهما مناسب للمقام.

-------------------------------------------------------

   1174/24 -  وفيه: بهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي‏ بصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:

   يكون منّا بعد الحسين‏ عليه السلام تسعة تاسعهم قائمهم وهو أفضلهم.(444)

-------------------------------------------------------

   1175/25 -  في ثواب الأعمال: بالإسناد قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   سيأتي على اُمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، ولا من الإسلام إلّا إسمه، ليسمّون(445) به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة، وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.(446)

-------------------------------------------------------

   1176/26 -  أبو عليّ  الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العبّاس بن‏ عامر، عن العرزمي، عن أبي عبداللَّه‏    عليه السلام  قال:

   قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلّا بالقتل‏والتجبّر، ولا الغنى إلّا بالغصب والبخل، ولا المحبّة إلّا باستخراج الدين واتّباع ‏الهوى.

   فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على‏ البغضة وهو يقدر على المحبّة، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العزّ، آتاه اللَّه ثواب‏خمسين صدّيقاً ممّن صدّق بي.(447)

-------------------------------------------------------

   1177/27 -  علل الشرايع للصدوق‏ قدس سره: أبي، عن سعد، عن الحسن بن عيسى بن‏ محمّد بن عليّ بن جعفر، عن جدّه محمّد، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن‏ جعفر عليهما السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللَّه اللَّه في أديانكم لا يزيلكم أحدعنها.

   يا بنيّ، أنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان ‏يقول به، إنّما هي محنة من اللَّه عزّوجلّ امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم‏ ديناً أصحّ من هذا لاتّبعوه.

   فقلت: يا سيّدي، من الخامس من ولد السابع؟

   قال: يا بنيّ، عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن‏تعيشوا فسوف تدركوه(448).(449)

-------------------------------------------------------

   1178/28 -  كمال الدين: بأسانيده عن عبدالعظيم الحسني‏ رضى الله عنه عن محمّد بن‏ عليّ ‏عليهما السلام - في حديث وصف القائم - وقال في آخره: أفضل أعمال شيعتنا إنتظار الفرج.(450)

   وفي الخصال: عن عليّ‏ عليه السلام قال: انتظروا الفرج ولاتيأسوا من روح اللَّه، فإنّ ‏أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّوجلّ انتظار الفرج.(451)

-------------------------------------------------------

   1179/29 -  في غيبة الطوسي: روى عن جابر الجعفي، قال: قلت لأبي ‏جعفر عليه السلام: متى يكون فرجكم؟

   فقال: هيهات هيهات، لا يكون فرجنا حتّى تغربلوا ثمّ تغربلوا ]ثمّ تغربلوا[ - يقولها ثلاثاً - حتّى يذهب ]اللَّه تعالى[ الكدر ويبقى الصفو.(452)

   وفي غيبية النعماني: بإسناده عن الرضا عليه السلام قال:

   واللَّه، ما يكون ما تمدّون أعينكم إليه حتّى تمحّصوا وتميّزوا، وحتّى لايبقى إلّا الأندر فالأندر.(453)

   وفي خبر آخر: حتّى يشقى من شقي، ويسعد من سعد.(454)

   وفي خبر آخر: عن الحسن بن عليّ‏ عليهما السلام: لايكون الأمر الّذي ينتظرون حتّى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتّى يلعن بعضكم بعضاً، وحتّى يسمّى بعضكم ]بعضاً[ كذّابين.(455)

-------------------------------------------------------

   1180/30 -  الإحتجاج: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن عليّ‏ ابن الحسين‏ عليهما السلام قال: تمتدّ الغيبة بوليّ اللَّه الثاني عشر من أوصياء رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏والأئمّة بعده.

   يا أباخالد، إنّ أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل‏كلّ زمان، لأنّ اللَّه تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم  في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي‏ رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف.

   اُولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين اللَّه سرّاً وجهراً.

   وقال‏ عليه السلام: انتظار الفرج من أعظم الفرج.(456)

-------------------------------------------------------

   1181/31 -  في بصائر الدرجات: ابن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن أبي‏ الجارود، عن أبي بصير، عن أبي جعفر    عليه السلام قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم‏ وعنده جماعة من أصحابه: «أللهمّ لقّني إخواني» مرّتين.

