الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
3 - الإجتناب عن معاشرة أصحاب الأخطاء الفكريّة

3 - الإجتناب عن معاشرة أصحاب الأخطاء الفكريّة

وينبغي لكلّ من يريد امتلاك الفكر السليم والتفكير الصحيح اجتناب مجالسة ومصاحبة أصحاب الأخطاء والزلات‏ الفكريّة المتعددة والمتكررة، حيث إنّ اجتناب هذه الجماعة الممقوتة يحفظ الإنسان من الأخطاء الفكريّة والوقوع فيها، ومن الطبيعي فإنّك ترى أنّ الأشخاص الساذجين والذين عادة ما ينخدعون بسهولة بحيل الآخرين هم غالباً ليس لهم ‏القدرات اللازمة من الناحية الفكريّة ويكونون على درجة واطئة من الوعي واليقظة والحذر.

عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قال:

مَنْ ضَعُفَتْ فِكْرَتُهُ قَوِيَتْ غِرَّتُهُ.(20)

وكذلك فإنّك ترى أنّ كلّ المقدمات الأولية مهيئة لأولئك للإنخداع والإنحراف؛ باعتبار أنّ مقام هؤلاء الأفراد لهم‏ بصيص قليل من الفكر والتفكّر من جهة، ومن جهة اُخرى تكون قوّة الوهم والنسج الخيالي عندهم في أعلى المستويات،وعلى هذا الأساس يرفعون راية الاستسلام سريعاً للآخرين ويكونون بالتالي أدواتٍ طوعيّةً بيدهم.

وهذا الأمر ناشئ من أنّ تفوّق الوهم والخيال يمهد الأرضية المناسبة والمناخ المساعد لإيجاد حالة القبول، ولكن‏الفكر والتفكّر ومن بعده مرحلة الدليل والبرهان تجعله لايستسلم إلى عمليّة القبول إلاّ بتحقّق جميع الشروط والظروف‏ والمناخات الملائمة؛ ولهذا السبب جاءت التأكيدات من جانب الأئمّة الأطهار عليهم السلام على اجتناب مصاحبة الأشخاص الذين ‏لايهتدون إلى طريقهم إلاّ بصعوبة نتيجة ضعفهم الفكري لكي لاتنتقل عدوى الأخطاء الفكريّة إليهم والإنجرار إلى عواقب‏ لاتحمد عقباها.


20) شرح غرر الحكم: 280/5.

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2732
    اليوم : 19331
    الامس : 95010
    مجموع الکل للزائرین : 135440960
    مجموع الکل للزائرین : 93569808