امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الدّين يعني الحياة والحضارة المتطوّرة والصّحيحة

  الدّين يعني الحياة والحضارة المتطوّرة والصّحيحة

  لا شكّ في أنّنا نرى أنّ الكثير من البشر ليس لديهم الإطّلاع والمعرفة الكافية لما يقدّمه الدّين من مشاريع وبرامج عمليّة للحياة الإنسانيّة ، ولم يعلموا كيف أنّ مذهب أهل البيت عليهم السلام أخذ بنظر الإعتبار جميع ما يحتاجه المجتمع من متطلّبات ضروريّة ، فيتوهّنون أنّ الدّين هو مجموعة من الدّساتير والأحكام الّتي ليس لها صلة أو رابطة بالحضارة والعلم والصّناعة.

  البعض من هؤلاء هم من أتباع المذاهب الّتي افتعلتها الأيادي الإستعماريّة ، أو هم من أتباع الأديان المنحرفة ، ولهذا السّبب فهم لايرون الدّين إلاّ من منظار ما يعتقدون ويؤمنوا به.

  وهناك أيضاً مجموعة من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ، لهم هذا الإعتقاد وهذا ناتج من عدم وصول المعلومة الصحيحة لهم ، وجهلهم بما يحمله الدّين من مشاريع وبرامج عظيمة للحياة ، وأنّه يسير في مواكبة مسيرة الصّناعة الحديثة والحضارة والعلم المتطوّر ، بل عمل وشجع لوقوعها ضمن دائرته وتحت غطائه ، إذن ؛ عمليّة الدّين والتّديّن هو ليس نفي العلم والحضارة والصّناعة وإنّما حدوثه في طوله .

  وهذا الأمر لايحدث في المستقبل فقط ، بل يحدّثنا التّاريخ عن فترات عظيمة غطت فيها العلوم الدّينيّة المتطوّرة مساحات شاسعة من حياة النّاس ، فانتشر العلم والمعرفة بين جميع أوساط المجتمع وحاز على علوم متطوّرة ، بقى عصرنا الحاضر عاجز عن الإتيان بها والوصول إليها.

  بالإضافة إلى ما سطّره التّاريخ ، فإنّ هناك العديد من الأماكن تدلّ ويشكل لايقبل الشّكّ أنّ هناك أثاراً لهذا التّطوّر موجودة إلى يومنا الحاضر لايستطيع الإنسان درك أسرارها وخفاياها.

  ونبيّن الآن مثالاً لكم ليتّضح أنّ الدّين لايعارض في حال من الأحوال التّطوّر والعلم والحضارة ، ولابدّ أن تأتي الحكومة الدّينيّة بالحضارة الصّحيحة.

  ويطرح في هذا المجال السؤال التّالي وهو : ما مدى المعلومات الّتي كانت تملكها حكومة النّبيّ سليمان عليه السلام؟ وهل لديكم المعلمومة الكافية عن المعبد الّذي بناه والّذي بقيت آثاره موجودة إلى الآن ولم يعرف سرّه بعد؟

  ونسرّد إليكم هذه الحقائق لأجل زيادة المعلومات أكثر:

  قبل حدود قرنين من الزّمن إخترع «بنيامين فرانكين» مانعة الصّواعق ، وهذه من القضايا الّتي لايمكن إنكارها ، ومع وجود هذه الحقيقة فإنّ هناك أيضاً أمراً محرزاً ومسلّماً لايمكن إغفاله والتّغاضي عنه ، وهو أنّ المعبد الّذي بناه النّبيّ سليمان عليه السلام قبل حدود 3000 سنة ، كان مجهّزاً بحدود 24 مانعة للصّواعق ، ولذا فإنّنا لم نراه يتأثّر أبداً بواحدة من تلك الصّواعق بتاتاً ، وظلّ محافظاً على هيكليّته وبنائه.

  ويوضح العالم «فرانسوا آراكو» في القرن الثّامن عشر هذا الموضوع فيقول : لقد تمّ بناء المعبد على الطّريقة الإيطاليّة وزيّن سقفه بواسطة خشب السّدر ، وطليه بالذّهب ووضعوا له الحديد أو الفولاذ المسنّن.

  ويقول النّاس : أنّ هناك 24 قضيباً حديديّاً مسنّناً وضع على سطحه من أجل عدم جلوس الطّيور عليه.

  وزيّن المظهر والبناء الخارجي له بالخشب المرصّع بالذّهب ووضع حوض كبير أمامه يمتلئ بالماء بواسطة أنبوب خاصّ.

  ويضيف «فرانسوا»: إنّنا عثرنا على بعض الشّواهد والأدلّة الّتي تبيّن أنّ المانعات للصّواعق فيه تتمتّع بنظام سيطرة قويّ جدّاً ، والمثير للأمر أنّنا إلى الآن لم نتمكّن من الإستفادة من مثل هذه الإمكانيّات الوسائل .