   فقال مَن حوله من أصحابه: أما نحن إخوانكم يا رسول‏ اللَّه؟

   فقال: لا، إنّكم أصحابي، وإخواني  قوم في آخر الزمان آمنوا ]بي[ ولم يروني،لقد عرّفنيهم اللَّه بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم‏ وأرحام اُمّهاتهم، لأحدهم أشدّ بقيّة على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلما، أوكالقابض على جمر الغضاء(457)، اُولئك مصابيح الدجى، ينجيهم اللَّه من كلّ فتنة غبراء مظلمة.(458)

-------------------------------------------------------

   1182/32 -  كمال الدين: بإسناده عن سيّدالعابدين‏ عليه السلام أنّه قال:

   من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا عليه السلام أعطاه اللَّه أجر ألف شهيد مثل شهداء بدرواُحد.(459)

   وفي دعوات الراوندي: مثله، وفيه: من مات على موالاتنا.(460)

-------------------------------------------------------

   1183/33 -  غيبة الطوسي: عن الصادق‏ عليه السلام أنّه قال: من عرف هذا الأمر ثمّ مات ‏قبل أن يقوم القائم‏    عليه السلام كان له مثل أجر من قتل معه.(461)

-------------------------------------------------------

   1184/34 -  كمال الدين: ابن الوليد، عن الصفّار، عن البرقي، عن المغيرة، عن‏ المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي عبداللَّه‏ عليه السلام(462) أنّه قال:

   يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك ‏الزمان.

   إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عزّوجلّ: عبادي(463)، آمنتم ‏بسرّي، وصدّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً، منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم‏ البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي.

   قال جابر: فقلت: يابن رسول اللَّه، فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك‏ الزمان؟

   قال: حفظ اللسان، ولزوم البيت.(464)

-------------------------------------------------------

   1185/35 -  ثواب الأعمال: أبي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي ‏عبداللَّه‏ عليه السلام قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   سيأتي على اُمّتي زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في‏ الدنيا، لايريدون به ما عند اللَّه عزّوجلّ، يكون أمرهم رياء لايخالطه(465) خوف، يعمّهم اللَّه منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلايستجاب لهم.(466)

-------------------------------------------------------

   1186/36 -  كمال الدين: ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن معروف، عن عليّ بن ‏مهزيار، عن الحجّال، عن ثعلبة، عن شعيب الحذّاء، عن صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبداللَّه الصادق‏ عليه السلام يقول:

   ليس بين قيام قائم آل محمّد عليهم السلام وبين قتل النفس الزكيّة إلّا خمسة عشر ليلة.(467)

   وكذا رواه في غيبة الطوسي والإرشاد مثله.(468)

-------------------------------------------------------

   1187/37 -  في غيبة الطوسي ‏قدس سره: الفضل، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن ‏محمّد الأزدي، عن أبي عبداللَّه‏    عليه السلام قال:

   خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في ‏يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحقّ.(469)

-------------------------------------------------------

   1188/38 -  وفيه: روي عن النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: يخرج بقزوين رجل إسمه إسم‏ نبيّ يسرع الناس إلى طاعته، المشرك والمؤمن، يملأ  الجبال خوفاً.(470)

-------------------------------------------------------

   1189/39 -  وفيه: الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ‏ثعلبة، عن بدر بن الخليل قال: قال أبوجعفر عليه السلام:

   آيتان تكونان قبل القائم  عليه السلام لم تكونا منذ هبط آدم‏ عليه السلام إلى الأرض: تنكسف ‏الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره.

   فقال الرجل: يابن رسول اللَّه، تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في‏ النصف.

   فقال أبوجعفر عليه السلام: إنّي لأعلم بما تقول، ولكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم‏ عليه السلام.(471)

-------------------------------------------------------

   1190/40 -  الإرشاد: عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى‏ عليه السلام في قوله‏ عزّوجلّ: «سَنُريهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ»(472).

