الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب العاشر : قطرة من بحار مناقب الإمام الرضاعليه السلام

الباب العاشر

 

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الضامن المرتجى، ثامن أئمّة الهدى

مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا

صلوات اللَّه عليه

 

   1074/1 -  في مناقب الديلمي ‏قدس سره: محمّد بن الفرج قال: كتبت إلى أبي الحسن ‏الرضا عليه السلام: جعلت فداك، ]من[ هؤلاء الصالحون الّذي يقول إبراهيم ‏عليه السلام: «رَبّ‏ هَبْ لي حُكْماً وَأَلْحِقْني بِالصّالِحينَ»(1)؟

   قال: جاء الجواب: يا عاجز، من تراهم، نحن هم.

-----------------------------------------------------

   1075/2 -  عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى قال: حدّثنا سعد بن عبداللَّه ‏عن أحمد بن محّمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب بن إسحاق‏ عن أبي زكريّا الواسطي، عن هشام بن أحمد(2) قال:

   قال أبوالحسن الأوّل ‏عليه السلام: هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا.

   فقال: بلى، قد قدم رجل فانطلق بنا، فركب وركبنا معه حتّى انتهينا إلى الرجل ‏فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق. فقال له: أعرض علينا، فعرض علينا تسع ‏جوار كلّ ذلك يقول أبوالحسن ‏عليه السلام: لا حاجة لي فيها.

   ثمّ قال له: أعرض علينا، قال: ما عندي شي‏ء. فقال: بلى أعرض علينا، قال: لا واللَّه، ما عندي إلّا جارية مريضة. فقال له: ما عليك أن تعرضها  فأبى عليه ثمّ ‏انصرف.

   ثمّ إنّه أرسلني من الغد إليه، فقال لي: قل له: كم غايتك فيها؟ فإذا قال: كذا وكذا، فقل: قد أخذتها فأتيته] فقال: ما أريد أن انقصها من كذا وكذا؟ قلت: قد أخذتها وهو لك(3)]. فقال: هي لك، ولكن من الرجل الّذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم. فقال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا.

   فقال: أخبرك عن هذه الوصيفة، إنّي اشتريتها من أقصى المغرب، فلقيتني إمرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتها لنفسي فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلاتلبث عنده إلّا قليلاً حتّى تلد منه غلاماً يدين له شرق الأرض‏ وغربها، قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده إلّا  قليلاً حتّى ولدت عليّاً عليه السلام.(4)

-----------------------------------------------------

1076/3 -  في دلائل الإمامة  للطبري: أخبرني أبوالحسين محمّد بن هارون بن‏ موسى، عن أبيه قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام، قال: حدّثنا أحمد، عن أبيه ‏عن الحسن بن عليّ، عن محمّد بن صَدَقة قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال: لقيت ‏رسول‏اللَّه، وعليّاً، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ  بن الحسين، ومحمّد وجعفر، وأبي‏ عليهم السلام  في ليلتي هذه، وهم يحدّثون اللَّه‏ عزّوجلّ، فقلت: اللَّه!

   قال: فأدناني رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأقعدني بين أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وبينه، فقال لي:كأنّي بالذرّيّة من أزل قد أصاب لأهل السماء ولأهل الأرض، بخٍّ بخٍّ لمن عرفوه‏ حقّ معرفته، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، العارف به خير من كلّ ملك مقرّب وكلّ‏ نبيّ مرسل، وهم واللَّه، يشاركون الرسل في درجاتهم.

   ثمّ قال لي: يا محمّد، بخٍّ بخٍّ، لمن عرف محمّداً وعليّاً عليهما السلام، والويل لمن ضلّ‏ عنهم وكفى بجهنّم سعيراً.(5)

-----------------------------------------------------

   1077/4 -  في الثاقب في المناقب: عليّ بن أسباط قال: ذهبت إلى الرضا عليه السلام في ‏يوم عرفة فقال لي: إسرج لي حماري، فأسرجت له حماره، ثمّ خرج من المدينة إلى البقيع يزور فاطمة عليها السلام، فزار وكنت(6) معه، فقلت: سيّدي على من اُسلّم(7)؟

   فقال لي: سلّم على فاطمة الزهراء البتول، وعلى الحسن والحسين، و]على[عليّ بن الحسين، و]على[ محمّد بن عليّ، و]على[ جعفر بن محمّد، و]على[موسى بن جعفر عليهم أفضل الصلوات وأكمل التحيّات، فسلّمت على ساداتي‏ ورجعت.

   فلمّا كان في بعض الطريق، قلت: ]يا[ سيّدي فإنّي(8) معدم، وليس عندي ]ما أنفقه في عيدي[ هذا.

