امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
الأفكار القيّمة والآمال الكبيرة محفوفة في «الإنتظار»

 الأفكار القيّمة والآمال الكبيرة محفوفة في «الإنتظار»

  نعم ؛ لا شكّ ولا ريب في أنّ جميع العلماء والباحثين يرون إنّ أفكار الإنسان وعقائده تؤثر بشكل اساسي وفعّال على مناحي وجوانب ومراحل حياته ، ومن هذا المنطلق فإنّ الفكرة والعقيدة الإيجابيّة والمنفتحة توجد وتصنع شخصيّة مبدعة وخلاّقة ، يعود نفعها أوّلاً وأخيراً على الإنسان نفسه وكذا العكس .

  بالإضافة إلى ما ذكرناه ، فإنّ نفس الفكرة المحدّدة والضيّقة من شأنها تحديد الإنسان وتأطيره في حدود الزّمان والمكان ، وتجعله يحوم في دائرتهما ، وهذا بخلاف الفكرة الصّحيحة والعقيدة السّليمة والرّصينة والحقّة ، فإنّها قادرة على التحليق فوق الحدود الزمانيّة والمكانيّة . ولهذا السبب فإنّنا نرى أنّ شعوب وبلدان كثيرة تتأثّر بتلك الأفكار والعقائد وتفتح ذراعيها لاستقبالها والإيمان بها .

  وهنا يأتي سؤال : ما هي تلك الأفكار والعقائد والنظريّات الكاملة الّتي تمكن العالم والإنسانيّة من الوصول إلى الكمال المنشود ؟ وهل هناك أطروحة أو منهج أفضل من النظريّة القائمة حول عصر الظّهور ؟

  ممّا لا شكّ فيه في أنّ هنالك الملايين من البشر يعيشون في هذا الكون الرّحب ، يحمل كلّ واحد منهم أفكاراً وأهدافاً وآراءاً يتعايش معها ويغذّيها ، ويسعى دوماً إلى العمل لتطويرها وتقدّمها نحو الأحسن ، وعلى الرغم من سموّ هدفه وما يحمله بين جنبيه من طموحات متعالية ، إلاّ أنّه يظلّ حائماً في هذه الأجواء ، باعتباره كائناً حيّاً صغيراً إذا ما قرناه بسائر المخلوقات الاُخرى في هذا الكون .

  فهل يتمكّن الشخص الّذي يفكر في حدود نفسه وأهله ، ولايخرج عن أفكاره الضيّقة ويعمل على ضوءها ، قادراً على توسعة أفكاره ونشرها ، وكذلك التطلّع إلى تطوّر وتقدّم عالم الوجود ؟!

  ولماذا يبتعد الإنسان عن الإرشادات والتعاليم الواردة عن أهل بيت الوحي والعصمة عليهم السلام ، والّتي تدعو إلى التفكير حول نجاة هذا العالم وتكامل الإنسانيّة والبقاء بعيداً عن ذلك ، والهرولة وراء تحقيق مصالحه وأغراضه ؟!

  وهل أنّ التفكير في إنقاذ شخص ما أو شعب يعيش في بقعة جغرافيّة صغيرة أفضل أم نجاة البشريّة بأسرها ؟!

  يقول الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : أَبْلغُ ما تستدرُّ به الرَّحمة أن تُضمَر لجميع الناس الرَّحمة .(1)

  والأجدر بنا ألاّ نطلب النجاة من الشرّ والسّوء لأنفسنا فقط ، أو لمجموعة صغيرة من البشر ، أو لشعب واحد دون باقي الشعوب ؛ بل الأحرى بنا نضع نصب أعيننا المصلحة التي تعمّ الجميع ، ولاتقتصر على فئة أو شعب معيّن ، ولا شكّ في أنّ السبيل الوحيد لنجاة هذا العالم هو ظهور المصلح العالمي ، وهو الإمام المهدي أرواحنا لمقدمه الفداء ، وتحقّق ذلك في ظلال دولته الكريمة والمباركة .


1) شرح غرر الحكم : 476/2 .

 

    بازدید : 8122
    بازديد امروز : 82351
    بازديد ديروز : 86454
    بازديد کل : 132001603
    بازديد کل : 91505330