   قال: الفتن في آفاق الأرض والمسخ في أعداء الحقّ.(473)

-------------------------------------------------------

   1191/41 -  جامع الأخبار للطبرسي ‏قدس سره - صاحب مكارم الأخلاق - : روى جابر بن‏ عبداللَّه الأنصاري قال: حججت مع رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع، فلمّا قضى ‏النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ما افترض عليه من الحجّ أتى مودّع الكعبة فلزم حلقة(474) الباب، ونادى ‏برفع(475) صوته: أيّها الناس، فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق، فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم:اسمعوا، إنّي قائل ما هو بعدي كائن فليبلّغ شاهدكم غائبكم.

   ثم بكى رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم حتّى بكى لبكائه الناس أجمعون، فلمّا سكت من بكائه ‏قال: اعلموا رحمكم اللَّه، أنّ مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ‏ومائة سنة، ثمّ يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة، ثمّ يأتي من بعد ذلك ‏شوك لا ورق فيه حتّى لا يرى فيه إلّا سلطان جائر، أو غنيّ بخيل، أو عالم مراغب ‏في المال، أو فقير كذّاب، أو شيخ فاجر، أو صبيّ وقح، أو إمرأة رعناء.

   ثمّ بكى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقام إليه سلمان الفارسي رحمه الله وقال : يا رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم،أخبرنا متى يكون ذلك؟

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان، إذا قلّت علماؤكم، وذهبت  قرّاؤكم، وقطعتم زكاتكم ‏وأظهرتم منكراتكم، وعلت أصواتكم في مساجدكم، وجعلتم الدنيا فوق‏ رؤوسكم، والعلم تحت أقدامكم، والكذب حديثكم، والغيبة فاكهتكم، والحرام ‏غنيمتكم، ولايرحم كبيركم صغيركم، ولايوقّر صغيركم كبيركم، فعند ذلك تنزل ‏اللعنة عليكم، ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين بينكم لفظاً بألسنتكم.

   فإذا اوُتيتم(476) هذه الخصال توقّعوا الريح الحمراء، أو مسخاً، أو قذفاً بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب اللَّه عزّوجلّ «قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ ‏فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ ‏نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ»(477).

   فقام إليه جماعة من الصحابة، فقالوا: يا رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، أخبرنا متى يكون‏ ذلك؟

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: عند تأخير الصلوات، واتّباع الشهوات، وشرب القهوات، وشتم‏ الآباء والاُمّهات، حتّى ترون الحرام مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وجفا جاره، وقطع رحمه، وذهبت رحمة الأكابر، وقلّ حياء الأصاغر، وشيّدوا البنيان، وظلموا العبيد والإماء، وشهدوا  بالهوى، وحكموا بالجور، ويسبّ  الرجل‏ أباه، ويحسد الرجل أخاه، ويعامل الشركاء بالخيانة، وقلّ الوفاء، وشاع الزنا، وتزيّن الرجال بثياب النساء، وسلب عنهنّ قناع الحياء.

   ودبّ الكبر في القلوب كدبيب السمّ في الأبدان، وقلّ المعروف، وظهرت‏ الجرائم، وهوّنت العظائم، وطلبوا المدح بالمال، وأنفقوا المال للغناء، وشغلوا بالدنيا(478) عن الآخرة، وقلّ الورع، وكثر الطمع والهرج ]والمرج[.

   وأصبح المؤمن ذليلاً، والمنافق عزيزاً، مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم‏ خالية من الإيمان، واستخفّوا(479) بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كلّ هوان، فعند ذلك‏ ترى وجوههم وجوه الآدميّين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلى من‏ العسل، وقلوبهم أمرّ من الحنظل، فهم ذئاب وعليهم ثياب.

   ما من يوم إلّا يقول اللَّه تبارك وتعالى: أفبي تغترّون؟(480) أَم عليَّ تجبرون(481) «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لاتُرْجَعُونَ»(482).

   فو عزّتي وجلالى، لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين،ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء  قطرة، ولا أنبتّ ورقة خضراء.

