الطفل المؤمن ، وخدمته للإمام الرضا عليه السلام
بما أنّ الإمام الرّضا عليه السلام هو مظهر وآية المحبّة والعطف والخلق الرّفيع والحسن ، نعنون هنا موضوعاً أخلاقيّاً مهمّاً . وقبل الحديث عن ذلك ننقل رواية جذّابة جدّاً عن الإمام الرّضا عليه السلام ، ومن ثمّ نستلهم منها الدّروس ، والعبر المطلوبة :
جاء في تفسير الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام :
كان عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بين يديه فرس صعب ، وكان هناك راضة لايجسر أحد منهم أن يركبه ، وإن ركبه لم يجسر أن يسيّره ؛ مخافة أن يشبّ به ، فيرميه ويدوسه بحافره .
وكان هناك صبيّ ابن سبع سنين فقال : يابن رسول اللَّه ؛ أتأذن لي أن أركبه واُسيّره واُذلّله؟
قال عليه السلام : أنت ؟
قال : نعم .
قال عليه السلام : لماذا ؟
قال: لأنّي قد استوثقت منه قبل أن أركبه بأن صلّيت على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين مائة مرّة ، وجدّدت على نفسي الولاية لكم أهل البيت . قال عليه السلام: إركبه ، فركبه .
فقال عليه السلام: سيّره ، فسيّره ؛ فما زال يسيّره ويعدّيه حتّى أتعبه وكدّه فنادى الفرس: يابن رسول اللَّه ؛ قد آلمني منذ اليوم فاعفني منه ، وإلّا فصبّرني تحته .
فقال الصبيّ : سل ما هو خير لك : أن يصبّرك تحت مؤمن .
قال الإمام الرّضا عليه السلام : صدق ، أللّهمّ صبّره ، فلان الفرس وسار ، فلمّا نزل الصبيّ قال: سل من دوابّ داري وعبيدها وجواريها ومن أموال خزانتي ما شئت ؛ فإنّك مؤمن قد شهرك اللَّه تعالى بالإيمان في الدنيا .
قال الصبيّ : يابن رسول اللَّه ؛ أو أسأل ما أقترح؟
قال عليه السلام : يا فتى ؛ إقترح ، فإنّ اللَّه تعالى يوفّقك لاقتراح الصواب .
فقال : سل لي ربّك التقيّة الحسنة ، والمعرفة بحقوق الإخوان ، والعمل بما أعرف من ذلك .
قال الرضا عليه السلام: قد أعطاك اللَّه ذلك ، لقد سألت أفضل شعار الصالحين ودثارهم.(1)
1) القطرة من بحار مناقب النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والعترة عليهم السلام : 390/1 ، نقلاً عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام : 323 ح 170 ، بحار الأنوار : 416/75 ضمن ح 68 ، ومدينة المعاجز : 100/7 ح 102 .
بازديد امروز : 18086
بازديد ديروز : 45723
بازديد کل : 131513105
|