امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
201) النسخة الثانية للرقعة الكشمرديّة

(201)

النسخة الثانية للرقعة الكشمرديّة

    وقد ذكر للرقعة الكشمرديّة الّتي تجعل في طيّ الرقعة إلى مولانا صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه ، نسخة اُخرى :

    أخبر الشيخ أبوالحسن محمّد بن الحسين الصقّال ببغداد في مسجد الحذّائين بالكرخ في رجب سنة اثنين وأربعين وأربع مائة قال : حدّثنا الشيخ أبوالمفضّل محمّد بن عبداللَّه بن البهلول بن همام بن المطّلب الشيبانيّ يوم السبت التّاسع من شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وثمانين وثلاث مائة بالشرقيّة قال :

    سمعت أبا العبّاس أحمد بن كشمرد في داره ببغداد وقد سأله شيخنا أبو عليّ بن همّام رحمه الله أن يذكر حاله إذ كان محبوساً عند الهجريّين بالأحساء ، فحدّثنا أبوالعبّاس أنّه كان ممّن اُسر بالهبير مع أبي الهيجاء ، قال : وكان أبو طاهر سليمان بن الحسن مكرماً لأبي الهيجاء معجباً برأيه ، وكان يستدعيه إلى طعامه ، فيتغدّى معه ويستدعيه أيضاً للحديث معه .

    فلمّا كان ذات ليلة سألت أباالهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله في إطلاقي فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي الطاهر في تلك اللّيلة على رسمه وعاد من عنده ولم يلقني ، وكان من عادته أن يغشاني ورفيقي يعني الخال في كلّ ليلة عند عودته من التقائه مع سليمان بن الحسن فيسكّن نفوسنا ، ويعرّفنا أخبار الدّنيا فلمّا لم يعاود إلينا في تلك العشيّة مع سؤالي إيّاه الخطاب في أمري ، استوحشت لذلك ، فصرت إليه إلى منزله الموسوم به .

    وكان أبوالهيجاء مبرزاً في دينه مخلصاً في ولايته وسيادته ، متوقّراً على إخوانه فلمّا وقع طرفه عليّ بكى بكاء شديداً وقال : لبوُدّي واللَّه يا أباالعبّاس أنّي مرضت سنة كاملة ، ولم اُجر ذكرك له ، قال : قلت : ولِمَ ؟ قال : لأنّي لمّا ذكرتك له اشتدّ غضبه وعظم ، وحلف بالّذي يحلف به مثله ليأمرنّ غداً بضرب رقبتك مع طلوع الشمس ، ولقد اجتهدت واللَّه في إزالة هذا عنك بكلّ حيلة ، وأوردت عليه كلّ لطيفة فأصرّ على قوله ، وأعاد يمينه ، ليفعلنّ ما أخبرتك به .

    قال : ثمّ جعل أبوالهيجاء يطيّب نفسي وقال : يا أخي لولا أنّي ظننت أنّ لك وصيّة أو حالاً تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك ، ما أطلعتك عليه من ذلك وسترت ما أخبرتك به عنه ، ومع هذا فثق باللَّه عزّوجلّ ، وارجع فيما دهمك من هذه الحال الغليظة إليه فإنّه جلّ ذكره يجير ولايجار عليه ، وتوجّه إليه تعالى بالعدّة والذخيرة للشدائد والاُمور العظام ، لمحمّد وآله صلوات اللَّه عليهم .

    قال أبوالعبّاس : فانصرفت إلى منزلي الّذي اُنزلت فيه وأنا في صورة غليظة من الإياس من الحياة ، واستشعار الهلكة ، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها أكفاني وأقبلت إلى القبلة ، فجعلت اُصلّي واُناجي ربّي وأتضرّع إليه وأعترف له بذنوبي وأتوب منها ذنباً ذنباً ، وتوجّهت إلى اللَّه بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ وحجّة اللَّه في أرضه والمأمول لإحياء دينه صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، ثمّ لم أزل وأنا مكروب قلق أتضرّع إلى أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه أقول:

    يا مولاي يا أميرالمؤمنين ؛ أتوجّه بك إلى اللَّه ، يا أميرالمؤمنين ؛ أتوجّه بك إلى اللَّه ، يا أميرالمؤمنين يا مولاي ؛ أتوجّه بك إلى اللَّه ربّي وربّك فيما دهمني وأظلّني .

