امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
تفسير الآية المباركة الحمد للَّه ربّ العالمين

  تفسير الآية المباركة الحمد للَّه ربّ العالمين

  يروي مولانا الرّضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنّ جدّه أميرالمؤمنين عليه السلام قال :

 إنّ بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه عزّوجلّ قال لي : يا محمّد ؛ «وَلَقَدْ اتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانى وَالْقُرْانَ الْعَظيمِ»(414) .

 فأفرد الإمتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن الكريم وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش وإنّ اللَّه عزّوجلّ خصّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وشرّفه بها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ماخلا سليمان عليه السلام ، فإنّه أعطاها منها بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم يحكي عن بلقيس حين قالت : «اُلْقِىَ اِلَىَّ كِتابٌ كَريمٌ × إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَاِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ»(415) .

 ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّد وآله الطيّبين منقاداً لأمرها مؤمناً بظاهرهما وباطنهما ، أعطاه اللَّه عزّوجلّ بكلّ حرف منها حسنة ، كلّ واحدة منها أفضل له من الدّنيا وما فيها من أضاف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له بقدر ما للقارئ .

 فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم ؛ فإنّه غنيمة لايذهبنّ أوانه فتبقى قلوبكم في الحسرة.(416)

  وكذلك جاء رجل إلى مولانا الرّضا عليه السلام فقال له : يابن رسول اللَّه؛ أخبرني عن قول اللَّه عزّوجلّ: «اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ» ما تفسيره؟

فقال عليه السلام :

لقد حدّثني أبي عن جدّي، عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه عليهم السلام : إنّ رجلاً جاء إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن قول اللَّه عزّ وجلّ : «اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ» ما تفسيره؟

 فقال : الحمد للَّه هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملاً ؛ إذ لايقدرون على معرفة جميعاً بالتفصيل ؛ لأنّها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا: الحمد للَّه على ما أنعم به علينا.

 ربّ العالمين ؛ وهم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات . وأمّا الحيوانات فهو يقلّبها في قدرته ، ويغذوها من رزقه ، ويحوطها بكنفه ، ويدبّر كلّ منها بمصلحته.

 وأمّا الجمادات فهو يمسكها بقدرته ، ويمسك المتّصل منها أن يتهافت ، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، ويمسك الأرض أن تنخسف إلاّ بأمره ، إنّه بعباده لرؤوف رحيم.

 وقال عليه السلام : ربّ العالمين ؛ مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لايعلمون . فالرّزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أيّ سيرة سارها من الدنيا ، ليس تقوى متّق بزايده ولا فجور فاجر بناقصه ، وبينه وبين ستر وهو طالبه ؛ فلو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.

 فقال اللَّه جلّ جلاله : قولوا الحمد للَّه على ما أنعم به علينا ، وذكرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون .

 ففي هذا إيجاب على محمّد وآل محمّد عليهم السلام وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم . وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال:

 لمّا بعث اللَّه عزّ وجلّ موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه نجيّاً ، وفلق له البحر ، ونجا بني إسرائيل ، وأعطاه التّوراة والألواح ، رأى مكانه من ربّه عزّ وجلّ ، فقال : يا ربّ ؛ لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي.

 فقال اللَّه جلّ جلاله: يا موسى ؛ أما علمت أنّ محمّداً عندي أفضل من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟

 قال موسى عليه السلام : يا ربّ ؛ فإن كان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

 قال اللَّه جلّ جلاله : يا موسى ؛ أما علمت أنّ فضل آل محمّد على جميع آل النبيّين كفضل محمّد على جميع المرسلين؟

 فقال موسى عليه السلام : يا ربّ ؛ فإن كان آل محمّد كذلك ، فهل في اُمم الأنبياء أفضل عندك من اُمّتي؟ ظلّت عليهم الغمام ، وأنزلت عليهم المنّ والسّلوى ، وفلقت لهم البحر.

 فقال اللَّه جلّ جلاله : يا موسى ؛ أما علمت أن فضل أمّة محمّد على جميع الاُمم كفضله على جميع خلقي؟

 فقال موسى عليه السلام : يا ربّ ؛ ليتني كنت أراهم.

 فأوحى اللَّه عزّ وجلّ إليه : يا موسى ؛ إنّك لن تراهم ، وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنّات جنّات عدن والفردوس بحضرة محمّد في نعيمها يتقلّبون وفي خيراتها يتبحبحون ، أفتحبّ أن أسمعك كلامهم ؟

 فقال : نعم ؛ الهي .

 قال اللَّه جلّ جلاله : قم بين يدي وأشدّ مئزرك ؛ قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل .

 ففعل ذلك موسى عليه السلام ، فنادى ربّنا عزّوجلّ: اُمّة محمّد . فأجابوه كلّهم ، وهم في أصلاب آبائهم وأرحام اُمّهاتهم:

 لبّيك اللّهمّ لبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنّعمة والملك لك لا شريك لك.

 قال : فجعل اللَّه عزّوجلّ تلك الإجابة شعار الحاج ، ثمّ نادى ربّنا عزّوجلّ : يا أمّة محمّد ؛ إنّ قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي ، وعفوي قبل عقابي ، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني . من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلاّ اللَّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صادق في أقوله ، محقّ في أفعاله ، وإنّ عليّ بن أبي طالب أخوه ووصيّه من بعده ووليّه ، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ أوليائه المصطفين الطاهرين المطهرين المنبئين بعجايب آيات اللَّه ودلائل حجج اللَّه من بعدهما أوليائه ، أدخلته جنّتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

 قال عليه السلام : فلمّا بعث اللَّه عزّ وجلّ نبيّنا محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا محمّد ؛ «وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا»(417) اُمّتك بهذه الكرامة.

 ثمّ قال عزّ وجلّ لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم : قل : الحمد للَّه ربّ العالمين على ما اختصّني به من هذه الفضيلة ، وقال لاُمّته : قولوا أنتم : الحمد للَّه ربّ العالمين على ما اختصّنا به من هذه الفضائل.(418)


414) سورة الحجر ، الآية 87 .

415) سورة النمل ، الآية 29 و 30 .

416) أخبار و آثار الإمام الرّضا عليه السلام : 576 .

417) سورة القصص ، الآية 46 .  

418) عيون أخبار الرضا عليه السلام : 220/1 .

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 8214
    بازديد امروز : 55774
    بازديد ديروز : 97153
    بازديد کل : 131775834
    بازديد کل : 91392300