الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
177) الحرز اليماني ( النسخة الرابعة ) وهي النسخة المخطوطة للسيّد بحرالعلوم أعلى اللَّه مقامه

(177)

الحرز اليماني ( النسخة الرابعة )

وهي النسخة المخطوطة للسيّد بحرالعلوم أعلى اللَّه مقامه

أللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إلهَ إلّا أَنْتَ ، أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ، عَمِلْتُ سُوءاً، وَظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوب إلّا أَنْتَ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ يا كَريمُ يا حَليمُ يا رَحيمُ .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَحْمَدُكَ وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغآئِبِ، وَأَوْصَلْتَ إِلى مِنْ فَضآئِلِ الصَّنآئِعِ، وَأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الصِّدْقِ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مِنَنِكَ الْواصِلَةِ إِلَيَّ، وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ مِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعآئي، حينَ اُناديكَ داعِياً، وَاُناجيكَ راغِباٌ، وَأَدْعُوكَ ضارِعاً مُصافِياً، وَحينَ أَرْجُوكَ راجِياً فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جاراً حاضِراً حَفيّاً بارّاً، وَفِي الْأُمُورِ ناصِراً وَناظِراً، وَلِلْخَطايا وَالذُّنُوبِ غافِراً، وَلِلْعُيُوبِ ساتِراً، لَمْ أَعْدِمْ عَوْنَكَ وَبِرَّكَ وَإِحْسانَكَ وَخَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَني دارَ الْإِخْتِيارِ وَالْفِكْرِ وَالْإِعْتِبارِ، لِتَنْظُرَ فيما اُقَدِّمُ إِلَيْكَ لِدارِ الْقَرارِ.

فَأَنَا عَتيقُكَ يا مَوْلايَ مِنْ جَميعِ الْمَضارِّ وَالْمَضالِّ وَالْمَصآئِبِ وَالْمَعايِبِ وَاللَّوازِبِ وَاللَّوازِمِ وَالنَّوآئِبِ، وَالْهُمُومِ الَّتي قَدْ ساوَرَتْني فيهَا الْغُمُومُ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلآءِ، وَضُرُوبِ جُهْدِ الْقَضآءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلَّا الْجَميلَ، وَلَمْ أَرَ مِنْكَ إِلَّا التَّفْضيلَ .

صُنْعُكَ لي كامِلٌ، وَلُطْفُكَ لي كافِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ، لَمْ تُخْفِرْ لي جِواري، وَصَدَّقْتَ رَجآئي، وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَحَقَّقْتَ امالي، وَشَفَيْتَ أَمْراضي، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي، وَأَحْسَنْتَ مَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدآئي، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني.

فَحَمْدي لَكَ واصِبٌ، وَثَنآئي عَلَيْكَ مُتَواتِرٌ دآئِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ، وَأَصْنافِ التَّقْديسِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَوْحيدِ، وَإِخْلاصِ التَّفْريدِ، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ، بِطُولِ التَّعَبُّدِ وَالتَّعْديدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكْ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مآئِيَّةٌ وَلا ماهِيَّةٌ فَتَكُونَ لِلْأَشْيآءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْيآءَ عَلَى الْعَزآئِمِ الْمُخْتَلِفاتِ، ولا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الْغُيُوبِ إِلَيْكَ، فَاعْتَقِدُ مِنْكَ مَحْدُوداً في مَجْدِ عَظَمَتِكَ، لايَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلايَنالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَلايَنْتَهي إِلَيْكَ بَصَرُ ناظِرٍ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.

إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ وَصِفاتُ ذاتِكَ، وَعَلا ذِكْرَ الذَّاكِرينَ كِبْرِيآءُ عَظَمَتِكَ، فَلايَنْتَقِصْ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلايَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصْ، وَلا ضِدَّ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَلا نِدَّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ.

كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَكَيْفَ يُوصَفُ كُنْهُ صِفَتِكَ يا رَبِّ وَأَنْتَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ الَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً أَبَدِيّاً سَرْمَداً، يا دآئِماً فِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَيْسَ فيها غَيْرُكَ، وَلَمْ يَكُنْ إِلهٌ سِواكَ.

حارَتْ في بِحارِ مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلَّةِ الْإِسْتِكانَةِ لِعِزَّتِكَ، وَانْقادَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وَكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً.

أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدَ حَمْداً كَثيراً دآئِماً مُتَوالِياً مُتَواتِراً مُتَّسِقاً مُتَّسِعاً مُسْتَوثِقاً مُتَقارِباً يَدُومُ وَيَتَضاعَفُ، وَلايَبيدُ غَيْرَ مَفْقودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَكارِمِكَ الَّتي لاتُحْصى فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبِحارِ وَالْغُدُوِّ وَالْاصالِ، وَفِي الْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَفِي الظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ، وَفي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجزآءِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.

أَللَّهُمَّ بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النَّجاةَ، وَجَعَلْتَني في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ، فَلَمْ أَبْرَحْ في سُبُوغِ نَعْمآئِكَ ، وَتَتابُعِ الآئِكَ مَحْرُوساً لَكَ فِي الرَّدِّ وَالْإِمْتِناعِ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ عَنّي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، وَلَمْ تَرْضَ عَنّي إِلّا طاعَتي، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلاتَغيبُ عَنْكَ غآئِبَةٌ، وَلاتَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَنْ تَضِلَّ عَنْكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضآلَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، أَمْرُكَ ماضٍ، وَوَعْدُكَ حَتْمٌ، وَحُكْمُكَ حَقٌّ، وَكَلامُكَ وَقَوْلُكَ صِدْقٌ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَحْمَدُكَ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَأَضْعافَ ما حَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ، وَهَلَّلَكَ بِهِ الْمُهَلِّلُونَ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ، وَوَحَّدَكَ بِهِ الْمُوَحِّدُونَ حَتّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ، مِثْلُ حَمْدِ جَميعِ الْحامِدينَ ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُوَحِّدينَ وَالْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ، وَثَنآءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَالْمُسَبِّحينَ وَالْمُصَلّينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عالِمٌ وَعارِفٌ، وَمَحْمُودٌ وَمَحْبُوبٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْحَيَواناتِ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني بِهِ عَلى شُكْرِكَ .

 إِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اخْتِياراً وَرِضاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ شُكْراً يَسيراً صَغيراً، إِذْ نَجَّيْتَني وَعافَيْتَني مَنْ جُهْدِ الْبَلاءِ، وَلَمْ تُسَلِّمْني لِسُوءِ قَضآئِكَ وَبَلآئِكَ، وَجَعَلْتَ مَلْبَسِيَ الْعافِيَةَ، وَأَوْلَيْتَنِي الْبَسْطَةَ وَالرَّخآءَ، وَشَرَعْتَ لي أَيْسَرَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَّغْتَ لِيَ الْقَصْدَ، وَضاعَفْتَ لي أَشْرَفَ الْفَضْلِ مَعَ ما وَعَدْتَني بِهِ مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، وَأَوْضَحِهِمْ حُجَّةً، وَأَرْفَعِهِمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَعَلى جَميعِ الْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلَى الْمَلآئِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ، وَجَعَلْتَني مِنْ اُمَّتِهِ.

أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما لايَسَعُهُ إلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلايَمْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ، وَلايُكَفِّرُهُ إِلّا تَجاوُزُكَ وَفَضْلُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي هذا وَلَيْلَتي هذِهِ وَشَهْري هذا وَسَنَتي هذِهِ يَقيناً صادِقاً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مَصآئِبُ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَأحْزانَهُما، وَيُشَوِّقُني شَوْقاً إِلَيْكَ، وَيُرَغِّبُني فيما عِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكِرامَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، اَلْواحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْمُبْدِئُ الرَّبُّ الرَّفيعُ الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ، وَلا عَنْ قَضآئِكَ مُمْتَنِعٌ، أَشْهَدُ [أَنَّكَ] أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيُّ الْكَبيرُ الْمُتَعالُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعَمِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبادَتِكَ وَتَوْفيقَ طاعَتِكَ، وَأَسْئَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جآئِرٍ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، وَكَيْدِ كُلِّ كآئِدٍ، وَكِذْبِ كُلِّ كاذِبٍ، وَظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَشَماتَةِ كُلِّ كاشِحٍ.

 بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْدآءِ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّآءِ وَالْأَوِدَّآءِ وَالْقُرَنآءِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصآءَهُ ، وَلا تَعْديدَهُ مِنْ عَوآئِدِ فَضْلِكَ، وَعَوارِفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدَكَ، وَلاتُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلاتُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشآءُ، وَلايَمْلِكُونَ مِنْكَ إِلّا ما تُريدُ.

أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقْتَدِرُ النُّورُ الْقُدُّوسُ الْمُقَدَّسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْبَهآءِ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْعِزِّ وَالْعَلآءِ، وَتَأَزَّرْتَ بِالعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيآءِ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالضِّيآءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالْبَهآءِ.

 لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْمُلْكُ الْباذِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْكامِلَةُ، وَالْعِزَّةُ الشَّامِلَةُ، وَالْحِكْمَةُ الْبالِغَةُ.

 فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَعَلْتَني مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَهَوَ أَفْضَلُ بَني ادَمَ ، اَلَّذينَ كَرَّمْتَهُمْ وَحَمَلْتَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْتَهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَهُمْ تَفْضيلاً، وَخَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَويّاً سالِماً مُعافىً لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني عَنْ طاعَتِكَ، وَلَمْ تَمْنَعْني كِرامَتَكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلَ مَنآئِحِكَ لَدَيَّ، وَنَعْمآئِكَ عَلَيَّ، أَنْتَ الَّذي أَوْسَعْتَ عَلَيَّ رِزْقي فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ تَفْضيلاً، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ اياتِكَ، وَعَقْلاً يَفْهَمُ إيمانَكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ، وَقَلْباً يَعْتَقِدُ تَوْحيدَكَ، فَإِنّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ ، وَلَكَ نَفْسي شاكِرَةٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدَةٌ، فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَىٌّ بَعْدَ كُلَّ حَيٍّ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تَقْطَعْ رَجآئي، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تَمْنَعْ عَنّي دَقآئِقَ الْعِصَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثآئِقَ النِّعَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي، وَالتَّوفيقَ لي، وَالْإِسْتِجابَةَ لِدُعآئي حينَ رَفَعْتُ صَوْتي بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَهْليلِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَقْديسِكَ، وَإِلّا في تَقْديرِكَ خَلْقي حينَ صَوَّرْتَني فأَحْسَنْتَ صُورَتي، وَإِلّا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَها لي لَكانَ في ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَنْ جُهْدي فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتُ فِي النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها، وَلا أَبْلُغُ شُكْرَ شَيْ‏ءٍ مِنْها.

فَلَكَ الْحَمدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَأَضْعافَ ما تَسْتَوْجِبُهُ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ. أَللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فيما مَضى مِنْهُ .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بَتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ وَكِبْرِيآئِكَ وَكَمالِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَقْديسِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّكَ وَوَقارِكَ وَمَنِّكَ وَعِلْمِكَ وَحِلْمِكَ وَبَهآئِكَ وَجَمالِكَ وَجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَقُوَّتِكَ وَإِحْسانِكَ وَغُفْرانِكَ وَامْتِنانِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَوَلِيِّكَ وَعِتْرَتِهِمَا الطَّاهِرينَ أَلّا تَحْرِمْني رِفْدَكَ وَفَضْلَكَ وَجَمالَكَ وَفَوآئِدَ كَراماتِكَ، فَإِنَّهُ لايَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما قَدْ نَشَرْتَ مِنَ الْعَطايا عَوآئِقَ الْبُخْلِ، وَلايَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَلاتُنْفِدُ خَزآئِنَكَ مَواهِبُكَ الْمُتَّسِعَةُ، وَلاتُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الْفآئِقَةُ الْجَميلَةُ الْجَليلَةُ، وَلاتَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ، وَلايَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ مِنْ جُودِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ.

أَللَّهُمَّ ارْزُقْني إيماناً دآئِماً وَقَلْباً قَوِيّاً خاشِعاً خاضِعاً ضارِعاً وَبَدَناً صابِراً، وَيَقيناً صادِقاً، وَلِساناً ذاكِراً وَحامِداً، وَإيماناً صَحيحاً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَعِلْماً نافِعاً، وَسِنّاً طَويلاً، وَخُلْقاً حَسَناً، وَامْرَأَةً صالِحَةً، وَوَلَداً صالِحاً، وَعَيْناً باكِيَةً، وَتَوْبَةً مَقْبُولَةً، وَصاحِباً مُوافِقاً.

وَأَسْأَلُكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً واسِعاً، وَلاتُؤَمِّنّي مَكْرَكَ، وَلاتُنْسِني ذِكْرَكَ، وَلاتَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلاتَقْطَعْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلاتُبْعِدْني مِنْ كَنَفِكَ وَجِوارِكَ، وَأَعِذْني مِنْ سَخَطِكَ وَغَضَبِكَ، وَلاتُؤْيِسْني مِنْ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ، وَلاتُسَلِّطْ عَلَيَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ رَوْعَةٍ وَوَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَافَةٍ وَعاهَةٍ وَغُصَّةٍ وَمِحْنَةٍ وَشِدَّةٍ وَبَلآءٍ وَوَبآءٍ وَزَلْزَلَةٍ وَغَرَقٍ وَحَرَقٍ وَخَوْفٍ وَسَرَقٍ وَحَرٍّ وَبَرْدٍ وَجُوعٍ وَعَطَشٍ وَغَيٍّ وَضَلالَةٍ فِي الدَّارَيْنِ، إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ.

أَللَّهُمَّ ارْفَعْني وَلاتَضَعْني، وَادْفَعْ عَنّي وَلاتَدْفَعَني، وَأَعْطِني وَلاتَحْرِمْني، وَأَكْرِمْني وَلاتُهِنّي، وَزِدْني وَلاتَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلاتُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلاتَخْذُلْني، وَاثِرْني وَلاتُؤْثِرْ عَلَيَّ، وَاحْفَظْني وَلاتُضَيِّعْني، وَاسْتُرْني وَلاتَفْضَحْني، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

أَللَّهُمَّ ما قَدَّرْتَ مِنْ أَمْرٍ وَشَرَعْتُ فيهِ بِتَوْفيقِكَ وَتَيْسيرِكَ فَتَمِّمْ لي بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ كُلِّها وَأَصْلَحِها وَأَصْوَبِها ، فَإِنَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ يُمْسِكُ السَّمآءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ، يا مَنْ «أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ × فَسُبْحانَ الَّذى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْ‏ءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»(55)، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ، اَلطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً  كَثيراً كَثيراً كَثيراً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

    وبعد الدعاء يقول ثلاث مرّات :

اَللَّهُ أَكْبَرُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِِ الْحَمْدُ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، سُبْحانَكَ اللَّهُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْقَوِيُّ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بِلا مُعينٍ وَلا ظَهيرٍ ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ حَقّاً.

 

إختتام دعاء السيفي :

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلى أَفْضَلِ الْأَنْبِيآءِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ وَسَلِّمَ تَسْليماً كَثيراً كَثيراً.

أَللَّهُمَّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ وَكُنْ لي وَلا تَكُنْ عَلَيَّ. أَللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمّي ، وَاكْشِفْ غَمّي ، وَأَهْلِكْ عَدُوّي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ رِزْقي بِدَوامِ قُدْرَتِكَ ، يا أَقْدَرَ الْقادِرينَ وَأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، سُبْحانَكَ أَنْتَ اللَّهُ الْقاهِرُ الْقادِرُ الْقَوِيُّ الْجَبَّارُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بِلا مُعينُ . أَللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ ، وَاحْفَظْني مِنْ كُلِّ بَلآءِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْاخِرَةِ.

 

إختتامٌ آخر

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبارِكْ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، وَبِكَ أَسْتَغيثُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، فَاكْفِني أَمْرَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَرَحيمَهُما، ها أَنَا عَبْدُكَ بِبابِكَ، فَقيرُكَ بِبابِكَ، ذَليلُكَ بِبابِكَ، أَسيرُكَ بِبابِكَ، مِسْكينُكَ بِبابِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَلطَّائِخُ بِبابِكَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، مَهْمُومُكَ بِبابِكَ يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، عاصيكَ بِبابِكَ يا طالِبَ الْفارّينَ ، اَلْمُلِزُّ بِبابِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، اَلْخاطِئُ بِبابِكَ يا غافِرُ الْمُذْنِبينَ ، اَلْمُعْتَرِفُ بِبابِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ ، اَلظَّالِمُ بِبابِكَ يا مُؤَمِّلَ الطَّالِبينَ ، اَلْمُسيئُ بِبابِكَ يا مُحْسِنَ الْمُحْسِنينَ ، اَلْبآئِسُ بِبابِكَ يا رَجآءَ الْمُذْنِبينَ ، اَلْخاشِعُ بِبابِكَ يا قُرَّةَ عَيْن الْعابِدينَ .(56)


55) يس : 82 و 83 .

56) النسخة المخطوطة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 7825
    اليوم : 70292
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132403411
    مجموع الکل للزائرین : 91809478