   فحكّ الأرض بسوطه ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار فقال]لي[: خذها، فأخدتها،  فأنفقتها في اُموري. (9)

-----------------------------------------------------

   1078/5 -  وفيه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: كنت شاكّاً في أبي] الحسن[ الرضا    عليه السلام وكتبت إليه كتاباً وسألت(10) الإذن عليه، و]قد[ أضمرت في ‏نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها.

   قال: فأتاني جوابه(11) - أي جواب كتابي - : كفانا(12) اللَّه وإيّاك، أمّا ما طلبت من‏ الإذن عليّ فإنّ الدخول عليّ صعب، وهؤلاء قد ضيّقوا عليّ في ذلك فلست تقدر عليه الآن، وسيكون إن شاء اللَّه تعالى.

   وكتب‏ عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله من الآيات الثلاث في الكتاب، ولا واللَّه ماذكرت له منهنّ شيئاً، وقد بقيت متعجّباً بما ذكر هو(13) في الكتاب، ولم أدر أنّه ‏جوابي إلّا بعد ذلك، فوقفت على معنى ما كُتب به ‏عليه السلام.(14)

-----------------------------------------------------

   1079/6 -  وفيه: ابن أبي يحيى قال: لمّا توفّي أبوالحسن موسى‏ عليه السلام وقف الناس(15) فحججت تلك السنة، فإذا أنا بعليّ بن موسى الرضا عليهما السلام فأضمرت في نفسي أمراً فقلت: «أَبَشَراً مِنّا واحِداً  نَتَّبِعُهُ»(16).

   فمرّ كالبرق الخاطف عليّ فقال: أنا البشر الّذي يجب عليك أن تتّبعني.

   فقلت: يا مولاي، معذرة إلى اللَّه تعالى وإليك. فقال: مغفور لك إن شاء اللَّه ‏تعالى. (17)

-----------------------------------------------------

   1080/7 -  وفيه: روى مالك أبوتحف جدّة(18) أبو محمّد الغفاري قال: لزمني دين ‏ثقيل، فقلت: ما لقضاء ديني إلّا(19) سيّدي ومولاي أبوالحسن الرضا عليه السلام.

   فلمّا أصبحت أتيت منزله، واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقال لي ابتداءاً:]يا أبا محمّد،[ قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك.

   فلمّا أمسينا أتى بطعام الإفطار، فأكلنا، فقال: يا أبامحمّد، تقف(20) أو تنصرف؟ فقلت: يا سيّدي، إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.

   قال: فتناول‏ عليه السلام من تحت البساط ]قبضة[ ودفعها إليّ، فخرجت ودنوت من‏ السراج، فإذا هي دنانير حمر ]و[صفر، فأوّل دينار وقع في يديّ رأيت نقشه كان ‏عليه: يا أبامحمّد، الدينار(21) خمسون، ستّة وعشرون ]منها لقضاء دينك، وأربعةوعشرون[ لنفقة بيتك.

   فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير، فلم أجد ذلك الدينار، وإذا ]هي[ لم ينقص شيئاً، وفيه ثلاث آيات.(22)

-----------------------------------------------------

   1081/ 8 -  فيه: أحمد بن عليّ بن الحسن الثعالبي قال: حدّثني أبو أحمد عبداللَّه]بن عبدالرحمان[ المعروف بالصفواني، قال: خرجت قافلة من خراسان إلى‏كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق، وأخذوا منهم ]رجلاً[ اتّهموه بكثرة المال‏وأقاموه في الثلج، وملأُوا  فاه منه، فانفسد فمه ولسانه حتّى لم يقدر على التكلّم.

   ثمّ انصرف إلى خراسان وسمع بخبر أبي الحسن الرضا عليه السلام بنيسابور، فرأى فيمايرى النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم نازل بخراسان فاسأله عن ‏علّتك ليعلّمك الجواب في الدواء(23) فتنفع به.

   قال: فرأيت كأنّي قد قصدته وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه(24) وأخبرته]بعلّتي(25)] فقال لي: خذ من الكمّون والشعير(26) والملح ودقّه، وخذ منه في فمك‏ مرّتين أو ثلاثاً تعافى.

   فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأى في المنام حتّى ورد باب نيسابور فقيل له: إنّ عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في قلبي أن أقصده وأصف له أمري، فأتيته فدخلت عليه وقلت(27): يابن‏ رسول‏ اللَّه، كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد فمي ولساني ولا أقدر(28) على ‏الكلام إلّا بجهد، فعلّمني دواء أنتفع به.

   فقال ‏عليه السلام: ألم اُعلّمك؟ فاذهب واستعمل ما وصفت لك في المنام. فقال الرجل:يابن رسول‏ اللَّه إن رأيت أن تعيده عليّ.

   فقال لي: خذ من الكمّون والشعير(29) والملح ودقّه وخذ ]منه[ في فمك مرّتين‏أو ثلاثاً تعافى.

