امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
198) كيفيّة كتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه

(198)

كيفيّة كتابة الرقعة

إلى مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه

    ذكرنا بعض القضايا والفوائد لكتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه ونذكر الآن كيفيّة الرقعة :

تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قُبور الأئمّة عليهم السلام ، أو فشدّها واختمها واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه ، واطرحها في نهر أو بئر عميقة ، أو غدير ماء ، فإنّها تصل إلى صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه ، وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه ، تكتب :

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

كَتَبْتُ يا مَوْلايَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ مُسْتَغيثاً ، وَشَكَوْتُ ما نَزَلَ بي مُسْتَجيراً بِاللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، ثُمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهَمَني ، وَأَشْغَلَ قَلْبي ، وَأَطالَ فِكْري ، وَسَلَبَني بَعْضَ لُبّي ، وَغَيَّرَ خَطيرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عِنْدي ، أَسْلَمَني عِنْدَ تَخَيُّلِ وُرُودِهِ الْخَليلُ ، وَتَبَرَّأَ مِنّي عِنْدَ تَرائي إِقْبالِهِ إِلَيَّ الْحَميمُ ، وَعَجَزَتْ عَنْ دِفاعِهِ حيلَتي ، وَخانَني في تَحَمُّلِهِ صَبْري وَقُوَّتي .

فَلَجَأْتُ فيهِ إِلَيْكَ ، وَتَوَكَّلْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ للَّهِِ جَلَّ ثَناؤُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْكَ في دِفاعِهِ عَنّي ، عِلْماً بِمَكانِكَ مِنَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ ، وَلِيِّ التَّدْبيرِ وَمالِكِ الْاُمُورِ ، وَاثِقاً بِكَ فِي الْمُسارَعَةِ فِي الشَّفاعَةِ إِلَيْهِ جَلَّ ثَناؤُهُ في أَمْري ، مُتَيَقِّناً لِإِجابَتِهِ تَبارَكَ وَتَعالى إِيَّاكَ بِإِعْطائي سُؤْلي .

وَأَنْتَ يا مَوْلايَ جَديرٌ بِتَحْقيقِ ظَنّي ، وَتَصْديقِ أَمَلي فيكَ ، في أَمْرِ كَذا وَكَذا ويذكر حاجته ، فيما لا طاقَةَ لي بِحَمْلِهِ ، وَلا صَبْرَ لي عَلَيْهِ ، وَ إِنْ كُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَلِأَضْعافِهِ بِقَبيحِ أَفْعالي ، وَتَفْريطي فِي الْواجِباتِ الَّتي للَّهِِ عَزَّوَجَلَّ ، فَأَغِثْني يا مَوْلايَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ عِنْدَ اللَّهْفِ ، وَقَدِّمِ الْمَسْأَلَةَ للَّهِِ عَزَّوَجَلَّ في أَمْري ، قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ ، وَشَماتَةِ الْأَعْداءِ ، فَبِكَ بُسِطَتِ النِّعْمَةُ عَلَيَّ .

وَاسْأَلِ اللَّهَ جَلَّ جَلالُهُ لي نَصْراً عَزيزاً ، وَفَتْحاً قَريباً ، فيهِ بُلُوغُ الْآمالِ ، وَخَيْرُ الْمَبادي ، وَخَواتيمُ الْأَعْمالِ ، وَالْأَمْنُ مِنَ الْمَخاوِفِ كُلِّها في كُلِّ حالٍ ، إِنَّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ لِما يَشاءُ فَعَّالٌ ، وَهُوَ حَسْبي وَنِعْمَ الْوَكيلُ فِي الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ.

ثمّ تقصد النّهر أو الغدير ، وتعتمد بعض الأبواب إمّا عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمّد بن عثمان أو الحسين بن روح أو علي بن محمّد السّمري قدس سرهم ، فهؤلاء كانوا أبواب المهدي صلوات اللَّه عليه ، فتنادي بأحدهم وتقول :

يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ سَلامٌ عَلَيْكَ ، أَشْهَدُ أَنَّ وَفاتَكَ في سَبيلِ اللَّهِ ، وَأَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ اللَّهِ مَرْزُوقٌ ، وَقَدْ خاطَبْتُكَ في حَياتِكَ الَّتي لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ ، وَهذِهِ رُقْعَتي وَحاجَتي إِلى مَوْلانا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَسَلِّمْها إِلَيْهِ ، فَأَنْتَ الثِّقَةُ الْأَمينُ.

ثمّ ارمها في النّهر أو البئر أو الغدير ، تقضى حاجتك إن شاء اللَّه تعالى .(8)

وأضاف العلّامة المجلسي بعد قوله ثمّ ارم بها في النهر : وكأنّك تخيّل لك أنّك تسلمها إليه ، فإنّها تصل وتقضى الحاجة إن شاء اللَّه تعالى .(9)

    قال المحدثّ النوري : ويستفاد من هذا الخبر الشريف أنّ هؤلاء الأجلاّء الأربعة الّذين كانوا واسطة بينه صلوات اللَّه عليه وبين رعاياه في الغيبة الصغرى بعرض الحوائج والرقاع ، وأخذ الأجوبة وتبليغ التوقيعات ، أنّهم كذلك في ركابه المبجّل في الغيبة الكبرى ، ولهم هذا المنصب المعظّ .

