الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
اعرف أهل مجلسك

   اعرف أهل مجلسك

يجب على الإنسان أن يميز بين الأشخاص الذين جعلوا همهم الأول والأخير هو طلب الجاه والمنصب وقضايا الدنيا، وبين اُولئك الثلة القليلة التي لاتريد سوى إعلاء ونشر معالم أهل البيت ‏عليهم السلام ومذهبهم الحق، والعمل على اختبار وتمحيص الفريقين والتأكد من هو الصادق والكاذب ومن ثم الاطمئنان لطرف ما، وإلاّ فإنّ الضلالة والتية تقعان على عاتق‏ الإنسان ولن يلوم إلاّ نفسه.

قال الإمام الجواد عليه السلام: 

مَنِ انْقادَ اِلَى الطُّمَأْنِينَةِ قَبْلَ الْخُبْرَةِ، فَقَدْ عَرَضَ نَفْسَهُ لِلْهَلَكَةِ وَالْعاقِبَةِ الْمُتْعَبَةِ.(97)

إنّ معظم الأشخاص الذين وقعوا في مسيرة حياتهم في حفرة ثم خرجوا منها ووقعوا في حفرة اُخرى أعمق منها، جاء نتيجة حسن الظن والانخداع سريعاً بالأساليب المزوقة والمنمقة وعدم القيام بالتحقيق والتفحص حول ما تنطوي عليه‏ مقاصد وأغراض المخادعين، فإذا كان هؤلاء القوم أذعنوا إلى النصائح والإرشادات الواردة على لسان أهل العصمة والطهارة عليهم السلام وساروا على نهجهم، وقاموا بالاختبار والتدقيق قبل حصول التعلقات القلبية والارتباط مع من يدعي الهداية والإرشاد، لما وضعوا أنفسهم أمام تحديات صعبة ومازق ونفق مظلم يصعب الخروج منه بسهولة.

ولهذا السبب يجب على الإنسان أن يعرف مَن جالسه معرفة كاملة وصحيحة حتى يمكنه الإعتماد عليه والإطمئنان‏ إليه، وبالطبع فإنّ المعرفة الصحيحة لاتأتي إلاّ من خلال الإختبار والتفحص والتحقيق الكافيين.

قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام:

يُعْرَفُ النَّاسُ بِالْاِخْتِبارِ.(98)

إذن ومع جميع هذه التوصيات والتأكيدات الواردة عن أئمة الحق ‏عليهم السلام فلماذا هذا الإصرار على مجالسة ومصاحبة كلّ ‏من هب ودب؟

إنّ وظيفة الجميع هي جعل شكلية ونمطية حياتهم تنسجم وتتوافق مع التعاليم الواردة عن بيت الوحي والرسالة عليهم السلام‏ وترسيم معالم المستقبل على ضوئها.


97) بحار الأنوار: 340/71.

98) اصول الكافي: 30/1.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2832
    اليوم : 8617
    الامس : 171324
    مجموع الکل للزائرین : 143970856
    مجموع الکل للزائرین : 99341539