الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
1) دعاء لدفع العلل والبلايا والشدائد المهمّة

1) دعاء لدفع العلل والبلايا والشدائد المهمّة

يقول السيّد ابن طاووس رحمه الله : ومن ذلك دعاء الرّضا عليه السلام ؛ وجدناه من كتاب أصل يونس بن بكير .

  قال : وسألت سيّدي (عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام) أن يعلّمني دعاءً أدعو به عند الشدائد .

  فقال لي :

يا يونس ؛ تحفظ ما أكتبه لك ، وادع به في كلّ شدّة تجاب ، وتعطى ما تتمنّاه.

  ثمّ كتب لي :

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

  أَللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبي وَكَثْرَتَها قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهي عِنْدَكَ ، وَحَجَبَتْني عَنِ اسْتيهالِ رَحْمَتِكَ ، وَباعَدَتْني عَنِ اسْتيجابِ مَغْفِرَتِكَ ، وَلَوْلا تَعَلُّقي بِالآئِكَ ، وَتَمَسُّكي بِالدُّعآءِ ، وَما وَعَدْتَ أَمْثالي مِنَ الْمُسْرِفينَ ، وَأَشْباهي مِنَ الْخاطِئينَ ، وَأَوْعَدْتَ الْقانِطينَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِقَوْلِكَ «يا عِبادِىَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ»(288).

  وَحَذَّرْتَ الْقانِطينَ مِنْ رَحْمَتِكَ، فَقُلْتَ «وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّآلُّونَ»(289) ، ثُمَّ نَدَبْتَنا بِرَأْفَتِكَ إِلى دُعآءِكَ ، فَقُلْتَ «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ»(290).

  إِلهي لَقَدْ كانَ ذلِكَ الْإِياسُ عَلَيَّ مُشْتَمِلاً ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ مُلْتَحِفاً . إِلهي لَقَدْ وَعَدْتَ الْمُحْسِنَ ظَنَّهُ بِكَ ثَواباً ، وَأَوْعَدْتَ الْمُسي‏ءَ ظَنَّهُ بِكَ عِقاباً . أَللَّهُمَّ وَقَدْ أَمْسَكَ رَمَقي حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ في عِتْقِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَتَغَمُّدِ زَلَّتي وَإِقالَةِ عَثْرَتي .

  أَللَّهُمَّ قُلْتَ في كِتابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَلاتَبْديلَ، «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُناسٍ بِإِمامِهِمْ»(291) وَذلِكَ يَوْمُ النُّشُورِ إِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ وَ«بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ»(292) .

  أَللَّهُمَّ فَإِنّي أَوْفي وَأَشْهَدُ وَأَقِرُّ وَلا اُنْكِرُ وَلا أَجْحَدُ وَاُسِرُّ وَاُعْلِنُ وَاُظْهِرُ وَاُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً أَميرَ الْمُؤْمِنينَ سَيِّدُ الْأَوْصِيآءِ ، وَوارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِيآءِ ، عَلَمُ الدّينِ ، وَمُبيرُ الْمُشْرِكينَ ، وَمُمَيِّزُ الْمُنافِقينَ ، وَمُجاهِدُ الْمارِقينَ ، وَإِمامي وَحُجَّتي وَعُرْوَتي وَصِراطي وَدَليلي وَحُجَّتي ، وَمَنْ لا أَثِقُ بِأَعْمالي وَلَوْ زَكَتْ ، وَلا أَراها مُنْجِيَةً لي وَلَوْ صَلُحَتْ إِلّا بِوِلايَتِهِ ، وَالْإِئْتِمامِ بِهِ ، وَالْإِقْرارِ بِفَضآئِلِهِ ، وَالْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِها ، وَالتَّسْليمِ لِرُواتِها .

  وَاُقِرُّ بِأَوْصِيآئِهِ مِنْ أَبْنآئِهِ أَئِمَّةً وَحُجَجاً ، وَأَدِلَّةً وَسُرُجاً ، وَأَعْلاماً وَمَناراً ، وَسادَةً وَأَبْراراً ، وَأُؤْمِنُ بِسِرِّهِمْ وَجَهْرِهِمْ ، وَظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ ، وَشاهِدِهِمْ وَغآئِبِهِمْ ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ ، لا شَكَّ في ذلِكَ ، وَلَا ارْتِيابَ عِنْدَ تَحَوُّلِكَ وَلَا انْقِلابَ .

