الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
التجربة تفرز الأصدقاء في الصعاب

   التجربة تفرز الأصدقاء في الصعاب

يمكن من خلال الصعوبات التي يواجها الإنسان في محطات حياته أن يفرز الصديق الحقيقي عن المقنع، ولاشك فإنّ ‏المصائب والمحن التي جرت على أهل البيت ‏عليهم السلام والقتل والتشريد الذي تعرضوا له، وكذلك مرحلة الغيبة للإمام صاحب‏ العصر والزمان عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف هي من أشد الامتحانات العسيرة التي يمرّ بها الشيعة الحقيقيون؛ لأنّ أتباع أهل البيت‏ عليهم السلام الموالين والمخلصين هم وحدهم الذين يدافعون عن قادتهم حتى‏ في أحلك الظروف وأشدها موقفاً وهم ثابتون فى مقام المدافع والمحامي عنهم، وان كلّفهم ذلك النفس والمال، وبالتالي ‏يخروجون من ذلك الإمتحان والتجربة وهاماتهم مرفوعة إلى السماء.

ومن هنا فقد كتب النبي يوسف على نبينا وآله وعليه السلام على باب سجنه عندما خرج منه:

هذا قَبْرُ الْاَحْياءِ وَبَيْتُ الْاَحْزانِ وَتَجْرِبَةُ الْاَصْدِقاء وَشِماتَةُ الْاَعْداءِ.(120)

وعلى ضوء ما قيل فإنّ الصعاب والمشاكل والمحن التي يمكن أن تصيب الإنسان بأيّ نحو وشكل كان، فهي الوسيلة الأمثل لكي يشخص أصدقائه ويعرفهم على واقعهم الحقيقي ومقدار صداقتهم ووفائهم ومدى وقوفهم معه في مثل هذه ‏الظروف.

ولعلّ هؤلاء هم أعداء الإنسان الواقعيون ولكنهم يتظاهرون بلباس الأصدقاء الأوفياء، وفي لحظة الخطر والشدة يتركونه وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين، وبذلك فسوف يتلقى ضربة قويّة منهم لم تكن في الحسبان بتاتاً، ومن هنا فإنّ ‏الصعاب والشدائد هي خير تجربة ووسيلة يمكن عن طريقها تشخيص مدى جدية نفوس هؤلاء.


120) بحار الأنوار: 294/12.

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2679
    اليوم : 7965
    الامس : 97153
    مجموع الکل للزائرین : 131680776
    مجموع الکل للزائرین : 91344491