   فقال الرجل: فاستعملت منه فعافاني اللَّه تعالى(30).(31)

-----------------------------------------------------

   1082/9 -  فيه: أبوالصلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يديه ‏عليه السلام(32) إذ قال لي:]يا[ أباالصلت، اُدخل القبّة الّتي فيها قبر هارون، فأتني بتراب من أربعة جوانبه(33).

   قال: فمضيت وأتيته به، فلمّا مثّلت بين يديه، قال لي: ناولني هذا التراب الّذي ‏هو من عند قبره، فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به، وقال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتظهر صخرة لو جمع لها كلّ معول(34) بخراسان لم يتهيّأ قلعها.

   ثمّ قال: سيحفر ]لي[ في هذا الموضع فتأمرهم(35) أن يحفروا لي سبع مراق إلى ‏أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة(36) فإن أبوا  إلّا أن يلحدوا فنأْمُرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللَّه عزّوجلّ سيوسّعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الّذي اُعلّمك فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلى‏ء اللحد وترى ‏فيه حيتاناً صغاراً، ففت(37) لها الخبز الّذي أعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي‏ء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لايبقى منها شي‏ء ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء ثمّ تكلّم بالكلام الّذي اُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقى منه شي‏ء، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون.

   ثمّ قال ‏عليه السلام: يا أبا الصلت، غداً أدخل إلى هذا الفاسق ]الفاجر[، فإن أنا خرجت‏ مكشوف الرأس فتكلّم، اُكلّمك، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني.

   قال أبوالصلت: فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه، وجلس في محرابه ينتظر فبينا كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال: أجب أميرالمؤمنين، فلبس نعليه ورداءه، وأمرني أن أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق وعليه عنب وأطباق ‏الفاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وأبقى(38) بعضه.

   فلمّا بصر(39) بالرضا عليه السلام وثب إليه، وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثمّ ‏ناوله العنقود وقال: يابن بنت رسول اللَّه، رأيت عنباً أحسن من هذا؟ فقال ‏الرضا عليه السلام: ربّما يكون في الجنّة أحسن منه. فقال له: كل منه.

   فقال الرضا عليه السلام: اعفني ]منه(40)] فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه؟ لعلّك‏ تتّهمنا بشي‏ء؟

   فتناول العنقود وأكل منه ثمّ  تناوله(41)، فأكل الرضا عليه السلام منه ثلاث حبّات ثمّ رماه ‏وقام.

   فقال المأمون: إلى أين؟ قال: إلى حيث وجّهتني.

   فخرج‏ عليه السلام وهو مغطّى الرأس فلم اُكلّمه حتّى دخل الدار، والحديث طويل.

   فلمّا قبض‏ عليه السلام ]أمر المأمون بحفر قبره، فحفرت الموضع[ فظهر كلّ شي‏ء على‏ ما وصف ]الرضا عليه السلام[ وفعلت ما أمرني ]به[.

   فلمّا رأى المأمون ما ظهر من الماء والحيتان وغير ذلك قال: لم يزل الرضا عليه السلام ‏يرينا من عجائبه في حياته حتّى أرانا]ها[ بعد وفاته أيضاً.

   وكان معه وزيره فقال له: أتدري ما أخبرك به الرضا عليه السلام؟ قال: لا. قال: ]أخبرك[إنّ مثلكم ]يا[ بني العبّاس(42) على(43) كثرتكم ]وطول مدّتكم[ مثل هذه الحيتان‏ الصغار، حتّى إذا  فنيت آجالكم وانقلبت آثاركم وذهبت دياركم(44)، سلّط اللَّه]تعالى[ عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم. قال: صدقت.

   وفي الحديث طول.(45)

   وروى هرثمة بن أعين ما يخالف بعضه ذلك(46) وهذا هو الأكثر.

   وقد روى ذلك من طريق العامّة أيضاً.(47)

-----------------------------------------------------

   1083/10 -  فيه: أنّ أباالحسن الرضا عليه السلام دخل السوق فاشترى كلباً وديكاً وكبشاً فلمّا كتب صاحب الخبر بذلك ]إلى[ هارون الرشيد، قال: آمنّا جانبه.

   وكتب إليه الزبيري: إنّ عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام قد فتح بابه ودعا إلى نفسه.

   فقال الرشيد: واعجباه، إنّ علي بن موسى ‏عليهما السلام قد اشترى كلباً وديكاً وكبشاً ويكتب فيه بما يكتب.(48)

   فقال المصنّف ]لهذا الكتاب ‏رحمه الله[: إنّ هذا أمر عجيب حيث علم إن فعل ذلك لم‏ يجد إلى قتله سبيلاً، ولا إلى التشبّث بذيله وسيلة.(49)

-----------------------------------------------------

   1084/11 -  فيه: إبراهيم بن أبي البلاد قال: كان لي جار يشرب المسكر وينتهك‏ ما اللَّه به أعلم.