    فلم أزل أقول هذا وما أشبهه من الكلام إلى أن انتصف اللّيل وجاء وقت الصلاة فقمت فصلّيت ودعوت وتضرّعت ، فبينا أنا كذلك وقد فرغت من الصلاة وأنا أستغيث إلى اللَّه تعالى ، وأتوسّل إليه بأميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه إذ نعست فحملني النوم فرأيت أميرالمؤمنين عليه السلام في منامي ذلك . فقال :

 يابن كشمرد .

 قلت : لبّيك يا مولاي .

 فقال : ما لي أراك على هذا الحال ؟

قلت : يا مولاي يا أميرالمؤمنين ؛ أوما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده ، وبغير وصيّة يسندها إلى متكفّل بها ، أن يشتدّ قلقه وجزعه ؟

فقال عليه السلام : بل تحول كفاية اللَّه عزّ وجلّ ودفاعه بينك وبين الّذي توعّدك فيما أرصدك به من سطواته ، اكتب :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وتمام فاتحة الكتاب وآية الكرسي والعرش(16) ، واكتب : مِنَ الْعَبْدِ الذَّليل فُلانِ بْنِ فُلانٍ ، إِلَى الْمَوْلَى الْجَليلِ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَسَلامٌ عَلى آلِ يس مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَحُجَّتِكَ رَبِّ عَلى خَلْقِكَ .

أَللَّهُمَّ إِنّي اُشهْدِكُ بِأَنّي أَشْهَدُ أَنَّكَ اللَّهُ ، إِلهي وَإِلهُ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ ، لا إِلهَ غَيْرُكَ ، أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتي إِذا دُعيتَ بِها أَجَبْتَ ، وَإِذا سُئِلْتَ بِها أَعْطَيْتَ ، لَمَّا صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْ ، وَهَوَّنْتَ عَلَيَّ خُرُوجَ رُوحي ، وَكُنْتُ لي قَبْلَ ذلِكَ غِياثاً وَمُجيراً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَفْرِطَ عَلَيَّ وَيَطْغى .

 واجعل الرقعة في كتلة طين ، واقرأ سورة يس ، وارم بها في البحر .

    فقلت : يا أميرالمؤمنين ؛ إنّ البحر بعيد منّي ، وأنا محبوس ممنوع من التصرّف فيما ألتمس .

 فقال : ارم بها في البئر أو فيما دنا منك من منابع الماء .

    قال ابن كشمرد : فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به أميرالمؤمنين عليه السلام وأنا في ذلك قلق غير ساكن النفس لعظيم المحنة ، وضعف اليقين في الآدميّين ، فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس اُستدعيت ، فلم أشكّ أنّ ذلك لما توعّدني به من القتل فمضيت مع الداعي وأنا آئس من الحيات ، فاُدخلت على أبي الطاهر وإذا هو جالس في صدر مجلس كبير على كرسيّ ، وعن يمينه رجلان على كرسيّين ، وعن يساره أبوالهيجاء على كرسيّ وإذا كرسيّ آخر إلى جانب أبي الهيجاء ليس عليه أحد .

    فلمّا بصر بي أبو طاهر استدعاني حتّى وصلت إلى الكرسيّ ، ثمّ أمرني بالجلوس عليه ، فجلست وقلت في نفسي : ليس وراء هذا إلّا خيراً ، فأقبل عليّ وقال : قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك ، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك ، وأن نخيّرك أحد أمرين : إمّا تخدمنا فنحسن إليك أو تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك .

    فقلت له : في المقام عند السيّد النفع والشرف ، وفي الإنصراف إلى أهلي ووالدة لي عجوز كبيرة ثواب جزيل .

    فقال لي : إفعل ما شئت ، والأمر فيه مردود إلى إختيارك .

    فخرجت منصرفاً من بين يديه ، فردّني وقال : من تكون من عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؟

    فقلت : لست نسيباً له ، ولكنّي وليّه .

    قال : فتمسّك بولايته فهو أمرنا بإطلاقك ، فلم يمكنّا المخالفة لأمره ، ثمّ أمر بي فجهّزت وأصحبني من أوصلني مكرماً إلى مأمني .

