الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب الحادي عشر : قطرة من بحار مناقب الإمام الجواد عليه السلام

الباب الحادي عشر

 

في ذكر قطرة من بحر

مناقب أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد

صلوات اللَّه عليه

 

   1100/1 -  أبو جعفر محمّد بن جعفر الطبري: حدّثني أبوالمفضّل محمّد بن عبداللَّه ‏قال: حدّثني جعفر ]بن محمّد[ بن مالك الفزاري قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل‏ الحسني، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ  عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام شديد الأدمة،ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمس وعشرين شهراً - : إنّه ليس هو من‏ ولد الرضا عليه السلام، وقالوا لعنهم اللَّه: إنّه من سفيف(122) الأسود مولاه وقالوا: من لؤلؤ، وإنّهم أخذوه والرضا    عليه السلام عند المأمون.

   فحملوه إلى القافة(123) وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجد الحرام، فعرضوه عليهم، فلمّا نظروا إليه وزرقوه بأعينهم خرّوا لوجوههم سجدّاً.

   ثمّ قاموا فقالوا لهم: يا ويحكم، مثل هذا الكوكب الدرّيّ، والنور المنير يعرض‏ على أمثالنا، وهذا واللَّه الحَسَب الزكيّ، والنسب المهذّب الطاهر، واللَّه، ما تردّد إلّا في أصلاب زاكية، وأرحام طاهرة، وواللَّه ما هو إلّا من ذرّية أميرالمؤمنين عليّ بن‏أبي طالب‏ عليه السلام ورسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فارجعوا واستقيلوا اللَّه واستغفروه، ولاتشكّوا في‏ مثله.

   وكان في ذلك الوقت سنّه خمسة وعشرين شهراً، فنطق بلسان أرهف(124) من‏ السيف، وأفصح من الفصاحة يقول:

   الحمد للَّه الّذي خلقنا من نوره بيده، واصطفانا من بريّته، وجعلنا أمناءه على‏ خلقه ووحيه.

   معاشر الناس، أنا محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن‏ محمّد الباقر بن عليّ سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أميرالمؤمنين عليّ بن‏أبي طالب‏ عليهم السلام وابن فاطمة الزهراء عليها السلام وابن محمّد المصطفى‏ صلى الله عليه وآله وسلم ففي مثلي‏ يشكّ؟ وعليَّ وعلى أبويَّ يفترى واُعرض على القافة؟

   وقال: واللَّه، إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي واللَّه، لأعلم بواطنهم‏ وظواهرهم، وإنّي لأعلم بهم أجمعين، وما هم إليه صائرون، أقوله حقّاً، واُظهره ‏صدقاً وعدلاً، علماً ورّثناه اللَّه قبل الخلق أجمعين، وبعد بناء السماوات والأرضين.

   وأيم اللَّه، لولا تظاهر الباطل علينا، وغلبة دولة الكفر، وتوثّب أهل الشكوك‏ والشرك والشقاق علينا، لقلت قولاً يتعجّب منه الأوّلون والآخرون.

   ثمّ وضع يده على فيه، ثمّ قال: يا محمّد، اصمت كما صمت آباؤك «فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ اُولُوا الْعَزْمِ مِن الرُّسُلِ وَلاتَسْتَعْجِلْ لَهُمْ» إلى آخر الآية(125).

   ثمّ تولّى الرجل إلى جانبه، فقبض على يده ومشى يتخطّى رقاب الناس،والناس يفرجون له، قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه ويقولون: «اَللَّهُ أعْلَمُ حَيْثُ‏ يَجْعَلُ رِسالَتَه»(126) فسألت عن المشيخة؟ قيل: هؤلاء قوم من حيّ بني هاشم من‏أولاد عبدالمطّلب.

   وقال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسى ‏عليهما السلام، وما صنع بإبنه محمّد عليه السلام فقال: الحمدللَّه، ثمّ التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قدرميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ ثمّ‏ذكر عليه السلام القصّة بطولها.(127)

----------------------------------------------------------

   1101/2 -  في الثاقب في المناقب: عليّ بن عبيدة، عن حكيمة بنت موسى‏ عليه السلام ‏قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أدخلني أبو الحسن الرضا عليه السلام وإيّاها بيتاً، وأغلق ‏علينا الباب والقابلة معنا.