    ومنه يعرف أن مائدة إحسان و جود وكرم وفضل ونعم امام الزمان صلوات اللَّه عليه مبسوطة في كلّ قطر من أقطار الأرض لكلّ مضطرب عاجز ، وتائه ضالّ ، ومتحيّر جاهل ، وعاص حيران ، وذلك الباب مفتوح ، والهداية عامّة مع وجود الصدق والإضطرار والحاجة والعزم ومع صفاء الطوية وإخلاص السريرة ، و إذا التمس الجاهل شراب علمه ، و إذا تاه فإنّه يوصله إلى طريقه ، و إذا كان مريضاً فإنّه يلبسه ثوب العافية ، كما يظهر ويتّضح من خلال الحكايات والقصص المتقدّمة .

    النتيجة المقصودة في هذا المقام وهي أنّ الإمام صاحب الأمر أرواحنا فداه حاضر بين العباد وناظر إلى رعاياه ، وقادر على كشف البلايا ، وعالم بالأسرار والخفايا ، ولم ينعزل عن منصب خلافته لغيبته واستتاره عن النّاس ، ولم يرفع يده عن لوازم وآداب رئاسته الإلهيّة ، وما أصاب العجز قدرته الربّانيّة ، و إذا أراد حلّ مشكلة فإنّه يحلّها بما يلقيه في القلب بما لاتراه عين ولاتسمع به اُذن .

    و إذا أراد أن يميل ويشوق قلبه إلى كتاب أو عالم دوائه فيه أو عنده فإنّه يعلمه أحياناً دعاءه ، واُخرى يعلمه دواء مرضه في المنام .

    وما رؤي وسمع كثيراً من أنّه يشكو المضطرّون والمحتاجون وبحال العاجز وبالتضرّع ثمّ لايرون أثر الإجابة وكشف البليّة ، فإنّه بالإضافة إلى وجود موانع الدعاء والقبول عند هذا المضطرّ غالباً ، قد يكون ذلك للإشتباه في الإضطرار ، فإنّه يرى نفسه مضطراً وهو ليس كذلك ، ويرى نفسه ضائعاً ومتحيّراً وطريقه واضح له ، مثل الجاهل بالأحكام العمليّة حيث ارجعه إلى العالم بها ، كما قرّره في التوقيع المبارك في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب :

 وأمّا الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللَّه .

    فإنّ الجاهل غير مضطرّ في أحكامه مادام قادراً على الوصول إلى العالم ولو بالهجرة والسفر أو بالرجوع إلى كتابه ، وكذلك العالم لايكون عاجزاً ومضطرّاً ما زال قادراً على حلّ الإشكال ودفع شبهته وحيرته من ظواهر نصوص الكتاب والسنّة والإجماع .

    وإنّ اولئك الّذين تجاوزوا الحدود الإلهيّة والموازين الشرعيّة في وسائل حياتهم ومعاشهم ، ولم يقنعوا ويقتصروا على المقدار الممدوح في الشرع ، فهم غير مضطرّين لعدم وجود بعض الأشياء الّتي لا يتعلّق عليها قوام الحياة .

    وهكذا يرى الإنسان نفسه مضطرّاً ، ولكنّه بعد التأمّل الصادق يظهر له أنّه ليس مضطرّاً ، وإن كان يصدق عليه الإضطرار فلعلّ صالحه أو الصالح العامّ هو في عدم إجابته .

    ثمّ إنّهم لم يوعدوا كلّ مضطرّ بالإجابة ، نعم إنّه لايجيب المضطرّ إلّا اللَّه تعالى أو خلفاؤه، وليس أنّهم يجيبون كلّ مضطرّ .

    وقد كان في عصر الحضور والظهور أغلب أنواع المضطرّين والعاجزين في المدينة ومكّة والكوفة وغيرها من الموالين والمحبّين ، وكثير منهم كانوا يسألون فلا يجابون ، فلم يكن أيّ عاجز وفي أيّ زمان كان يجاب في كلّ ما يطلب ، ويرفع اضطراره ، فإنّ ذلك يورث اختلال النظام وما يسلب الأجر والثواب العظيم الجزيل فإنّ أصحاب البلايا والمصائب بعد ما يشاهدون ذلك الأجر والثواب يوم القيامة يتمنّون أن تكون لحوم أبدانهم قد قرّضت بالمقاريض في الدنيا .

    ولم يفعل اللَّه تعالى ذلك بعباده مع قدرته الكاملة وغناه المطلق ، وعلمه المحيط بذرّات وجزئيّات الموجودات .(10)


8) المصباح : 531 ، البلد الأمين : 227 ، منهاج العارفين : 448 ، البحار : 234/102 .

9) البحار : 30/94 .

10) النجم الثاقب : 493/2 .

 

 

    بازدید : 7127
    بازديد امروز : 29035
    بازديد ديروز : 83994
    بازديد کل : 130829885
    بازديد کل : 90765494