لعن يزيد وأتباعه لعنة اللَّه عليهم أجمعين

  روى الرّاوندي رحمه الله في كتاب سلوة الحزين عن الفضل بن شاذان رضى الله عنه قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول :

 لمّا حمل رأس الحسين عليه السلام إلى الشام ، أمر يزيد لعنه اللَّه بإحضاره ، فوضع في طشت تحت سريره ، وبسط رقعة الشطرنج وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين صلوات اللَّه عليه وأباه وجدّه صلى الله عليه وآله وسلم ويستهزئ بذكرهم ، فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرّات ، ثمّ صب فضلته على ما يلي الطشت.

 فمن كان من شيعتنا فليدع من شرب الفقاع ، واللعب بالشطرنج.

 ومن نظر إلى الفقاع والشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل زياد يمح اللَّه عزّوجلّ بذلك ذنوبه ولو كانت كعدد النجوم.(254)

  عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام يقول:

أوّل من اتّخذ له الفقاع في الإسلام بالشّام يزيد بن معاوية لعنة اللَّه عليهما . فأحضر وهو على المائدة وقد نصبها على رأس الحسين عليه السلام ، فجعل يشربه ويسقي أصحابه ويقول لعنه اللَّه : إشربوا ، فهذا شراب مبارك ولو لم يكن من بركته إلاّ أنا أوّل ما تناولناه ورأس عدوّنا بين أيدينا ومائدتنا منصوبة عليه ونحن نأكله ونفوسنا ساكنة وقلوبنا مطمئنة.

 فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقاع ؛ فإنّه من شراب أعدائنا ، فإن لم يفعل فليس منّا ، ولقد حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : لاتلبسوا لباس أعدائي ، ولاتطعموا مطاعم أعدائي ، ولاتسلكوا أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.(255)

---

254) الدعوات : 162 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : 21/2 .  

255) عيون أخبار الرضا عليه السلام : 22/2 .