   قال: فذكرته للرضا عليه السلام، وكان له محبّاً، فقال: يا أبا إسحاق، أما علمت أنّ وليّ ‏عليّ‏ عليه السلام لم تزلّ له قدم إلّا ويثبت له اُخرى؟

   قال: فانصرفت، وإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستّين ديناراً، فقلت في نفسي: واللَّه ما عودني أن يكتب إليّ، إذ لم يكن عندي ‏شي‏ء، ولا أعلم له عندي شيئاً.

   فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل ]جاءني[ سكران، فدعاني من خلف الباب ‏فنزلت إليه فقال ]لي[: اُخرج، فقلت: وما أفعل(50) في هذه الساعة ما حاجتك؟ إذأتيت؟ ]قال:[ فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلى مولاي لينفقها في ‏الحاجة، ولايقدر(51) أن يتكلّم من السكر.

   فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها  فإذا هي ستّون ديناراً، فقلت:واللَّه، هذا مصداق ما قال لي في وليّ عليّ‏    عليه السلام وفي كتابه بحاجته. فاشتريت‏ حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل، فكتب: هذا من ذلك.(52)

-----------------------------------------------------

   1085/12 -  فيه: أبو واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، قال: سمعت‏ جدّتي خديجة بنت حمدان قالت: لمّا دخل عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام نيسابور نزل‏ محلّة قرفى ناحية ]تعرف[ بلاد سناباد في دار لجدّتي تعرف ب«پسنده»، لأنّ‏الرضا عليه السلام ارتضاها من بين الدور، و«پسنده» كلمة فارسيّة معناها: مرضي.

   فلمّا نزل الدار(53) زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت  في سنته، فعلم الناس بذلك وكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة فمن‏ أصابه علّة ويتبرّك بالتناول من تلك اللوز ]مستشفياً به فعوفي[ ومن أصابه رمد جعل من ذلك اللوز على عينيه عوفي.

   وكانت الحامل إذا عسر ولادتها يتناول من تلك اللوز فتخفّ عنها(54) الولادة وتضع من ساعتها.

   و ]كان[ إذا أخذ القولنج دابّة من دوابّ الناس أخذ من  قضبان تلك الشجرة فأمسه(55) على بطنها فتعافى، ]ويذهب عنها ريح القولنج  ببركة الرضا عليه السلام[.

   فمضت الأيّام على تلك الشجرة ويبست، فجاء جدّي حمدان فقطع أغصانها فعمي.

   وروي في تلك الشجرة آيات كثيرة، ذكرها الحافظ أبو عبداللَّه في مؤلّفه]المسمّى ب[مفاخر الرضا عليه السلام، وقد اقتصرنا هنا نحن على هذا القدر.(56)

-----------------------------------------------------

   1086/13 -  وفيه: عليّ بن موسى العمّاني، قال: دخل الرضا عليه السلام على المأمون ‏فوجد فيه همّاً فقال: إنّي أرى فيك همّاً؟ قال: نعم، بالباب بدوي وأنّه قد دفع سبع‏ شعرات يزعم أنّها من لحية رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، وقد طلب الجائزة، فإن كان صادقاً ومنعت الجائزة فقد بخست شرفي، وإن كان كاذباً وأعطيته الجائزة فقد سخر بي ‏وما أدري ما أعمل به؟

   فقال الرضا عليه السلام: عليّ بالشعر. فلمّا رآه شمّه وقال: هذه أربعة من لحية رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم والباقي ليس من لحيته.

   فقال المأمون: من أين قلت هذا؟ فقال: عليّ بالنار، وألقى الشعر في النار فأحرقت(57) ثلاث شعرات وبقيت الأربع الّتي أخرجها ]الرضا[ عليه السلام لم يكن للنار عليها سبيل.

   فقال المأمون: عليّ بالبدوي، ]فاُدخل(58)]، فلمّا مثّل بين يديه أمر بضرب رقبته‏ فقال البدوي: ما ذنبي؟ قال: تصدّق عن الشعر، فقال: أربعة من لحية رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وثلاثة من لحيتي، فتمكّن الحسد في قلب المأمون.(59)

-----------------------------------------------------

   1087/14 -  في عيون أخبار الرضا عليه السلام: الهمداني، عن عليّ  بن إبراهيم، عن‏ اليقطيني، عن أبي حبيب النباجي أنّه قال: رأيت رسول‏ صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وقد وافى‏ النباج ونزل بها  في المسجد الّذي ينزله الحاجّ  في كلّ سنة، وكأنّي مضيت إليه‏ وسلّمت عليه ووقفت بين يديه، ووجدت عنده طبقاً من خوص نخل المدينة فيه ‏تمر صيحاني فكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني، فعددته فكان ثمانية عشر تمرة، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة.

   فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض بين يديّ تعمر للزراعة حتّى جاءني‏ من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا    عليه السلام من المدينة، ونزوله ذلك المسجد ورأيت‏ الناس يسعون إليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الّذي كنت رأيت فيه ‏النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ واستدناني، فناولني قبضة من ذلك التمر، فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الّذي ناولني رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت له: زدني منه‏ يابن رسول اللَّه فقال ‏عليه السلام: لو زادك رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم لزدناك.(60)

-----------------------------------------------------

   1088/15 -  فيه: ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن البزنطي قال: بعث‏الرضا عليه السلام إليّ بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاءاللَّه.

   فلمّا أراد أن ينهض قال: لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة، قلت: أجل ‏جعلت فداك، قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة اللَّه عزّوجلّ، قلت: أفعل ‏جعلت فداك.

   فقال: يا جارية، أفرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي الّتي أنام فيها، وضعي ‏تحت رأسه مخادّي(61).

   قال: قلت في نفسي: من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه، لقد جعل اللَّه لي من‏ المنزلة عنده، وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحداً من أصحابنا، بعث إليّ بحماره‏ فركبته، وفرش لي فراشه وبتّ في ملحفته، ووضعت لي مخادّه(62) ما أصاب مثل‏ هذا ]أحد[ من أصحابنا، قال: وهو قاعد معي وأنا اُحدّث في نفسي.

   فقال‏ عليه السلام: يا أحمد، إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام أتى زيد بن صوحان في مرضه يعوده ‏فافتخر على الناس بذلك.

   ]قال‏ عليه السلام:(63)] فلاتذهبنّ نفسك إلى الفخر، وتذلّل للَّه عزّوجلّ، واعتمد على يده‏ فقام ‏عليه السلام.(64)

-----------------------------------------------------

   1089/16 -  وفيه: محمّد بن أحمد السناني وغير واحد من المشايخ، عن‏ الأسدي، عن سعد بن مالك، عن أبي حمزة، عن ابن أبي كثير، قال: لمّا توفّي ‏موسى‏ عليه السلام وقف الناس في أمره فحججت في تلك السنة فإذا أنا بالرضا عليه السلام‏ فأضمرت في قلبي أمراً فقلت: «أَبَشَراً مِنَّا واحِداً  نَتَّبِعُهُ» الآية(65).

   فمرّ ]عليّ[ عليه السلام كالبرق الخاطف عليّ، فقال: أنا واللَّه البشر الّذي يجب عليك أن‏ تتّبعني، فقلت: معذرة إلى‏ اللَّه ]تعالى[ وإليك، فقال: مغفور لك.(66)

-----------------------------------------------------

   1090/17 -  روى البرسي في مشارقه: أنّ رجلاً من الواقفة جمع مسائل مشكلة في طومار، وقال في نفسه: إن عرف ]الرضا عليه السلام(67)] معناه فهو وليّ الأمر.

   فلمّا أتى الباب وقف ]ليخفّ الناس من[ المجلس(68)، فخرج إليه الخادم وبيده ‏رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام ‏عليه السلام، فقال له الخادم: أين الطومار؟

   فأخرجه فقال له: يقول لك وليّ  اللَّه: هذا جواب ما  فيه، فأخذه ومضى.(69)

-----------------------------------------------------

   1091/18 -  وفيه: روي أنّه‏ عليه السلام قال يوماً في مجلسه: «لا إله إلّا اللَّه» مات فلان ‏فصبر هنيئة وقال: «لا إله إلّا اللَّه» غسل وكفّن، وحمل إلى حفرته.

   ثمّ صبر هنيئة وقال: «لا إله إلّا اللَّه» وضع في قبره وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل‏ عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فعدّهم حتّى وقف(70) عندي فما باله وقف؟ وكان‏ الرجل واقفيّاً.(71)

-----------------------------------------------------

   1092/19 -  وفيه: قال: إنّ الرضا عليه السلام لمّا قدم من خراسان توجّهت إليه الشيعة من‏ الأطراف، وكان عليّ بن أسباط قد توجّه إليه بهدايا وتحف، فاُخذت القافلة واُخذ ماله وهداياه وضرب على فيه، فانتثرت نواجذه(72)، فرجع إلى قرية هناك فنام، فرأى الرضا عليه السلام  في منامه، وهو يقول: لاتحزن إنّ هداياك ومالك وصلت إلينا، وأمّا فمك بثناياك(73) فخذ من السعد المسحوق واحش(74) به فاك.

   قال: فانتبه مسروراً وأخذ من السعد وحشا به فاه فردّ اللَّه عليه نواجذه.