   فلمّا كان في جوف الليل إنطفأ المصباح فاغتممنا(128) لذلك فما كان بأسرع أن بدر أبوجعفر عليه السلام فأضاء البيت نوراً، فقلت لاُمّه: قد أغناك اللَّه عن المصباح. فقعد في ‏الطست وقبض عليه وعلى جسده شي‏ء رقيق شبه التور.

   فلمّا أن أصبحنا جاء الرضا عليه السلام فوضعه في المهد، وقال لي: إرمي(129) مهده.

   ]قالت:[ فلمّا كان يوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ لمح يميناً وشمالاً، ثمّ ‏قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لاشريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.

   فقمت رعدة فزعة، فأتيت الرضا عليه السلام فقلت له: رأيت عجباً ! فقال: وما الّذي ‏رأيت؟ فقلت: هذا الصبيّ فعل الساعة كذا وكذا.

   قالت: فتبسّم الرضا عليه السلام وقال: ما ترين من عجائبه أكثر.(130)

----------------------------------------------------------

   1102/3 -  فيه: محمّد بن ]أبي[ العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم - قاضي القضاة- يقول: بعد ما جهدت به وناظرته غير مرّة وحاورته في ذلك ]ولاطفته [وأهديت‏ له طرائف، وكنت أسأله عن علوم آل محمّد عليهم السلام، قال: اُخبرك بشرط أن تكتم عليّ ‏ما دمت حيّاً، ثمّ  شأنك به ]إذا متّ[.

   فبينا أنا ذات يوم بالمدينة فدخلت المسجد أطوف بقبر رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت ‏محمّد بن عليّ التقيّ‏ عليهما السلام يطوف بالقبر فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي.

   فقلت: واللَّه، إنّي اُريد أن أسألك عن مسألة، وإنّي واللَّه لأستحيي منك(131)، فقال‏ لي: إنّي اُخبرك بها قبل أن تخبرني وتسألني عنها، تريد أن تسألني عن الإمام فقلت:هو واللَّه هذا، فقال: أنا هو.

   فقلت: علامة، وكان في يده عصاه، فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان، وهو حجة اللَّه.(132)

----------------------------------------------------------

   1103/4 -  وفيه، وكذا في الإختصاص المنسوب إلى المفيد قدس سره: عليّ بن خالد قال:كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً اُتي به من ناحية الشام مكبولاً(133)،فقالوا: إنّه تنبؤ حقّ.

   قال: فأتيت الباب واستأذنت البوّاب حتّى وصلت إليه فإذا رجل له فهم وعقل ‏فقلت له: يا هذا، ما قصّتك؟

   قال: إنّي كنت رجلاً بالشام أعبد اللَّه تعالى في الموضع الّذي يقال: إنّه نصب فيه‏ رأس الحسين‏ عليه السلام، فبينا أنا ذات ليلة مقبل على المحراب أذكر اللَّه تعالى إذ رأيت‏ شخصاً بين يدي فنطرت إليه، فقال لي: قم، فقمت معه، فمشى بي قليلاً وإذا أنا في ‏مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة.

   قال: فصلّى وصلّيت معه، ثمّ خرج وخرجت معه، ومشى ]بي[ قليلاً، وإذا أنا بمكّة، فطاف ]ب[البيت وطفت معه، ثمّ خرج ومشى قليلاً، وإذا أنا بالموضع الّذي‏كنت أعبد اللَّه ]فيه[بالشام، وغاب الشخص عن عيني، فبقيت متعجّباً متهوّلاً ممّا رأيت.

   فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك فاستبشرت به ودعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له: أسألك بالّذي أقدرك على‏ ما رأيت منك إلّا أخبرتني، من أنت؟ فأطرق طويلاً ثمّ نظر إليّ ]و[قال: أنا محمّدبن عليّ بن موسى ‏عليهم السلام.

