الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب الأوّل : في ذکر قطرة من بحر مناقب رسول الله صلّي الله عليه وآله

الباب الأوّل :

 

في ذکر قطرة من بحر مناقب رسول الله

صلّي الله عليه وآله

 

 

   718/1 -  في مناقب الديلمي: عمر بن قميت الليثي(194) قال: سمعت أبي وكان‏من أوعية العلم قال: لمّا حضرت ولادة آمنة بنت وهب اُمّ رسول‏اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم فتحت‏ أبواب السماء ونزلت الملائكة، ولم يبق في الأرض ملك إلّا حضر ولادتها، وهم‏ حافّون بها.

   فلمّا ولدت النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم امتلأت الدنيا نوراً وتباشرت به الملائكة في السماوات، وتنكّست(195) الأصنام على وجوهها، وهو يقول:

   ويل قريش جاءَهم الأمين، جاءَهم الصادق، جاءَهم الهدى، فلم يعلم ما يراد بذلك، وسمع من البيت صوتاً وهو يقول: الآن ردّ عليَّ نوري، الآن يجي‏ء زوّاري،الآن طهروا من الأرجاس.

   ثمّ أخذت الناس الزلزلة ثلاثة أيّام ولياليها، وكان هذا أوّل علامات رأتها قريش‏ عند ولادتها صلوات اللَّه عليه وآله.

-------------------------------------------------

   719/2 -  فيه: قال ابن عبّاس: سمعت أبي يحدّث عن مولده قال: لمّا ولد لأبي«عبداللَّه» رأينا في وجهه نوراً يزهر كنور الشمس، فقال: إنّ لهذا الغلام شأناً عظيماً رأيت في منامي كأنَّ قد خرج من منخره طائر أبيض، فطار حتّى بلغ المشرق‏ والمغرب، ثمّ رجع حتّى سقط على سطح الكعبة فسجدت له قريش بأسرها. فبينما الناس يتأمّلونه إذ صار نوراً بين السماء والأرض، ثمّ امتدّ بين المشرق‏ والمغرب فأوّل من دخل في ذلك النور حدث من ولد أبي طالب يقال له: عليّ‏ عليه السلام،ورأيته يعلو معه ويزداد.

   ثمّ رأيت الناس على أثر ذلك، فسألت كاهنة بعد انتباهي في بني مخزوم فقالت:يا عبّاس، لئن صدقت ليخرجنّ من صلبه ولد يكون أهل المشرق والمغرب تبعاًله، ويكون لابن عمّه الّذي سبق.(196)

-------------------------------------------------

   720/3 -  ورد في النبويّ المشهور صلى الله عليه وآله وسلم: أوّل ما خلق اللَّه نوري، ثمّ فتق منه نور عليّ ‏عليه السلام. فلم نزل نتردّد في النور حتّى وصلنا حجاب العظمة في ثمانين ألف ألف‏ سنة، ثمّ خلق الخلائق من نورنا، فنحن صنائع اللَّه والخلق بعد لنا صنائع.(197)

   أقول: معنى كون الخلق صنائع لهم اُريد منه كونهم عللاً غائياً، ويشهد عليه‏ خبر: «لولاك لما خلقت الأفلاك».(198)

-------------------------------------------------

   721/4 -  في عدّة الداعي: قال الصادق‏ عليه السلام: اشتدّت حال رجل من أصحاب‏ رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له امرأته: لو أتيت النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم  فسألته، فجاء إلى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ فسمعه يقول: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه‏ اللَّه، فقال الرجل: ما يعني‏ صلى الله عليه وآله وسلم ‏غيري، فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إنّ رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم بشر فأعلمه، فأتاه، فلمّا رآه‏صلى الله عليه وآله وسلم قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أعطاه اللَّه حتّى فعل ذلك ثلاث‏مرّات.

   ثمّ ذهب الرجل فاستعار فأساً(199) ثمّ أتى الجبل فصعده وقطع حطباً، ثمّ جاء به ‏فباعه بنصف مدّ من دقيق، ثمّ ذهب من الغد فجاء بأكثر منه فباعه، ولم يزل يعمل‏ويجمع حتّى اشترى فأساً، ثمّ جمع حتّى اشترى بكرين وغلاماً، ثمّ أثرى(200)وحسنت حاله، فجاء إلى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمعه‏ فقال‏صلى الله عليه وآله وسلم: قلت لك: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه‏ اللَّه.(201)

-------------------------------------------------

   722/5 -  وفيه: عن سلمان الفارسي رضوان اللَّه عليه قال: سمعت محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم يقول:إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: يا عبادي، أوليس من له إليكم حوائج كبار لاتجودون بها إلّا أن‏ يتحمّل عليكم بأحبّ الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعهم.

   ألا فاعلموا، أنّ أكرم الخلق عليَّ وأفضلهم لديَّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه عليّ‏ عليه السلام‏ ومن بعده الأئمّة الّذين هم الوسائل إليَّ(202). ألا فليدعنى من همّته حاجة يريد نفعها(203) أو دهته داهية يريد كشف ضررها بمحمّد وآله الطيّبين الطاهرين، أقضها له‏أحسن ما يقضيها من تستشفعون بأعزّ الخلق عليه.

   فقال له قوم من المشركين والمنافقين وهم المستهزؤون به: يا أباعبداللَّه فما لك‏لاتقترح على اللَّه(204) بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟

   فقال سلمان: دعوت اللَّه وسألته ما هو أجلّ وأنفع وأفضل من ملك الدنيا بأسرها، سألته بهم صلّى اللَّه عليهم أن يهب لي لساناً ذاكراً لتحميده وثنائه، وقلباً شاكراً لآلائه، وبدناً على الدواهي ]الداهية(205)] صابراً، وهو عزّوجلّ قد أجابني إلى‏ ملتمسي من ذلك وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما تشتمل عليه من‏ خيراتها مائة ألف ألف مرّة.(206)

-------------------------------------------------

   723/6 -  وفيه: روى جابر، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام: أنّ ملكاً من الملائكة سأل اللَّه أن ‏يعطيه سمع العباد فأعطاه اللَّه، فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة ليس أحد من‏ المؤمنين يقول: صلّى اللَّه على محمّد وأهل بيته وسلّم إلّا قال الملك: وعليك‏ السلام.

   ثمّ يقول الملك: يا رسول‏اللَّه، إنّ فلاناً يقرؤك السلام، فيقول رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:وعليه السلام.(207)

   قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: اُعطي السمع أربعة: النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم والجنّة، والنار، والحورالعين، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم ويسأل اللَّه الجنّة ويستجير باللَّه من النار، ويسأله أن يزوّجه من الحور العين، فإنّه من صلّى على النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم‏ سمعه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم، رفعت دعوته، ومن سأل ]اللَّه(208)] الجنّة، قالت الجنّة: يا ربّ، أعط عبدك ما سأل، ومن استجار باللَّه من النار، قالت النار: يا ربّ أجر عبدك ممّا استجارك منه، ومن سأل اللَّه الحور العين، قلن: يا ربّ، أعط عبدك ما سأل.(209)

-------------------------------------------------

   724/7 -  في تفسير الإمام ‏عليه السلام(210): خالد، عن ابن محبوب، عن محمّد بن يسار(211)عن أبي مالك الأسدي، عن إسماعيل الجعفي قال: كنت في المسجد الحرام قاعداً وأبوجعفر عليه السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرّة، وإلى الكعبة مرّةً، ثمّ ‏قال: «سُبْحانَ الَّذي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصى»(212)وكرّر ذلك - ثلاث مرّات - ثمّ التفت إليَّ فقال: أيّ شي‏ء يقولون أهل العراق في هذه‏ الآية يا عراقي؟

   قلت: يقولون: أسرى به من المسجد الحرام ]إلى المسجد الأقصى(213)] إلى بيت‏ المقدّس.

   فقال: ليس هو كما يقولون، ولكنّه أسرى به من هذه إلى هذه(214) - وأشار بيده إلى‏السماء - وقال: ما بينهما حرم.

   قال: فلمّا انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلّف عنه جبرئيل، فقال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:يا جبرئيل، أفي مثل هذا الموضع تخذلني؟ فقال: تقدّم أمامك فواللَّه، لقد بلغت‏ مبلغاً لم يبلغه خلق(215) من خلق اللَّه قبلك، فرأيت نور ربّي(216) وحال بيني وبينه‏ السبحة.(217)

   قال: قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومأ بوجهه إلى الأرض وأومأ بيده إلى‏السماء، وهو يقول: جلال ربّي، جلال ربّي - ثلاث مرّات - قال: يا محمّد، قلت: لبّيك يا ربّ، قال: فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: سبحانك لاعلم لي إلّا ما علّمتني، قال: فوضع يده بين ثدييَّ فوجدت بردها بين كتفيّ قال: فلم يسألني عمّا مضى ولاعمّا بقي إلّا علمته فقال: يا محمّد، فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت:يا ربّ، في الدرجات والكفّارات والحسنات، فقال: يا محمّد، إنّه قد انقضت‏ نبوّتك، وانقطع أكلك، فمن وصيّك؟

   فقلت: يا ربّ، إنّي قد بلوت خلقك فلم أر في خلقك أحداً أطوع لي من‏ عليّ ‏عليه السلام، فقال: ولي يا محمّد، فقلت: يا ربّ إنّي قد بلوت خلقك فلم أر في ‏خلقك أحداً أشدّ حبّاً لي من عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام قال: ولي يا محمّد.

   فبشّره بأنّه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور لمن أطاعني، والكلمة ]الباقية(218)الّتي ألزمتها المتّقين، من أحبّه ]فقد[ أحبّني، ومن أبغضه ]فقد [أبغضني، مع ماأنّي أخصّه بما لم أخصّ به أحداً.

   فقلت: يا ربّ، أخي وصاحبي ووزيري ووارثي، فقال: إنّه أمر قد سبق، إنّه ‏مبتلى ومبتلى به، مع ما أنّي قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته أربعة أشياء، عقدها بيده ولايفصح بها عقدها.(219)

   بيان: المراد بالمسجد الأقصى: البيت المأمور، لأنّه أقصى المساجد.

   قوله: «فرأيت نور ربّي» أي: بالقلب عظمته.

   قوله: «السبحة»: تنزّهه وتقدّسه تعالى.

   و«وضع اليد» كناية عن غاية اللطف والرحمة، وإفاضة العلوم والمعارف على‏صدره الأشرف.

   و«البرد» كناية عن الراحة والسرور.

   فهو صلوات اللَّه عليه محلّ وضع يد الرحمة ومن الرحمة، والرحمة منه، كما قال‏ النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «حسين منّي وأنا من حسين»(220)، وغذّته يد الرحمة، وربّى في حجر الرحمة ورضع من لسان الرحمة، ونبت لحمه ودمه من الرحمة، وجلده ما بين‏ عيني الرحمة وريحانة الرحمة، ومجلسه صدر الرحمة، ومركبه كتف الرحمة ومرتحله على ظهر الرحمة، ومسيره بمشي الرحمة.

   ومعدن خاصّ للرحمة، ومجمع لأسباب الرحمة، وجامع وسائل الرحمة ومنبع‏ عيون الرحمة، ومشرع الواردين للرحمة، ومترع مناهل الرحمة، ومغرس حدائق‏ الرحمة، ومظهر ثمرات الرحمة، ومنبت أغصان الرحمة، ومحرّك مواد الرحمة، وسحائب فيوض الرحمة وبه يتحصّل الكون في موضع العفو والرحمة والدخول ‏في دائرة اتّساع الرحمة وبالرحمة عليه يتحقّق مكتوبيّة واسع الرحمة وهو الرحمة الموصولة والرحمة المرحومة.

-------------------------------------------------

   725/8 -  في الجعفريّات والأشعثيّات، في باب فضل الهدية: بأسانيده عن عليّ‏ بن أبي طالب‏ عليه السلام: أنّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم اُهديت له هدية وعنده جلساؤه، فقال: أنتم ‏شركائي فيها.(221)

-------------------------------------------------

   726/9 -  عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: بأسانيده المفصّلة عن عليّ‏ ابن موسى الرضا، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين‏ عليهم السلام قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   يا عليّ، إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة اللَّه عزّوجلّ، وأخذت أنت بحجزتي‏وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم، فترى أين يؤمر بنا؟(222)

-------------------------------------------------

   727/10 -  وفيه: بأسانيده المفصّلة عن أبي‏ذرّ الغفاري‏ رحمه الله قال: رأيت ‏رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام بيده وقال: يا عليّ، من‏أحبّنا فهو العربي، ومن أبغضنا فهو العلج(223)، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن(224)والشرف، ومن كان مولده صحيحاً، وما على ملّة ابراهيم‏ عليه السلام إلّا نحن وشيعتنا،وسائر الناس منها برآء، وإنّ للَّه ملائكة يهدمون سيّئات شيعتنا كما يهدم القوم(225)البنيان.(226)

-------------------------------------------------

   728/11 -  في الثاقب في المناقب: عن عبدالرزّاق، عن معمّر الزبيري، عن‏سعيد بن المسيّب قال: إنّ السماء طشت(227) على عهد رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم ليلاً.

   فلمّا أصبح قال لعلي‏ عليه السلام: انهض بنا إلى العقيق ننظر إلى حسن الماء في حفرالأرض.

   ]قال علي ‏عليه السلام: فاعتمد رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم على يدي فمضينا، فلمّا وصلنا إلى‏ العقيق نظرنا إلى صفاء الماء في حفر الأرض[.

   قال عليّ‏ عليه السلام: يا رسول‏ اللَّه، لو أعلمتني من الليل لاتّخذت لك سفرة من الطعام، فقال: يا عليّ، إنّ الّذي أخرجنا إليه لايضيّعنا، وبينا نحن وقوف إذ نحن بغمامة قدأظلّتنا ببرق ورعد حتّى قربت منّا، فألقت بين يدي رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم سفرة عليها رمّان لم تر العيون مثلها على كلّ رمّانة ثلاثة أقشار: قشر من اللؤلؤ وقشر من الفضّة،وقشر من الذهب.

