الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
كيف تكون السحاب النورية ذات الاسرار العجيبة والتي تحدثتم عنها؟

كيف تكون السحاب النورية ذات الاسرار العجيبة والتي تحدثتم عنها؟

اننا لانعلم شيئاً عن السحاب النورية ؟ واي من الروايات الواردة قد تطرقت لها ؟ وكيف يمكننا الاطلاع على مثل تلك السحاب المجهولة والتي لها قدرات وذكاء خارق للعادة ؟ وهل يمكن ان تكون هناك سحاب مجهولة مع وجود الطفرة العلمية التي حدثت في المجالات العلمية ؟ وكيف لم يتحدث عنها احد ؟

الجواب : ولاجل الاجابة على هذا السؤال لابد لنا من القيام بشرح وافي :

اعترف بعض من ساسة وحكام العالم بان هناك قدرة خفية تفوق قدراتهم وامكانياتهم ولايمكنهم القيام بكل مشروع وخطة عمل يريدون تطبيقه في هذا العالم ويطمحون اليه .

والنقطة التي تثير الاستغراب والحيرة هي : ان هذه القدرة تتجلى بواسطة السحاب النورية المجهولة وذات الاسرار والخفايا .

وبذلك فقد اتضح لاولئك الذين يريدون تدمير العالم وهلاك الحرث والنسل بان هذا الكون والإنسانية لن تترك سدى ومن دون تدبير بل ان هناك قدرة مافوق قدراتهم تلعب دوراً مهماً واساسياً في عملية تسير العالم والحفاظ عليه .

ففي الحرب العالمية الاولى والتي قام الجيش الانجليزي والحلفاء باحتلال الكثير من بقاع العالم واستقرار جيوشهم في اراضي بقية دوله وبلدانه ، وفي هذا السياق فقد دخلت قطعات من الجيش الانجليزي الى الاراضي التركية والتمركز في قسم من اراضيه الجبلية والاستعداد من هناك للدخول الى الاراضي الايرانية وزيادة قدراتهم العسكرية في هذا البلد ، وقد كان هذا الجيش يتكون من قطعات من المدفعية والمشاة وباعداد كبيرة وفي احد الايام اتخذت قيادته قراراً بالاستقرار في في احد الجبال ليلاً ومن ثم التحرك غداً للاستمرار في مهمتهم العسكرية والتحرك صوب ايران ولكن في تلك الليلة حدث امر لم يكن في الحسبان بتاتاً ، اذ جاءت قدرة خارقة للنواميس الطبيعية وقضت عليهم جميعاً عن بكرة أبيهم ولم تراق حتى قطرة دم واحدة .

حيث جاءت اليهم قطعة سحاب نورية كبيرة خفية وعجيبة وفي لحظة ما احاطتهم بنور خارق فرفعتهم من منطقتهم الجبلية الى الاعلى ولم تترك لذلك الجيش واسلحته القوية والمتطورة أي اثر يذكر .

وبهذه الطريقة فقد ذهبت المخططات الخبيثة للجيش الانجليزي ادراج الرياح وادركت جميع القوى العالمية الكبيرة بان لهذا العالم خالق عظيم لن يتركه من دون تدبير .

وتوجد لدينا نماذج اخرى مهمة في هذا المجال حيث قامت تلك السحاب النورية السرية والمجهولة بالكثير من الاعمال العجيبة ولكن لضيق المجال نكتفي بذكر تقرير يتعلق بتلك القصة ومفرداتها :

إختفاء الجيش الانجليزي بواسطة السحاب النورية العجيبة في الحرب العالمية الاولى

في زمن قيام الحرب العالمية الاولى تقارنت نشوب معركة >كالييولي< الدموية والطاحنة والتي حدثت بتاريخ 28 اوت لسنة 1915 مع اختفاء جميع افراد قطعات احد الالوية لجيش الانجليزي بصورة محيرة وعجيبة واثار هذا الموضوع حفيظة وفضول واستغراب العلماء في ذلك الوقت .

