العدالة في عصر الظّهور
يتّضح ممّا تقدّم أنّ التغيير العالمي الّذي سوف تحدّثه الحكومة العادلة للإمام صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه يأخذ طابعاً مهماً وحياتيّاً ، حيث لايكون سبباً في هلاك المتجبّرين وأصحاب البدع فحسب ، وإنّما سيرافقه زوال آثار ظلمهم وبدعهم أيضاً . وهذه النقطة مهمّة جدّاً ودركها بحاجة إلى فكر وتأمّل .
ويأتي في هذا المقام أسئلة عديدة ؛ فمثلاً : ما هي الخطط والأساليب المشؤومة الّتي أتبعها الظّالمون وأصحاب البدع في العالم ؟
وكيف فرضوا العامل الإقتصادي والفقر المعنوي والفكري على النّاس ؟!
وما هي التغيّرات العظيمة الّتي لابدّ من وقوعها في العالم للخلاص من جميع هذه المآسي والجرائم ، لإحلال العدل والعدالة محلّها ؟!
وكيف يكون وضع العالم ونظامه العامّ في ذلك اليوم العظيم الّذي يخلو من الظّالمين ، ومن جميع آثارهم وتبعاتهم؟!
ولغرض الإجابة على هذه الأسئلة ، فإنّنا بالتأكيد بحاجة إلى فكر خلاّق وذهنية وقّادة ومتفتّحة ، من أجل رسم صورة واضحة المعالم عن عصر تكامل الحياة وتبلور هالة من النور في وجودنا .
إنّ النقطة الّتي بيّنّاها وهي إزالة آثار البدع والظلم في عصر حكومة العدل الإلهي للإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء وعدم بقاء أيّ آثار منها ، هي حقيقة إستلهمناها من تعاليم مذهب أهل البيت عليهم السلام.
يقول الإمام الباقر عليه السلام :
هذه الآية : «اَلَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُم ...»(4) نزلت في المهديّ وأصحابه ، يملكهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر اللَّه بهم الدّين حتّى لايرى أثر من الظلم والبدع .(5)
فهل يمكننا درك وإستيعاب العالم الّذي سوف يعطي الحياة الواقعيّة بالشّكل والصّورة الّتي سيكون عليها ؟
4) سورة الحجّ ، الآية 41 .
5) إحقاق الحقّ : 341/13 .
بازديد امروز : 3653
بازديد ديروز : 104560
بازديد کل : 134303557
|