الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
أمّا التوسّل

   أمّا التوسّل:

 

فذكره السيّد بن طاووس في المهج  في ذيل دعاء العبرات‏ أحببت أن أختتم بها الكتاب ليتشرّف بذكر أسمائهم، لأنّ أسماءهم الأسماء الحسنى الواردة في الكتاب الكريم حيث قال تبارك وتعالى : «وَللَّهِِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها»(510)، كما في الخبر(511) ليكون ختامها مسك، وفي ذلك وليتنافس‏ المتنافسون فهذا لفظه(512) :

   «إلهى وإذا قام ذو حاجة في حاجته شفيعاً فوجدته ممتنع النجاح مطيعاً، فإنّي‏أستشفع إليك بكرامتك والصفوة من أنبيائك(513) الّذين لهم أنشأت ما يقلّ ويظلّ‏ ونزَّلت(514) ما يدقّ ويجلّ، أتقرّب إليك بأوّل من توَّجته تاج الجلالة، وأحللته من ‏الفطرة محلّ السلالة، حجّتك في خلقك، وأمينك على عبادك، محمّد رسولك‏ صلّى اللَّه عليه وآله، وبمن جعلته لنوره مغرباً، وعن مكنون سرّه مُعْرِباً، سيّد الأوصياء، وإمام الأتقياء، يعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، أبي الأئمّة الراشدين عليّ أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه.

   وأتقرّب إليك بخيرة الأخيار، واُمّ  الأنوار، والإنسيّة الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء سلام اللَّه عليها، وبقرّة عين الرسول، وثمرتَي فؤاد البتول، السيّدين ‏الإمامين أبي محمّد الحسن وأبي عبداللَّه الحسين، وبالسجّاد زين العبّاد، ذي‏الثفنات، راهب العرب عليّ بن الحسين، وبالإمام العالم، والسيّد الحاكم، والنجم‏ الزاهر، والقمر الباهر مولاي محمّد بن عليّ الباقر.

   وبالإمام الصادق مبيّن المشكلات، مظهر الحقائق، والمفحم بحجّته كلّ ناطق، مخرس ألسنة أهل الجدال، مسكّن الشقاشق مولاي جعفر بن محمّد الصادق، وبالإمام التقيّ، والمخلص الصفيّ، والنور الأحمدي، والنور الأنور، والضياء الأزهر مولاى موسى بن جعفر.

   وبالإمام المرتضى، والسيف المنتضى مولاي عليّ بن موسى الرضا، وبالإمام ‏الأمجد، والباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيّد، ينبوع الحكم، ومصباح‏ الظلم، سيّد العرب والعجم، الهادي إلى ]الحقّ(515)] والرشاد، والموفّق بالتأييد والسداد مولانا محمّد بن عليّ الجواد.

   وبالإمام منحة الجبّار، ووالد الأئمّة الأطهار عليّ بن محمّد، المولود بالعسكر الّذي حذّر بمواعظه وأنذر، وبالإمام المنزّه عن المآثم، المطهّر عن المظالم، الحبر العالم، بدر الظلام، ربيع الأنام، التقيّ النقيّ الطاهر الزكيّ مولاي أبي محمّد الحسن‏ بن عليّ العسكري.

   وأتقرّب إليك بالحفيظ العليم، الّذي جعلته على خزائن الأرض، والأب الرحيم‏ الّذي ملّكته أزمّة البسط والقبض، صاحب النقيبة الميمونة، وقاصف الشجرة الملعونة، مكلّم الناس في المهد، والدالّ على منهاج الرشد، الغائب عن الأبصار، الحاضر في الأمصار، الغائب عن العيون، الحاضر  في الأفكار، بقيّة الأخيار،الوارث لذي‏ الفقار، الّذي يظهر في بيت اللَّه ذي الأستار، العالم المطهّر محمّد بن‏ الحسن عليهم أفضل التحيّات وأعظم البركات وأتمّ  الصلوات.

   أللهمّ  فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي ووسائلي، فصلّ عليهم صلاة لايعرف‏ سواك مقاديرها، ولايبلغ كثير الخلائق صغيرها، وكن لي بهم عند أحسن ظنّي‏ وحقّق لي بمقاديرك تهيئة التمنّي.

   إلهي لا ركن لي أشدّ منك فآوي إلى ركن شديد، ولا قول لي أسدّ من دعائك ‏فاستظهرك بقول سديد، ولا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد فهل بقي يا ربّ غير أن تجيب وترحم منّي البكاء والنحيب؟

   يا من لا إله سواه، يا من يجيب المضطرّ إذا دعاه، يا راحم عبرة يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، إغفر لي وارحمني وانصرني على القوم الكافرين، وافتح لي‏ وأنت خير الفاتحين، يا ذا القوّة المتين، يا أرحم الراحمين».(516)

--------------------------------------------

510) الأعراف: 180.

511) البرهان: 52/2.

512) ما ذكره المؤلّف أعلى اللَّه مقامه قسمة الأخير من دعاء العبرات، ومن شاء أن يقرء الدّعاء من‏ النسخة الّتي فيها إضافات مهمّة فليراجع الصحيفة المباركة المهديّة: 333.

513) في المصدر: أنامك.

514) برأت خ.

515) ليس في المصدر.

516) مهج الدعوات: 411 - 409.

 

 

 

    زيارة : 3407
    اليوم : 60588
    الامس : 64040
    مجموع الکل للزائرین : 130725166
    مجموع الکل للزائرین : 90660613