الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(7) الزيارة السابعة (زيارة وارث)

(7)

الزيارة السابعة

 (زيارة وارث)

عن صفوان بن مهران الجمّال أنّه قال: استأذنت الصّادق‏ عليه السلام لزيارة مولانا الحسين‏ عليه السلام، فسألْته أن يعرّفني ما أعمل عليه، فقال‏ عليه السلام:

يا صفوان؛ صم ثلاثة أيّام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثّالث، ثمّ‏ اجمع إليك أهلك، ثمّ قل:

أَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي، وَمَنْ كَانَ مِنِّي ‏بِسَبِيلٍ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغَائِبَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظْنَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ، وَاحْفَظْ عَلَيْنَا. أَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزِكَ، وَلاَتَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ، وَلاَتُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ.

أَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَمِنْ كَابَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ. أَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلاَوَةَ الْإِيمَانِ، وَبَرْدَ الْمَغْفِرَةِ، وَآمِنَّا عَذَابَكَ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

فإذا أتيت الفرات أعني شرعة الصّادق ‏عليه السلام بالعلقميّ، فقل:

أَللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَيْهِ الرِّجَالُ، وَأَنْتَ سَيِّدِي أَكْرَمُ مَقْصُودٍ، وَأَفْضَلُ مَزُورٍ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً، وَلِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً، فَأَسْألُ كَ‏أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَقَدْ قَصَدْتُ وَلِيَّكَ وَابْنَ ‏نَبِيِّكَ، وَصَفِيَّكَ وَابْنَ صَفِيِّكَ، وَنَجِيَّكَ وَابْنَ نَجِيِّكَ، وَحَبِيبَكَ وَابْنَ‏ حَبِيبِكَ.

أَللَّهُمَّ فَاشْكُرْ سَعْيِي، وَارْحَمْ مَسِيري إِلَيْكَ، بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ، بَلْ ‏لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ، إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَتِهِ، وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ، وَحَفِظْتَنِي فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، حَتَّى بَلَّغْتَنِي هَذَا الْمَكَانَ. أَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى نَعْمَائِكَ كُلِّهَا، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلَى مِنَنِكَ كُلِّهَا.

ثمّ اغتسل من الفرات، فإنّ أبي حدّثني عن آبائه‏ عليهم السلام قال: قال رسول‏ الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ ابني هذا الحسين يقتل بعدي على شاطئ الفرات، فمن ‏زاره، واغتسل من الفرات، تساقطت خطاياه كهيئته يوم ولدته أمّه، فإذا اغتسلت فقل في غسلك:

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ. أَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً، وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلّ ‏دَاءٍ، وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ. أَللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَسَهِّلْ لي بِهِ أَمْرِي.

فإذا فرغت من غسلك، فألبس ثوبين طاهرين، وصلّ ركعتين خارج ‏المشرعة، وهو المكان الّذي قال الله تعالى:

«وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ‏ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي ‏الْأُكُلِ»(1).

فإذا فرغت من صلواتك، فتوجّه نحو الحائر، وعليك السّكينة والوقار، وقصّر خُطاك، فإنّ الله تعالى يكتب لك بكلّ خطوة حجّة وعمرة، وسرخاشعاً قلبك، باكية عينك، وأكثر من التّكبير والتّهليل والثّناء على الله عزّوجلّ، والصّلاة على نبيّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم، والصّلاة على الحسين خاصّة، والعن من‏قتله، والبراءة ممّن أسّس ذلك، فإذا أتيت باب الحائر، فقف وقل:

اَللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لِلهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، «اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءَتْ‏ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ»(2).

وقل: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ ‏عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَالْوَصِيِّينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ ‏فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهَيدُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ اللهِ، اَلْمُقِيمِينَ في هَذَا الْمَقَامِ الشَّرِيفِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ رَبِّي، اَلْمُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً مَا بَقِيتُ ‏وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

ثمّ تقول: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، اَلْمُقِرُّ بِالرِّقِّ، وَالتَّارِكُ لِلْخِلاَفِ عَلَيْكُمْ، وَالْمُوَالِي لِوَلِيِّكُمْ، وَالْمُعَادِي‏ لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ، وَاسْتَجَارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَأَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَأَدْخُلُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ‏ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، أَأَدْخُلُ يَا فَاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ.

فإن خشع قلبك ودمعت عينك، فهو علامة الإذن، فادخل ثمّ قل:

الْحَمْدُ لِلهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، اَلَّذِي هَدَانِي لِوِلاَيَتِكَ، وَخَصَّنِي بِزِيَارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ.