وكما قلنا فقد اختفيه لواء الجيش الانجليزي بشكل عجيب ومثيرة للغاية وقد صرح بعض من الجنود الاستراليين وافراد من الجيش النيوزلندي و التركي بالقول : لقد كان الجنود الانجليز في حالة الحركة الى الأمام ولم يحدث اي معركة بينهم وبين الجيش التركي بل انهم وقعوا في دائرة قطعة كبيرة خفية وعجيبة تشبه قطعة من سحاب وذلك بالقرب من التلة المسماة برقم 600 وغطتهم بشكل كلي فختفوا ولم يظهر لم اثراً بعدها .

وقد قال الجنود الذين شاهدوا تلك الحادثة العجيبة : لقد كان الطقس رائعاً في ذلك اليوم اي يوم 28 اوت لسنة 1915 ميلادية ولم يكن هناك سحاب في السماء الإ قطعات صغيرة جداً وقد قام احد الجنود الذي شاهد الحادثة بام عينيه بشرح القصة بالنحو التالي :

لقد كان الهواء في فجر ذلك اليوم صافي ومن دون اي سحاب يذكر ولكن حدث في ما بين الساعة 6- 8 بعض قطعات من السحاب المتقطعة حيث كان حجمها بحجم قطعة من الخبز وقد ظهرت وتمركزت فوق التلة رقم 600 ومع وجود رياح سرعتها 4 الى 5 ميل في الساعة وكانت تهب من الجهة الجنوبية ولكن بقت السحاب على حالها من دون ان تتحرك ، وقد ظهرت بعد ذلك سحابه مشابه تحت تلك السحاب وكانت طولها يبلغ الكيلومتر وعرضها 3500 متر وارتفاعها 350 تقريباً وكأنها قطعة واحدة وذات لون رمادي فاتح ، واخذت تظهر على شكل مجرى نهر يابس شبيه جادة غير مستوية . 

وقد كان في تلك اللحظة احد الالوية الانجليزية يتقدم في ذلك الطريق الطبيعي باتجاه التلة رقم 600 ، وحينما وصل الى منطقة تلك السحابة اخذوا يشقون طريقهم من دون اي تلكأ فدخلوا فيها ، وبعد ذلك لم يخرج أي جندي منهم وبعد مضي ساعة ارتفعت قطعة السحاب العجيبة من على الارض والتحقت ببقية السحاب الذي كان من قبل في السماء ، وحينها تحركت جميعها صوب الشمال واختفت  كلياً بعد نحو مايقارب 45  دقيقة .

وعلى اي حال فان جميع افراد الجيش الانجليزي قد اختفوا بشكل نهائي وكان المطلب الاول للحكومة الانجليزية من بعد انتهاء الحرب وانهزام الجيش التركي في سنة 1918 هي ارجاع ذلك اللواء الذي كانت تعتقد بانه قد تم اسره بكامله وكان جواب الحكومة التركية هو قولها انها لم تاسر هؤلاء فحسب وانما لم تحدث اي معركة بين جنودها وذلك اللواء وقد كان عدد افراد ذلك اللواء في تلك السنين يتراوح مابين 400 الى 800 جندياً وانني اؤكد ومن باب شاهد عيان على وقوع تلك الواقعة ان تركيا لم تصطدم مع هؤلاء ولم تاخذ اي واحد منهم اسير حرب .

وفي النهاية لم يتم العثور على اي جندي منهم ويدور في الاذهان ان جميع افراد ذلك الجيش قد نقلوا احتمالاً الى عالم ومكان اخر .

وبما ان الشياطين لهم مهلة القيام بمخططاتهم وبرامجهم الى زمن قبل وصول حكومة الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فلذا يوظفون كل قدراتهم وقواهم الشيطانية لتدمير العالم والبشرية قبل ذلك الموعد ونتيجة وجود الوساوس والافكار الشيطانية فان الكثير من الناس يعتقدون بان يد الله تبارك تعالى مسدودة ومغلولة (والعياذ بالله ) وغير قادر على فعل شيء وان حجة الله في ارضه وسمائه الإمام المهدي عليه السلام لايتدخل في الامور بتاتاً في الوقت الذي يقوم الإمام عليه السلام في هذا الزمن بتدبير وادارة العالم واذا كان لم ياخذ ذلك الإمام الهمام عليه السلام بايدي محبيه ومستضعفي العالم لكان العالم قد دمر من قبل الطاغة والظلمة شر تدمير .

