الرابع عشر:
[ما روي الأصبغ عنه عليه السلام في الضربة التي کانت وفاته فيها]
في فضائل ابن شاذان قدس سره والروضة: بالإسناد عن الأصبغ قال: قال لي أميرالمؤمنين عليه السلام - في الضربة الّتي كانت وفاته فيها - : اقعد فما أراك تسمعمنّي حديثاً بعد يومك هذا، إعلم يا أصبغ، إنّي أتيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عائداً كما جئت الساعة، فقال: يا أباالحسن، اخرج فناد في الناس: الصلاة جامعة واصعدالمنبر، وقم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس:
ألا من عقّ والديه فلعنة اللَّه عليه، ألا من أبق من مواليه فلعنة اللَّه عليه، ألا من ظلم أجيراً اُجرته فلعنة اللَّه عليه.
يا أصبغ، ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أباالحسن، تكلّمت بثلاث كلماتوأوجزتهنّ فاشرحهنّ لنا، فلم أردّ جواباً حتّى أتيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقلت ما كان من الرجل.
قال الأصبغ: ثمّ أخذ بيدي عليه السلام وقال: يا أصبغ، أبسط يدك، فبسطت يدي فتناول إصبعاً من أصابع يدي، وقال: يا أصبغ، كذا تناول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إصبعاً من أصابع يدي، كما تناولت إصبعاً من أصابع يدك.
ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أباالحسن، ألا وإنّي وأنت أبوا هذه الاُمّة فمن عقّنا فلعنة اللَّه عليه، ألا وإنّي وأنت موليا هذه الاُمّة فعلى من أبق عنّا لعنة اللَّه، ألا وإنّي وأنت أجيرا هذه الاُمّة، فمن ظلمنا اُجرتنا فلعنة اللَّه عليه، ثمّ قال: آمين.
قال الأصبغ: ثمّ اُغمي عليه، ثمّ أفاق فقال لي: أقاعد أنت يا أصبغ؟ قلت: نعم يا مولاى، قال: أزيدك حديثاً آخر؟ قلت: نعم، زادك اللَّه من مزيدات الخير.
قال عليه السلام : يا أصبغ، لقيني رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم قد تبيّن الغمّ في وجهي، فقال لي: يا أباالحسن، أراك مغموماً، ألا اُحدّثك بحديث لاتغتمّ بعده أبداً؟ قلت: نعم.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نصب اللَّه منبراً يعلو منابر النبيّين والشهداء، ثمّ يأمرني اللَّه أصعد فوقه، ثمّ يأمرك اللَّه أن تصعد دوني بمرقاة، ثمّ يأمر اللَّه ملكين فيجلسان دونك بمرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لايبقى أحد من الأوّلين والآخرين إلّا حضر، فينادي الملك الّذي دونك بمرقاة:
معاشر الناس، ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا اُعرّفه بنفسي أنا رضوان خازن الجنان، ألا إنّ اللَّه بمنّه وكرمه وفضله وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح الجنّة إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم ]قد[ أمرني أن أدفعها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فاشهدوا لي عليه.
ثمّ يقوم ذلك الّذي تحت ذلك الملك بمرقاة منادياً يسمع أهل الموقف:
معاشر الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا اُعرّفه بنفسي، أنا مالك خازن النيران، ألا إنّ اللَّه بمنّه وفضله وكرمه وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم قد أمرني أن أدفعها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فاشهدوا لي عليه، فأخذ مفاتيح الجنان والنيران.
ثمّ قال: يا عليّ، فتأخذ بحجزتي، وأهل بيتك يأخذون بحجزتك، وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك.
قال: فصفقت بكلتا يديّ، وإلى الجنّة يا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم؟ قال: إي وربّ الكعبة.
]قال الأصبغ: فلم أسمع من مولاي غير هذين الحديثين، ثمّ توفّي صلوات اللَّه عليه(595).[(596)
-----------------------------------------------
595) من البحار.
596) الروضة: 22 و23، عنه البحار: 44/40 ح 82، وأورد الشيخ في أماليه: 123 ح4 المجلس الخامس، والمفيد أيضاً في أماليه: 351 ح3 (نحوه)، عنهما البحار: 204/42 ح 8 .
اليوم : 0
الامس : 241566
مجموع الکل للزائرین : 124698759
|