   فواعجباه(483) لقوم آلهتهم أموالهم، وطالت آمالهم، وقصرت آجالهم، وهم ‏يطمعون في مجاورة مولاهم، ولايصلون إلى ذلك إلّا بالعمل، ولا يتمّ العمل إلّا بالعقل.(484)

   بيان: الوقاحة: قلّة الحياء، والرعناء: الحمقاء، والقهوة: الخمر.

-------------------------------------------------------

   1192/42 -  غيبة الطوسي ‏قدس سره: الفضل، عن عليّ بن عبداللَّه، عن عبدالرحمان بن‏ أبي عبداللَّه، عن أبي الجارود قال: قال أبوجعفر عليه السلام:

   إنّ القائم‏ عليه السلام يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح اللَّه له شرق الأرض وغربها،ويقتل الناس حتّى لايبقى إلّا دين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، يسير بسيرة سليمان بن داود عليهما السلام،الخبر.(485)

   وفيه أيضا: عن الصادق‏ عليه السلام أنّه سئل كم يملك القائم‏ عليه السلام؟ قال: سبع سنين‏ يكون سبعين سنة من سنينكم(486) هذه.(487)

   وفي غيبة النعماني:  عن أبي جعفر عليه السلام أنّه سئل كم يقوم القائم‏ عليه السلام في عالمه‏ حتّى يموت؟ قال‏ عليه السلام: تسع عشرة سنة ]من يوم قيامه إلى يوم موته(488).[(489)

   وفي ]رواية اُخرى[: زيادة: أشهر.(490)

   أقول: يحمل الحديث الأوّل على زمن استقرار ملكه واستيلائه تمام الأرض‏ والحديث ]الثاني[ والأربعون أعمّ من زمن ظهوره ومدّة بقائه في الرجعة و]الثاني‏و[ الثالث كلّ واحد منهما محمول على أحد العالمين: إمّا  زمن ظهوره فقط، وإمّا مدّة بقائه في الرجعة كذلك.

-------------------------------------------------------

   1193/43 -  كفاية الأثر في النصوص على الأئمّة الإثني عشر عليهم السلام: أبوالمفضّل ‏الشيباني، عن الكليني، عن محمّد العطّار، عن سلمة بن الخطّاب، عن محمّد الطيالسي، عن ابن أبي عمير وصالح بن عقبة جميعاً، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق‏ عليه السلام عن آبائه عن عليّ ‏عليهم السلام قال:

   قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ قائمنا عليه السلام إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثةعشر رجلاً عدد رجال بدر، فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه ‏السيف: قم يا وليّ اللَّه، فاقتل أعداء اللَّه.(491)

-------------------------------------------------------

   1194/44 -  بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد الكوفي عن‏الحسن بن حمّاد الطائي، عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: حديثنا صعب‏ مستصعب، لايحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو مؤمن ممتحن، أو مدينة حصينة.

   فإذا وقع أمرنا وجاء مهديّنا كان الرجل من شيعتنا أجرى من ليث، وأمضى من‏ سنان، يطأ عدوّنا برجليه، ويضربه بكفّيه، وذلك عند نزول رحمة اللَّه وفرجه على ‏العباد.(492)

-------------------------------------------------------

   1195/45 -  كمال الدين: بأسانيده عن المفضّل بن عمر، عن أبي بصير قال: قال ‏أبوعبداللَّه ‏عليه السلام:

   إنّه إذا تناهت الاُمور إلى صاحب هذا الأمر رفع اللَّه تبارك وتعالى له كلّ منخفض‏ من الأرض، وخفّض له كلّ مرتفع حتّى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها.(493)

-------------------------------------------------------

   1196/46 -  في الإرشاد: روى أبوبصير قال أبوعبداللَّه ‏عليه السلام:

   إذا قام القائم‏ عليه السلام هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه، وحوّل المقام إلى ‏الموضع الّذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة، وعلّقها على باب الكعبة، وكتب‏ عليها: هؤلاء سرّاق الكعبة.(494)

-------------------------------------------------------

   1197/47 -  وفيه: روى أبوالجارود، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنّه]قال:[ إذا قام القائم‏ عليه السلام سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر آلاف(495) أنفس‏ يدعون البتريّة(496) عليهم السلاح فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم.