وقد نقلنا نموذج حول تدخل تلك السحاب النورية العجيبة والذكية وهي نموذج بسيط من التدبير والقدرة الالهية لتثبت لمن يحاول التطول على هذا العالم ويريد النيل منه ان له من يحميه ويدافع عنه .

ولاجل التوضيح اكثر نقول : عندما ندقق في احاديث وكلمات الائمة الهداة عليهم السلام نصل الى حقيقة مفادها هي : ان السحاب النورية ساهمت وتساهم بشكل كبير ومهم في تحديد مصير الحروب سواء في الماضي والمستقبل .

وقد قامت تلك السحاب في صدر الاسلام وفي حرب بدر والى الحرب العالمية الاولى وتقوم حتى ظهور الإمام بقية الله الاعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف  بالوظيفة التي حددها ويحددها لها البارئ عز وجل .

وسوف نبين هنا رواية رائعة في هذا الخصوص وتوضح بشكل صريح ان هناك سحاب قادرة ليس على حمل شخص واحد وانما بامكانها حمل جيش كامل باسلحته ومعداته الى السماء العلا .

وهذه الحقيقة موجودة في مصدرنا الغنية وقد تجلت لبلدان ودول العالم بكل وضوح وشفافية .

ولاجل الاطلاع الكامل على هذه الحقيقة التي بينها ننقل لكم هذه الرواية التي ذكرها العلامة المجلسي في كتابه «بحار الانوار» حول واقعة بدر :

قال ابن عباس : حدثني رجل من بني غفار قال : أقبلت أنا وابن عم لي في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة ، فبينا نحن اذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعنا قائلاً يقول : اقدم حيزوم وقال : فاما ابن عمي فانكشف قناع قلبه ، فمات مكانه واما أنا فكدت اهلك ثم تماسكت [1]

وقد تم التصريح في هذه الرواية التي نقلها المرحوم المجلسي في بحار الانوار بانه تم في معركة بدر نقل خيالة وخيول الى ارض المعركة .

وان «حيزوم» الذي ورد ذكره في هذه الرواية هو اسم للحصان الذي يمتطيه جبرئيل عند الظهور ويتجسم جبرئيل في ذلك اليوم بصورة شخص يركبه .

ومن هذا المنطلق وما يمكن الاستدلال عليه من هذه الرواية هي : ان هناك سحاب قدقامت بنقل ملائكة تجسدت على شكل قالب بشري وهي راكبه الخيول من السماوات الى ارض بدر .

وهذه هي نفس المجموعة التي تحدثت عنها الروايات الواردة حيث انها ستنزل مرة اخرى وتتجسد في قالب بشري لتساعد وتنصر الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في نهضته التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلماً وجوراً.

وبما ان ذهنية مجتمعنا تحدها ثقافة محددة وضيقة فانها غير مطلعة على مسالة كيفية انتقال تلك السحاب لمجموعة من الجيش من مكان الى مكان اخر ، ومن الممكن ان تنظر الى ذلك الموضوع بنوع من الاعجاب والاستغراب ولكن تتضح حقيقة موضوع تلك السحاب وهيكلية وجودها وشكلها وذلك من خلال الروايات والاحاديث الواردة عن بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وانها قادرة بالفعل على القيام بافعال خارقة للعادة ، وهي من حيث مكوناتها تختلف عن السحاب التي تتشكل من البخار والتي نشاهدها بشكلها العادي ، وتتكون السحاب العجيبة تلك من جنس النور ومن النور الذي هو ما فوق النور الذي نحن نعرفه ! .

سحاب قد خُلقت من بعد خلق اللوح والقلم وقبل خلق الكواكب والمحيطات!

ولذلك فانها تختلف اختلافاً كلياً عن السحاب التي تشكلت نتيجة تبخر مياه البحار والمحيطات .

ونامل ان تظهر علوم أهل البيت عليهم السلام العظيمة في ذلك اليوم الموعود الى جميع الطغاة والحكام الفجرة .



[1] - بحار الانوار : ج 19 ، ص ، 226 .

 

زيارة : 2902
اليوم : 23378
الامس : 94259
مجموع الکل للزائرین : 132498094
مجموع الکل للزائرین : 91856823