الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
النّفوذ إلى السّماوات

  النّفوذ إلى السّماوات

 في الحقيقة إنّ تشكيل حكومة أهل البيت عليهم السلام وظهور القدرة العظيمة لهم ، ليس وحده الدّافع لتسليط الأضواء وجعل البشريّة الّذين يحملون الطّينة الطّاهرة ينجرون إليهم عليهم السلام فحسب ؛ وإنّما الحديث عن وصول ذلك العصر العظيم وما يكتنفه من أحداث يحرّك قلوبهم ، ويجعلها تنبض بشوق وحماس وتترقّب سريعاً لوصول ذلك العصر المتألّق .

  وبالطبع فإنّ المشاريع والبرامج الوسيعة والعظيمة الّتي تطبق وتنزل على أرض الواقع من شأنها كسب ملايين البشر إليه ، والمؤكّد فإنّ المواضيع والحوادث المثيرة والعجيبة فيه هو نفوذ الإنسان إلى السّماوات والتحليق في الفضاء والنّزول على سطح الكواكب الأخرى .

  لقد كانت عمليّة الوصول إلى السّماء والنّزول على الكواكب الأخرى هي من الآمال العريضة والقديمة الّتي راودت الإنسان في يقظته وأحلامه ، وبذل جهوداً جبّارة في الحصول عليها ، وصرف أموالاً طائلة من أجل تحقيق هذا الهدف .

  إنّ ما قلناه كان يتعلّق بالنّفوذ إلى السّماوات من النّاحية الّتي ترتبط بعالم الملك والنّقطة المهمّة والمثيرة الّتي يمكن التّطرّق إليها هنا وهي : إنّ الإنسان لاينفذ فوق السّماوات من الناحية الملكيّة في ذلك العصر فقط ؛ بل ينفذ وينظر إلى ملكوت السّماوات أيضاً .

  وكما تعلمون فإنّ هناك إختلافاً واسعاً بين عالم الملك وعالم الملكوت من النّاحية الكيفيّة والأهمّيّة ، بحيث لايمكن بأيّ صورة من الصّور مقايسة عالم الملك مع عالم الملكوت وعقد توازن بينهما.

  ونتيجة أفضليّة عالم الملكوت على عالم الملك ونفوذ الإنسانيّة في حكومة الصّالحين إليه ، تجعلنا نستنتج أنّ الإنسانيّة تتمتّع في ذلك العصر بعظمة ظاهريّة ومعنويّة متعالية .

  فهنيئاً إلى كلّ من يدرك ذلك العصر المشرق ويعيش فيه . وهنيئاً لمن عبّر مرحلة عصر الظّلمات والجهل ، ووصل إلى عصر النّور والضياء ليشهد عالماً كلّه فرح وسرور وحبور ، وهنيئاً لمن... .

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 7820
    اليوم : 51576
    الامس : 94259
    مجموع الکل للزائرین : 132554489
    مجموع الکل للزائرین : 91885021