امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
العدالة في الحكومة العالميّة الواحدة

  العدالة في الحكومة العالميّة الواحدة

  وكما أسلفنا سابقاً فإنّ حكومة الإمام العدالة والإلهيّة هي حكومة عالميّة تبسط هيمنتها وسيطرتها على جميع أنحاء العالم بشكل لاتوجد معها أيّة حكومة أخرى في أيّ بقعة من بقاع الأرض حاكمة سواها .

  وهذا النفوذ والسيطرة يشمل وسط الصحاري الكبيرة والجبال ، لهذا فإنّ العالم بأسره تسوده حالة من العدالة ، وأجواء ملؤها القسط ، ويتمتّع بأنواع العلم والمعرفة في ظلّ تلك الدولة المباركة للمصلح العالمي العظيم .

  وهذه حقيقة نلمسها من خلال قراءتنا زيارة الإمام في سرداب الغيبة :

... وَتَجْمَعَ بِهِ الْمَمالِكَ كُلَّها ، قَريبَها وَبَعيدَها ، عَزيزَها وَذَليلَها ، شَرْقَها وَغَرْبَها ، سَهْلَها وَجَبَلَها ، صَباها وَدُبُورَها ، شِمالَها وَجُنُوبَها ، بَرَّها وَبَحْرَها ، حُزُونَها وَوُعُورَها ، يَمْلَأها قِسْطاً وَعَدْلاً ، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً .(7)

  لذا فإنّ الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه يغيّر جميع الحكومات الموجودة ، ويدمجها في حكومة واحدة ، ويجعل جميع دول العالم - سواء أكانت من الدول الّتي تتمتّع بقدرات هائلة أم الضعيفة ، أو كانت في الشرق أو الغرب وتحت جميع الشروط والظروف - تحت لواء حكومته العادلة، وينهي سلطة جميع الحكومات المسيطرة على العالم من خلال فتوحاته لشرق الكرة الأرضيّة وغربها ، وبالتالي يشكل الحكومة العالميّة الواحدة .

  يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :

 الأئمّة من بعدي اثنا عشر ؛ أوّلهم أنت يا عليّ ، وآخرهم القائم الّذي يفتح اللَّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها .(8)

  ونتيجة الفتوحات الحاصلة في جميع نقاط العالم ستحكم حكومة العدل الإلهي في كلّ مكان ، ويمحى كلّ أثر من آثار الظلم والإستبداد حتّى وإن كان مقدار ذرّة .

  ولهذا السّبب ترى أنّ الحكومة العادلة للإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه ستكون هي أمل ورجاء كلّ المحرومين والمتعذّبين الّذين ينتظرون بشوق وشغف كبيرين قيام تلك الدّولة الوحيدة القادرة على إحياء سنّة العدالة في كلّ مكان من العالم .

  فتقرأ في زيارته عجّل اللَّه تعالى فرجه : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الدَّوْلَةِ الشَّريفَةِ .(9)

  يقول الإمام الباقر عليه السلام حول وصول العصر المشرق للظهور وحلول زمان حكومة الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه :

يظهر كالشّهاب ، يتوقّد في الليلة الظلماء ، فإنّ أدركت زمانه قرّت عينك .(10)

  وهنا تشبيه في غاية الروعة والجماليّة وهو : أنّه وكما تظهر النجمة في الليل المظلم تشعّ بنورها لتجذب لها الأنظار ، كذلك الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفداء ، فإنّ ظهوره شعاع ينير الدروب وتباشير أمل تجذب الأرواح والقلوب .

  ونتيجة للضياع والفساد والظلمة وغرق الإنسانيّة في بحور الحيرة والضلالة ، فإنّ ظهور الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه سيكون ضياءاً للنّاس ونوراً خاصّاً يجذب إليه هؤلاء ، ليلجأوا إلى حضرته من أجل الخلاص والنّجاة من الظّلمة والحصول على النّور والهداية .

  في ذلك العصر ستكحل عيون المحرومين المنتظرة ، وتطرد حالات اليأس الّذي عاشتها سنين طوال ، وإحلال حالة من النّور والإشراق محلّها .

  وينير الإمام الحجّة بن الحسن عليه السلام الوجود بضيائه الوهّاج ، عندما يصبح العالم كقطعة من اللّيل الحالك ، وينتشر فيه الصراعات والإختلافات والزّلازل الشديدة والحروب المدمّرة ، وتراق الدّماء في كلّ جزء من أجزائه ، وتنتشر رائحة الموت في كلّ مكان ، وتأخذ الوحشة والقلق والإضطراب مأخذها من القلوب ، فينغمس الرّكب الإنساني في العذاب .

  فيقول الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حول ذلك العصر :

إبشروا بالمهدي ، إبشروا بالمهدي ، إبشروا بالمهدي ، يخرج على حين إختلاف من النّاس وزلزال شديد ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، يملأ قلوب عباده عبادة ، ويسعهم عدله .(11)

 ويقول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً :

يحلّ باُمّتي في آخر الزّمان بلاء شديد من سلاطينهم لم يسمع بلاء أشدّ منه حتّى لايجد الرّجل ملجأ ، فيبعث اللَّه رجلاً من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

 يحبّه ساكن الأرض وساكن السّماء ، وترسل السّماء قطرها ، وتخرج الأرض نباتها لاتمسك فيها شيئاً...

 يتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع اللَّه بأهل الأرض من خيره .(12)

  ندعو من البارئ عزّ وجلّ الإسراع في حلول ووصول حكومة الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه العادلة ، وظهورها في أقرب زمان ممكن ، ونشهد إقامتها لتقرّ بها عيوننا .


7) الصحيفة المهديّه : 618 .

8) بحار الأنوار : 378/52 ح 184 .

9) الصحيفة المهديّة : 620 .

10) الغيبة المرحوم النعماني : 150 .

11) الغيبة الشيخ الطوسي رحمه الله : 111 .

12) إحقاق الحقّ : 152/13 .

 

 

    بازدید : 7886
    بازديد امروز : 45421
    بازديد ديروز : 86454
    بازديد کل : 131927959
    بازديد کل : 91468400