الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
أثر التفكّر بالمعاصي

أثر التفكّر بالمعاصي

   من المؤكّد فقد يوجد في داخل الإنسان الإستعداد الكافي للتحلّي بأيّ صفة كانت سواء الحسنة منها أو السيّئة،  وأيضاً يحمل إمكانيّة لوجود النزعات الخلقية، وبالطبع فإنّ للفكر والتفكّر القابلية لتحويل الأعمال الصالحة أو الطالحة إلى الحالة الفعليّة، وإخراجها من مرحلة الإمكان والقبول بها كحقيقة واقعيّة.

   وهذه هي قاعدة وحقيقة عامة وكليّة، ولايمكن تخصيصها بالأعمال الصالحة. وهذا معناه أنّه حينما يتعامل الإنسان،ويفكر بالأعمال الحسنة والصالحة ينجر إليها، ويطبقها بشكل عملي، كذلك فإنّه ينجر إلى المعاصي والشهوات الحيوانية بمجرد التفكير بها، ومن ثَمّ تأتي مرحلة تحويلها إلى خطوات عمليّة.

   عن الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام أنّه قال:

مَنْ كَثُرَ فِكْرُهُ فِي الْمَعاصي، دَعَتْهُ اِلَيْها.(7)

   وقال ‏عليه السلام في موضع آخر:

مَنْ كَثُرَ فِكْرُهُ فِي اللَّذاتِ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ.(8)

   ومن هذا الباب فإنّ الفكر والتفكير الإنساني يستطيع تغيير المستقبل، وأن يدخل في استحقاقات جديدة من شأنها أن‏ تؤدّي إلى إيجاد تغيّر كبير في نمط حياته وطبيعتها. ولهذا السبب نرى مدى الأهميّة التي أولاها أهل بيت العصمة والوحي ‏عليهم السلام في أحاديثهم لمسألة الفكر والتفكّر، والتأكيد على أتباعهم ومحبّيهم للعمل بهذا الموضوع الهامّ والحساسّ؛ وذلك لأنّ قيمة الفكر والتفكير في الاُمور العظيمة إذ ما قورنت بالعمل والسلوك يكون مثلها مثل قيمة الروح والنفس في ‏قبال الجسد.


7) شرح غرر الحكم: 321/5.

8) نفس المصدر: 322.

 

 

 

 

 

    زيارة : 2581
    اليوم : 19719
    الامس : 164708
    مجموع الکل للزائرین : 139325963
    مجموع الکل للزائرین : 95872971