  أَللَّهُمَّ فَادْعُني يَوْمَ حَشْري وَنَشْري بِإِمامَتِهِمْ ، وَانْقِذْني بِهِمْ يا مَوْلايَ مِنْ حَرِّ النّيرانِ ، وَإِنْ لَمْ تَرْزُقْني رَوْحَ الْجِنانِ ، فَإِنَّكَ إِنْ أَعْتَقْتَني مِنَ النَّارِ كُنْتُ مِنَ الْفآئِزينَ.

  أَللَّهُمَّ وَقَدْ أَصْبَحْتُ يَوْمي هذا لا ثِقَةَ لي وَلا رَجآءَ وَلا لَجَأَ وَلا مَفْزَعَ وَلا مَنْجا غَيْرَ مَنْ تَوَسَّلْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، مُتَقَرِّباً إِلى رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ ، ثُمَّ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالزَّهْرآءِ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ يُقيمُ الْمَحَجَّةَ إِلَى الْحُجَّةِ ، اَلْمَسْتُورَةِ مِنْ وُلْدِهِ، اَلْمَرْجُوِّ لِلْاُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ .

  أَللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُمْ في هذَا الْيَوْمِ وَما بَعْدَهُ حِصْني مِنَ الْمَكارِهِ ، وَمَعْقِلي مِنَ الْمَخاوِفِ ، وَنَجِّني بِهِمْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَطاغٍ وَباغٍ وَفاسِقٍ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَعْرِفُ وَما أُنْكِرُ ، وَمَا اسْتَتَرَ عَنّي وَما اُبْصِرُ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ .

  أَللَّهُمَّ بِتَوَسُّلي بِهِمْ إِلَيْكَ، وَتَقَرُّبي بِمَحَبَّتِهِمْ، وَتَحَصُّني بِإِمامَتِهِمْ، إِفْتَحْ عَلَيَّ في هذَا الْيَوْمِ أَبْوابَ رِزْقِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَحَبِّبْني إِلى خَلْقِكَ ، وَجَنِّبْني بُغْضَهُمْ وَعَداوَتَهُمْ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ .

  أَللَّهُمَّ وَلِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ ثَوابٌ، وَلِكُلِّ ذي شَفاعَةٍ حَقٌّ ، فَأَسْأَلُكَ بِمَنْ جَعَلْتُهُ وَسيلَتي إِلَيْكَ ، وَقَدَّمْتُهُ أَمامَ طَلِبَتي ، أَنْ تُعَرِّفَني بَرَكَةَ يَوْمي هذا وَشَهْري هذا وَعامي هذا .

  أَللَّهُمَّ وَهُمْ مَفْزَعي وَمَعُونَتي في شِدَّتي وَرَخآئي، وَعافِيَتي وَبَلآئي، وَنَوْمي وَيَقْظَتي، وَظَعْني وَإِقامَتي، وَعُسْري وَيُسْري ، وَعَلانِيَتي وَسِرّي ، وَإِصْباحي وَإِمسآئي ، وَتَقَلُّبي وَمَثْوايَ، وَسِرّي وَجَهْري .

  أَللَّهُمَّ فَلاتُخَيِّبْني بِهِمْ مِنْ نآئِلِكَ ، وَلاتَقْطَعْ رَجآئي مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاتُؤْيِسْني مِنْ رَوْحِكَ ، وَلاتَبْتَلْني بِانْغِلاقِ أَبْوابِ الْأَرْزاقِ ، وَانْسِدادِ مَسالِكِها ، وَارْتِياحِ مَذاهِبِها ، وَافْتَحْ لي مِنْ لَدُنْكَ فَتْحاً يَسيراً ، وَاجْعَلْ لي مِنْ كُلِّ ضَنْكٍ مَخْرَجاً ، وَإِلى كُلِّ سِعَةٍ مَنْهَجاً، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ ، امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(293)


288) سورة الزّمر ، الآية 53 .

289) سورة الحجر ، الآية 56 .

290) سورة الغافر ، الآية 60 .

291) سوره الإسراء ، الآية 71 .

292) سورة العاديات ، الآية 9 .

293) مهج الدعوات : 303 ، المصباح : 370 (مع إختلاف)، بحارالأنوار : 346/94.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 9376
    اليوم : 57927
    الامس : 85752
    مجموع الکل للزائرین : 133130983
    مجموع الکل للزائرین : 92173675