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم لي: قل: بسم اللَّه وكُل يا عليّ، هذا أطيب من سفرتك، فكسرنا من‏الرمّان، فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحبّ: حبّ كالياقوت الأحمر وحبّ كاللؤلؤ الأبيض‏وحبّ كالزمرّد الأخضر، فيه طعم كلّ شي‏ء من اللذة، فلمّا أكلت ذكرت فاطمة عليها السلام‏والحسن والحسين‏ عليهما السلام فضربت بيدي إلى ثلاث رمّانات، فوضعتهن في كمّي، ثمّ ‏رفعت السفرة.

   ثمّ انقلبنا نريد منازلنا فلقينا رجلان من أصحاب رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقال أحدهما:من أين أقبلت يا رسول اللَّه؟ قال: من العقيق، قال: لو أعلمتنا لاتّخذنا لك سفرة تصيب منها، فقال: إنّ الّذي أخرجنا لم يضيّعنا، وقال الآخر: يا أباالحسن، إنّي أجد منكما رائحة طيّبة، فهل كان عندكم ثَمّ طعام؟ فضربت يدي إلى كمّي لاُعطيهما رمّانة فلم أر في كمّي شيئاً، فاغتممت لذلك.

   فلمّا افترقنا ومضى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى منزله وقربت من باب فاطمة عليها السلام وجدت في‏ كمّي خشخشة، فنظرت فإذا الرمّان في كمّي، فدخلت وألقيت رمّانة إلى فاطمة عليها السلام‏والاُخريين إلى الحسن والحسين‏ عليهما السلام، ثمّ خرجت إلى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا رآني قال: ياأباالحسن، تحدّثني أم اُحدّثك؟ فقلت: حدّثني يا رسول اللَّه، فإنّه ‏أشفى للغليل، فأخبر بما كان، فقلت: يا رسول اللَّه، كأنّك كنت معي.(228)

-------------------------------------------------

   729/12 -  وفيه: عن حنش بن المعتمر، عن عليّ ‏عليه السلام أنّه قال: دعاني‏ رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فوجّهني إلى اليمن لاُصلح بينهم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّهم قوم ‏كثير ولهم سنّ وأنا شابّ حدث.

   قال: يا عليّ، إذا صرت بأعلى عقبة ]أفيق(229)] فناد بأعلى صوتك: يا شجر يا مدر يا ثرى، محمّد رسول اللَّه يقرؤكم السلام.

   قال: فذهبت فلمّا صرت بأعلى عقبة أفيق أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم ‏بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون(230) رماحهم مشهرون(231) أسنّتهم(232)، متنكّبون ‏قسيّهم(233) شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلى صوتي: يا شجر يا مدر يا ثرى محمّد رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم يقرؤكم السلام.

   ]قال:(234)] فلم يبق شجر ولا مدر ولا ثرى إلّا ارتجّ بصوت واحد: وعلى محمّد رسول اللَّه السلام وعليك السلام، فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم(235) فوقع‏ السلاح من أيديهم، وأقبلوا إليّ مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت ]عنهم[.(236)

-------------------------------------------------

   730/13 -  وفيه: عن نافع، عن ابن عمر قال: جاء إلى رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ]قوم[فشهدوا على رجل بالزور أنّه سرق جملاً، فأمر النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم بقطعه، فولّى الرجل‏وهو يقول:

   «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من الصلاة شي‏ء، وبارك على ‏محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من البركات شي‏ء، وارحم على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من الرحمة شي‏ء، وسلّم على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من‏ التسليم شي‏ء».(237)

   قال: فتكلّم الجمل وقال: يا رسول اللَّه، إنّه بري‏ء من سرقتي، فأمر النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ بردّه وقال: يا هذا، ماقلت آنفاً؟ قال: قلت: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وذكركلامه من الدعاء.

   قال: كذلك نظرت إلى‏ملائكة]اللَّه[ يخوضون سبل‏ المدنية حتّى‏كادت تحول‏ بيني وبينك لتردنّ عليَّ الحوض يوم القيامة، ووجهك أشدّ بياضاً من الثلج.(238)

-------------------------------------------------

   731/14 -  وفيه: عن يزيد بن أبي حبيب قال: أقبلت امرأة ومعها ابن لها، وهوابن شهر حتّى جاءت رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم فاكفهرّت(239) عليه بوجهها، فقال الغلام من ‏حجرها: السلام عليك يا رسول‏ اللَّه، السلام عليك يا محمّد بن عبداللَّه.

   قال: فأنكرت الاُمّ ذلك من إبنها.

   فقال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: وما يدريك أنّي رسول ‏اللَّه، وأنّي محمّد بن عبداللَّه؟ فقال:علّمنيه ربّ العالمين والروح الأمين جبرئيل ‏عليه السلام، وهو قائم على رأسك ينظر إليك، فقال جبرئيل‏ عليه السلام: هذا تصديق لك بالنبوّة، ودلالة لنبوّتك كي يؤمن بك بقيّة قومك.

   قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ما اسمك يا غلام؟ قال: سمّوني عبدالعزّى وأنا به كافر فسمّني يا رسول اللَّه، قال: أنت عبداللَّه. قال: يا رسول اللَّه، اُدع ]اللَّه[ عزّوجلّ أن‏ يجعلني من خدمك في الجنّة.

   فقال جبرئيل‏ عليه السلام: اُدع اللَّه عزّوجلّ يعطيه ما قال(240)، فقال الغلام: السعيد من آمن‏بك، والشقيّ من كذّبك، ثمّ شهق شهقة فمات.

   فأقبلت الاُمّ عليه وقالت: يا رسول اللَّه، فداك أبي واُمّي، لقد كنت مكذّبة بك إلى‏لدن ما رأيت من آيات نبوّتك، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّك رسول‏اللَّه، يا أسفي على ما فات منّي.

   فقال لها: أبشري، فوالّذي ألهمك الإيمان، إنّي لأنظر إلى حنوطك وكفنك مع‏ الملائكة، فما برحت حتّى شهقت وفاضت نفسها، فصلّى رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم عليهما ودفنهما جميعاً.(241)

-------------------------------------------------

   732/15 -  وفيه: عن عليّ ‏عليه السلام أنّ أباجهل قال يوماً: أنا أقتل محمّداً ولو شاءت‏ بنو عبدالمطّلب قتلوني به، قالوا: إنّك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي‏ معروفاً لاتزال تذكر به، قال: إنّه لكثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجراً فشدخته(242) به.

   فجاء النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وطاف بالبيت اُسبوعاً، ثمّ صلّى فأطال في صلاته، وسجد وأطال في سجوده، فأخذ أبوجهل حجراً وأتاه من قبل رأسه، فلمّا أن قرب منه‏ أقبل فحل من قبل رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فاغراً فاه(243) فلمّا رآه أبوجهل فزع وارتعدت‏يده، وطرح الحجر فشدخ رجليه، فرجع مدمياً متغيّراً لونه، يفيض عرقاً.

   فقال أصحابه: ما رأيناك كاليوم! قال: ويحكم أعذروني، فإنّه أقبل من عنده ‏فحل فاغراً فاه يكاد يبتلعني(244)، فرميت الحجر فشدخت رجلى.(245)

-------------------------------------------------

   733/16 -  وفيه: عن هند بنت الجون قالت: لمّا نزل رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم بخيمة اُمّ ‏معبد توضّأ للصلاة، ومجّ(246) ماءً في فيه على عوسجة(247) يابسة، فاخضرّت‏وأنارت(248) وظهر لي ورقها، وحسن حملها، وكنّا نتبرّك بها ونستشفي بها للمرضى، فلمّا توفّي رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ذهبت بهجتها ونضارتها.

   فلمّا قتل أميرالمؤمنين‏ عليه السلام انقطع ثمرها، فلمّا كان بعد مدّة طويلة أصبحنا يوماًوإذا بها قد نبعت من ساقها دم عبيط(249) وورقها ذابل(250) يقطر منه مثل ماء اللحم، فعلمنا أنّه حدث حدث عظيم، ]فبتنا[ ليلتنا مهمومين فزعين نتوقّع الداهية.

   فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا بكاءً وعويلاً من تحتها، ووجبة(251) شديدة وضجّة]ورجّة(252)]، وصوت باكية تقول: يابن النبيّ، يابن الوصيّ، ويابن البتول، ويا بقيّةالسادة الأكرمين، ثمّ كثرت الرنّات والأصوات، ولم أفهم كثيراً ممّا يقولون، فأتانابعد ذلك قتل الحسين‏ عليه السلام ويبست الشجرة وجفّت وذهبت أثرها.(253)

   يقول مؤلّف القطرة: أورد هذا الخبر الزمخشري بأدنى تفاوت في بعض ألفاظه‏ في ربيع الأبرار من الباب الثامن، ثمّ قال: والعجب لِمَ لم يشهر أمر هذه الشجرة كما اشتهر أمر الشاة في قصّة هي من أعلام القصص.(254)

   ونقلها أيضاً ابن شهراشوب ‏قدس سره بأدنى تفاوت من كتاب أمالي الحاكم النيسابوري ‏وهو من أعيان علماء العامّة.(255)

   أقول: لاغرو في سبب إخفائها لكونها ممّا تدلّ على مناقب أميرالمؤمنين‏والحسين‏ عليهما السلام أيضاً، وذكرنا الحديث من ربيع الأبرار في المجلّد الثاني من كتابنادلائل الحقّ.

-------------------------------------------------

   734/17 -  في صحيفة الرضا صلوات اللَّه عليه: بإسناده قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:أتاني ملك فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك ‏بطحاء مكّة ذهباً؟

   قال: فرفع رأسه إلى السماء، فقال: يا ربّ أشبع يوماً فأحمدك وأجوع يوماً فأسألك.(256)

-------------------------------------------------

   735/18 -  روى المحدّث البحراني: عن ابن أبي يعفور، ]عن أبي حمزة[ عن‏الباقر عليه السلام قال: قال له رجل: كيف سمّيت الجمعة ]جمعة[؟

   قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ جمع فيها خلقه لولاية محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ووصيّه في الميثاق، فسمّاه ‏يوم الجمعة لجمعه خلقه فيه.(257)

-------------------------------------------------

   736/19 -  الثاقب في المناقب: عن عليّ‏ عليه السلام قال: اجتمع آل ذُريح في عيد لهم ‏فجاءتهم بقرة لهم فصاحت: يا آل ذريح، أمر نجيح، مع رجل يصيح، بصوت‏ فصيح فجاء بلا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عجّلوا بلا إله إلّا اللَّه تدخلوا الجنّة.

   قال: فواللَّه، ما شعرنا بآل ذريح إلّا قد أقبلوا إلى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم يطلبونه حتّى‏أسلموا.

   وروي هذا الخبر أطول من ذلك.

   وروي: أنّ القوم أحضروا ثوراً ليذبحوه، فقال ذلك.(258)

   وقد رواه أيضاً أحمد في مسنده.

   وروى الصدوق ‏قدس سره: بإسناده عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال:كانت بقرة في نخل لبني سالم من الأنصار، فقالت: يا ذُريح عمل نجيح(259) صالح(260)يصيح بلسان عربيّ فصيح بأن لا إله إلّا اللَّه ربّ العالمين، ومحمّد رسول اللَّه سيّد النبيّين، وعليّ وصيّه سيّد الوصيّين.(261)

   وروى ثقة الإسلام في الروضة: عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: إنّ من وراء اليمن واد يقال له: وادي برهوت، ولايجاوز ذلك الوادي إلّا الحيّات السود، والبوم ‏من الطيور(262)، في ذلك الوادي بئر يقال لها: بلهوت، يغدى ويراح إليها بأرواح‏ المشركين، يسقون من ماء الصديد، خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم: الذريح.

   لمّا أن بعث اللَّه عزّوجلّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم صاح عجل لهم فيهم، وضرب بذنبه فنادى ‏فيهم: يا آل الذريح - بصوت فصيح - أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، قالوا: لأمر ما أنطق اللَّه هذا العجل! قال: فنادى فيهم ثانية، فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها، ونزل فيها سبعة منهم، وحملوا من الزاد ما قذف اللَّه في قلوبهم، ثمّ‏ رفعوا شراعها وسيّبوها(263) في البحر، فما زالت تسير بهم حتّى رمت بهم بجدّة.

   فأتوا النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقال لهم النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم أهل الذريح، نادى فيكم العجل؟ قالوا: نعم، قالوا: أعرض علينا يا رسول‏ اللَّه، الدين والكتاب.

   فعرض عليهم رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم الدين والكتاب والسنن والفرائض والشرائع كما جاء من عند اللَّه جلّ‏ وعزّ، وولّى عليهم رجلاً من بني هاشم سيّره معهم، فما بينهم‏ اختلاف حتّى الساعة.(264)

-------------------------------------------------

   737/20 -  في كتاب أربعين محمّد بن أبي الفوارس: أخبرنا محمّد البرذعي‏ بإصفهان: قال عبداللَّه بن عامر التميمي بمدينة الرسول‏ صلى الله عليه وآله وسلم: حدّثني اُمّ سلمة رضي‏ اللَّه عنها قالت: سمعت رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

   ما من قوم يذكرون فضل محمّد وآل محمّد عليهم السلام إلّا هبطت ملائكة من السماء تخبرهم وتحدّثهم، فإذا عرجت الملائكة إلى السماء فتقول لهم الملائكة: إنّا نشمّ ‏منكم رائحة ما شممنا رائحة أطيب منها!

