الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
إجتناب أكل مال الحرام

إجتناب أكل مال الحرام

إنّ واحداً من الشخصيات التي أثرت عليهم لقمة الحرام هو شريك بن ‏عبداللَّه، والذي كان في زمن المهدي العباسي حاكماً للكوفة، وأمّا قصّته فهي:

ذكروا في أحوال القاضي شريك بن عبد اللَّه النخعي، أنّه كان معروفاً بالعبادة والزهد والتقوى، وقد دعاه يوماً المهدي العباسي ثمّ قال له: لابدّ أن تجيبني إلى‏خصلة من ثلاث خصال.

قال: وما هنّ؟ قال: إما القضاء، أو تعلم ولدي، أو تأكل عندي أكلة.

ففكر ساعة، ثمّ قال: الأكلة أخفها على نفسي، فأجلسه وتقدم إلى الطبّاخ أن ‏يصنع له ألواناً من المخ المعقود بالسكر الطبرزد والعسل وغير ذلك.

فعمل ذلك وقدمه إليه فأكل، فلمّا فرغ من الأكل، قال له الطباخ: واللَّه؛ يا أميرالمؤمنين! ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً.

قال الفضل بن الربيع: فحادثهم شريك بعد ذلك، علّم أولادهم، وولّى‏ القضاء عنهم.

ولقد كتب له برزقه على الصيرفي، فضايقه في النقد، فقال له الصيرفي: إنّك‏ لم تبع له زيتاً، فقال له شريك: بل واللَّه؛ بعت أكثر من الزيت، بعت به ديني.(97)

نعم؛ قد تعرض للإنسان في الواقع ألوان الطعام ما طاب منه وتشتهي النفس، أو كرسي الرئاسة، ويتعرّض الإنسان إلى الإمتحان والبلاء، وفيه تظهر حقيقته المعنويّة ومعدنه، فتراه إمّا أن يفشل ويسقط في ملذات الدنيا، وإمّا أن يسمو ويعلو، ويكون‏ فوق كلّ تلك الشهوات.


97) وقايع الأيّام، المرحوم المحدّث القمي: 86 .

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2715
    اليوم : 0
    الامس : 100884
    مجموع الکل للزائرین : 135024939
    مجموع الکل للزائرین : 93361584