الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
3) زيارة الوداع الثّالثة

 3) زيارة الوداع الثّالثة

  يقول العلاّمة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار : عندما تريد أن تودّع أحد الأئمّة الأطهار عليهم السلام فقل :

  سَلامُ اللَّهِ وَتَحِيَّاتُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ عَلى خِيَرِةِ اللَّهِ وَأَصْفِيآئِهِ وَأَحِبَّآئِهِ وَحُجَجِهِ وَأَوْلِيآئِهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ ، وَ الِهِ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيٍّ ، اَلْحَسَنِ ، اَلْحُسَيْنِ ، عَلِيٍّ ، مُحَمَّدٍ ، جَعْفَرٍ ، مُوسى ، عَلِيٍّ ، مُحَمَّدٍ ، عَلِيٍّ ، حَسَنٍ، اَلْخَلَفِ الصَّالِحِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ جَميعَانِ السَّلامُ وَالرَّحْمَةُ.

  اَلسَّلامُ عَلى خالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَصَفْوَتِهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ ، وَاُمَنآئِهِ عَلى وَحْيِهِ ، وَحُجَجِهِ عَلى عِبادِهِ ، وَخُزَّانِهِ عَلى عِلْمِهِ ، وَعَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ دآئِمُ الصَّلَواتِ ، وَزاكِى الْبَرَكاتِ ، وَنامِى التَّحِيَّاتِ.

  اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ مَوالِيَّ أَئِمَّتي وَقادَتي ، وَنِعْمَ الْمَوالي وَالْأَئِمَّةُ وَالْقادَةُ أَنْتُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ، وَالسَّلامُ لَكُمْ مِنّي قَليلٌ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ الِ ياسينَ ، سَلاماً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً مُتَتابِعاً سَرْمَداً ، دآئِماً أَبَداً ، كَما أَنْتُمْ أَهْلُهُ ، مِنّي وَمِنْ والِدَيَّ وَأَهْلي وَوَلَدي ، وَإِخْوَتي وَأَخَواتي ، وَمِنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، اَلْأَحْيآءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

  اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ وَلا مالٍّ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ، غَيْرِ راغِبٍ عَنْكُمْ ، وَلا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ ، وَلا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ ، وَلا زاهِدٍ في قُرْبِكُمْ ، وَلا أَبْتَغي بِكُمْ بَدَلًا ، وَلا عَنْكُمْ حِوَلًا ، وَلا أَتَّخِذُ بَيْنَكُمْ سُبُلًا ، وَلا أَشْتَري بِكُمْ ثَمَناً.

  لا جَعَلَهُ اللَّهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُمْ ، وَتَعْظيمِ ذِكْرِكُمْ ، وَتَفْخيمِ أَسْمآئِكُمْ ، وَإِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ وَ اثارِكُمْ ، وَالصَّلاةِ لَكُمْ ، وَالتَّسْليمِ عَلَيْكُمْ ، بَلْ جَعَلَهُ اللَّهُ مَثابَةً لَنا ، وَأَمْناً في دُنْيانا وَاخِرَتِنا، وَذِكْراً وَنُوراً لِمَعادِنا ، وَأَماناً وَإيماناً لِمُنْقَلَبِنا وَمَثْواناً.

  وَجَعَلَنِيَ اللَّهُ مِمَّنِ انْقَلَبَ عَنْ زِيارَتِكُمْ وَذِكْرِكُمْ ، وَالصَّلاةِ لَكُمْ ، وَالتَّسْليمِ عَلَيْكُمْ ، مُفْلِحاً مُنْجِحاً ، غانِماً سالِماً مُعافاً غَنِيّاً فآئِزاً بِرِضْوانِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ، وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ ، وَنَصْرِهِ وَأَمْنِهِ ، وَمَغْفِرَتِهِ وَنُورِهِ ، وَهُداهُ وَحِفْظِهِ ، وَكَلآءَتِهِ وَتَوْفيقِهِ وَعِصْمَتِهِ.

  وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ أَبَداً ما أَبْقاني رَبّي إِلَيْكُمْ بِنِيَّةٍ وَإيمانٍ وَتَقْوى وَإِخْباتٍ ، وَنُورٍ وَإيقانٍ ، وَأَرْزاقٍ مِنْ فَضْلِهِ واسِعَةٍ ، طَيِّبةٍ دارَّةٍ ، هَنيئَةٍ مَريئَةٍ، سَليمَةٍ مِنْ غَيْرِ كَدٍّ ، وَلا مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ ، وَنِعْمَةٍ سابِغَةٍ ، وَعافِيَةٍ سالِمَةٍ.

  وَأَوْجَبَ لي مِنَ الْحَياةِ وَالْكَرامَةِ وَالْبَرَكَةِ ، وَالصَّلاحِ وَالْإيمانِ ، وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّضْوانِ ، مِثْلَ ما أَوْجَبَ لِأَوْلِيآئِهِ وَصالِحي عِبادِهِ مِنْ زُوَّارِهِمْ وَوافِديهِمْ ، وَمَواليهِمْ وَمُحِبّيهِمْ ، وَحِزْبِهِمْ وَشيعَتِهِمْ ، اَلْعارِفينَ حَقَّهُمْ ، اَلْمُوجِبينَ طاعَتَهُمْ ، اَلْمُدْمِنينَ ذِكْرَهُمْ ، اَلرَّاغِبينَ في زِيارَتِهِمْ ، اَلْمُنْتَظِرينَ أَيَّامَهُمْ ، اَلْمُطيعينَ لَهُمْ ، اَلْمُتَقَرِّبينَ بِذلِكَ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ.

  أَللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَتْ إِلَيْهِ الرِّجالُ، وَشَدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحالُ ، وَصَرَفَتْ نَحْوَهُ الْامالُ ، وَارْتَجى لِلرَّغآئِبِ وَالْإِفْضالِ.

  وَأَنْتَ يا سَيِّدي أَكْرَمُ مَأْتِيٍّ ، وَأَكْرَمُ مَزُورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ مُلْتَمِسٍ ما عِنْدَكَ جَزآءً ، وَلِكُلِّ راغِبٍ إِلَيْكَ هِبَةً ، وَلِكُلِّ مَنْ فَزَعَ إِلَيْكَ رَحْمَةً ، وَلِكُلِّ مُتَضَرِّعٍ إِلَيْكَ إِجابَةً، وَلِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ إِلَيْكَ عَفْواً.

  وَقَدْ جِئْتُكَ زآئِراً لِقُبُورِ أَحِبَّآئِكَ وَأَوْلِيآئِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ عِبادِكَ ، وافِداً إِلَيْهِمْ ، نازِلًا بِفِنآئِهِمْ ، قاصِداً لِحَرَمِهِمْ ، راغِباً في شَفاعَتِهِمْ ، مُلْتَمِساً ما عِنْدَهُمْ ، راجِياً لَهُمْ ، مُتَوَسِّلاً إِلَيْكَ بِهِمْ.

  وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَلّا تُخَيِّبَ سآئِلَهُمْ وَوافِدَهُمْ ، وَالنَّازِلَ بِفِنآئِهِمْ ، وَالْمُنيخَ بِساحَتِهِمْ مِنْ حِزْبِهِمْ وَأَشْياعِهِمْ ، وَوَقَفْتُ بِهذَا الْمَقامِ الشَّريفِ ، رَجآءَ ما عِنْدَكَ لِزُوَّارِهِمْ ، وَالْمُطيعينَ لَهُمْ ، مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ .

  فَلاتَجْعَلْني مِنْ أَخْيَبِ وَفْدِكَ وَوَفْدِهِمْ ، وَأَكْرِمْني بِالْجَنَّةِ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَجَمِّلْني بِالْعافِيَةِ ، وَأَجِرْني بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ رِزْقَكَ الْحَلالِ، وَفَضْلَكَ الْواسِعَ الْجَزيلَ ، وَادْرَأْ عَنّي أَبَداً شَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ.

  بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي يا سادَتي ، أَتَقَرَّبُ بِكُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَأَتَوَجَّهُ بِكُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَأَطْلُبُ بِكُمْ حاجَتي مِنَ اللَّهِ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ بِكُمْ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ.

  بِأَبي أَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي ، تَحَنَّنُوا عَلَيَّ ، وَارْحَمُوني ، وَاجْعَلُوني مِنْ هَمِّكُمْ ، وَاذْكُرُوني عِنْدَ رَبِّكُمْ ، وَكُونُوا عِصْمَتي ، وَصَيِّرُوني مِنْ حِزْبِكُمْ ، وَشَرِّفُوني بِشَفاعَتِكُمْ ، وَمَكِّنُوني في دَوْلَتِكُمْ ، وَاحْشُرُوني في زُمْرَتِكُمْ ، وَأَوْرِدُوني حَوْضَكُمْ ، وَأَكْرِمُوني بِرِضاكُمْ ، وَأَسْعِدُوني بِطاعَتِكُمْ ، وَخَصُّوني بِفَضْلِكُمْ ، وَاحْفَظُوني مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، وَشَرِّ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَكُلِّ ذي شَرٍّ بِقُدْرَتِكُمْ.

  فَبِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّتِكُمْ ، وَجَلالِ اللَّهِ ، وَكِبْرِيآءِ اللَّهِ ، وَمُلْكِ اللَّهِ ، وَسُلْطانِ اللَّهِ ، وَعَظَمَةِ اللَّهِ ، وَعِزِّ اللَّهِ ، وَكَلِماتِهِ الْمُبارَكاتِ ، أَمْتَنِعُ وَأَحْتَرِسُ وَأَسْتَجيرُ وَأَسْتَغيثُ وَأَحْتَرِزُ ، وَأَهْلي وَوَلَدي وَمالي وَإِخْوانِيَ الْمُؤْمِنينَ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَبُِكمْ أَرْجُو النَّجاةَ ، وَأَطْلُبُ الصَّلاحَ ، وَامِلُ النَّجاحَ ، وَأَسْتَشْفي مِنْ كُلِّ دآءٍ وَسُقْمٍ ، وَإِلَيْكُمْ مَفَرّي مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، وَعَلَيْكُمْ مُعَوَّلي عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخآءٍ.

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى الِ مُحَمَّدٍ ، كَما أَنْتَ وَهُمْ أَهْلُهُ ، وَأَدْخِلْني في كُلِّ خَيْرٍ دَعَوْا إِلَيْهِ ، وَدَلُّوا عَلَيْهِ ، وَأَمَرُوا بِهِ ، وَرَضُوا بِهِ ، قَوْلًا وَفِعْلًا ، وَنَجِّني بِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ .

  وَأَخْرِجْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ ما نَهَوْا عَنْهُ وَأَنْكَرُوهُ ، وَخَوَّفُوا مِنْهُ وَحَذَّرُوهُ ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَبَلِّغْ أَرْواحَهُمْ وَأَجْسادَهُمْ أَبَداً مِنِّى السَّلامُ ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُمُ السَّلامُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.(546)


546) بحار الأنوار : 157/102 .

 

 

 

 

 

    زيارة : 7908
    اليوم : 52743
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132368315
    مجموع الکل للزائرین : 91791929