   فيقولون: إنّا كنّا عند قوم يذكرون فضل محمّد وآل محمّد عليهم السلام فعبق(265) بنا من‏ ريحهم، فيقولون: أهبطوا بنا إلى القوم، فيقولون: إنّهم قد تفرّقوا، فيقولون: أهبطوا بنا إلى المكان الّذي كانوا فيه لنتبرّك به.(266)

-------------------------------------------------

   738/21 -  وفيه: عن زيد بن العوام وعن أبي امامة قالا: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: حبّي عمود ميزان العالم، إذا كان يوم القيامة حبّي بميزان العالم، وحبّ عليّ ‏عليه السلام‏ كفّتاه، وحبّ الحسن والحسين‏ عليهما السلام خيوطه، وحبّ فاطمة عليها السلام علاقته، يوزن به‏ محبّة المحبّ والمبغض لي ولأهل بيتي، ثمّ قرأ «فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ × فَهُوَ في ‏عيشَةٍ راضِيَةٍ× وَأَمّا مَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ × فَاُمُّهُ هاوِيَةٌ»(267).(268)

-------------------------------------------------

   739/22 -  في الثاقب في المناقب: أمّا صاحبة الحصاة الاُولى فهي اُمّ مسلم،-وقيل: اُمّ أسلم - جاءت النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم منزل اُمّ سلمة فسألتها عن النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:خرج‏ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الحوائج، الساعة يجي‏ء، فانتظرته عند اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها حتّى جاء صلى الله عليه وآله وسلم فقالت اُمّ أسلم: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه، إنّي قد قرأت(269)الكتب وعلمت أنّ لكلّ نبيّ وصيّاً، فموسى‏ عليه السلام ]كان[ له وصيّ في حياته ووصيّ ‏بعد موته، وكذلك عيسى، ]فمن[ وصيّك يا رسول ‏اللَّه؟

   فقال لها: يا اُمّ أسلم، وصييّ في حياتي وبعد مماتي واحد، ثمّ ضرب بيده إلى‏حصاة فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   ثمّ قال لها: يا اُمّ أسلم، من فعل بعدي مثل فعلي(270) فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي.

   فخرجت من عنده، وأتت أميرالمؤمنين ‏عليه السلام وقالت له: بأبي أنت واُمّي، أنت‏وصيّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: نعم يا اُمّ أسلم، ثمّ ضرب بيده إلى الحصاة فجعلها كهيئة(271) الدقيق ثمّ عجنها وختمها بخاتمه، ثمّ قال: يا اُمّ أسلم، من فعل فعلي هذا فهو وصيّي.

   فأتت الحسن‏ عليه السلام وهو غلام، فقالت له: ]سيّدي[ أنت وصيّ أبيك؟ فقال: نعم‏ يا اُمّ أسلم، وضرب بيده إلى الحصاة ففعل بها كفعلهما.

   فخرجت من عنده حتّى أتت الحسين‏ عليه السلام وهي مستصغرة له‏ عليه السلام فقالت له: بأبي‏أنت واُمّي(272)، أنت وصيّ أخيك؟ قال: نعم يا اُمّ أسلم، وفعل مثل فعل أخيه.

   ثمّ لحقت بعليّ بن الحسين‏ عليهما السلام بعد قتل الحسين‏ عليه السلام في منصرفه فسألته: أنت‏ وصيّ أبيك؟ فقال: نعم، ثمّ فعل كفعلهم ‏عليهم السلام.(273)

-------------------------------------------------

   740/23 -  بصائر الدرجات: ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد من‏ أصحابنا، عن أبي عبداللَّه‏ عليه السلام قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: حياتي خير لكم‏ ومماتي خير لكم، قالوا: أمّا حياتك يا رسول ‏اللَّه، فقد عرفنا، فما في وفاتك؟

   قال: أمّا حياتي فإنّ اللَّه يقول: «وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ ‏مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»(274) وأمّا وفاتي فتعرض عليَّ أعمالكم فأستغفر لكم.(275)

   وروى هذا الخبر السيّد نعمة اللَّه ‏قدس سره في الأنوار، وزاد في آخره: وأمّا مماتي فهوأنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ خميس وجمعة، فأستغفر اللَّه لكم وأسأله التجاوز عن‏ ذنوبكم.

   وفيه أيضاً: عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: سمعته يقول: ما لكم تسؤون‏ رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال له رجل: جعلت فداك، فكيف نسؤوه؟ فقال: أما تعلمون أنّ‏أعمالكم تعرض عليه؟ فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسؤوا رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ وسرّوه.(276)

-------------------------------------------------

   741/24 -  قصص‏ الأنبياء: السيّدالمرتضى ابن‏ الداعي، عن‏جعفر الدوريستي، عن أبيه، بأسانيده المفصّلة عن ابن عبّاس ‏رضى الله عنه قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا أن‏خلق اللَّه تعالى آدم وقفه بين يديه فعطس، فألهمه اللَّه أن حمده، فقال اللَّه: يا آدم، أحمدتني(277) فو عزّتي وجلالي لولا عبدان اُريد أن أخلقهما في آخر الزمان ما خلقتك.

   قال آدم: يا ربّ، بقدرهما عندك ما سمّيتهما؟(278) فقال تعالى: يا آدم، اُنظر نحو العرش، فإذا بسطرين من نور.

   أوّل السطر: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد نبيّ الرحمة، وعليّ مفتاح الجنّة».

   والسطر الثاني: «آليت على نفسي أن أرحم من والاهما، واُعذّب من عاداهما».(279)

-------------------------------------------------

   742/25 -  قال السيّد المحدّث المتبحّر نعمة اللَّه الجزائري في الأنوار: وفي‏الروايات: أنّه لمّا نظر آدم إلى حوّاء قال: يا ربّ، زوّجني منها، فقال جلّ اسمه: هات‏ مهرها يا آدم، فقال آدم: يا ربّ ما أعلم.

   قال اللَّه تعالى: يا آدم، صلّ على محمّد وآل محمّد عشر مرّات، فصلّى آدم كما أمره اللَّه جلّ جلاله فزوّجه بها، فإذا كانت الصلاة مهر حوّاء، فكيف لايكون مهرحور العين؟(280)

-------------------------------------------------

   743/26 -  قال السيّد قدس سره أيضاً فيه: وفي الروايات أيضاً: إنّ اللَّه تعالى قد خلق‏ ملائكة سيّاحين في الأرض، وليس لهم غرض إلّا تبليغ النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم صلاة من يصلّي ‏عليه في أطراف الأرض، يقولون له: يا رسول ‏اللَّه، فلان قد بلّغك السلام والصلاة، فيقول النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: وعلى فلان الصلاة والسلام.

   وكذلك يبلّغونه زيارات الزائرين، كما يبلّغون الأئمّة الطاهرين‏ عليهم السلام صلوات‏ المصلّين وزيارات الزائرين وسلام المسلّمين.

-------------------------------------------------

   744/27 -  في إثبات الوصيّة للمسعودي‏ قدس سره: روي عن العالم‏ عليه السلام أنّه قال: لمّا أراد اللَّه عزّوجلّ أن يظهر سيّدنا محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم أنزل قطرة من تحت العرش فألقاها على‏ ثمرة من ثمار الأرض فأكلها أبوه، فلمّا واقع آمنة وصارت في الموضع الّذي خلقه‏ اللَّه جلّ وعلا  فيه، ومضى لها أربعون يوماً سمع الصوت في بطن اُمّه.

   فلمّا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن: «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لامُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ»(281) فلمّا ظهر بأمراللَّه جلّ وعزّ رفع له في‏كلّ بلدة عمود من نور، ينظر به إلى أعمال العباد.(282)

-------------------------------------------------

   745/28 -  وفيه: روي: أنّ اللَّه عزّوجلّ علّم نبيّه كلّ ما كان وما هو كائن إلى يوم ‏القيامة، ثمّ فوّض إليه أمر الدين والشرائع، فقال: «وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمانَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»(283)، وقال: «وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى × إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحى»(284)وقال: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ»(285).

   ثمّ وصفه‏ اللَّه عزّ ذكره بما لم يصف به أحداً من أنبيائه وجميع خلقه فقال: «وَإِنَّكَ ‏لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ»(286).(287)

-------------------------------------------------

   746/29 -  وفيه: روي: أنّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم كان ]ممّا قال[ له في تلك الحال - أي في‏وصيّته ‏صلى الله عليه وآله وسلم- : إذا أنا متُّ فغسّلني وكفّني وحنّطني، ثمّ أجلسني فسل عمّا بدا لك‏واكتب.(288)

-------------------------------------------------

   747/30 -  وفيه: روي عنه ‏صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: اُعطيت ما اُعطي النبيّون والمرسلون ‏جميعاً، واُعطيت خمسة لم يعطها أحد: نصرت بالرعب، وجعل لي ظهر الأرض‏ مساجد وطهوراً، واُعطيت جوامع الكلم، وفضّلت بالغنيمة، واُعطيت الشفاعة في‏اُمّتي.

   وأعطاه اللَّه عزّوجلّ كلّ ما أعطى الأنبياء من المعجزات والآيات والعلامات وفضّل ‏بما لم يؤته أحد منهم، ثمّ أنزل اللَّه جلّ وتعالى: «وَأَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبينَ»(289) فجمع‏ صلى الله عليه وآله وسلم بني هاشم وهم في ذلك الوقت أربعون رجلاً من المشايخ والرؤساء، فأمر أميرالمؤمنين ‏عليه السلام فأنضج(290) لهم رجل شاة وخبز لهم صاعاً من طعام، ثمّ أدخل‏ إليه منهم عشرة، فأكلوا حتّى تصدروا(291) ثمّ جعل يدخل إليه عشرة بعد عشرة حتّى‏أكلوا وشربوا جميعاً وشبعوا، فإنّ فيهم من يأكل الجذعة(292) ويشرب الزقّ(293).(294)

-------------------------------------------------

   748/31 -  وفيه: وروي: أنّ الإسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً، أعطى اللَّه ‏آصف بن برخيا منه حرفاً واحداً، فكان من أمره في عرش بلقيس ما كان، وأعطى‏ عيسى‏ عليه السلام منه حرفين، فعمل بهما ما قصّ اللَّه به، وأعطى موسى‏ عليه السلام أربعة أحرف،وأعطى إبراهيم ‏عليه السلام ثمانية أحرف، وأعطى نوحاً عليه السلام خمسة عشر حرفاً، وأعطى ‏محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفاً.

   واستأثر اللَّه جلّ وتعالى بحرف واحد، فعلّم رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ما علّمه الأنبياء وما لم‏ يعلّموه، إلى آخر الحديث.(295)

-------------------------------------------------

   749/32 -  في البحار: قال الواقدي: فلمّا كان اليوم الرابع من ولادته‏ صلى الله عليه وآله وسلم جاء سواد بن قارب إلى عبدالمطّلب، وكان عبدالمطّلب قاعداً على باب بيت اللَّه الحرام‏ وقد حفّ به قريش وبنوهاشم، فدنا سواد بن قارب وقال: يا أبا الحارث ]اعلم(296)أنّي قد سمعت أنّه قد ولد لعبداللَّه ذكر، وأنّهم يقولون فيه عجائب، فاُريد أن أنظر إلى وجهه هنيئة.

   وكان سواد بن قارب رجلاً إذا تكلّم سمع منه، وكان رجلاً صدوقاً، فقام‏ عبدالمطّلب ومعه سواد بن قارب، وجاء إلى دار آمنة رضي‏اللَّه عنها ودخلا جميعاً والنبيّ‏صلى الله عليه وآله وسلم نائم.(297)

   فلمّا دخلا القبّة، قال عبدالمطّلب: اسكت يا سواد، حتّى ينتبه من نومه فسكت، فدخلا قليلاً قليلاً حتّى دخلا القبّة، ونظر إلى وجه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وهو في مهده نائم‏ وعليه هيبة(298) الأنبياء، فلمّا كشف الغطاء عن وجهه برق من وجهه شقّ السقف‏ بنوره، والتزق بأعنان(299) السماء،  فألقى عبدالمطّلب وسواد أكمامهما على وجههما من شدّة الضوء.

   فعندها انكبّ سواد على النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقال لعبدالمطّلب: اُشهدك على نفسي أنّي ‏آمنت بهذا الغلام، وبما يأتي به من عند ربّه، ثمّ قبّل وجنات(300) النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وخرجا جميعاً، ورجع سواد إلى موضعه وبقي عبدالمطّلب‏ عليه السلام فرحاً نشيطاً.

   ]قال محمّد بن عمر الواقدي(301)] فلمّا أتى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم شهر، كان إذا نظر إليه ‏الناظرون توهّموا(302) أنّه من أبناء سنة لوقارة جسمه وتمام فهمه‏ صلى الله عليه وآله وسلم وكانوايسمعون من مهده التسبيح والتحميد(303) والثناء على اللَّه تعالى.(304)

-------------------------------------------------

   750/33 -  في المناقب: عن ابن عبّاس قال: قال أبوطالب‏ عليه السلام لأخيه: يا عبّاس‏اُخبرك عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إنّي ضممته فلم اُفارقه ساعة من ليل أو نهار فلم ائتمن‏أحداً حتّى نوَّمته في فراشي، فأمرته أن يخلع ثيابه وينام معي، فرأيت في وجهه‏ الكراهيّة فقال: يا عمّاه، اصرف بوجهك عنّي حتّى أخلع ثيابي وأدخل فراشي‏فقلت له: ولم ذاك؟

   فقال: لاينبغي لأحد أن ينظر إلى جسدي، فتعجّبت من قوله، وصرفت بصري‏عنه حتّى دخل فراشه، فإذا دخلت أنا الفراش إذا بيني وبينه ثوب، واللَّه، ما أدخلته ‏في فراشي فأمسّه(305) فإذا هو ألين ثوب، ثمّ شممته كأنّه غمس في مسك وكنت إذاأصبحت فقدت الثوب، فكان هذا دأبي ودأبه، وكنت كثيراً ما أفتقده في فراشي فإذا قمت لأطلبه، بادرني من فراشي، ها أنا ذا يا عمّ، فارجع إلى مكانك.

   وكان النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم يأتي زمزم فيشرب منها شربة، فربما عرض عليه أبوطالب‏ عليه السلام ‏الغذاء، فيقول: لا اُريده أنا شبعان.