   ثمّ يدخل الكوفة، فيقتل بها كلّ منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتليها حتّى يرضى اللَّه عزّ وعلا.(497)

-------------------------------------------------------

   1198/48 -  في غيبة النعماني: أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبداللَّه بن‏حمّاد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن ابن نباته قال: سمعت‏ عليّاً عليه السلام يقول:

   كأنّي بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل. قلت: يا أميرالمؤمنين أوليس هو كما اُنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش‏ بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبولهب إلّا  للإزراء(498) على رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه‏ عمّه.(499)

-------------------------------------------------------

   1199/49 -  وفيه: أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن أبي ‏الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

   أصحاب القائم‏ عليه السلام ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العجم، بعضهم يحمل في‏ السحاب نهاراً، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه‏ فيرى في مكّة على غير ميعاد.(500)

-------------------------------------------------------

   1200/50 -  في التهذيب: محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن‏ محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن‏حبّة العرني قال: خرج أميرالمؤمنين‏ عليه السلام إلى الحيرة، فقال: ليتّصلنّ هذه بهذه - وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة - حتّى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنينّ‏ بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلّي فيه خليفة القائم ‏عليه السلام، لأنّ مسجد الكوفة ليضيق عليهم، وليصلّينّ فيه إثنا عشر إماماً عدلاً.

   قلت: يا أميرالمؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الّذي تصف الناس يومئذ؟

   قال: تبنى له أربع مساجد: مسجد الكوفة أصغرها، وهذا، ومسجدان في طرفي‏ الكوفة من هذا الجانب، وهذا الجانب، وأومأ بيده نحو نهر البصريّين والغريّين.(501)

-------------------------------------------------------

   1201/51 -  وفيه: أحمد بن محمّد، عن يعقوب بن عبداللَّه، عن إسماعيل بن زيد مولى الكاهلي عنه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

   قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام في وصف مسجد الكوفة: في وسطه عين من دهن،وعين من لبن، وعين من ماء ]شراب للمؤمنين، وعين من ماء[ طهور للمؤمنين.(502)

-------------------------------------------------------

   1202/52 -  كتاب العدد للشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهّر الحلّي أخي‏ العلّامة: قال أبوعبداللَّه ‏عليه السلام:

   كأنّني بالقائم‏ عليه السلام على ظهر النجف، لابس درع رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فيتقلّص عليه،ثمّ ينتفض بها فيستدير عليه، ثمّ يغشي الدرع بثوب إستبرق، ثمّ يركب فرساً له ‏أبلق بين عينيه شمراخ، ينتفض به، لايبقى أهل بلد إلّا أتاهم نور ذلك الشمراخ ‏حتّى يكون آية له، ثمّ ينشر راية رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق‏ والمغرب.

   وقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: كأنّني به‏ عليه السلام قد عبّر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجّل(503) له شمراخ يزهر ]به(504)]، يدعو ويقول في دعائه:

   «لا إله إلّا اللَّه حقّاً حقّاً، لا إله إلّا اللَّه إيماناً وصدقاً، لا إله إلّا اللَّه تعبّداً ورقّاً، اللهمّ ‏معزّ كلّ مؤمن وحيد، ومذلّ كلّ جبّار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت.

   اللهمّ خلقتني وكنت غنيّاً عن خلقي، ولولا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يامنشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصّ نفسه‏ بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون، يا من وضعت له الملوك نير(505) المذلّة على ‏أعناقهم، فهم من سطوته خائفون.

   أسألك باسمك الّذي فطرت به خلقك، فكلّ لك مذعنون، أسألك أن تصلّي‏ على محمّد وآل محمّد، وأن تنجز لي أمري، وتعجّل لي في الفرج، وتكفيني‏ وتعافيني وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنّك على كلّ شي‏ء قدير».(506)

-------------------------------------------------------

   1203/53 -  قال السيّد بن طاووس‏ قدس سره في المهج: رأيت ]أنا[ في المنام من يعلّمني‏ دعاء يصلح لأيّام الغيبة وهذه ألفاظه:

