الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
2 - التكامل الروحي

2 - التكامل الروحي

يستطيع الإنسان من خلال إيجاد حالة الانتظار الكامل أن يوجد في نفسه‏ عدد من حالات الناس في زمن الظهور - مثل تطهير القلب - وبواسطة الأمل ‏والانتظار ينجّي نفسه وينقذها من الضياع واليأس، وعلى أساس هذا ينقل الإمام ‏الصادق عن آبائه الأطهار عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليهم أجمعين قائلاً:

أَفْضَلُ عِبادَةِ الْمُؤْمِنِ اِنْتِظارُ فَرَجِ اللَّهِ.(196)

لهذا فإنّ الإنسان ومع وجود حالة الانتظار يتمكّن من إيجاد بعض آثار الكمال زمان الغيبة في نفسه. ومن أجل شرح هذا الموضوع نلفت نظركم إلى ‏أقوال الإمام السجاد عليه السلام إلى أبي خالد الكابلي، حيث قال عليه السلام:

تَمْتَدُّ الْغَيْبَةُ بِوَلِىِّ اللَّهِ الثَّاني عَشَرَ مِنْ اَوْصياءِ رَسوُلِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ وَالْأَئِمَّةِ بَعْدِهِ.

يا أَبا خالِدٍ؛ إِنَّ أَهْلَ زَمانِ غَيْبَتِهِ، اَلْقائِلُونَ بِاِمامَتِهِ، اَلْمُنْتَظِروُنَ‏ لِظُهُورِهِ، أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمانٍ، لِأَنَّ اللَّهَ - تَعالى ذِكْرُهُ - أَعْطاهُمْ مِنْ‏ الْعُقوُلِ وَالْأَفْهامِ وَالْمَعْرِفَةِ ما صارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشاهَدَةِ، وَجَعَلَهُمْ في ذلِكَ الزَّمانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجاهِدينَ بَيْنَ يَدَيْ ‏رَسوُلِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وآله وسلم بِالسَّيْفِ، اُولئِكَ الْمُخْلِصوُنَ حَقّاً، وَشيعَتُنا صِدْقاً، والدُّعاةُ اِلى دينِ اللَّهِ سِرّاً وَجَهْراً.

وَقالَ ‏عليه السلام:

اِنْتِظارُ الْفَرَجِ مِنْ أَعْظَمِ الْفَرَجِ.(197)

 

وإليك مضمون بعض الأشعار الفارسيّة:

واعجبا من ابتعادي عنك، وأنت القريب القريب.

إعترف بين يديك أنّك معي، ولكنّي أنا الذي هجرتك.

إنّ المنتظرين الواقعيين والذين وصلوا إلى الكمال عن طريق صراط الانتظار، يحصلون على بعض الامتيازات والخصائص الفردية في زمن الظهور - مثل تطهير القلب - كما أشرنا إلى ذلك سابقاً بعد أن هيّئوا أنفسهم وبنوها لأجل‏ إمساك زمام أمور الحكومة الإلهية ونشرها في جميع أنحاء العالم، فيصبح يوم‏ الغيبة الداكن عندهم بمثابة يوم الشهود، فإذا لم يكن للانتظار تلك الآثار الإيجابيّة فيهم، فكيف يكون انتظار الفرج أعظم الانتظار؟

الجواب إنّ هؤلاء يربطون حالة الانتظار بين زمان الظهور وفترة الغيبة بأواصر متينة، فبذلك يحصلون على بعض حالات تلك الأيّام في زمان الغيبة.(198)


196) بحار الأنوار: 131/52.

197) بحار الأنوار: 122/52.

198) كما بيّنا أنّ أشخاصاً قلائل هم الذين بإمكانهم الحصول على تلك الحالات من أمثال المرحوم السيد بحرالعلوم والمرحوم ‏الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى اللَّه مقامهم.

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2833
    اليوم : 81821
    الامس : 164982
    مجموع الکل للزائرین : 142138972
    مجموع الکل للزائرین : 98021332