   وكان أبوطالب‏ عليه السلام إذا أراد أن يعشّي أولاده أو يغدّيهم يقول: كما أنتم حتّى‏ يحضر ابني، فيأتي رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فيأكل معهم فيبقى الطعام.(306)

-------------------------------------------------

   751/34 -  في العدد للشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهّر الحلّي أخي‏ العلاّمة قدس سره: قالت حليمة السعدية: كانت في بني سعد شجرة يابسة ما حملت قطّ، فنزلنا يوماً عندها ورسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم في حجري، فما قمت حتّى اخضرّت وأثمرت‏ ببركةٍ منه، وما أعلم أنّي جلست موضعاً قطّ إلّا كان له أثر، إمّا نبات، وإمّا خصب.

   ولقد دخلت على امرأة من بني سعد يقال لها: اُمّ مسكين وكانت سيّئة الحال ‏فحملتُه فأدخلتُه منزلها، فإذا هي قد أخصبت وحسن حالها، فكانت تجي‏ء كلّ يوم ‏فتقبّل رأسه.

   قالت حليمة: ما نظرت في وجه رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم إلّا ورأيت عينيه ‏مفتوحتين كأنّه يضحك، وكان لايصيبه حرّ ولا برد.

   قالت حليمة: ما تمنّيت شيئاً قطُّ في منزلي إلّا اُعطيتُه من الغد، ولقد أخذ ذئب‏ عنيزةً(307) لي، فدخلني (308) من ذلك حزن شديد، فرأيت النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم رافعاً رأسه إلى ‏السماء، فما شعرت إلّا والذئب والعنيزة على ظهره قد ردّها عليّ، ما عقر(309) منها شيئاً.

   قالت حليمة: ما أخرجته قطُّ في شمس إلّا وسحابة تظلّه، ولا في مطر إلّا وسحابة تكنّه(310) من المطر.

   قالت حليمة: فما زال من خيمتي نور ممدود بين السماء والأرض، ولقد كان‏الناس يصيبهم الحرّ والبرد، فما أصابني حرّ ولا برد منذ كان عندي، ولقد هممت‏ يوماً أن أغسل رأسه، فجئته وقد غسل رأسه ودهّن وطيّب، وما غسلت له ثوباً قطّ وكلّما هممت بغسل ثوبه سُبقتُ إليه، فوجدت عليه ثوباً غيره جديداً.

   قالت: ما كنت أخرج لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ثديي إلّا وسمعت له نغمة، ولاشرب قطّ]إلّا[ وسمعته ينطق بشي‏ء، فتعجّبت منه، حتّى إذا نطق وعقد، كان يقول: بسم اللَّه‏ ربّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل، وفي آخر ما يفرغ من أكله وشربه يقول: الحمدللَّه ربّ‏ محمّدصلى الله عليه وآله وسلم.(311)

-------------------------------------------------

   752/35 -  في البحار: عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: إنّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وعد رجلاً إلى‏ الصخرة، فقال: أنالك هاهنا حتّى تأتي، فاشتدّت الشمس عليه، فقال له أصحابه:يا رسول‏ اللَّه، لو أنّك تحوّلت إلى الظلّ، قال: وعدته إلى هاهنا، وإن لم يجي‏ء كان‏ منه المحشر.(312)

-------------------------------------------------

   753/36 -  عن عائشة قالت: قلت: يا رسول‏ اللَّه، إنّك تدخل الخلاء فإذا خرجت‏دخلت في أثرك(313) فلم أرى شيئاً خرج منك غير أنّي أجد رائحة المسك.

   قال: يا عائشة، إنّا معشر الأنبياء ينبت أجسادنا على أرواح أهل الجنّة، فما خرج ‏منّا من شي‏ء ]إلّا(314)] ابتلعته الأرض.(315)

-------------------------------------------------

   754/37 -  في روضة الواعظين: قال العيص بن القاسم: قلت للصادق‏ عليه السلام:حديث يروى عن أبيك‏ عليه السلام أنّه قال: ما شبع رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم من خبز برّ قطّ، أهو صحيح؟ فقال: لا، ما أكل رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم خبز برّ قطّ، ولاشبع من خبز شعير قطّ.(316)

-------------------------------------------------

   755/38 -  في المناقب: قال في حديث نوح‏ عليه السلام: جرت له السفينة على الماء وهي تجري للكافر والمؤمن، ولمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم جرى الحجر على الماء، وذلك أنّه‏كان على شفير غدير ووراء الغدير تلّ عظيم، فقال عكرمة بن أبي ‏جهل: يا محمّد،إن كنت نبيّاً فادع من صخور ذلك التلّ حتّى يخوض الماء فيعبر.

   فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتّى مثّلث بين يديه، فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءَت، الحديث.(317)

-------------------------------------------------

   756/39 -  في الخرائج للراوندي ‏قدس سره كان لكلّ عضو من أعضاء النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ معجزة: فمعجزة رأسه: أنّ الغمامة أظلّت على رأسه.

   ومعجزة عينيه: أنّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه.

   ومعجزة اُذنيه: هي أنّه كان يسمع الأصوات في النوم كما يسمع في اليقظة.

   ومعجزة لسانه: أنّه قال للضبي(318): من أنا؟ قال: أنت رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم.

   ومعجزة يديه: أنّه خرج من بين أصابعه الماء.

   ومعجزة رجليه: أنّه كان لجابر بئر، ماؤها زعاق(319) فشكا إلى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم  فغسل‏ رجليه في طشت، وأمر بإهراق(320) ذلك الماء فيها، فصار ماؤها عذباً.

   ومعجزة عورته: أنّه ولد مختوناً.

   ومعجزة بدنه: أنّه لم يقع ظلّه على الأرض، لأنّه كان نوراً ولايكون من النورالظلّ كالسراج.

   ومعجزة ظهره: ختم النبوّة، كان على كتفيه مكتوباً: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول‏ اللَّه».(321)

-------------------------------------------------

   757/40 -  في تفسير العيّاشي: عن إسماعيل - رفعه - إلى سعيد بن جبير قال:كان على الكعبة ثلاثمائة وستّون صنماً، لكلّ حيّ(322) من أحياء العرب الواحدوالإثنان، فلمّا نزلت هذه الآية: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ - إلى قوله – الْعَزيزُالْحَكيمُ»(323) خرّت ]الأصنام[ في الكعبة سجّداً.(324)

-------------------------------------------------

   758/41 -  في الخرائج: روى عمّار بن ياسر أنّه كان مع رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم  في بعض‏ أسفاره قال: فنزلنا يوماً في بعض الصحاري القليلة الشجر، فنظر إلى شجرتين‏ صغيرتين فقال لي: يا عمّار، صر إلى الشجرتين فقل لهما: يأمر كما رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ أن تلتقيا حتّى يقعد تحتكما، فأقبلت كلّ واحدة إلى الاُخرى حتّى التقيا فصارتا كالشجرة الواحدة ومضى رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم خلفهما، فقضى حاجته.

   فلمّا أراد الخروج قال: لترجع كلّ واحدة إلى مكانها، فرجعتا كذلك.(325)

-------------------------------------------------

   759/42 -  في قصص الأنبياء للراوندي‏ قدس سره: الصدوق بأسانيده عن ابن عبّاس‏ رضى الله عنه ‏قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقال: بم أعرف أنّك رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أرأيت‏ إن دعوت هذا العذق(326) من هذه النخلة فأتاني، أتشهد أنّي رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال:نعم.

   فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتّى سقط على الأرض، فجعل‏يبقر(327) حتّى أتى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال: ارجع فرجع حتّى عاد إلى مكانه، فقال: أشهدأنّك لرسول اللَّه وآمن، فخرج العامري يقول: يا آل عامر بن صعصعة، واللَّه لا اُكذّبه ‏بشي‏ء أبداً.

   وكان رجل من بني هاشم يقال له: ركانة - وكان كافراً من أفتك الناس - يرعى‏ غنماً له بواد يقال له: وادي إضَم(328) فخرج النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة فقال: لولا رحم بيني وبينك ما كلّمتك حتّى قتلتك، أنت الّذي تشتم آلهتنا؟ ادع‏ إلهك ينجيك منّي.

   ثمّ قال: صارعني فإن أنت صرعتني فلك عشرة من غنمي، فأخذه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏وصرعه وجلس على صدره، فقال ركانة: فلست بي فعلت هذا، إنّما فعله إلهك ثمّ ‏قال ركانة: عد، فإن أنت صرعتني فلك عشرة اُخرى تختارها.

   فصرعه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم في الثانية، فقال: إنّما فعله الهك، عُد، فإن أنت صرعتني‏ فلك عشرة اُخرى، فصرعه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم الثالثة.

   فقال ركانة: خذلت اللات والعزّى، فدونك ثلاثين شاة فاخترها، فقال له‏النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ما اُريد ذلك، ولكنّي أدعوك إلى الإسلام يا ركانة، وانفس ركانة(329)يصير إلى النار، إنّك إن تُسلم تسلم.

   فقال ركانة: لا، إلّا أن تريني آية. فقال نبي اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: اللَّه شهيد عليك الآن إن‏دعوت ربّي فأريتك آية لتجيبني إلى ما أدعوك؟ قال: نعم.

   وقربت منه شجرة ثمرة، قال: اقبلي بإذن اللَّه، فانشقّت باثنين، وأقبلت على‏ نصفها بساقها حتّى كانت بين يدي نبيّ‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   فقال ركانة: أريتني شيئاً عظيماً، فمرها فلترجع، فقال له النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم: اللَّه شهيد إن أنا دعوت ربّي يأمرها فرجعت لتجيبني إلى ما أدعوك إليه؟ قال: نعم.

   فأمرها فرجعت حتّى التأمت بشقّها، فقال له النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: تسلم؟ فقال ركانة:أكره أن تتحدّت نساء مدينة أنّي إنّما أجبتك لرعب دخل في قلبي منك، ولكن‏ فاختر غنمك.

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ليس لي حاجة إلى غنمك إذا أبيت أن تسلم.(330)

   وفي المناقب: روى مثله وقال: في رواية فدعا العذق فلم يزل يأتي ويسجد حتّى انتهى إلى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم يتكلّم.(331)

-------------------------------------------------

   760/43 -  في الكافي: العدّة، عن ‏البرقي، عن‏ التفليسي، عن‏ النهدي، عن‏ أبي‏ عبداللَّه ‏عليه السلام قال: كان رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم يمصّ النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته.(332)

-------------------------------------------------

   761/44 -  قال الواقدي في تفسير قوله تعالى: «إِذْ هَمَّ قَوْمٌ»(333) الآية: إنّ‏ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم غزا جمعاً من بني ذبيان ومحارب بذي أمر فتحصّنوا برؤوس‏الجبال، ونزل رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم بحيث يراهم، فذهب لحاجته فأصابه مطرٌ فبلّ ثوبه ‏فنشره على شجرة واضطجع تحته، والأعراب ينظرون إليه، فجاء سيّدهم دعثوربن الحارث حتّى وقف على رأسه بالسيف مشهوراً، فقال: يا محمّد، من يمنعك‏ منّي اليوم؟ فقال: اللَّه.

   فدفع جبرئيل في صدره، ووقع السيف من يده، فأخذه رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقام ‏على رأسه وقال: من يمنعك منّي اليوم؟ فقال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه‏وأنّ محمّداً رسول اللَّه، فنزلت الآية.(334)

-------------------------------------------------

   762/45 -  في المناقب والخرائج: روي: أنّ أباجهل طلب غرّته(335) فلمّا رآه ‏ساجداً أخذ صخرة ليطرحها عليه ألزقها(336) اللَّه بكفّه، فلمّا عرف أن لانجاة إلّا بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم سأله أن يدعو ربّه، فدعا اللَّه فأطلق يده وطرح بصخرته.(337)

-------------------------------------------------

   763/46 -  في أمالي الصدوق ‏قدس سره: أبي، عن سعد، عن محمّد بن عبدالحميد عن‏محمّد بن راشد، عن عمر بن سهل، عن سهيل بن غزوان قال: سمعت‏ أباعبداللَّه‏ عليه السلام يقول: إنّ امرأة من الجنّ كان يقال لها: عفراء، كانت تنتاب(338)النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجنّ فيسلمون على يديها، وإنّها(339)فقدها النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عنها جبرئيل فقال: إنّها زارت اُختاً لها تحبّها في اللَّه.

   فقال النبيّ‏صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للمتحابّين في اللَّه، إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق في الجنّة عموداً من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر، في كلّ قصر سبعون ألف غرفة،خلقها اللَّه عزّوجلّ للمتحابّين والمتزاورين في اللَّه ]وجاءت عفراء فقال لها النبيّ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا عفراء أين كنت؟ فقال: زرت اُختاً لي، فقال: طوبى للمتحابّين في‏اللَّه، والمتزاورين(340)].

   ثمّ قال: يا عفراء، أيّ شي‏ء رأيت؟ قالت: رأيت عجائب كثيرة، قال: فأعجب مارأيت؟ قالت: رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء، مادّاً يديه إلى‏السماء وهو يقول: إلهي إذا بررت قسمك وأدخلتني نار جهنّم فأسألك بحقّ محمّدوعليّ وفاطمة والحسن والحسين‏ عليهما السلام إلّا خلّصتني منها وحشرتني معهم.

   فقلت: يا حارث، ما هذه الأسماء الّتي تدعو بها؟ قال لي: رأيتها على ساق ‏العرش من قبل أن يخلق اللَّه آدم بسبعة آلاف سنة، فعلمت أنّهم أكرم الخلق على اللَّه ‏عزّوجلّ، فأنا أسأله بحقّهم.

   فقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: واللَّه، لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم.(341)

-------------------------------------------------

   764/47 -  في المناقب: لمّا سار النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى وادي حنين للحرب إذا بالطلايع(342) قد رجعت والأعلام والألوية قد وقفت، فقال لهم النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا قوم، ما الخبر؟ فقالوا: يا رسول اللَّه، حيّة عظيمة قد سدّت علينا الطريق كأنّها جبل عظيم،لايمكّننا من المسير، فسار النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم حتّى أشرف عليها، فرفعت رأسها ونادت:السلام عليك يا رسول اللَّه، أنا الهيثم بن طاح بن إبليس، مؤمن بك، قد سرت إليك‏ في عشرة آلاف من أهل بيتي حتّى اُعينك على حرب القوم.

   فقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: انعزل عنّا وسر بأهلك عن أيماننا، ففعل ذلك وسارالمسلمون.(343)

-------------------------------------------------

   765/48 -  في قصص الأنبياء: الصدوق ‏قدس سره بأسانيده المفصّلة عن أبي هريرة قال:كان رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم يوماً جالساً فاطّلع عليه عليّ ‏عليه السلام مع جماعة، فلمّا رآهم تبسّم، قال: جئتموني ]تسألوني[ عن شي‏ء، إن شئتم أعلمتكم بما جئتم، وإن شئتم‏ تسألوني، فقالوا: بل تخبرنا يا رسول اللَّه.

   قال: جئتم تسألوني عن الصنايع(344) لمن تحقَّ، فلا ينبغي أن يصنع إلّا لذي‏ حسب أو دين، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، فإنّ جهاد المرأة حسن التبعّل‏ لزوجها، وجئتم تسألوني عن الأرزاق من أين؟ أبى اللَّه أن يرزق عبده إلّا من حيث‏لايعلم، فإنّ العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعاؤه.(345)

-------------------------------------------------

   766/49 -  في الكافي: العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن‏ رئاب، عن محمّد بن  قيس قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول - وهو يحدّث الناس‏ بمكّة - : صلّى رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم الفجر، ثمّ جلس مع أصحابه حتّى طلعت الشمس‏ فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتّى لم يبق معه إلّا رجلان: أنصاري وثقفي.

   فقال لهما رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: قد علمت أنّ لكما حاجة تريدان أن تسألا عنها فإن‏ شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني، وإن شئتما فاسألا عنها، قالا: بل‏ تخبرنا قبل أن نسألك عنها، فإنّ ذلك أجلى للعمى، وأبعد من الإرتياب وأثبت‏ للإيمان.

   فقال رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم: أمّا أنت يا أخا ثقيف، فإنّك جئت تسألني عن وضوئك‏وصلاتك، ما لك في ذلك من الخير؟ أمّا وضوؤك فإنّك إذا وضعت يدك في إنائك‏ ثمّ  قلت: بسم اللَّه تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب.

   فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب الّتي اكتسبتها عيناك بنظرها وفوك، فإذا غسلت ذراعك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك، فإذا مسحت رأسك‏ وقدميك تناثرت الذنوب الّتي مشيت إليها على قدميك، فهذا لك في وضوئك.(346)

-------------------------------------------------

   767/50 -  في العلل والعيون للصدوق ‏قدس سره: وملخّص الحديث، أنّه أسرى‏ برسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم من الحجر في طرفة عين إلى بيت الأقصى، ثمّ أقام جبرئيل فوضع ‏سبّابته اليمنى في اُذنه اليمنى فأذّن مثنى مثنى، ثمّ أقام مثنى مثنى، وقال في آخرها: «قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة» فبرق نور من السماء ففتحت به قبور الأنبياء، فأقبلوا من كلّ أوب(347) يلبّون دعوة جبرئيل، فوافى أربعة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر نبيّاً، فأخذوا مصافّهم ]ولا أشكّ أنّ جبرئيل سيتقدّمنا، فلمّا استووا على‏مصافّهم[ أخذ جبرئيل بضبعي(348) ثمّ قال لي:

   يا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، تقدّم فصلّ بإخوانك، فالخاتم أحقّ من المختوم، فصلّى وفي‏ يمينه إبراهيم‏ عليه السلام عليه حلّتان خضراوان معه ملكان عن يمينه وملكان عن يساره، وفي يساره أميرالمؤمنين‏ عليه السلام عليه حلّتان بيضاوان، معه أملاك أربع.

   فلمّا انقضت الصلاة قام النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى إبراهيم‏ عليه السلام فقام إبراهيم‏ عليه السلام إليه، فصافحه وأخذ يمينه بكلتا يديه وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح والإبن الصالح،والمبعوث الصالح في الزمان الصالح، وقام إلى عليّ بن أبي طالب‏ عليهما السلام فصافحه‏وأخذ بيمينه بكلتا يديه، وقال: مرحباً بالإبن الصالح، ووصيّ النبيّ الصالح ياأباالحسن، فقلت له: يا أبت، كنّيته بأبي الحسن ولا ولد له؟ فقال: كذلك وجدته في‏صحفي، وعلم غيب ربّي باسمه عليّ ‏عليه السلام وكنيته بأبي الحسن والحسين، ووصيّ‏خاتم أنبياء ربّي.(349)

   أقول: قال السيّد بن طاووس‏ قدس سره: إنّ هذا الإسراء لعلّ كان دفعة اُخرى غير ما هو مشهور، فإنّ الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء.(350)

   وهذه الرواية الشريفة ممّا تدلّ على استحباب المصافحة بعد الفريضة.

-------------------------------------------------

   768/51 -  في التوحيد للشيخ الصدوق‏ قدس سره: أبي، عن محمّد العطّار، عن ابن‏ عيسى، عن البزنطي، عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا اُسري بي إلى‏ السماء بلغ بي جبرئيل مكاناً لم يطأه جبرئيل قطّ، فكشف لي فأراني اللَّه عزّوجلّ من‏ نور عظمته ما أحبَّ.(351)

-------------------------------------------------

   769/52 -  في بصائر الدرجات: سلمة، عن عبداللَّه بن محمّد، عن الحسين‏ المنقري، عن يونس بن أبي الفضل، عن أبي‏ عبداللَّه ‏عليه السلام قال: ما من ليلة جمعة إلّا ولأولياء اللَّه فيها سرور، قلت: كيف ذاك جعلت فداك؟

   قال: إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم العرش، ]ووافى الأئمّة العرش(352)] ووافيت معه، فما أرجع إلّا بعلم مستفاد، ولو لا ذلك لنفد ما عندنا.(353)

-------------------------------------------------

   770/53 -  في الكافي: عدّة من أصحابنا، عن البرقي، عن جعفر بن المثنّى ‏الخطيب قال: كنت بالمدينة وسقف المسجد الّذي يشرف على القبر قد سقطوا لفعلة يصعدون وينزلون، ونحن جماعة.

   فقلت لأصحابنا: مَن منكم له موعد يدخل على أبي عبداللَّه ‏عليه السلام الليلة؟ فقال‏ مهران بن أبي نصر: أنا، وقال إسماعيل بن عمّار الصيرفي: أنا، فقلنا لهما: سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   فلمّا كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعاً، فقال إسماعيل: قد سألناه لكم عمّا ذكرتم، فقال: ما اُحبّ لأحد منهم أن يعلو فوقه ولا آمنه أن يرى شيئاً يذهب منه‏ بصره، أو يراه قائماً يصلّي، أو يراه مع بعض أزواجه‏ صلى الله عليه وآله وسلم.(354)

-------------------------------------------------

   771/54 -  في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ  الطوسي‏ قدس سره: ابن حشيش، عن‏ محمّد بن عبداللَّه، عن محمّد بن القاسم بن زكريّا، عن الحسن بن عبدالواحد عن ‏يوسف بن كليب، عن عامر بن كثير، عن أبي الجارود قال: حفر عند قبر النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم(355) عند رأسه وعند رجليه أوّل ما حُفر، فاُخرج(356) مسك أذفر لم يشكّوا فيه.(357)

-------------------------------------------------

   772/55 -  في الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن‏الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أباعبداللَّه ‏عليه السلام يقول: لمّا كان سنة إحدى‏وأربعين أراد معاوية الحجّ، فأرسل نجّاراً وأرسل بالآلة، وكتب إلى صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ويجعلوه على قدر منبره بالشام.

   فلمّا نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الأرض فكفّوا، وكتبوا بذلك إلى‏ معاوية، فكتب إليهم يعزم عليهم لمّا فعلوه، ففعلوا ذلك، فمنبر رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏المدخل الّذي رأيت ]صورة خطّه (358).[(359)

-------------------------------------------------

   773/56 -  في تفسير الإمام الحسن العسكري‏ عليه السلام: قام ثوبان مولى ‏رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم قال: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه، متى قيام الساعة؟ قال ‏رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ما أعددت لها إذ تسأل عنها؟ قال: يا رسول اللَّه ما أعددت لها كثير عمل إلّا أنّي اُحبّ اللَّه ورسوله.

   فقال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: وإلى ماذا بلغ حبّك لرسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: والّذي بعثك‏ بالحقّ نبيّاً إنّ في قلبي من محبّتك ما لو قطّعت بالسيوف، ونشرت بالمناشير، وقرضت بالمقاريض، واُحرقت بالنيران، وطحنت بأرحاء الحجارة كان أحبّ إليّ‏وأسهل عليَّ من أن أجد لك في قلبي غشّاً أو غلاًّ(360) أو بغضاً، ]أو [لأحد من أهل‏بيتك وأصحابك.

   وأحبّ الخلق إليَّ بعدك أحبّهم لك، وأبغضهم إليَّ من لايحبّك ويبغضك أويبغض أحداً من أصحابك. يا رسول اللَّه، هذا ما عندي من حبّك وحبّ من يحبّك‏وبغض من يبغضك أو يبغض أحداً ممّن تحبّه، فإن قبل هذا منّي فقد سعدت، فإن‏ اُريد(361) منّي عمل غيره فما أعلم لي عملاً أعتمده وأعتدّ به غير هذا، اُحبّكم جميعاً أنت وأصحابك وإن كنت لا اُطيقهم في أعمالهم.

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: أبشر فإنّ المرء يوم القيامة مع من أحبّه.

   يا ثوبان، لو كان عليك من الذنوب ملاء ما بين الثرى إلى العرش لانحسرت(362)وزالت عنك بهذه الموالاة أسرع من انحدار الظلّ عن الصخرة الملساء المستوية إذا طلعت عليه الشمس ومن انحسار الشمس إذا غابت عنها الشمس.(363)

   أقول: انحسار الشمس، ذهاب شعاعها.

-------------------------------------------------

   774/57 -  في العيون: بالأسانيد الثلاثة(364) عن الرضا عليه السلام عن آبائه‏ عليهم السلام قال: قال‏ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ موسى سأل ربّه عزّوجلّ فقال: يا ربّ، اجعلني من اُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.  فأوحى اللَّه تعالى إليه: يا موسى، إنّك لاتصل إلى ذلك.

   وروي أيضا في صحيفة الرضا صلوات اللَّه عليه وآله (مثله).(365)

-------------------------------------------------

   775/58 -  في بصائر الدرجات: أحمد بن محمّد وأحمد بن إسحاق، عن القاسم ‏بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: لمّا قبض رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الّذين كانوا يهبطون في ليلة القدر.

   قال: ففتح لأميرالمؤمنين ‏عليه السلام بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض‏ يغسلون النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم معه، ويصلّون معه عليه، ويحفرون له، واللَّه، ما حفر له غيرهم‏ حتّى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه، فتكلّم وفتح لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام‏ سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى، وسمعهم يقولون: لا نألوه جهداً، وإنّما هوصاحبنا بعدك إلّا أنّه ليس يعايننا ببصره بعد مرّتنا هذه، حتّى إذا مات‏ أميرالمؤمنين‏ عليه السلام رأى الحسن‏ عليه السلام والحسين‏ عليه السلام مثل ذلك الّذي رأى ورأيا النبيّ‏صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً يعين الملائكة مثل الّذي صنعوه بالنبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   حتّى إذا مات الحسن‏ عليه السلام رأى منه الحسين‏ عليه السلام مثل ذلك، ورأى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم‏وعليّاً عليه السلام يعينان الملائكة حتّى إذا مات الحسين‏ عليه السلام رأى عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام منه‏مثل ذلك، ورأى النبيّ وعليّاً والحسن‏ عليهم السلام يعينون الملائكة، حتّى إذا مات عليّ بن‏ الحسين‏ عليهما السلام رأى محمّد بن عليّ‏ عليهما السلام مثل ذلك، ورأى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً والحسن‏والحسين‏ عليهم السلام يعينون الملائكة، حتّى إذا مات محمّد بن عليّ ‏عليهما السلام رأى جعفر عليه السلام ‏مثل ذلك، ورأى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّاً والحسن والحسين وعليّ بن الحسين‏ عليهم السلام‏ يعينون الملائكة، حتّى إذا مات جعفر عليه السلام رأى موسى‏ عليه السلام منه مثل ذلك، هكذا يجري إلى آخرنا.(366)

-------------------------------------------------

   776/59 -  كتاب الأربعين عن الأربعين: للشيخ منتجب الدين أبي الحسن عليّ ‏بن عبيداللَّه بن الحسن يروي عنه الشهيد قدس سره في حديث الثامن عشر من كتابه ‏بأسانيده المفصّلة عن أبي هريرة قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه تعالى خلق في‏السماء الرابعة أربعمائة ألف ملك، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك، وفي‏السماء السادسة مائتي ألف ملك.

   وخلق في السماء السابعة ملكاً رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى،وملائكة اُخر ليس لهم طعام ولاشراب إلّا الصلاة على رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وعلى‏ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام والإستغفار لمحبّيه وشيعته ومواليه.(367)

-------------------------------------------------

   777/60 -  في عدّة الداعي: عن سلمان الفارسي رضوان اللَّه تعالى عليه قال: سمعت‏ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول:

   يا عبادي، أوليس من له إليكم حوائج كبار لاتجودون بها إلّا أن يتحمّل عليكم‏ بأحبّ الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعهم، ألا فاعلموا أنّ أكرم الخلق‏ عليَّ وأفضلهم لديَّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه عليّ‏ عليه السلام ومن بعده الأئمّة الّذين هم‏الوسائل إلى‏اللَّه.