   يا من فضّل ]آل(507)] إبراهيم وآل إسرائيل على العالمين باختياره، وأظهر في‏ ملكوت السماوات والأرض عزّة اقتداره، وأودع محمّداً صلّى اللَّه عليه وآله وأهل‏ بيته غرائب أسراره، صلّ على محمّد وآله واجعلني من أعوان حجّتك على عبادك ‏وأنصاره.(508)

-------------------------------------------------------

   1204/54 -  في كمال الدين للصدوق‏ قدس سره: عن إبراهيم بن محمّد العلوي قال:حدّثتني نسيم خادم أبي محمّد الحسن بن عليّ‏ عليهما السلام قالت: دخلت على صاحب‏ الأمرعليه السلام بعد مولده بليلة، فعطست عنده فقال لي: يرحمك اللَّه.

   قالت نسيم: ففرحت ]بذلك[.

   فقال لي: ألا اُبشّرك في العطاس؟ قلت: بلى يا ]مولاي[.

   قال ‏عليه السلام: هو أمان من الموت ثلاثة أيّام.(509)

------------------------------------------

349) القدر: 1.

350) في المصدر: مثل ما أقرء.

351) في المصدر: الغطاء.

352) ليس في المصدر.

353) في المصدر: ما وعدتني.

354) في المصدر: الطير.

355) في المصدر: أودعته.

356) القصص: 13.         

357) في المصدر: الطير.

358) كمال الدين: 426/2 ح2، عنه البحار: 11/51 ح 14، وما بين المعقوفين من المصدر.

359) الداحضة: يقال: حجّة داحضة: باطلة.

360) الثاقب في المناقب: 584 ح1، الصحيفة المباركة المهديّة: 289.

361) كمال الدين: 430/2 ح 5، عنه البحار: 4/51 ح 6.

362) مصباح‏الأنوار)مخطوط(، مقتضب‏الأثر:9، عنه‏البحار:372/36و273/89 ذح18 و8/97ذح9، كمال الدين: 281 ح 32، غيبة النعماني: 67 ح 7، عنهما البحار: 256/36 ح74.

363) النساء: 130.

364) البحار: 85/53 و 86 ضمن ح 86.

365) في المصدر: جزءاً، وكذا مابعده.

366) الخرائج: 841/2 ح 59، عنه البحار: 336/52 ح 73.

367) في الدلائل: يتغشّى.

368) الشمراخ: غرّة الفرس.

369) دلائل الإمامة: 457 ح 41، وروى في كامل الزيارات: 233 ح5  )نحوه(، عنه البحار:328/52 ح 48، وما بين المعقوفين من الدلائل.

370) دلائل الإمامة: 454 ح 38.

371) في المصدر والبحار: بركات الأرض.  

372) في البحار: بما أنعمت عليّ.

373) كمال الدين: 384/2 ح 1، عنه البحار: 23/52 ح 16.

374) في البحار: يعقوب بن منفوس.

375) قال العلّامة المجلسي‏رحمه الله في بيان ذلك: »دُرّي المقلتين» المراد به شدّة بياض العين، أو تلالؤجميع الحدقة، »معطوف الركبتين» أي: كانتا مائلتين إلى القدام لعظمها وغلظها، كما أنّ »شئن‏الكفين» غلظهما.  

376) الذؤابة: شعر مقدم الرأس.

377) كمال الدين: 436/2 ح 5، عنه البحار: 25/52 ح 17، والخرائج: 959 958/2، وما بين‏المعقوفين من كمال الدين.  

378) كمال الدين: 286/1 ح 3.

379) الأحزاب: 6.  

380) الزخرف: 28.  

381) كمال الدين: 323/1 ح 8، عنه البحار: 134/51 ح1.  

382) في المصدر: الواقعة.  

383) الصراط المستقيم: 257/2.

384) في المصدر: تزجر.

385) الصراط المستقيم: 250/2.  

386) في المصدر: أحمد بن مؤدّب.  

387) ليس في المصدر.  

388) الإختصاص: 320 319.  

389) في المصدر: لقوه.

390) في المصدر: وفي ذلك السرداب ماءاً.  

391) ليس في المصدر.  

392) الصراط المستقيم: 210/2 ح 5.