   وتوافى(134) الخبر إلى محمّد بن عبدالملك الزيّات فبعث إليّ وكبّلني في الحديد، وحملني إلى العراق وحبست كما ترى وادّعى عليّ المحال، فقلت له: فارفع ‏قصّتك إلى محمّد بن عبدالملك؟ ]فقال:[ أفعل.

   فكتبت عنه قصّته شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمّد بن عبدالملك، فوقّع في ‏ظهرها: قل للّذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومنها إلى المدينة ومنها إلى‏ مكّة ومنها إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.

   قال عليّ بن خالد: فغمّني ذلك من أمره ورققت له، وانصرفت محزوناً عليه ‏فلمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والرضا فوجدت ‏الجند وصاحب السجن وأصحاب الحرس وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون، فسألت عن حالهم؟ فقيل ]لي[: إنّ المحمول من الشام المتنبّئ افتقد البارحة فلايدرى أخسفت به الأرض أم اختطفه الطير.

   وكان عليّ بن خالد زيديّاً، فقال بالإمامة ]لمّا رأى ذلك[ وحسن إعتقاده.(135)

----------------------------------------------------------

   1104/5 -  وفيه: عليّ بن أسباط قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السلام من الكوفة وهوراكب على حمار، فمرّ بقطيع من الغنم، فتركت شاة القطيع(136)، وعدت إليه وهي‏ ترعى(137)، فاحتبس ]عليه السلام، وأمرني أن ادعو الراعي إليه، ففعلت، فقال ‏أبوجعفر عليه السلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك وتزعم ]أنّها لها رجلين و[ أنّك‏ تحيف(138) عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشيّ لم يجد معها لبناً، فإن ‏كففتها من ظلمها وإلّا دعوت اللَّه تعالى أن يبتر عمرك.

   فقال الراعي: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول ‏اللَّه، وأنّك وصيّه‏ أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن؟

   فقال أبوجعفر عليه السلام: نحن خزّان اللَّه على علمه، وغيبه وحكمته، وأوصياء أنبيائه،وعباد مكرمون.(139)

----------------------------------------------------------

   1105/6 -  وفيه: يوسف بن زياد، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، قال: جاء رجل‏ إلى محمّد بن عليّ بن موسى‏ عليهم السلام فقال: يابن رسول ‏اللَّه، إنّ أبي قد مات وكان له‏ ألف دينار، ففاجأه الموت، ولست أقف على ماله ولي عيال كثيرة، وأنا من مواليكم ]فأغنني[.

   فقال ]أبوجعفر[ عليه السلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمّد مائةمرّة، فإنّ أباك يأتيك ويخبرك بأمر المال.

   ففعل الرجل ذلك، فأتاه أبوه في منامه فقال: يا بنيّ، مالي في موضع كذا فخذه.

   فذهب الرجل وأخذ الألف دينار وأبوه واقف، فقال: يا بنيّ، إذهب إلى ابن‏ رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بأنّك قد أخذت المال وقد دللتك عليه(140)، فإنّه كان أمرني‏ بذلك، فجاء الرجل فأخبره بالمال، وقال: الحمدللَّه الّذي أكرمك واصطفاك.(141)

----------------------------------------------------------

   1106/7 -  فيه: أبوالصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمّد بن‏ عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام وعنده جماعة من الشيعة وغيرهم، فقام إليه رجل وقال:يا سيّدي، جعلت فداك، فقال عليه السلام: لاتقصّر ]و[ اجلس.

   ثمّ قام إليه آخر وقال: يا مولاي، جعلت فداك، فقال‏ عليه السلام: إن لم تجد أحداً فارم ‏بها في الماء، فإنّها تصل إليه.

   قال: فجلس الرجل. فلمّا انصرف من كان في المجلس قلت: جعلت فداك ]يا سيّدي(142)]، رأيت عجباً! قال: نعم، تسألني عن الرجلين؟ قلت: نعم يا سيّدي.