    قال الشيخ أبوالمفضّل رحمه الله : فذكرت هذا الحديث في مجلس أبي وائل داود بن حمدان بنصيبين سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة ، وحضر هذا المجلس يومئذ رجل من أهل نصيبين يقال له أبوعثمان سعيد بن البندقي الشاعر ، وكان من شهود البلد فقال أبو عثمان عند قولي ما تقدّم من قول أبي العبّاس ابن كشمرد : على يدي كان الحديث وذلك أنّي حججت في سنة الهبير وهي السنة الّتي اُسر فيها أبوالعبّاس ابن كشمرد ، والخال وفلفل الخادم وغيرهم من وجوه الأولياء مع أبي الهيجاء واُسرت فيمن اُسر معهم من الحاجّ .

    فطال بالأحساء محبسنا ، وكنت أقول الشعر فامتدحت السيّد أبي الطاهر بقصيدة أوصلها إليه أبوالهيجاء ، فأذن لي السيّد بالدخول ، والخروج من الحبس فكنت أدخل على أبي العبّاس ابن كشمرد وكان يأنس بي ويحدّثني فأرسل إليّ ذات يوم في السحر قبل طلوع الشمس وقال لي : خذ هذه الرقعة وهي في كتلة الطين وامض بها إلى موضع وصفه لي ، وكان فيه ماء جار ، قال : واقرأ سورة يس واطرح الرقعة في الماء ، فأخذتها فصرت إلى الماء ، وأحببت أن أقف على الرقعة فقلعت الطين عنها ونشرتها وقرأت ما فيها.

    قال أبو عثمان : وأخذت عوداً وبلّلته في الماء ، وكتبت ما في الرقعة على كفّي وكتبت اسمي وإسم أبي واُمّي ، وأعدت الرقعة في الطين وقرأت سورة يس عنّي وغسلت كفّي في الماء ، ثمّ قرأت سورة يس عن أبي العبّاس ابن كشمرد ، وطرحت الرقعة في الماء ، وعدت إلى مجلسي ذلك بعقب طلوع الشمس ، فلم يمض إلّا ساعة زمانيّة وإذا رسول السيّد يأمر بإحضاري ، فحضرت .

    فلمّا بصر بي قال : إنّه قد اُلقي في قلبي رحمة لك وقد عملت على إطلاقك فكيف تحبّ أن تسير إلى أهلك في البرّ أم في البحر ؟ فخشيت إن سرت في البرّ أن يبدو له ، فيلحقوني فيردّوني ، فقلت : في البحر ، فأمر أن يدفع لي كفافي من زاد وتمر ، وخرجت في البحر فصرت إلى البصرة .

    فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام من وصولي البصرة ، جلست عند أصحاب الكتب فإذا أنا بأبي العبّاس ابن كشمرد راكب في موكب عظيم والاُمراء من خلفه ، وقد خرج أمير البصرة استقبله ، والجند بين يديه ومن خلفه ، والعساكر محدقة به وهو وأمير البصرة يتسايران ، فلمّا رأيته قمت إليه ، فلمّا أبصر بي نزل عن دابّته ووقف عليّ ، وقال : يا فتى كيف عملت حتّى تخلّصت؟

    فحدّثته ما صنعت من كتبتي ما كان في الرقعة بالماء على كفّي ، وغسلت بالماء يدي ، ما كنت كتبت عليها قبل أن رميت رقعته .

    فقال لى : أنا وأنت من طلقاء أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه ؟

    فقلت : نعم ؛ ومضى حتّى نزل في دار اُعدّت له ، وحمل إليه أمير البصرة الهدايا واللّباس والآلات والدوابّ والفرش وغير ذلك ، فلمّا استقرّ في موضعه أرسل إليّ فدخلت عليه ، وأقمت عنده أيّاماً وأحسن إليّ ، وحملني مكرّماً إلى بلدي.

    فعجب أبو وائل من ذلك وقال : يا أبا المفضّل ؛ أنت صادق في حديثك ولقد اتّفق لك ما أكّده ، فهذه الرقعة معروفة بين أصحابنا يعملون بها ويعوّلون عليها في الاُمور العظيمة والشدائد ، والرواة فيها مختلفة ، لكنّي أوردت ما هو سماعي ببغداد.(17)


16) أي آية العرش .

17) البحار : 23/94 ، وفي الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية (المخطوط) : 41 بتفاوت يسير .

 

 

 

    بازدید : 7271
    بازديد امروز : 40035
    بازديد ديروز : 85752
    بازديد کل : 133095200
    بازديد کل : 92155782