   ألا فليدعني من همّته حاجة يريد نفعها أودهته داهية يريد كشف ضررها بمحمّد وآله الطيّبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من تستشفعون بأعزّ الخلق عليه.

   فقال له قوم من المشركين والمنافقين - وهم المستهزؤن به - : يا أباعبداللَّه، فمالك لاتقترح على اللَّه بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟

   فقال سلمان ‏رضى الله عنه: دعوت اللَّه وسألته ما هو أجلّ وأنفع وأفضل من ملك الدنيا بأسرها، سألته بهم صلّى اللَّه عليهم أن يهب لي لساناً ذاكراً لتحميده وثنائه، وقلباً شاكراً لآلائه، وبدناً على الدواهي الداهية صابراً، وهو عزّوجلّ قد أجابني إلى ملتمسي من‏ذلك، وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف‏ ألف مرّة.(368)

-------------------------------------------------

   778/61 -  وفيه: روى جابر، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام: أنّ ملكاً من الملائكة سأل اللَّه ‏أن يعطيه سمع العباد فأعطاه اللَّه، فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة، ليس أحد من المؤمنين يقول: صلّى اللَّه على محمّد وأهل بيته وسلّم إلّا قال الملك: وعليك‏ السلام.

   ثمّ يقول الملك: يا رسول‏اللَّه، إنّ فلان يقرؤك السلام، فيقول رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: السلام.(369)

-------------------------------------------------

   779/62 -  قال السيّد المحدّث المتبحّر نعمة اللَّه الجزائري في الأنوار: روى أبوسعيد في كتاب الوفا لشرف المصطفى عن عليّ‏ عليه السلام أنّه قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا عليَّ الصلاة، قلت: وهل تبلغك الصلاة بعد أن تفارقنا؟

   قال: نعم. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى وكّل بقبري ملكاً يقال له: صلصائيل ‏وهو في صورة الديك، متن عرفه(370) تحت عرش الرحمان، ومخالبه(371) في تخوم ‏الأرض السابعة، له ثلاث أجنحة إذا نشرها، واحد ]ها[ بالمشرق، والآخر بالمغرب، والآخر منتشر على أرض قبري.

   فإذا قال العبد: «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت وباركت‏وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد» لقطها(372) كما يلقط الطيرالحبّ، ثمّ يرفرف(373) على قبري ويقول: يا محمّد، إنّ فلان بن فلان صلّى عليك ‏وأقرأك السلام.

   فيكتب له في رقّ من نور بالمسك الأذفر، ويرفع له عشرون ألف حسنة، ويمحى عنه عشرون ألف سيّئة، ويغرس له عشرون ألف شجرة.(374)

-------------------------------------------------

   780/63 -  في الخصال للشيخ الصدوق‏ قدس سره: أبوالحسن طاهر بن محمّد بن‏يونس، عن محمّد بن عثمان الهروي، عن أحمد بن نجدة، عن أبي بشر ختن‏ المقري، عن معتمر(375) بن سليمان، عن أنس بن مالك قال:

   قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: لكلّ نبيّ دعوة قد دعا بها وقد سأل سؤلاً(376) وقد أخبأت (377)دعوتي لشفاعتي لاُمّتي يوم القيامة.(378)

-------------------------------------------------

   781/64 -  في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسي‏ قدس سره: الحفّار، عن ‏إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن محمّد بن إبراهيم بن كثير قال: دخلنا على أبي‏نؤاس الحسن بن هاني نعوده في مرضه الّذي مات فيه، فقال له عيسى بن موسى‏ الهاشمي: يا أبا عليّ، أنت في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة وبينك وبين اللَّه هنات(379) فتب إلى اللَّه عزّوجلّ.

   قال أبو نؤاس: سنّدوني(380) فلمّا استوى جالساً قال: إيّاي تخوّفني(381) باللَّه؟ وقدحدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال ‏رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: لكلّ نبيّ شفاعة، وأنا خبّأت شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي يوم ‏القيامة، أفترى لا أكون منهم؟(382)

-------------------------------------------------

   782/65 -  في العيون للشيخ الصدوق ‏قدس سره: أحمد بن أبي جعفر البيهقي، عن عليّ ‏بن جعفر المدني، عن عليّ بن محمّد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه‏ عليهم السلام، عن أميرالمؤمنين‏ عليه السلام قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين اللَّه ‏عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنّا أحقّ من عفا وصفح.(383)

   يقول المؤلّف: إنّ مورد العفو والشفاعة في الخبر الشريف «حساب شيعتنا» القاصرين، لاغيرهم من المقصّرين المتهتّكين حقوق الناس وأعراضهم، ومن‏ البديهي خروج تلك الطوائف عنه، وإلّا يلزم الترخيص في دخول القبائح‏ والمعاصي والهرج والمرج، وهو قبيح عقلاً.

-------------------------------------------------

   783/66 -  في البحار: قال أبوالحسن البكري اُستاد الشهيد الثاني‏ رحمه الله في كتاب‏ الأنوار: روي عن أميرالمؤمنين ‏عليه السلام أنّه قال:

   كان اللَّه ولاشي‏ء معه فأوّل ما خلق نور حبيبه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلق الماءوالعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنّة والنار والملائكةوآدم وحوّا، بأربعة وعشرين وأربعمائة ألف عام، فلمّا خلق اللَّه تعالى نور نبيّنا محمّدصلى الله عليه وآله وسلم بقي ألف عام بين يدي اللَّه عزّوجلّ واقفاً يسبّحه ويحمده، والحقّ تبارك‏ وتعالى ينظر إليه ويقول:

   يا عبدي، أنت المراد والمريد، وأنت خيرتي من خلقي، وعزّتي وجلالي لولاك ‏ما خلقت الأفلاك، من أحبّك أحببته، ومن أبغضك أبغضته.

   فتلألأ نوره وارتفع شعاعه، فخلق اللَّه منه اثني عشر حجاباً، أوّلها حجاب]القدرة، ثمّ حجاب(384)] العظمة، ثمّ حجاب العزّة، ثمّ حجاب الهيبة، ثمّ حجاب ‏الجبروت، ثمّ حجاب الرحمة، ثمّ حجاب النبوّة، ثمّ حجاب الكبرياء، ثمّ حجاب‏ المنزلة، ثمّ حجاب الرفعة، ثمّ حجاب السعادة، ثمّ حجاب الشفاعة ]والكرامة(385)].

   ثمّ إنّ اللَّه تعالى أمر نور رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل في حجاب القدرة، فدخل‏ وهو يقول: «سبحان العليّ الأعلى»، وبقي على ذلك إثنى عشر ألف عام.

   ثمّ أمره أن يدخل في حجاب العظمة، فدخل وهو يقول: «سبحان عالم السرّ وأخفى» أحد عشر ألف عام.

   ثمّ دخل في حجاب العزّة وهو يقول: «سبحان الملك المنّان» عشرة آلاف عام، ثمّ دخل في حجاب الهيبة وهو يقول: «سبحان من هو غنيّ لايفتقر» تسعة آلاف‏ عام.

   ثمّ دخل في حجاب الجبروت وهو يقول: «سبحان الكريم الأكرم» ثمانية آلاف‏ عام، ثمّ دخل في حجاب الرحمة وهو يقول: «سبحان ربّ العرش العظيم» سبعة آلاف عام.

   ثمّ دخل في حجاب النبوّة وهو يقول: «سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون» ستّة آلاف عام، ثمّ دخل في حجاب الكبرياء وهو يقول: «سبحان العظيم الأعظم» خمسة آلاف عام.

   ثمّ دخل في حجاب المنزلة وهو يقول: «سبحان العليم الكريم» أربعة آلاف ‏عام، ثمّ دخل في حجاب الرفعة وهو يقول: «سبحان ذي الملك والملكوت» ثلاثة آلاف عام.

   ثمّ دخل في حجاب السعادة وهو يقول: «سبحان من يزيل الأشياء ولايزول» ألفي عام، ثمّ دخل في حجاب الشفاعة وهو يقول: «سبحان اللَّه ]العظيم(386)وبحمده سبحان اللَّه العظيم» ألف عام.

   قال الإمام عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام: ثمّ إنّ اللَّه تعالى خلق من نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم‏ عشرين بحراً من نور، في كلّ بحر علوم لايعلمها إلّا اللَّه تعالى، ثمّ قال لنور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: أنزل في بحر العزّ، فنزل، ثمّ  في بحر الصبر، ثمّ  في بحر الخشوع، ثمّ‏ في بحر التواضع، ثمّ  في بحر الرضا، ثمّ  في بحر الوفاء، ثمّ  في بحر الحلم، ثمّ في‏ بحر التقى، ثمّ في بحر الخشية، ثمّ  في بحر الإنابة، ثمّ  في بحر العمل، ثمّ في بحر المزيد، ثمّ  في بحر الهدى، ثمّ في بحر الصيانة، ثمّ  في بحر الحياء، حتّى تقلّب في‏ عشرين بحراً.

   فلمّا خرج من آخر الأبحر قال اللَّه تعالى: يا حبيبي، ويا سيّد رسلي، ويا أوّل ‏مخلوقاتي، ويا آخر رسلي، أنت الشفيع يوم المحشر.

   فخرّ النور ساجداً، ثمّ قام فقطرت منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة، فخلق اللَّه تعالى من كلّ قطرة من نوره نبيّاً من الأنبياء.

   فلمّا تكاملت الأنوار صارت تطوف حول نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم كما تطوف الحجّاج‏ حول بيت اللَّه الحرام، وهم يسبّحون اللَّه ويحمدونه ويقولون: «سبحان من هو عالم ‏لايجهل، سبحان من هو حليم لايعجل، سبحان من هو غنيّ لايفتقر» فناداهم اللَّه ‏تعالى: تعرفون من أنا؟

   فسبق نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قبل الأنوار ونادى: «أنت اللَّه الّذي لا إله إلّا أنت، وحدك‏لاشريك لك، ربّ الأرباب وملك الملوك».

   فإذاً بالنداء من قبل الحقّ: أنت صفيّي وأنت حبيبي وأنت خير خلقي، اُمّتك‏ خير اُمّة اُخرجت للناس.

   ثمّ خلق من نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم جوهرة، وقسّمها قسمين، فنظر إلى القسم الأوّل ‏بعين الهيبة فصار ماء عذباً، ونظر إلى القسم الثاني بعين الشفقة فخلق منه العرش، فاستوى على وجه الماء،  فخلق الكرسي من نور العرش، وخلق من نور الكرسي‏ اللوح، وخلق من نور اللوح القلم، وقال له: اكتب توحيدي، فبقي القلم ألف عام‏ سكران من كلام اللَّه تعالى، فلمّا أفاق قال: اكتب. قال: يا ربّ، وما أكتب؟ قال:اكتب: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه».

   فلمّا سمع القلم اسم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خرّ ساجداً وقال: «سبحان الواحد القهّار سبحان العظيم الأعظم» ثمّ رفع رأسه من السجود وكتب: «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه».

   ثمّ قال: يا ربّ، ومن محمّد الّذي قرنت اسمه باسمك وذكره بذكرك؟

   قال اللَّه تعالى له: يا قلم، فلولاه ما خلقتك، ولاخلقت خلقي إلّا لأجله، فهو بشيرونذير وسراج منير، وشفيع وحبيب، فعند ذلك انشقّ القلم من حلاوة ذكرمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

   ثمّ قال القلم: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال اللَّه تعالى: وعليك السلام منّي‏ورحمة اللَّه وبركاته، فلأجل هذا صار السلام سنّة والردّ فريضة.

   ثمّ قال اللَّه تعالى: اكتب قضائي وقدري وما أنا خالقه إلى يوم القيامة، ]ثمّ خلق‏اللَّه ملائكة يصلّون على محمّد وآل محمّد، ويستغفرون لاُمّته إلى يوم القيامة[.

   ثمّ خلق اللَّه تعالى من نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الجنّة، وزيّنها بأربعة أشياء: التعظيم‏ والجلالة والسخاء والأمانة، وجعلها لأوليائه وأهل طاعته، ثمّ نظر إلى باقي الجوهرة بعين الهيبة، إلى آخره.

   والحديث طويل اقتصرنا منه إلى موضع الحاجة.(387)

-------------------------------------------------

   784/67 -  الكافي: عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبداللَّه الصغير، عن ‏محمّد بن إبراهيم الجعفري، عن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عبداللَّه بن عمر بن‏ عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: إنّ اللَّه كان إذ لا كان، فخلق الكان‏والمكان، وخلق نور الأنوار الّذي نوّرت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الّذي‏ نوّرت منه الأنوار، وهو النور الّذي خلق منه محمّداً وعليّاً عليهما السلام فلم يزالا نورين‏ أوَّلين، إذ لاشي‏ء كوّن قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب‏ الطاهرة، حتّى افترقا في أطهر طاهرين، في عبداللَّه وأبي طالب‏ عليهما السلام.(388)

   أقول: قوله: «إذ لا كان» يعني لم يكن شي‏ء من الممكنات، وكأنّه مصدر بمعنى‏الكائن كالقيل والقال، ولعلّ المراد بنور الأنوار أوّلاً نور النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إذ هو منوّر أرواح الخلائق بالعلوم والكمالات والهدايات والمعارف، بل سبب لوجود الموجودات وعلّة غائية لها.

   وقوله: «أجرى فيه» أي: في نور الأنوار، «من نوره الّذي نوّرت منه الأنوار» أي:نور ذاته سبحانه من إفاضاته وهداياته الّتي نوّرت منها الأنوار كلّها حتّى نور الأنوار المذكور أوّلاً، «وهو النور» أي: نور الأنوار المذكور أوّلاً.

   قوله: «إذ لا شي‏ء كوّن قبلهما» أي: قبل نورهما الّذي خلقا منه، أو سوى ذلك‏ النور أوّلاً شي‏ء من ذوات الأرواح، «أطهر طاهرين» أي: في زمانهما.

