الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الإجابة عن عدد من الأسئلة في توضيح بعض من الآيات القرآنية

الإجابة عن عدد من الأسئلة في توضيح بعض من الآيات القرآنية

الأخ محمد

الى السادة في موقع المنجي زاد الله في توفيقاتهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسال البارئ عز وجل ان يتقبل أعمالكم لدي عدد من الأسئلة حول بعض من الآيات القرآنية لاجل فهمها ودركها جيداً ومعرفة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) معرفة عن واعي وتدبر وليس لي قصد في إيجاد الشبهات .

يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز «وما ينطق عن الهوى إن هو الإ وحي يوحى»  هل تشمل جميع كلامه أم لا ؟

ولماذا في بعض الآيات إن البارئ عز وجل يسأل من رسوله فعلى سبيل المثال قوله تعالى «عفا الله عنك لم أذنت ...» و ايضاً «لم تحرم ما أحل الله لك ...» فسؤالي الم تكن إجازة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن طريق الوحي اذن لماذا يخاطب البارئ عز وجل رسوله بمثل هذا الخطاب ؟

وهناك آية تقول «لو تقول علينا بعض الأقاويل ...» الم يكن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلامه من الوحي ؟

وهل ان رسول الله هو المخاطب والمقصود في قوله تعالى «لئن اشركت لتحبطن عملك...»؟

---------------------------------------------

الإجابة :

بسم الله الرحمن الرحيم

علیکم السلام ورحمة الله وبرکاته

وكما صرحت الآية الشريفة «وماينطق عن الهوى إن هو الإّ وحي يوحى» فإن كل كلام وحديث ينطق به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو من صميم «الوحي الإلهي» ولن يمكن تأويله الى غير ذلك وإن ماذهب به البعض من تشكيك وظنون وجعلهم يقعون في تلك الحالات والمتاهات هو ظنهم إن المقصود من الوحي هو نزول جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإيجاد حالة خاصة عنده وهذه الرؤية والفكرة التي رسمهوها والشكوك التي حامت في مخيلتهم  ناتجة من كيف تكون أحاديث وكلام النبي العادي في بيته وفي بقية الأماكن الآخرى تنسجم وتتلائم بكل حذافيرها مع الوحي ؟ فعندما يدركون معنى الوحي وأقسامه ويعلمون بإن نزول جبرئيل على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وخلق حالة معينة فيه هي واحدة من موارد الوحي فسوف ترتفع لديهم تلك الشبهة ويجب عليهم ان يفهموا إن من أقسام الوحي هي الإلقاء من جانب البارئ عز وجل الى رسوله من دون إيجاد تلك الحالة الخاصة للوحي . ولاجل التعرف على أقسام الوحي يمكن الرجوع الى المصادر التي لها ارتباط بهذا الموضوع .

......

السؤال الثاني :

 لاشك ولاريب فإن أكثر الخطابات القرآنية التي خاطبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم تكن تقصده هو بنفسه وإنما كانت تقصد به جميع المسلمين فمثلاً قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم «لاتدع مع الله الهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً » ومن الطبيعي فإن هذه الآية تتقاطع كلياً مع علم وعصمة رسول الله «صلى الله  عليه وآله» وتتنافى مع ما جاء في آية التطهير وبقية الآيات الشريفة من قيم ومثل عليا تحمله شخصيته العظيمة وعلى هذا الأساس فإنه من المستحيل أن المقصود من تلك الآية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)

ففي رواية واردة عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) قال فيها «إن الله تعالى بعث نبيّه بإياك أعني وأسمعي ياجاره » ومن هنا فإن الخطاب وإن كان يخاطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ولكن المقصود والمخاطب الأصلي هم عامة الناس وليس شخص النبي بعينه .

ورد في كتاب «عيون أخبار الرضا» رواية عن علي بن محمد بن جهنم يقول فيها :

حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام فقال له المأمون : يابن رسول الله؛ اليس قولك إن الأنبياء معصومون ؟

فقال: بلى.

فقال له : ياابا الحسن ؛ فإخبرني عن قول الله عز وجل «عفا الله عنك لم أذنت لهم» .

فقال الرضا عليه السلام: هذا مانزل بإياك أعني وأسمعي ياجاره خاطب الله عز وجل بذلك نبيّه وأراد به أمته وكذلك قوله تعالى «لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين» وقوله عز وجل «ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً ».  

قال صدقت يابن رسول الله  ...

وهذه الرواية طويلة وقد قام الإمام الرؤوف ثامن الحجج (عليه السلام) بتوضيح معاني مثل هذه الآيات والعمل على تفسيرها .

........

السؤال الثالث :

إن الآية الشريفة «ولو تقوّل علينا ...» لهي دليل على إن القرآن الكريم هو وحي إلهي والآية السابقة وهي التي تقول «تنزيل من رب العالمين» تثبت ذلك وتؤكده بشكل قاطع فيكون المعنى إن القرآن هو كتاب نازل من جانب الله تبارك وتعالى وإن تأول علينا بالكذب فإننا «لأخذناه باليمين» ومن هنا فإن كلمة « لو » في قوله تعالى « ولو تقوّل علينا» تتضمن هذا المعنى لإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوصل كلام البارئ جل وعلا الى الناس ولاينسب الكذب لله تعالى لكي يأخذه عليه وبالتالي عدم تحقق «لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين» اذن وبما إن الله عز وجل لم يأخذ رسوله الكريم فهذا دليل على أن القرآن هو كلام الله تعالى ولن ينسب ذلك الرسول الأمين والعياذ بالله الكذب على الله تعالى وعلى هذا الاساس فإن الآية الشريفة «ولو تقوّل علينا» لاتنافي الوحي فحسب وإنما دليل على إن القرآن هو وحي منزل من الله تعالى .

وتقبل خالص دعائنا

موقع المنجی العلمی

 

 

 

 

 

 

 

زيارة : 2098
اليوم : 19184
الامس : 94259
مجموع الکل للزائرین : 132489707
مجموع الکل للزائرین : 91852629