(200)
الرقعة الكشمرديّة تجعل
في طىّ رقعة الإمام أرواحنا فداه
قال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب المصباح ومختصر المصباح(12) أيضاً أنّها تكتب وتطوى ، ثمّ تكتب رقعة اُخرى إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه ، وتجعل الرقعة الكشمرديّة في طيّ رقعة الإمام أرواحنا فداه ، وتجعل في الطين وترمى في البحر أو البئر يكتب :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
إِلَى اللَّهِ سُبْحانَهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ ، رَبِّ الْأَرْبابِ ، وَقاصِمِ الْجَبابِرَةِ الْعِظامِ ، عالِمِ الْغَيْبِ وَكاشِفِ الضُرِّ ، اَلَّذي سَبَقَ في عِلْمِهِ ما كانَ وَما يَكُونُ ، مِنْ عَبْدِهِ الذَّليلِ الْمِسْكينِ ، اَلَّذِي انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَسْبابُ ، وَطالَ عَلَيْهِ الْعَذابُ ، وَهَجَرَهُ الْأَهْلُ ، وَبايَنَهُ الصَّديقُ الْحَميمُ فَبَقِيَ مُرْتَهِناً بِذَنْبِهِ ، قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ ، وَطَلَبَ النَّجا[ةَ] فَلَمْ يَجِدْ مَلْجَأً وَلا مُلْتَجَأً ، غَيْرَ الْقادِرِ عَلى حَلِّ الْعَقْدِ ، وَمُؤَبِّدِ الْأَبَدِ ، فَفَزَعي إِلَيْهِ وَاعْتِمادي عَلَيْهِ ، وَلا لَجَأَ وَلا مُلْتَجَأَ إِلّا إِلَيْهِ .
أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْماضي ، وَبِنُورِكَ الْعَظيمِ ، وَبِوَجْهِكَ الْكَريمِ ، وَبِحُجَّتِكَ الْبالِغَةِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَأْخُذَ بِيَدي وَتَجْعَلَني مِمَّنْ تَقْبَلُ دَعْوَتَهُ ، وَتُقيلُ عَثْرَتَهُ ، وَتَكْشِفُ كُرْبَتَهُ ، وَتُزيلُ تَرْحَتَهُ وَتَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجاً وَمَخْرَجاً ، وَتَرُدَّ عَنّي بَأْسَ هذَا الظَّالِمِ الْغاشِمِ ، وَبَأْسَ النَّاسِ يا رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ ، حَسْبي أَنْتَ وَكَفى مَنْ أَنْتَ حَسْبُهُ ، يا كاشِفَ الْاُمُورِ الْعِظْامِ ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ .
وتكتب رقعة اُخرى إلى صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
تَوَسَّلْتُ بِحُجَّةِ اللَّهِ الْخَلَفِ الصَّالِحِ ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ ، اَلنَّبَإِ الْعَظيمِ ، وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ ، وَالْحَبْلِ الْمَتينِ ، عِصْمَةِ الْمَلْجَإِ ، وَقَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِآبائِكَ الطَّاهِرينَ الْخَيِّرينَ الْمُنْتَجَبينَ ، وَاُمَّهاتِكَ الطَّاهِراتِ الْباقِياتِ الصَّالِحاتِ ، اَلَّذينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ في كِتابِهِ ، فَقالَ عَزَّ مَنْ قائِلٌ «اَلْباقِياتُ الصَّالِحاتُ»(13) ، وَبِجَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَخَليلِهِ وَحَبيبِهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ ، أَنْ تَكُونَ وَسيلَتي إِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ في كَشْفِ ضُرّي ، وَحَلِّ عَقْدي ، وَفَرَجِ حَسْرَتي ، وَكَشْفِ بَلِيَّتي ، وَتَنْفيسِ تَرْحَتي ، وَبِكهيعص وَبِيس وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ ، وَبِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ .
وَبِمَجارِي الْقُرْآنِ ، وَبِمُسْتَقَرِّ الرَّحْمَةِ ، وَبِجَبَرُوتِ الْعَظَمَةِ ، وَبِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، وَبِحَقيقَةِ الْإيمانِ ، وَقِوامِ الْبُرْهانِ ، وَبِنُورِ النُّورِ ، وَبِمَعْدَنِ النُّورِ ، وَالْحِجابِ الْمَسْتُورِ ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَبِالسَّبْعِ الْمَثاني ، وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ ، وَفَرائِضِ الْأَحْكامِ ، وَالْمُكَلَّمِ بِالْعِبْرانِيِّ ، وَالْمُتَرْجَمِ بِالْيُونانِيِّ ، وَالْمُناجى بِالسِّرْيانِيِّ ، وَما دارَ فِي الْخَطَراتِ ، وَما لَمْ يُحِطْ بِهِ لِلظُّنُونِ ، مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وَبِسِرِّكَ الْمَصُونِ ، وَالتَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ .
يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَخُذْ بِيَدي ، وَفَرِّجْ عَنّي بِأَنْوارِكَ وَأَقْسامِكَ وَكَلِماتِكَ الْبالِغَةِ ، إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ، وَصَلَواتُهُ وَسَلامُهُ عَلى صَفْوَتِهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ .
وتطيّب الرقعتين ، وتجعل رقعة الباري تعالى في رقعة الإمام صلوات اللَّه عليه وتطرحهما في نهر جار أو بئر ماء بعد أن تجعلهما في طين حرّ(14) ، وتصلّي ركعتين ، وتتوجّه إلى اللَّه تعالى بمحمّد وآله عليهم السلام، وتطرحهما ليلة الجمعة، واستشعر فيها الإجابة لا على سبيل التجربة ، ولايكون إلّا عند الشدائد والاُمور الصعبة ، ولاتكتبها لغير أهلها ، فإنّها لاتنفعه ، وهي أمانة في عنقك ، وسوف تسأل عنها .
وإذا رميتهما فادع بهذا الدّعاء :
أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي لَحَظْتَ بِهَا الْبَحْرَ الْعِجاجَ ، فَأَزْبَدَ وَهاجَ وَماجَ ، وَكانَ كَاللَّيْلِ الدَّاجِ ، طَوْعاً لِأَمْرِكَ ، وَخَوْفاً مِنْ سَطْوَتِكَ ، فَأَفْتَقَ اُجاجُهُ ، وَائْتَلَقَ مِنْهاجُهُ ، وَسَبَّحَتْ جَزائِرُهُ ، وَقَدَّسَتْ جَواهِرُهُ ، تُناديكَ حيتانُهُ بِاخْتِلافِ لُغاتِها ، إِلهَنا وَسَيِّدَنا مَا الَّذي نَزَلَ بِنا ، وَمَا الَّذي حَلَّ بِبَحْرِنا فَقُلْتَ لَها اُسْكُني سَاُسْكِنُكَ مَلِيّاً ، وَاُجاوِرُ بِكَ عَبْداً زَكِيّاً ، فَسَكَنَ وَسبَّحَ وَوَعَدَ بِضَمائِرِ الْمِنَحِ .
فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ ابْنُ مَتَّى بِما أَلِمَ الظُّنُونَ ، فَلَمَّا صارَ في فيها سَبَّحَ في أَمْعائِها ، فَبَكَتِ الْجِبالُ عَلَيْهِ تَلَهُّفاً ، وَأَشْفَقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ تَأَسُّفاً ، فَيُونُسُ في حُوتِهِ كَمُوسى في تابُوتِهِ لِأَمْرِكَ طائِعٌ ، وَلِوَجْهِكَ ساجِدٌ خاضِعٌ .
فَلَمَّا أَحْبَبْتَ أَنْ تَقِيَهُ أَلْقَيْتَهُ بِشاطِىِ الْبَحْرِ شَلْواً لاتَنْظُرُ عَيْناهُ ، وَلاتَبْطِشُ يَداهُ ، وَلاتَرْكُضُ رِجْلاهُ ، وَأَنْبَتَّ مِنَّةً مِنْكَ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطينٍ ، وَأَجْرَيْتَ لَهُ فُراتاً مِنْ مَعينٍ ، فَلَمَّا اسْتَغْفَرَ وَتابَ خَرَقْتَ لَهُ إِلَى الْجَنَّةِ باباً ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .
وتذكر الأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً .(15)
12) قد ذكر شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله نسخة ثانية للرقعة الكشمرديّة .
13) مريم : 76 .
14) أي طين لا رمل فيه .
15) البحار : 27/94 .
بازديد امروز : 0
بازديد ديروز : 48465
بازديد کل : 132623139
|