-------------------------------------------------

   785/68 -  ورد في خبر: لمّا خلق اللَّه محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم سراجاً منيراً أشرق نوره حتّى‏ملأ العمق الأكبر يعني به عالم الإمكان.

   (نظم)

وقد كان‏ مجلى‏ الذات‏ نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلم

عليه سلام اللَّه في كلّ لحظة

وقد فتق اللَّه المهيمن نوره

ليظهر كلّ اسم وكلّ حقيقة

ومجلى صفات اللَّه روح محمّدصلى الله عليه وآله وسلم

وكان به أرواح كلّ البريّة

-------------------------------------------------

   786/69 -  قال الإمام العسكري‏ عليه السلام: قال اللَّه تعالى: ]واذكروا[ يا بني إسرائيل«وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداًوَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزيدُ الْمُحْسِنينَ» (389) ]«إذ قلنا» لأسلافكم:«ادخلوا[ هذه القرية» وهي أريحا من بلاد الشام، وذلك حين خرجوا من التيه «فكلوا منها» من القرية «حيث شئتم رغداً» واسعاً، بلا تعب «وادخلوا الباب» باب‏القرية «سجّداً».

   مثّل اللَّه عزّوجلّ على الباب مثال محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ‏ عليه السلام وأمرهم أن يسجدوا ]للَّه[تعظيماً لذلك المثال، ويجدّدوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما، وليذكرواالعهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما.

   «وقولوا حطّة» أي قولوا: إنّ سجودنا للَّه تعالى تعظيماً لمثال محمّد وعلي‏ عليهما السلام ‏واعتقادنا لولايتهما حطّة لذنوبنا ومحو لسيّئآتنا.

   قال اللَّه تعالى: «نغفر لكم» بهذا الفعل «خطاياكم» السالفة، ونزيل عنكم آثامكم ‏الماضية «وسنزيد المحسنين» من كان منكم لم يقارف(390) الذنوب الّتي قارفها من‏ خالف الولاية، وثبت على ما أعطى اللَّه من نفسه من عهد الولاية، فإنّا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات ومثوبات، وذلك قوله عزّوجلّ: «وسنزيد المحسنين».(391)

-------------------------------------------------

   787/70 -  في تفسير فرات: قال: حدّثني عليّ بن أحمد بن عتاب، معنعناً عن ‏أبي جعفر، عن أبيه‏ عليهما السلام قال: ما بعث اللَّه نبيّاً إلّا أعطاه من العلم بعضه، ما خلا النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم فإنّه أعطاه من العلم كلّه، فقال: «تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ»(392) وقال: «وَكَتَبْنا لَهُ ‏في الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ»(393) وقال: «الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ»(394) ولم يخبر أنّ‏عنده ]علم الكتاب[ والمنّ(395) لايقع من اللَّه على الجميع.

   وقال لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا»(396) فهذا الكلّ‏ونحن المصطفون.

   وقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فيما سأل ]ربّه(397)]: «رَبِّ زِدْني عِلْماً»(398) فهي الزيادة الّتي عندنا من العلم الّذي لم يكن عند أحدٍ من الأنبياء والأوصياء(399) ولا ذرّيّة ]الأنبياء [غيرنا، فهذا(400) العلم علمنا المنايا والبلايا وفصل الخطاب.(401)

-------------------------------------------------

   788/71 -  في الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن منصور بن‏ العبّاس، عن عليّ بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام ‏قال: لمّا قبض رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم بات آل محمّدصلى الله عليه وآله وسلم بأطول ليلة حتّى ظنّوا أن لاسماء تظلّهم ولا أرض تقلّهم، لأنّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وتر(402) الأقربين والأبعدين في اللَّه، فبينما هم(403) كذلك إذ أتاهم آت لايرونه ويسمعون كلامه.

   فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمةاللَّه وبركاته، إنّ في اللَّه عزاء من كلّ ‏مصيبة، ونجاة من كلّ هلكة، ودركاً لما فات «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ ‏اُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلّامَتاعُ الْغُرُورِ»(404).

   إنّ اللَّه اختاركم وفضّلكم وطهّركم وجعلكم أهل بيت نبيّه واستودعكم علمه،وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه، وعصا عزّه، وضرب لكم مثلاً من نوره،وعصمكم من الزلل، وآمنكم من الفتن، فتعزّوا بعزاء اللَّه، فإنّ اللَّه لم ينزع منكم‏ رحمته، ولن يزيل عنكم نعمته.

   فأنتم أهل اللَّه عزّوجلّ الّذين بهم تمّت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة،وأنتم أولياؤه، فمن تولّاكم فاز، ومن ظلم حقّكم زهق، مودّتكم من اللَّه واجبة في‏كتابه على عباده المؤمنين، ثمّ  اللَّه على نصركم إذا يشاء قدير، فاصبروا لعواقب‏الاُمور فإنّها إلى اللَّه تصير، قد قبلكم اللَّه من نبيّه وديعة، واستودعكم أولياءَه‏ المؤمنين في الأرض، فمن أدّى أمانته آتاه اللَّه صدقه.

   فأنتم الأمانة المستودعة، ولكم المودّة الواجبة، والطاعة المفروضة، وقد قبض‏ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقد أكمل لكم الدين، وبيّن لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل‏حجّة، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى اللَّه حسابه، واللَّه من‏ وراء حوائجكم، واستودعكم اللَّه، والسلام عليكم.

   فسألت أباجعفر عليه السلام ممّن(405) أتاهم التعزية؟ فقال: من اللَّه تبارك وتعالى.(406)

   يقول المؤلّف: هذه الزيارة ممّا يناسب أن يزار بها سيّدنا وإمامنا أميرالمؤمنين‏ والأئمّة الطاهرين‏ عليهم السلام بعنوان تسليتهم عن مصيبة هذا اليوم، وهو اليوم الثامن‏والعشرين من صفر.

-----------------------------------------------

194) هكذا في الأصل، والّذي يوجد في الرجال عمرو بن عوف الليثي، وهو من أصحاب‏ عليّ‏ عليه السلام، راجع معجم رجال الحديث: 121/13.

195) تنكّست: تقلّبت، جعلت أعلاها أسفلها.

196) كمال الدين: 175/1 ح 33، أمالي الصدوق: 335 ح 2 المجلس الخامس والأربعون، عنهماالبحار: 256/15 ح8، روضة الواعظين: 64، الخرائج: 1067/3 ح4، وأورده ابن‏ شهراشوب‏ رحمه الله في المناقب: 23/1 مختصراً.

197) ما وجدتها في الكتب، ولعلّ أراد بالمشهور صدر الحديث، وهو مرويّ في كثير من الأخبار.

   وأمّا الجملة الأخيرة موجودة في نهج البلاغة بهذه العبارة: «فإنّا صنائع ربّنا والنّاس بعد صنائع ‏لنا» عنه البحار: 58/33 ضمن ح8، وتوجد ضمن توقيع الشريف عن صاحب الأمر عليه السلام: «نحن صنائع ربّنا، والخلق بعد صنائعنا» تقدّم ص 42 ضمن ح 714 من هذا المجلّد.

198) أقول: ويحتمل أن يكون المراد أنّ اللَّه خلقهم مباشرة، وخلق الخلق بسببهم وبواسطتهم‏ فيحتاج إليهم الناس ولايحتاجون إلى الناس، لاستغنائهم باللَّه عمّن سواه.

199) الفأس: آلة ذات يد ملساء من الخشب وسنٍّ عريضة من الحديد يحفر بها ويعزق. يقال‏ بالفارسيّة: «تيشه».

200) أثرى: كثر ماله. وفي الكافي: أيسر. واليسر: ضدّ العُسر.

201) عدّة الداعي: 90، عنه البحار: 14/103 ح 66، الكافي: 139/2 ح7، عنه البحار: 177/73 ح19 وأخرجه في 108/75 ح 11 عن فقه الرضا عليه السلام.

202) في الأصل: إلى اللَّه.

203) في البحار: نجحها.

204) اقتَرَحْتُ عليه شيئاً: سألته إيّاه من غير رؤية.

205) ليس في الأصل، والداهية: الأمر المنكر العظيم. داهية دهواء: شديدة جدّاً.

206) عدّة الداعي: 151، عنه البحار: 22/94 ح 20، وأخرجه في 369/22 ح9، عن تفسير الإمام ‏العسكري ‏عليه السلام: 68 ح 35.

207) أمالي الطوسي: 678 ح 16 المجلس السابع والثلاثون، عنه البحار: 181/100 ح2.

208) ليس في المصدر.

209) الخصال: 630/2 ضمن الحديث الأربعمائة، عنه البحار: 108/10 ضمن ح1، و19/86 ح 17و50/94 ح 14. وروى الصدوق ‏رحمه الله في الخصال: 202/1 ح 17 (نحوه).

210) الظاهر أنّه تفسير القمي، وليس في تفسير الإمام.

211) في بعض نسخ المصدر: سيّار، وفي البرهان: سنان.

212) الإسراء: 1.

213) ليس في النوادر، والبحار والبرهان.

214) قال في هامش البحار: أراد عليه السلام أنّ إسراءه لم يكن مقصوراً على ذلك، بلى كان من الأرض إلى‏السماء، فكان إسراؤه أوّلاً إلى المسجد الأقصى، ثمّ منه إلى السماء.

215) في المصدر: أحد.

216) في البحار: فرأيت ربّي، وقال المجلسي‏ رحمه الله: المراد الرؤية بالقلب، أو رأى عظمته.

217) أي حال بيني وبينه تنزّهه عن المكان والرؤية وإلّا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب.

218) «» ليس في المصدر.

219) تفسير القمي: 243/2، عنه البحار: 372/18 ح 79، والبرهان: 63/4 ح4، وروى الطبري‏ رحمه الله‏ في نوادر المعجزات: 66 ح 31 (نحوه).  

220) البحار: 261/43 ح1.

221) الجعفريّات: 153.

222) بشارة المصطفى: 136، عنه البحار: 134/68 ح 69، صحيفة الرضا عليه السلام: 92 ح 25، عنه‏ البحار: 104/68 ح 17، وروى الصدوق‏ رحمه الله في التوحيد: 165 ح2، ومعاني الأخبار: 14 ح9(نحوه)، وأخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين‏ عليه السلام: 106، وفي المناقب: 296 ح 289.

223) العِلج: الرجل الضخم من كفّار العجم.

224) قال المجلسي‏ رحمه الله: المراد بأهل البيوتات والمعادن القبائل الشريفة والأنساب الصحيحة.

225) في أمالي المفيد: القدوم، وهو بفتح القاف: آلة ينحت بها الخشب.

226) بشارة المصطفى: 102، أمالي الطوسي: 190 ح 24 المجلس السابع، أمالي المفيد: 169 ح4،عنها البحار: 23/68 ح 41، فضائل الشيعة: 53 ح9، كشف الغمّة: 390/1.

227) طشت السماء: أي أتت بالمطر.

228) الثاقب في المناقب: 58 ح 29.

229) أفيق: قرية بين حوران والغور، ولها عقبة ينحدر منها إلى غور الاُردن.

230) مشرعون: مسدّدون.

231) وفي منتخب البصائر وأمالي الصدوق: مسوون، وفي الروضة: مصوبون.

232) أسنّة - جمع السنان - : نصل الرمح.

233) تنكّب قوسه: ألقاه على منكبه، وقسيّ جمع القوس.

234) من مختصر البصائر.

235) في الأصل: فاضطرب القوم وارتعدت قوائمهم وركبهم.

236) الثاقب في المناقب: 68 ح 50، بصائر الدرجات: 503 ح7، مختصر البصائر: 14، الخرائج:492/2 ح6، أمالي الصدوق: 293 ح1 المجلس الأربعون، روضة الواعظين: 116، قصص‏الأنبياء: 285 ح 380، المناقب: 327/2 و328، وأخرجه في البحار: 371/17 ح 23 عن‏الأمالي والبصائر والخرائج، وفي 362/21 ح6 عن البصائر، وفي 252/41 ح 11 عن مختصرالبصائر.

237) أقول: ذكر المجلسي‏ رحمه الله في البحار: 67/90 روايتين مع ملخّص قصّتها حول هذه الصلوات‏ وكيفيّة الصلوات تختلف فيها، وأنا أذكرهما لمزيد الفائدة.

   الرواية الاُولى: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد حتّى لاتبقى صلاة، اللهمّ وبارك على محمّد وآل محمّد حتّى لاتبقى بركة، اللهمّ وسلّم على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى سلام، اللهمّ ‏وارحم محمّداً وآل محمّد حتّى لاتبقى رحمة.

   الرواية الثانية: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من صلواتك شي‏ء، وارحم‏ محمّداً وآل محمّد حتّى لايبقى من رحمتك شي‏ء، وبارك على محمّد وآل محمّد حتّى‏ لايبقى من بركاتك شي‏ء، وسلّم  على محمّد وآل محمّد حتّى لايبقى من سلامك شي‏ء.

238) الثاقب في المناقب: 74 ح 58.

239) اكفهرّت: عبست.  

240) في المصدر: ما سأل.

241) الثاقب في المناقب: 82 ح 66، وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 101/1 مع اختلاف‏ يسير. عنه البحار: 390/17 ح1.

242) شدخ: كسر، شجّ.

243) فغر فاه: فتحه.

244) في الأصل والبحار: يبلعني.

245) الثاقب في المناقب: 110 ح 104، أخرجه المجلسي‏ رحمه الله في البحار: 285/17 ضمن حديث ‏طويل.                      

246) مجّ الماء من فمه: رمى به.

247) عوسجة: واحدة العوسج: جنس الشجرات من فصيلة الباذنجانيات، أغصانه شائكة وأزهاره ‏مختلفة الألوان.

248) أنارت: أخرجت النَور وهو الورد الأبيض (لسان العرب: 243/5).

249) دمٌ عبيطٌ: طريّ.

250) ذبل النبات: ذهبت نضارته.