   فقال‏ عليه السلام: أمّا الأوّل، فإنّه قام يسألني عن الملّاح يقصّر في السفينة؟ فقلت:لا]يقصّر(143)]، لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها، و]أمّا(144)] الآخر فإنّه قام ‏يسألني عن الزكاة إن لم يجد(145) أحداً من شيعتنا فإلى من يدفعه؟ قلت له: إن لم‏ تجد(146) أحداً من الشيعة فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها.(147)

----------------------------------------------------------

   1107/8 -  وفيه: إسماعيل بن عبّاس الهاشمي، قال: جئت إلى أبي جعفر عليه السلام ‏يوماً(148) فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلّى، فأخذ من التراب سبيكة من‏ ذهب فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق، فكان فيها ستّة عشر مثقالاً(149) من‏الذهب.(150)

----------------------------------------------------------

   1108/9 -  في تفسير العيّاشي: عن عليّ بن العبّاس(151) قال: قدمت المدينة وأنا اُريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام، وهو إذ ذاك‏ خماسيّ، فجعلت أنامله لأصفه لأصحابنا بمصر.

   فنظر إليّ فقال: يا عليّ، إنّ اللَّه أخذ في الإمامة، كما أخذ في النبوّة، «وَلَمّا بَلَغَ ‏أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً»(152)، وقال: «وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً»(153) فقد يجوز أن يعطي‏ الحكم ابن أربعين سنة، ويجوز أن يعطيه الصبيّ.(154)

----------------------------------------------------------

   1109/10 -  في مناقب ابن شهراشوب: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن‏ جعفر عليهما السلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران - اُمّ أبي جعفر عليه السلام - دعاني الرضا عليه السلام‏فقال ]لي[: يا حكيمة، إحضري ولادتها وادخلي وإيّاها والقابلة بيتاً، ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح وبين يديها طست‏ واغتممت بطفئ المصباح.

   فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست وإذا عليه شي‏ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري‏ ونزعت عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السلام وفتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه‏ ووضعه في المهد وقال لي: يا حكيمة، إلزمي مهده.

   قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ‏ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول‏ اللَّه، فقمت ذعرة(155) فزعة فأتيت أباالحسن‏ عليه السلام فقلت له: ]لقد[ سمعت من هذا الصبيّ عجباً!

   فقال: وما ذاك؟ فأخبرته الخبر، فقال ‏عليه السلام: يا حكيمة، ما ترون من عجائبه ‏أكثر.(156)

----------------------------------------------------------

   1110/11 -  في إعلام الورى والإرشاد: ابن قولويه، عن الكليني، عن محمّد بن‏ يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا عليه السلام‏وذكر شيئاً فقال: ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبوجعفر عليه السلام قد أجلسته مجلسي، وصيّرته مكاني.

   وقال عليه السلام: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القُذّة(157) بالقُذّة.(158)

   أقول: قوله: «وذكر شيئاً» أي: من علامات الإمام وأشباهه.

----------------------------------------------------------

   1111/12 -  في عيون المعجزات: عبدالرحمان بن محمّد، عن كليم بن عمران‏ قال: قلت للرضا عليه السلام: اُدع اللَّه أن يرزقك ولداً، فقال: إنّما أرزق ولداً واحداً وهويرثني.

   فلمّا ولد أبوجعفر عليه السلام قال الرضا  عليه السلام لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى بن ‏عمران، فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم قدّست اُمّ ولدته، قد خلقت طاهرة مطهّرة.

   ثمّ قال الرضا عليه السلام: يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء، ويغضب اللَّه تعالى‏ على عدوّه وظالمه، فلايلبث إلّا يسيراً حتّى يعجّل اللَّه به إلى عذابه الأليم وعقابه‏ الشديد، وكان طول ليلته يناغيه في مهده.(159)

   أقول: معنى «يناغيه» - كما قال الجوهري - أي: تكلّمه بما يعجبه ويسرّه.

----------------------------------------------------------

   1112/13 -  روى عليّ بن مهزيار قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام وشكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز وقلت: ترى لنا التحوّل عنها؟

   فكتب ‏عليه السلام: لاتتحوّلوا عنها، وصوموا الأربعاء والخميس والجمعة واغتسلوا وطهّروا ثيابكم وأبرزوا يوم الجمعة، وادعوا اللَّه، فإنّه يدفع عنكم.