393) الصراط المستقيم: 211/2 ح 10.  

394) الصراط المستقيم: 262/2.  

395) في المصدر: استوت.

396) في المصدر: كتبة البياض.

397) في المصدر: الختم.

398) في المصدر: غلّة كذا.

399) في المصدر: إرثاً له.

400) في المصدر: دلّ.

401) في المصدر: وقراضة أصليّة.

402) (( )) في المصدر: الحلّة.

403) ليس في المصدر.

404) في المصدر: ونصفاً من غزل أوّل.

405) في المصدر: لايحلّ لنا شي‏ء منها.  

406) حاف عليه حيفاً: جارَ وظلم.  

407) في المصدر: وكان ما خصّ الأكّارين.  

408) في المصدر: جميعاً.

409) في المصدر: في حُقّ لي. والحُقّ: وعاء صغير ذو غطاء يتّخذ من عاج أو زجاج أو غيرهما.

410) في المصدر: قلت: على حالها.

411) في المصدر: اسأل   . . .  وإنّي تركت ذكرها كراهيّة التطويل.

412) في المصدر: إحضاره.  

413) في المصدر: فحمد.

414) ليس في المصدر.

415) في المصدر: لاتعدم.  

416) ليس في المصدر.

417) قَطَن في المكان: أقام به، قاطناً بها: مقيماً بها.

418) الثاقب في المناقب: 585 ح1، ورواه الصدوق في كمال الدين: 454/2 ح 21 مع اختلاف في‏ الألفاظ، عنه البحار: 78/52 ح1.

419) في المصدر: تدر.

420) في المصدر: ثلاث حبّات لؤلؤ شراؤهما.  

421 و 422) في المصدر: أخواتها.

423) في المصدر: قد جاءني من المنزل يخبرني بأنّ حموي.

424) الثاقب في المناقب: 594 ح1.

425) في المصدر: تلك السبائك والنقر.  

426) في المصدر: سبيكة.

427) في المصدر: فمدّ يده من بين السبائك.

428) الثاقب في المناقب: 600 ح 12.

429) في المصدر: سمعت حكاية بهمدان.  

430) في المصدر: وتعبت.  

431) في المصدر: فقد أراد اللَّه.

432) ظبة السيف: طرفه وحدّ السيف.

433) في المصدر: أهلك.

434) في المصدر: بما يسّر اللَّه تعالى.

435) في المصدر: معنا.

436) الثاقب في المناقب: 605 ح1، ورواه الصدوق في كمال الدين: 453/2 ح 20 مع إختلاف ‏يسير، عنه البحار: 40/52 ح 30.

437) ليس في المصدر.  

438) في المصدر: بيدك.

439) في المصدر: بيّنت لك.

440) الثاقب في المناقب: 613 ح7، ورواه الراوندي في الخرائج: 784/2 ح 110 باختلاف يسير، عنه البحار: 1/52 ح 1.

441) ليس في المصدر.

442) في المصدر: ضرير.

443) إثبات الوصيّة: 252، وأورد الصدوق في كمال الدين: 441/2 ح 12 (نحوه)، عنه البحار:30/52 ح 25.  

444) إثبات الوصيّة: 258.  

445) في المصدر والبحار: يسمّون.

446) ثواب الأعمال: 253، عنه البحار: 190/52 ح 21.

447) الكافي: 91/2 ح 12، عنه البحار: 146/18 ح 8 و75/71 ح 9.

448) في البحار: تدركونه.

449) علل الشرائع: 244 ح 4، عنه البحار: 150/51 ح 1.

450) كمال الدين: 377/2 ضمن ح 1.

451) الخصال: 616/2 ضمن ح 10، عنه البحار: 123/52 ح 7.

452) غيبة الطوسي: 339 ح 287، عنه البحار: 113/52 ح 28.

453) غيبة النعماني: 208 ح 15، عنه البحار: 114/52 ح 30.

454) غيبة الطوسي: 335 ح 281، عنه البحار: 112/52 ح 23.

455) البحار: 114/52 ح 33.

456) الإحتجاج: 50/2، عنه البحار: 122/52 ح 4.

457) الغضاء: شجر وجمره يبقى زماناً طويلاً لاينطفئ.