   قال: فلمّا وصل إلى الرضا عليه السلام ودخل عليه قال: قد وجدت ما قلناه لك في‏ السعد حقّاً فادخل هذه‏ الخزانة فانظر، فدخل فإذا ماله وهداياه كلّها على‏ حدته.(75)

-----------------------------------------------------

   1093/20 - في عيون أخبار الرضا عليه السلام: الورّاق والمكتّب وحمزة العلوي‏ والهمداني جمعياً، عن عليّ، عن أبيه، عن الهروي، وحدّثنا جعفر بن نعيم بن ‏شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن الهروي، قال:

   رفع إلى المأمون أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقعد مجالس الكلام، والناس يفتنون(76) بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسي - حاجب المأمون – فطرد الناس عن مجلسه وأحضره.

   فلمّا نظر إليه زبره واستخفّ به، فخرج أبوالحسن  الرضا عليه السلام من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه(77) ويقول: وحقّ المصطفى والمرتضى وسيّدة النساء لاستنزلنّ‏ من حول اللَّه عزّوجلّ بدعائي عليه ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه ‏واستخفافهم به وبخاصّته وعامّته.

   ثمّ إنّه عليه السلام انصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّى ركعتين وقنت‏ في الثانية فقال:

   أللهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة.

   يا من لايوصف بتمثيل، ولايمثّل بنظير، ولايغلب بظهير.

   يا من خلق فرزق، وألهم  فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا  فارتفع، وقدر فأحسن‏ وصوّر فأتقن، واحتجّ(78) فأبلغ، وأنعم فأسبغ، وأعطى فأجزل.

   يا من سما في العزّ ففات خواطر(79) الأبصار، ودنى في اللطف فجاز هواجس‏ الأفكار، يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه، وتوحّد بالكبرياء فلاضدّ له في جبروت شأنه.

   يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك‏عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، و]يا(80)] شاهد لحظات أبصار الناظرين.

   يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من‏ خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه.

   يا بدي‏ء يا بديع يا قويّ، يا منيع يا عليّ يا رفيع، صلّ على من شرّفت الصلاة]بالصلاة(81)] عليه، وانتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي وطرد الشيعة عن بابي،وأذقه مرارة الذلّ والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس وشريد(82)الأنجاس.

   قال أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي: فما استتمّ مولاي عليه السلام دعاءه حتّى ‏وقعت الرجفة(83) في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة(84) والصيحة، واسفحلت(85) النعرة وثارت الغبرة، وهاجت القاعة(86) فلم اُزايل(87) مكاني إلى أن‏سلّم مولاي‏ عليه السلام فقال لي:

   يا أباالصلت، إصعد السطح فإنّك سترى إمرأة بغية عثة(88) رثّة(89) مهيّجة الأشرار، متّسخة الأطمار، يسمّيها أهل هذه الكورة «سمّانة» لغباوتها وتهتّكها قدأسندت مكان الرمح إلى نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان ‏اللواء، فهي تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام(90) إلى قصر المأمون ومنازل‏ قوّاده.

   فصعدت السطح فلم أر إلّا نفوساً تنتزع(91) بالعصا، وهامات ترضخ(92) بالأحجار ولقد رأيت المأمون متدرّعاً قد برز من قصر الشاهجان متوجّهاً للهرب، فما شعرت‏ إلّا بشاجرد الحجّام قد رمي من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس‏ المأمون، فأسقطت بيضته بعد أن شقّت جلدة هامّته فقال لقاذف اللبنة بعض من‏ عرف المأمون: ويلك ]هذا(93)] أميرالمؤمنين؟!

   فسمعت سمّانة تقول: أسكت لا اُمّ لك ليس هذا يوم التميز والمحاباة، ولا يوم ‏إنزال الناس على طبقاتهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين لما سلّط ذكور الفجّار على‏فروج الأبكار وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد.(94)

-----------------------------------------------------

   1094/21 -  وفيه: جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم ‏بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا عليه السلام جفا أحداً بكلامه قطّ، وما رأيت قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه(95) بين يدي جليس له قطّ، ولا إتّكأ بين يدي جليس له‏ قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل ]قطّ(96)] ولا رأيته ‏يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم.

   وكان‏ عليه السلام إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ]ومواليه(97)حتّى البوّاب والسائس.

   وكان‏ عليه السلام قليل النوم  بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح‏ وكان كثير الصيام فلايفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر.

   وكان‏ عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي ‏المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلاتصدّقوه(98).(99)

   في مقتضب الأثر: لعليّ بن عبداللَّه الخواني(100)، وكان من أصحاب الرضا عليه السلام ‏يرثيه ويذكر الأئمّة عليهم السلام من بعده وأسماءهم وأعدادهم ‏عليهم السلام ولم يدركهم من‏الرضا عليه السلام إلى من بعده منهم، أنشدنيها عليّ بن هارون بن يحيى المنجّم.