   قال: ففعلنا فسكنت الزلازل.(160)

----------------------------------------------------------

   1113/14 -  في عيون أخبار الرضا عليه السلام: أبي وابن الوليد معاً عن محمّد العطّار عن ‏ابن عيسى، عن البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام إلى أبي جعفر عليه السلام:

   يا أبا جعفر، بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، وإنّما ذلك‏ من بخل بهم لئلاّ ينال منك أحد خيراً، فأسألك بحقّي عليك لايكن مدخلك‏ ومخرجك إلّا من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضّة، ثمّ لايسألك‏ أحد إلّا أعطيته.

   ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلاتعطه أقلّ من خمسين ديناراً، والكثير إليك، ومن سألك من عمّاتك فلاتعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً، والكثير إليك. إنّي ]إنّما(161)] اُريد أن يرفعك اللَّه، فأنفق ولاتخش من ذي العرش إقتارا.(162)

----------------------------------------------------------

   1114/15 -  في البحار: أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن عليّ ‏الرازي، عن الحسين بن عليّ، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الإسكافي، عن العلا المذاري، عن الحسن بن شمّون قال: قرأت هذه الرسالة على‏ عليّ بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام  بخطّه:

   ]بسم اللَّه الرحمن الرحيم[ يا عليّ، أحسن اللَّه جزاك، وأسكنك جنّته، ومنعك ‏من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك اللَّه معنا.

   يا عليّ، قد بلوتك وخيّرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت: إنّي لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقاً، فجزاك اللَّه جنّات‏ الفردوس نزلاً.

   فما خفي عليّ مقامك ولاخدمتك في الحرّ والبرد في الليل والنهار، فأسأل اللَّه ‏إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنّه سميع الدعاء.(163)

----------------------------------------------------------

   1115/16 -  في مقتضب الأثر: قال: حدّثني أبو محمّد عبداللَّه بن محمّد المسعودي، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد المهلبي، قال: أنشدني عبداللَّه بن‏أيّوب الخريبي الشاعر، وكان انقطاعه إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام‏ يخاطب ابنه أباجعفر محمّد بن عليّ‏ عليهما السلام بعد وفاة أبيه الرضا عليه السلام.

   من كلمة له لم نكتبها على وجهها، بل ذكرنا منها موضع الشاهد، يقول:

يابن الذبيح ويابن عراق(164) الثرى

طابت أرومته(165) وطاب عروقا

يابن الوصيّ وصيّ أفضل مرسل

أعني النبيّ الصادق المصدوقا

ما لفّ في خرق القوابل مثله

أسد يلفّ مع الخريق خريقا(166)

يا أيّها الحبل المتين متى أعذ(167)

يوماً بعقولة(168) أجده وثيقا

أنا عائذ بك في القيامة لائذ

أبغي لديك من النجاة طريقا

لايسبقني في شفاعتكم غداً

أحد فلست بحبّكم مسبوقا

يابن الثمانية الأئمّة غرّبوا

وأبا الثلاثة شرّقوا تشريقا(169)

إنّ المشارق والمغارب أنتم

جاء الكتاب بذالكم تصديقا(170)

----------------------------------------------------------

   ومن مواعظه‏ عليه السلام: كيف يضيّع من اللَّه كافله؟ وكيف ينجو من اللَّه طالبه؟ ومن‏ انقطع إلى غير اللَّه وكّله اللَّه إليه، ومن عمل على غير علم ]ما[ أفسد أكثر ممّا يصلح.(171)

--------------------------------------------

122) في المصدر: شُنيف.

123) القائف: هو الّذي يعرف الآثار ويلحق الولد بالوالد، والأخ بأخيه، والجمع: قافة.

124) رَهَفَه، رَهْفاً: رقَّقه وحدَّده. يقال: رهف سيفه.  

125) الأحقاف: 35.

126) الأنعام: 124.

127) دلائل الإمامة: 384 ح2، وأورد ابن شهراشوب في المناقب: 387/4 (نحوه)، عنه البحار:8/50 ضمن ح 9.  