  يمكن إعتبار المعبد الموجود في بيت المقدّس الّذي بقى يناطح الزّمن منذ آلاف السّنوات ، نموذج كامل للإستفادة من مانعات الصّواعق تلك.

  والآن يأتي سؤال وهو : إنّه وبعد إكتشاف النّبيّ سليمان عليه السلام ومن معه على سرّ مانعة الصّواعق والخوارق والأسرار ورائها ، فلماذا لم يخبروا ويطّلعوا الآخرون عليها ؟ إنّنا نطلب من المحقّقين والعلماء الرّجوع خطوات إلى الوراء وتبديل المجهولات إلى معلومات ، والكشف عن هذه القضيّة وإعطاء الجواب الصحيح حولها.(20)

   وكما تقدّم قبل قليل فإنّهم إعترفوا : أنّهم «إلى الآن لم يتمكّنوا من الإستفادة من مثل هذه الإمكانيّات والوسائل» .

  وهذا مثال مصغّر للتّطوّر الحاصل في مجال العلم والصّناعة في زمن النّبيّ سليمان عليه السلام ، وهو دليل ناصع على أنّ الدّين والحكومة الإلهيّة لاتعارض يوماً عمليّة التّطوّر والتّكنولوجيا ، وإنّما تسعى لإقتنائها والتّشجيع عليها .

  وهناك نموذج آخر من القدرة العظيمة الّذي طالما ظلّ الإنسان عاجزاً بتمام معنى الكلمة الحصول عليها، وقد تمّ الإستفادة منها في حكومة النّبيّ سليمان عليه السلام أيضاً ، وصرّح بها القرآن الكريم ونطقت بها الرّوايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام .

  إنّ العلم الحديث ورغم كلّ الإّدعاءات الّتي يطلقها في مجال تطوّر العلوم والتّكنولوجيا ظلّ عاجزاً عن نقل قلم من مكان إلى مكان آخر من دون الإستفادة من الوسائل الفيزياويّة ، بينما إستطاع تلميذ من تلاميذ النّبيّ سليمان عليه السلام من نقل عرش بلقيس في طرفة عين وجعله أمراً محقّقاً.

  وهذا يدلّ على أنّ الإنسان يحتاج إلى قدرات واقعة ماوراء المادّة من أجل الوصول إلى القدرات العظيمة ، وسيبقى أسير المادّة (أي الزّمان والمكان) إذا لم يظفر بها ، وهذا الأمر لايحدث إلاّ في ظلّ الدّين وحاكمّيته.

  لذا فإنّ الدّين لايشكل عقبة كؤوداً للتّطوّر ، ولن يقف في مقابل العلم والمعرفة ؛ بل هو الّذي يشجع دوماً ، ويمهّد كلّ الظّروف والشّروط المناسبة والمساعدة من أجل خلق تكنولوجيّاً صحيحة ومتطوّرة وصناعات حديثة سليمة ونافعة.

  وسيكون العالم شاهداً لهكذا تطوّرات مهمّة في ظلّ الحكومة الإلهيّة للإمام صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء ، وفيه ستصل الإنسانيّة إلى قمّة المسائل المعنويّة ، وتسير في خطّ متوازي مع حالات التّطوّر الحاصلة في الصّناعات الحديثة والتكنولوجيّا الصحيحة بكلّ أشكالها .

  وإنطلاقاً من هذا الموضوع يجب علينا الدّعاء بكلّ وجودنا ، والطّلب من اللَّه العزيز القدير الإسراع بقدوم ذلك اليوم العظيم والتّوفيق لإعداد أنفسنا له.

  ويجب علينا أيضاً أن نعلم أنّ فلسفة خلق الإنسان ووجوده لم تكن يوماً من الأيّام هي القتل والظّلم والجريمة والإعتداء وتشكيل الحكومات الجبّارة والظّالمة ؛ بل هي تشكيل واستقرار حكومة إلهيّة ، من شأنها العمل على وضع الإنسانيّة جمعاء تحت ظلّها الوارف ، ولكن ظلّ الظّالمين والمستكبرين والعتاد مانعاً قويّاً أمام تحقّق ذلك.

  لذا نرفع أيدينا إلى اللَّه سبحانه وتعالى ونتضرّع إليه بكلّ وجودنا في إزالة كلّ أسباب وعقبات الظّهور ، والتّعجيل في وصول وتحقيق حكومة الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ، وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه ومن المستشهدين بين يديه ، إنّه سميع مجيب.


20) تاريخ الإنسان المجهول : 11 .

 

 

 

 

 

    بازدید : 7930
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 31980
    بازديد کل : 133300744
    بازديد کل : 92258561