يا أرض طوس سقاك اللَّه رحمته

ماذا ضمنت(101) من الخيرات يا طوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها(102)

شخص ثوى(103) بسناباد مرموس(104)

شخص عزيز على الإسلام مصرعه

في رحمة اللَّه مغمور(105)ومغموس(106)

يا قبره أنت قبر قد تضمّنه

علم وحلم وتطهير وتقديس

فافخر(107) بأنّك مغبوط بجثّته

وبالملائكة الأبرار محروس(108)

في كلّ عصر لنا منكم إمام هدى

فربعه آهل منكم ومأنوس

أمست نجوم سماء الدين آفلة

وظلّ أسد الثرى قد ضمّها الخيس(109)

غابت ثمانية منكم وأربعة

يرجى مطالعها ما حنّت العيس

حتّى متى يزهر الحقّ المنير بكم

فالحقّ في غيركم داج ومطموس(110)

-----------------------------------------------------

   1095/22 -  في بصائر الدرجات: محمّد بن عليّ بن سعيد الزيّات، عن عبداللَّه ‏بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام: إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو اللَّه لهم.

   فقال ‏عليه السلام: واللَّه، إنّي لتعرض عليَّ في كلّ يوم أعمالهم.(111)

-----------------------------------------------------

   1096/23 -  في العيون: في حديث طويل، عن أبي الصلت، عن الرضا عليه السلام قال: فقلت ]له[ : يابن رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، فما معنى الخبر الّذي رووه: أنّ ثواب «لا إله إلّا اللَّه» النظر إلى وجه اللَّه تعالى؟

   فقال ‏عليه السلام: يا أباالصلت، من وصف اللَّه بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللَّه ‏أنبياؤه ]ورسله[ وحججه‏ عليهم السلام ]هم[ الّذين بهم يتوجّه إلى اللَّه عزّوجلّ وإلى دينه ‏ومعرفته.

   ]وقال اللَّه تعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ × وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذوُالجَلالِ ‏وَالْإكْرامِ»(112)] وقال عزّوجلّ: «كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ»(113)، فالنظر إلى أنبياء اللَّه ‏تعالى ورسله وحججه‏ عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة.

   وقد قال النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم: من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم ‏القيامة.(114)

-----------------------------------------------------

   1097/24 -  في بصائر الدرجات: محمّد بن الحسين، عن محّمد بن الهيثم أو عمّن رواه عنه، ]أو[ عن بعض أصحابنا، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن‏ الرضا عليه السلام: إنّي سألت أباك عن مسألة اُريد أن أسألك عنها.

   قال: وعن أيّ شي‏ء تسأل؟ قال: قلت له: عندك علم رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم وكتبه‏ وعلم الأوصياء وكتبهم؟

   قال: فقال: نعم، وأكثر من ذلك(115)، سل عمّا بدا لك.(116)

-----------------------------------------------------

   1098/25 -  في الإختصاص المنسوب للمفيد قدس سره قال: كتب المأمون إلى الرضا عليه السلام ‏فقال: عظني، فكتب‏ عليه السلام ]إليه[:

إنّك في دنيا لها مدّة

يقبل فيها عمل العامل

أما ترى الموت محيطاً بها

يسلب منها أمل الآمل

تعجّل الذنب بما تشتهي

وتأمل التوبة من قابل

والموت يأتي أهله بغتة

ماذاك فعل الحازم(117) العاقل(118)

-----------------------------------------------------

   1099/26 -  موعظة نافعة له ‏عليه السلام: كتاب الدرّ: قال‏ عليه السلام:

   إتّقوا اللَّه أيّها الناس في نعم اللَّه عليكم، فلاتنفروها عنكم بمعاصيه، بل‏استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه.

   واعلموا أنّكم لاتشكرون بشي‏ء بعد الإيمان باللَّه ورسوله وبعد الاعتراف ‏بحقوق أولياء اللَّه من آل محمّد عليهم السلام أحبّ إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين ‏على دنياهم الّتي هي معبر لهم إلى جنّات ربّهم، فإنّ من  فعل ذلك كان من ‏خاصّة اللَّه.

   من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر،ومن أبصر فهم، ومن فهم عقل.

   وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقي به العرض، وأفضل العقل‏ معرفة الإنسان نفسه.

   والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في‏ باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه.

   الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامّة اسم مشتقّ من العمى، ما رضي اللَّه لهم أن شبّههم‏ بالأنعام حتّى قال: «بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبيلاً»(119).

   صديق كلّ امرء عقله، وعدوّه جهله، العقل حباء(120) من اللَّه عزّوجلّ، والأدب كلفة فمن تكلّف الأدب قدر عليه، ومن تكلّف العقل لم يزده إلّا جهلاً.

   التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم‏ لايحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه، إن أتى إليه سيّئة واراها بالحسنة كاظم‏ الغيظ، عاف عن الناس، واللَّه يحبّ المحسنين.(121)

------------------------------------------

1) الشعراء: 83 .  

2) في المصدر والخرائج: عن هشام بن أحمر.

