أقسام العبادة

يجب على كلّ إنسان البحث لمعرفة أنواع العبادات وأقسامها وعدم الأكتفاء بقسم منها وترك الباقي، فهذا الأمر يشبه إلى حدّ ما الرزق الذي يحصل عليه‏ الإنسان والأكل الذي يأكله، فلابدّ من تنوّعه حتى لايحصل الملل والكسل، وكذلك لابدّ من إكماله وطهيه على أفضل وجه، فإذا كان خالياً من الملح أو من‏دون إضافة الموادّ المكمّلة له فلا فائدة ترجى منه، وهذا نفسه ينطبق على‏ الأعمال المعنويّة، فإذا قام الشخص بنوع واحد من العبادة فإنّ باطنه لايقتنع به، وإن أكثر منها ويكون مثلها مثل مائدة الطعام التي ملئت باللحم من دون تهيئة الخبز والملح، فكيف يمكن لأحد من تناوله؟

وكما أنّ الصلاة والصيام عبادة فكذلك التفكير والتأمّل في خلق اللَّه عبادة، وكما أنّ التفكّر عبادة فإنّ خدمة الناس وقضاء حوائجهم هي أيضاً نوع من‏ العبادة، وكما أنّ خدمة الناس عبادة فإنّ إنتظار الفرج والدعاء لمولانا صاحب ‏العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف ومعرفة الوظائف الّتي نحن ملزومون‏ بأدائها في زمن الغيبة هو نوع من العبادة، وكما أنّ الإنتظار عبادة فإنّ معرفة العلوم والمعارف وعقائد مذهب أهل البيت صلوات اللَّه عليهم هي أيضاً عبادة، ومن ‏هنا لابدّ للإنسان من القيام بكلّ تلك العبادات لكي يصل إلى حالة التكامل.