ثمّ تأتي باب القبر، وقف من حيث يلي الرّأس، فقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ ‏نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ‏ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَلِيِّ اللهِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدِنِ الْمُصْطَفَى، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيّ‏نِ‏ الْمُرْتَضَى، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ ‏خَدِيجَةَ الْكُبْرَى، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وَابْنَ ثَارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللهُ ‏أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ ‏فَرَضِيَتْ بِهِ.

يَا مَوْلاَيَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلاَبِ ‏الشَّامِخَةِ، وَالْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا، وَلَمْ‏ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكَانِ ‏الْمُؤْمِنِينَ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَلْهَادِي الْمَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوىَ، وَأَعْلاَمُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَىَ أَهْلِ الدُّنْيَا.

وَأُشْهِدُ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ، أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيَابِكُمْ‏ مُوقِنٌ، بِشَرَايِعِ دِيني، وَخَوَاتِيمِ عَمَلي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي ‏لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ، وَعَلَى أَجْسَادِكُمْ وَعَلَى أَجْسَامِكُمْ، وَعَلَى شَاهِدِكُمْ وَعَلَى غَائِبِكُمْ، وَعَلَى ظَاهِرِكُمْ وَعَلَى بَاطِنِكُمْ.

ثمّ انكبّ على القبر، وقبّله وقل:

بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا، وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ‏ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ، وَتَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ، يَا مَوْلاَيَ ‏يَا أَبَا عَبْدِاللَهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ إِلَى مَشْهَدِكَ، أَسْأَلُ اللَهَ بِالشَّأْنِ‏ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ ‏مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ قم فصلّ ركعتين عند الرّأس، إقرأ فيهما ما أحببت، فإذا فرغت من ‏صلاتك، فقل:

أَللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لِأَنّ ‏الصَّلاَةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لاَيَكُونُ إِلاَّ لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلاَمِ ‏وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلاَمَ.

أَللَّهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى مَوْلاَيَ، اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ‏ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ(3)، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي، وَأْجُرْنِي ‏عَلَى ذَلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيكَ وَفِي وَلِيِّكَ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ.

ثمّ قم، وصر إلى عند رجلي القبر، وقف عند رأس عليّ بن الحسين‏ عليه السلام‏فقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلاَمُ‏ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ‏ الشَّهِيدِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ‏ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

ثمّ انكبّ على القبر، وقبّله وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ، وَجَلَّتِ ‏الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَ أُإِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ اخرج من الباب الّذي عند رجل عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام، ثمّ توجّه إلى‏قبور الشّهداء، وقل:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ وَأَحِبَّاءَهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللهِ ‏وَأَوِدَّاءَهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي مُحَمَّدِنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، [اَلْوَفِيِّ الزَّكِيِّ]، اَلنَّاصِحِ الْوَلِيِّ، اَلسَّلاَمُ ‏عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبي عَبْدِاللهِ.

بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمِّي، طِبْتُمْ وَطَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ، فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.

قال في مصباح المتهجّد:

ثمّ عد إلى عند رأس الحسين ‏عليه السلام، وأكثر من الدّعاء لك ولأهلك ولولدك‏ ولوالديك وأخواتك، فإنّ مشهده لاتردّ فيه دعوة، ولا سؤال سائل، فإذا أردت الخروج فانكبّ على القبر، وقل(4):

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَاصَّةَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَةَ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمينَ اللهِ، سَلاَمَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ وَلاَ سَئِمٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ، بِمَا وَعَدَ اللَهُ الصَّابِرِينَ، وَلاَ جَعَلَهُ ‏اللهُ يَا مَوْلاَيَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ، وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَى مَشْهَدِكَ، وَالْمَقَامَ في حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكَ، وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ قم واخرج، ولاتولّ ظهرك، وأكثر من قول «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ ‏رَاجِعُونَ»(5) حتّى تغيب عن القبر(6) .(7)

 

(1) الرعد: 4.

(2) الأعراف: 43.

(3) وَآلِهِ، خ.

(4) الظاهر ان هذه الزيادة في الزيارة تقرء عند الوداع.

(5) البقرة: 156.

(6) مصباح المتهجّد: 717، المزار للشهيد: 152، إلى هنا في كتاب «عمدة الزائر في الأدعية والزيارات: 138» بزيادة في ‏آخره.

(7) نقل في قضيّة لقاء الحاج علي البغدادي بخدمة الإمام أنّ صاحب الأمر صلوات الله عليه قرء زيارة وارث بعد زيارة أمين ‏الله، وهذا يدلّ على صحة قرائة زيارة وارث من البُعد كما تصحّ قرائتها في حرمه الشريف.

 

 

    زيارة : 2606
    اليوم : 37344
    الامس : 86454
    مجموع الکل للزائرین : 131911805
    مجموع الکل للزائرین : 91460323