الحكومة في العالم الظّاهري والباطني
إنّ واحدة من القضايا العقائديّة الّتي نؤمن به وورثناها عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، هي مسألة وقضيّة علم الإمام عليه السلام . فحسب إعتقادنا فإنّ علم الأئمّة الأطهار عليهم السلام - وكما جاء في الرّوايات - هو من المواضيع المهمّة والحسّاسة في البحوث العقائديّة .
فنحن نقرأ في زيارة الإمام صاحب الزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء :
قد آتاكم اللَّه يا آل ياسين خلافته ، وعِلْم مجاري أمره فيما قضاه ودبّره ورتّبه وأراده في ملكوته.(18)
وبعد بيان هذه المقدّمة ، علينا أن نفهم أنّ عصر الظّهور المشرق هو عصر حكومة العلم والمعرفة ، ويقوم الامام صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء بتطبيق العدالة في جميع المعمورة على أساس علمه ومعرفته ، فيمنح العالم الظّاهري وغير الظّاهري حياة جديدة .
من الأمور الّتي يمكن الإستفادة منها في الرّوايات الواردة عن عجائب عصر الظّهور ، إنّ الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه لايعمل على تكميل وتطهير العالم الظّاهري فحسب ، وإنّما يطهّر العالم الباطني من جميع الموجودات الشّريرة أيضاً .
ويتّضح من هذا أنّ قيامه وثورته عجّل اللَّه تعالى فرجه لاتحمل جنبة ظاهريّة ، فبالإضافة إلى العالم الظّاهري فإنّه عجّل اللَّه تعالى فرجه يقوم بتكميل العالم غير الظّاهري، ويجعل موجوداته تعيش في ظلّ القدرة والحكومة الإلهيّة للإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه .
إذن ؛ فإنّ مشروع نهضته عجّل اللَّه تعالى فرجه هو شامل وجامع وكامل ، ويشمل جميع أبعاد هذا الكون الرّحب ، في تكامل كلّ من العالم الظّاهري والباطني .
لذلك لايمكن القول : إنّ ثورة الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه وقدرته المباركة تخصّ النّاحية المادّيّة والظّاهرية ، وتستوعب العالم الظّاهري فقط ؛ بل علينا أن نعلم أنّ الموجودات غير الظّاهريّة - مثل الجنّ والشّياطين - أيضاً تكون ضمن دائرة وشعاع حكومته عجّل اللَّه تعالى فرجه ، فتطهّر وتصل إلى التّكامل .
18) الصحيفة المهديّة : 571 .
بازديد امروز : 9367
بازديد ديروز : 45723
بازديد کل : 131504386
|