الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
التجربة طريق للخلاص من البدع

   التجربة طريق للخلاص من البدع

إنّ النقطة الاُخرى التي يجب العناية بها والتركيز عليها هي أنّ الساحة الدولية يجول ويصول فيها المفسدون‏ والمحتالون وعبدة الدنيا، فيعمل هؤلاء من خلال أساليبهم الملتوية وخططهم الشيطانية على خداع وتضليل الناس من‏ ذوي أصحاب العقول البسيطة، ولهذا يجب علينا أن نعي هذا الأمر الخطير وننقله إلى الآخرين بأمانة وإخلاص.

ولا شكّ فإنّ التجربة هي واحدة من الأشياء التي تمكّن الفرد من الخلاص‏ من الحيل والخداع، فهي تعري كلّ من يريد اللعب بعقول الناس ومصائرهم واستغلال طيبتهم وفطرتهم السليمة على‏حساب مصالحهم، وعليه فإنّ التجربة خير وسيلة للبقاء في أمان من مكرهم.

قال أمير الكلام الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام:

مَنْ لَمْ يُجَرِّبِ الْاُمُورَ خُدِعَ، وَمَنْ صارَعَ الْحَقَّ صُرِعَ.(119)

إنّ التجربة تزيد من قوة الذكاء وترفع المستوى المعرفي وتضيف معلومات إلى سجل الإنسان، والعامل الأبرز في فتح ‏آفاق وعيه، وإيجاد النظرة المتآنية التي تستجلي الوجه الأخر من الحقيقة.

إنّ هناك معادلة تقول: إنّ الإنسان الذي يمتلك التجربة فإنّه ذو خبرة ونظرة ثاقبة، وهي ما يحصنه من الانخداع ‏والانجرار وراء المخادعين والمضلين.

وبطبيعة الأمر فإنّ التجربة تجعل هناك مائزاً بين الطريق المستقيم وبين المعوج وتشخص الإنسان القويم عن ‏المخادع، والسعادة لاتكون إلاّ لمن يسلك الطريق المستقيم ويتبع الإنسان القويم، وأمّا الشقاوة فهي تأتي نتيجة عدم ‏الأخذ بالتجارب السابقة والعبور منها عبور الكرام، وبالتالي يضع نفسه في دائرة المحن والمشاكل ممّا يؤدّى إلى هبوطه‏ إلى مستوى تتلاعب به النزعات والشهوات.


119) بحار الأنوار: 422/77.

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2630
    اليوم : 0
    الامس : 85897
    مجموع الکل للزائرین : 131642377
    مجموع الکل للزائرین : 91314013