128) في المصدر: فاغتممت.

129) في المصدر: إلزمي.

130) الثاقب في المناقب: 504 ح1.

131) في المصدر: من ذلك.

132) الثاقب في المناقب: 508 ح1وفيه: وهو الحجّة عليهم، وأورد ابن شهراشوب في المناقب:394 393/4 (نحوه)، عنه البحار: 68/50 ح 46.

133) الكَبْل: القيد، يقال: كبَلتُ الأسير: إذا قيّدته.

134) في الثاقب: وتراقى، تراقى الخبر: تصاعد وارتفع، وفي الكشف: فرقى.

135) الثاقب في المناقب: 510 ح2، وأورد في الصراط المستقيم: 200/2 ح6 باختصار، ورواه في‏كشف الغمّة: 359/2، المناقب: 498/3، البحار: 38/50 ح3 مع اختلاف يسير، وما بين ‏المعقوفين من الثاقب.

136) في المصدر: فمرّ بقطيع غنم، فتركت شاة الغنم.

137) ])) في المصدر: ترغو، الرغاء - كغراب - : صوت ذوات الخفّ.

138) الحيف: الظلم والجور.

139) الثاقب في المناقب: 522 ح3، وما بين المعقوفين من المصدر.

140) في المصدر: فأخبره بأنّي قد دللتك عليه.

141) الثاقب في المناقب: 522 ح5.

144 - 142) ليس في المصدر.

145) في المصدر: لم يصب.

146) في بعض نسخ المصدر: إن لم تصب لها.

147) الثاقب في المناقب: 523 ح6.

148) في المصدر: يوم عيد.

149) في بعض نسخ المصدر: سبعة عشر ديناراً.

150) الثاقب في المناقب: 526 ح 12، وأورده في الخرائج: 383/1 ح 12، عنه كشف الغمّة:368/2 والبحار: 49/50 ح 26.

151) كذا، والظاهر أنّ الصواب: علي بن أسباط، كما ورد في مصادر اُخرى.

152) يوسف: 22.  

153) مريم: 12.

154) الخرائج: 384/1 ح 14 (نحوه)، عنه البحار: 20/50 ح6 و37 ح1.

155) الذُعر: الخوف والفزع.

156) المناقب: 394/4، عنه البحار: 10/50 ح 10، تقدّم نحوه في ح2.

157) القُذّة - بالضمّ والتشديد - : ريش السهم، والجمع قُذَدٌ، و «حَذوَ القذّة بالقذّة» أي: كما يقدر كلّ‏ واحدة منها على قدر صاحبتها وتقطع، ضرب مثلاً للشيئين يستويان ولايتفاوتان.

158) إعلام الورى: 93/2الإرشاد: 318، عنهما البحار: 21/50 ح9.

159) البحار: 15/50 ح 19.

160) علل الشرائع: 555/2 ح 6 مع إختلاف يسير، عنه البحار: 150/91 ضمن ح 8 ، و101/50 ح14.

161) ليس في المصدر.

162) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 7/2 ح 20، عنه البحار: 102/50 ح 16، و121/96 ح 24.

163) البحار: 105/50 ذح 22.  

164) في المصدر والبحار: أعراق.

165) الأرومة: أصل الشجرة.

166) رحيقاً خ.  

167) أعد خ، وفي البحار: أغد.

168) بعقوته خ، كذا في المصدر والبحار. والعقوة: الموضع المتّسع أمام الدار.

169) قال العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: تغريب «الثمانية» لعلّه كناية عن وفاتهم، كما أنّ تشريق الثلاثة كناية عن كونهم ظاهرين، أو بمعرض الظهور. والتغريب كناية عن سكناهم غالباً أو ولادتهم في بلاد الحجاز ويثرب، وهي غربيّة بالنسبة إلى العراق فالتشريق ظاهر.

170) مقتضب الأثر: 50 و51، عنه البحار: 325/49 ح7.

171) البحار: 364/78 ح 5.

 

 

 

    زيارة : 5141
    اليوم : 33148
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129071437
    مجموع الکل للزائرین : 89625726