458) بصائرالدرجات: 84 ح 4، عنه البحار: 123/52 ح 8.

459) كمال الدين: 323/1 ح 7، عنه البحار: 125/52 ح 13.

460) دعوات الراوندي: 274 ح 787، عنه البحار: 125/52 ذ ح 13.

461) غيبة الطوسي: 460 ح 474، عنه البحار: 131/52 ح 31.

462) كذا، وفي المصدر: عن أبي جعفرعليه السلام.

463) في المصدر: يناديهم الباري جلّ جلاله فيقول: عبادي وإمائي.

464) كمال الدين: 330/1 ح 15، عنه البحار: 145/52 ح 66.

465) في المصدر: لايخالطهم.

466) ثواب الأعمال: 253، عنه البحار: 190/52 ح 20.

467) كمال الدين: 649/2 ح 2، عنه البحار: 203/52 ح 30.

468) غيبة الطوسي: 445 ح 440، الإرشاد: 360.

469) غيبة الطوسي: 446 ح 443، عنه البحار: 210/52 ح 52.

470) غيبة الطوسي: 444 ح 438، عنه البحار: 213/52 ح 66.

471) غيبة الطوسي: 444 ح 439، عنه البحار: 213/52 ح 67.

472) فصّلت: 53.  

473) الإرشاد: 359، عنه البحار: 221/52 ح 83.

474) في المصدر: بحلقة.  

475) في المصدر: برفيع.

476) في المصدر: أتيتم.  

477) الأنعام: 65.  

478) في المصدر: في الدنيا.  

479) في المصدر: بما استخفّوا.

480) في المصدر: أنّى تفترون.  

481) في المصدر والبحار: أم عليّ تجترؤن.  

482) المؤمنون: 115.

483) في المصدر: فوا عجباً.  

484) جامع الأخبار: 395 ح 1100، عنه البحار: 262/52 ح 148.

485) غيبة الطوسي: 474 ح 496، عنه البحار: 291/52 ح 34.

486) في المصدر والبحار: سنيّكم.

487) غيبة الطوسي: 474 ح 497، عنه البحار: 291/52 ح 35.

488) من المصدر والبحار.

489) غيبة النعماني: 331 ح 3، عنه البحار: 298/52 ح 61.

490) غيبة النعماني: 332 ح 4، عنه البحار: 299 ح 62.

491) كفاية الأثر: 263، عنه البحار: 303/52 ح 72.

492) بصائر الدرجات: 24 ح 17، عنه البحار: 318/52 ح 17.

493) كمال الدين: 674/2 ح 29، عنه البحار: 328/52 ح 46.

494) الإرشاد: 364، عنه البحار: 338/52 ح 80، وروى الصدوق في علل الشرائع: 410/2 ذح5 (نحوه)، عنه البحار: 317/52 ح 14.

495) في المصدر: ألف.

496) البُتْريّة - بضمّ الموحدة - : فرق من الزيديّة، قيل: نسبوا إلى ‏المغيرة بن سعد، ولقبه الأبتر.

497) الإرشاد: 364، عنه البحار: 338/52 ح 81.

498) في المصدر: إلّا إزراء.

499) غيبة النعماني: 318 ح 5، عنه البحار: 364/52 ح 141.

500) غيبة النعماني: 315 ح 8 ، عنه البحار : 369/52 ح 157.

501) البحار : 374/52 ح 173.

502) البحار : 374/52 ح 172.

503) التحجيل : بياض في قوائم الفرس.

504) ليس في المصدر والبحار.

505) النير: الخشبة المعترضة فوق عُنق الثور، أو عنقي الثورين المقرونين.

506) العدد القويّة:74ح124و125، عنه‏ البحار:391/52 ح214، الصحيفة المباركة المهديّة:298.

507) ليس في المصدر.  

508) مهج الدعوات: 396 و397، الصحيفة المباركة المهديّة: 222.

509) كمال الدين: 430/2 ذح5، عنه البحار: 5/51 ح7، الصحيفة المباركة المهديّة: 257.

 

 

    زيارة : 5308
    اليوم : 13737
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129032615
    مجموع الکل للزائرین : 89606315