251) الوَجْبَةُ: صوت الساقط.

252) الرجَّةُ: رجّة القوم: اختلاط أصواتهم.

253) الثاقب في المناقب: 111 ح 107.

254) ربيع الأبرار: 285/1، عنه كشف الغمّة: 24/1.

255) المناقب: 122/1، عنه البحار: 41/18.

256) صحيفة الرضا عليه السلام: 116 ح 76، عيون أخبار الرضا عليه السلام: 29/2 ح 36، عنهما البحار: 220/16ح 12.

257) الكافي: 415/3 ح 7، عنه البرهان: 334/4 ح7، والوسائل: 64/5 ح7، ورواه الشيخ‏ رحمه الله في‏ التهذيب: 3/3 ح4 والفتّال ‏رحمه الله في روضة الواعظين: 331.

258) الثاقب في المناقب: 75 ح 59، البحار: 408/17 ح 33 مع اختصار.

259) قال المجلسي ‏رحمه الله: «عمل نجيح ‏خبر مبتدء محذوف، أي ما أدلّكم عليه عملٌ يوجب النجح‏ والظفر بالمطلوب، والنجيح: الصواب من الرأي.

260) صائح، خ.

261) قصص الأنبياء: 287، عنه البحار: 398/17 ح11، بصائر الدرجات: 351 ح 13، عنه البحار:266/27 ذح 14، مختصر البصائر: 16، الإختصاص: 289.

262) في الأصل والبحار: الطير.  

263) سيّبوها: أجروها.

264) الكافي: 261/8 ح 375، عنه البحار: 393/17 ح4.

265) عَبِقَ: لزق.

266) أربعين أبي الفوارس: 48 مخطوط، ينابيع المودّة: 246 (ط اسلامبول)، عنهما الإحقاق:502/9، مودّة القربى: 38 (ط لاهور)، عنه الإحقاق: 522/18. الروضة: 151 ح 57، عنه‏ البحار: 199/38 ح7، والبرهان: 333/4 ح2.

267) القارعة: 9 - 6.

268) هكذا وفي أكثر النسخ: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: أنا ميزان العلم وعليّ كفّتاه، والحسن والحسين‏ خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمّة من بعدي عموده، يوزن به أعمال المحبّين لنا والمبغضين‏ علينا. راجع مودّة القربى: 34 (ط لاهور)، عنه الإحقاق: 417/18، مقتل الخوارزمي: 107 (طالغري)، ذيل اللئالي للسيوطي: 60، ينابيع المودّة: 236 و245، أرجح المطالب: 312 (ط لاهور)، عنها الإحقاق: 256/9، مفتاح النجاة: 16 مخطوط، عنه الإحقاق: 79/13 و80، جامع‏ الأخبار: 210 فصل 141، وأخرجه المجلسي ‏رحمه الله في البحار: 139/23 ح 87 عن كتاب‏ الفردوس، وص 106 ح6 عن تأويل الآيات: 105/1 ح 10.

269) في الأصل: قد رأيت.

270) في الأصل: مثل هذا.

271) في الأصل: مثل.

272) في الأصل: يا بنيّ.

273) الثاقب في المناقب: 562 ضمن ح 1، وأورد الكليني‏ رحمه الله في الكافي: 355/1 ح 15 (نحوه)، عنه الوافي: 145/2 ح5.

274) الأنفال: 33.

275) بصائر الدرجات: 444 ح7، عنه البحار: 349/23 ح54.

276) بصائر الدرجات: 445 ح8 و 426 ح 17، عنه البحار: 551/22 ح6، و 349/23 ح 55،الكافي: 219/1 ح3، عنه البحار: 131/17 ح5، أمالي المفيد: 196 ح 29، عنه البحار: 360/73ح 85.

277) حمدتني، خ.

278) في المصدر: ما اسمهما.

279) قصص الأنبياء: 52 ح 27، عنه البحار: 114/11 ح 39 و 6/27 ح 12.

280) الأنوار النعمانيّة: 132/1.

281) الأنعام: 115.             

282) إثبات الوصيّة: 109.

283) الحشر: 7.               

284) النجم: 3 و 4.

285) النساء: 80.                   

286) القلم: 4.

287) إثبات الوصيّة: 120.             

288) إثبات الوصيّة: 122.

289) الشعراء: 214.

290) نَضِجَ، نَضْجاً: أدرك وطاب. يقال: نضج اللحم، وفي المصدر: فأطبخ.

291) تصدروا: انصرفوا.

292) الجَذَع - بفتحتين - : قال في مجمع البحرين: هو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن‏البقر والمعز ما دخل في الثانية، وفي حياة الحيوان: الجذع من الضأن ماله سنة تامّة، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا.

293) الزِّقّ: وعاء من جلد يجزّ شعرهُ ولاينتف، للشراب وغيره.

294) إثبات الوصيّة: 115.  

295) إثبات الوصيّة: 120.

296) (( )) من المصدر والبحار.

297) في المصدر: كان نائماً.

298) في البحار: هيئة.

299) في المصدر: في عنان.

300) الْوَجْنَة: ما ارتفع من الخدّين.

301) من المصدر والبحار.

302) هكذا في البحار، وفي المصدر: إذا نظر إليه الناظر يتوهّم.

303) في المصدر: التمجيد.

304) الفضائل لابن شاذان: 23، عنه البحار: 293/15.

305) في الأصل: فلمسته.

306) المناقب: 36/1، عنه البحار: 335/15 ح4.

307) العنز: الماعزة، وهي الاُنثى من المعز.

308) في المصدر والبحار: فتداخلني.

309) عقره: جرحه.             

310) تكنّه: تستره.

311) العدد القويّة: 122 ح 29 - 24، عنه البحار: 341/15 ح 12.

312) البحار: 239/16 ضمن ح 35، عن مكارم الأخلاق: 24، وأورده في 95/75 ح 13، عن علل ‏الشرائع: 78/1 ح4.

313) في اَثرك - بفتحتين وبكسر الهمزة فالسكون - : أي تبعتك عن قريب.

314) من المناقب.

315) البحار: 239/16 ضمن ح 35 عن مكارم الأخلاق: 24، وأورده ابن شهراشوب في المناقب:125/1 باختلاف يسير، عنه البحار: 178/16.

316) روضة الواعظين: 456، عنه البحار: 71/70 ح20، وأخرجه في البحار: 243/16 و 275/66ح5، عن المكارم: 28، و 216/16 ح4، عن أمالي الصدوق: 398 ح7 المجلس الثاني ‏والخمسون.

317) المناقب: 214/1 ، عنه البحار: 403/16 ضمن ح1.

318) في المصدر: للضبّ.

319) الزعاق: الماء المرّ.

320) هرق الماء: صبّه.

321) الخرائج: 507/2 ح 20، عنه البحار: 299/17 ح 10، ورواه في قصص الأنبياء: 314.

322) الحيّ: القبيلة.                  

323) آل عمران: 18.

324) العيّاشي: 166/1 ح20، عنه البحار: 366/17 ح 12، والبرهان: 273/1 ح 4.

325) الخرائج: 155/1 ح 243، عنه البحار: 364/17 ح3.

326) العِذْق: كلّ غصن له شعب.

327) في الخرائج: ينقز، أي يثب.

328) اسم واد بين مكّة واليمامة.

329) قال العلّامة المجلسي‏ رحمه الله: وانفس ركانه: «وا» كلمة نداء للندبة، ونفس مصاف إلى ركانة ويمكن أن يقرء: أنفس، على صيغة المتكلّم على الحذف والإيصال، من قولهم: نفس به‏كفرح، أي ضنّ.

330) قصص الأنبياء: 297 ح 370، عنه البحار: 368/17 ح17. ورواه الراوندي ‏رحمه الله في الخرائج:503/2 ح 14 صدر الحديث.

331) المناقب: 129/1.

332) الكافي: 74/5 ح2، عنه البحار: 388/17 ح 56 و 58/41 ح8، والوسائل: 22/12 ح2.

333) المائدة: 11.

334) مجمع البيان: 169/3، عنه البحار: 47/18، وروى ابن شهراشوب في المناقب: 70/1مختصراً (نحوه).  

335) الغرّة - بالكسر - : الغفلة.

336) في الخرائج: فألصقها.

337) الخرائج: 24/1 ح3، المناقب: 78/1 باختلاف يسير، عنهماالبحار: 56/18 ح10.

338) في الخصال: تأتي.

339) في الأصل: وإذا.

340) من كشف الغمّة.

341) الخصال: 638/2 ح 13، عنه البحار: 83/18 ح1، و13/27 ح1، و80/63 ح35، و353/74ح25، كشف الغمّة: 465/1، عنه البحار: 21/94 ح15.

342) الطلايع - جمع الطليعة: مقدّمة الجيش.

343) المناقب: 100/1، عنه البحار: 90/18 ح 10.

344) الصنايع: جمع الصنيعة، وهي العطيّة والكرامة والإحسان.

345) قصص الأنبياء: 293 ح 392، عنه البحار: 106/18 ح4.

346) الكافي: 71/3 ح7، عنه البحار: 128/18 ح37، والوسائل: 276/1 ح 12.

347) الأوب: الناحية.

348) الضبع: العضد، وفي التأويل: بعضدي.

349) سعد السعود: 100، عنه البحار: 317/18 ح 32، وتأويل الآيات: 267/1 ح1، والمستدرك:43/4 ح6.                  

350) أقول: لكلام السيّد رحمه الله تتمّة، فراجع المصدر.

351) التوحيد: 108 ح4، عنه البحار: 38/4 ح 15، و369/18 ح 74، الكافي: 98/1 ح 8، عنه‏الوافي: 378/1 ح1.  

352) من المصدر وليس في البحار.

353) بصائر الدرجات: 131 ح 5، عنه البحار: 552/22 ح9، و90/26 ح9.

354) الكافي: 452/1 ح1، عنه البحار: 552/22 ح10.

355) في المصدر المطبوع قديماً وحديثاً: قبر الحسين ‏عليه السلام.

356) في الأصل: أوّل ما خرج.

357) أمالي الطوسي: 324 (ط قديم‏) و317 ح 90 (ط جديد)، عنه البحار: 553/22 ح12و191 ح1.

358) ليس في الكافي والبحار.

359) الكافي: 554/4 ح2، عنه البحار: 553/22 ح13.

360) في المصدر: دَغَلاً.  

361) في الأصل: فإن أراد.                     

362) انحسرت: سقطت.

363) تفسير الإمام العسكري‏عليه السلام: 370 ح 259، عنه البحار: 100/27 ح 61.

364) راجع شرحها البحار: 51/1.

365) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 31/2 ح 47، صحيفة الرضا عليه السلام: 29، عنهما البحار: 344/13 ح 27،و354/16 ح 39، و268/26 ح3.

366) بصائر الدرجات: 225 ح 17، عنه البحار: 513/22 ح13، و289/27 ح 3.

   وقال المجلسي ‏رحمه الله ذيل الحديث: لعلّ آخر الخبر من كلام الراوي أو الإمام‏ عليه السلام على الإلتفات،أو المرويّ عنه غير الصادق‏ عليه السلام فصحّف النسّاخ.

367) الأربعين: 43 الحديث الثامن عشر. وروى ابن شاذان في مائة منقبة: 163 المنقبة 88 (نحوه)،عنه البحار: 349/26 ح 22.

368) عدّة الداعي: 151، وتقدّم ص 48 ح 722.

369) البحار: 181/100 ح2، وتقدّم ص 49 ضمن ح 723.

370) العُرْف: شعر عنق الفرس، لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك، المكان المرتفع، يقال:عرف الجبل ونحوه، لظهره وأعلاه.

371) مخالب: جمع المِخْلَب: الظُفْر.

372) لقطها: أخذها من الأرض.

373) يرفرف: يبسط جناحه.

374) الأنوار النعمانيّة: 132/1.

375) في المصدر: معمّر.

376) السؤل - بالضمّ - : ما يسأل.

377) أخبأت: أخفيت، حفظت، وفي المصدر: خبّأتُ.

378) الخصال: 29/1 ح 103، عنه البحار: 34/8 ح1.

379) هنات: شرور و فساد، يقال: في فلان هنات أي خصلات شرّ.

380) أسندوني، خ.

381) في المصدر: تخوّف.

382) أمالي الطوسي: 380 ح 66 المجلس الثالث عشر، عنه البحار: 40/8 ح 21، و238/49 ح8،والمستدرك: 365/11ح6.

383) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 58/2 ح 213، عنه البحار: 40/8 ح 24، و98/68 ح 1، والبرهان:455/4 ح 3.

384) من البحار وليس في الأصل.  

385) ليس في البحار.

386) (( )) ليس في البحار.

387) البحار: 28/15 ح 48، و198/57 ح 145.  

388) الكافي: 441/1 ح9، عنه البحار: 196/57 ح 143.

389) البقرة: 58.

390) قارف الشي‏ء: قاربه وخالطه.

391) تفسير الإمام العسكري‏ عليه السلام: 259 ح 127، عنه تأويل الآيات: 62/1 ح 39، والبحار: 183/13ضمن ح 19، والبرهان: 102/1 صدر ح1.

392) النحل: 89 .

393) الأعراف: 145.

394) النمل: 40.

395) في البحار: وَمن.

396) فاطر: 32.

397) من البحار و ليس في المصدر.

398) طه: 114.

399) في المصدر: من الأوصياء والأنبياء وفي البحار: من أوصياء الأنبياء.

400) في البحار وبعض نسخ المصدر: فبهذا.

401) تفسير فرات: 145 ح 11، عنه البحار: 64/26 ح 147، والبرهان: 36/2 ح1.

402) وَتَر فلاناً: قتل حَميمَة، أدركه بمكروه، أخزعه.

403) في المصدر: فبيناهم.

404) آل عمران: 185.

405) في بعض نسخ المصدر: من أين.

406) الكافي: 445/1 ح 19، عنه البحار: 537/22 ح 39.

 

 

 

 

 

    زيارة : 5713
    اليوم : 46741
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129098624
    مجموع الکل للزائرین : 89639320