3) ليس في المصدر.

4) بشارة المصطفى: 215، وأورده الراوندي في الخرائج: 653/2 ح 6 باختلاف يسير، عنه‏البحار: 7/49 ح 11.

5) دلائل الإمامة: 376 ح 37.

6) في بعض نسخ المصدر: وزرت.  

7) في المصدر: على كم اُسلّم؟

8) في المصدر: إنّي.

9) الثاقب في المناقب: 473 ح1، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

10) في المصادر: أسأله فيه.

11) في المصادر: جواب ما كتبت به إليه.  

12) في المصادر: عافانا.   

13) في العيون والبحار: لما ذكرها.

14) الثاقب ‏في ‏المناقب:477ح4، عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام:213/2ح18،عنه‏ البحار: 36/49ح17.

15) في المصدر: وقفت.  

16) القمر: 24.

17) الثاقب في المناقب: 477 ح5.

18) كذا في الأصل، وفي المصدر: مالك بن نوبخت عن جدّه أبي محمّد الغفاري.

19) في المصادر: غير سيّدي ومولاي أبي الحسن.  

20) في المصادر: تبيت.

21) في المصادر: الدنانير.

22) الثاقب ‏في ‏المناقب:477ح6، عيون ‏أخبار الرضا عليه السلام:219/2ح29،عنه‏ البحار:38/49ح22.

23) في بعض نسخ المصدر: ليعمل لك الدواء، وفي العيون والبحار: فربّما يعلّمك دواء ما.

24) في المصدر: وقعت فيه.  

25) أثبتناه من العيون والبحار.

26) في المصدر والبحار: السعتر، وفي العيون: الزعتر.

27) في المصدر: فوقع في نفسه أن يقصده ويصف له أمره، فدخل عليه فقال، وفي العيون والبحار:فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ماينتفع به من الدواء، فقصده إلى رباط سعد، فدخل إليه فقال.

28) في العيون والبحار : حتّى لا أقدر .

29) في المصدر والبحار: السعتر، وفي بعض نسخ المصدر كما هنا، وفي العيون: الزعتر.

30) في العيون والبحار: فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت.

31) الثاقب في المناقب: 484 ح2، عيون‏أخبار الرضا عليه السلام: 211/2 ح16، عنه البحار: 124/49ح6 و159/62 ح1.

32) في المصادر: بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام.

33) في المصادر: جوانبها.

34) المِعْوَل: آلة من الحديد ينقر بها الصخر.

35) في المصدر: فأمرهم.

36) في المصدر: وأن يشقّ في صخرة.

37) في المصدر والبحار: ففتّت.

38) في المصادر: وبقي.

39) في العيون والبحار: أبصر.

40) في العيون: تعفيني منه، والبحار: تعفيني عنه.

41) في المصادر: ناوله.

42) في العيون والبحار: إنّه قد أخبرك أنّ ملككم.

43) في المصدر: مع.

44) في المصدر: وانقضت أيّامكم، وفي العيون والبحار: وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم.

45) الثاقب في المناقب: 489 ح4، عيون أخبار الرضاعليه السلام: 244/2 ح1، عنه البحار:300/49ح10.

46) كشف‏ الغمّة: 266 - 265/2، عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام: 248/2ح1، عنه ‏البحار: 293/49ح8.

47) الثاقب في المناقب: 491 ح5.

48) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 205/2 ح4 باختلاف يسير، عنه البحار: 114/49 ح 4.

49) الثاقب في المناقب: 492 ح8.

50) في المصدر: لاأفعل.

51) في المصدر: وما يقدر.

52) الثاقب في المناقب: 493 ح9.

53) في المصدر: نزل عليه السلام دارنا.

54) في المصدر: تناولت من ذلك اللوز فتخفّ عنها.

55) في المصدر: فأمرّه.

56) الثاقب في المناقب: 496 ح4، ورواه في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 131/2 ح 1 مع اختلاف في ‏الألفاظ، عنه البحار: 121/49 ح 2 وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

57) في المصدر: فاحترقت.

58) ليس في المصدر.

59) الثاقب في المناقب: 497 ح3.

60) عيون أخبار الرضاعليه السلام: 210/2 ح 15، عنه البحار: 35/49 ح 15.

61) في المصدر: مخدّتي.  

62) في المصدر: مخدّته.  

63) ليس في المصدر والبحار.

64) عيون أخبار الرضاعليه السلام: 213/2 ح 19، عنه البحار: 36/49 ح 18.

65) القمر: 24.

66) عيون أخبار الرضاعليه السلام: 219/2 ح 27، عنه البحار: 38/49 ح 21 وتقدّم نحوه في الصفحة 286 ح 6.

67) ليس في المصدر.  

68) في المصدر: ليخفّ المجلس.

71 و 69) مشارق أنوار اليقين: 96، عنه البحار: 71/49 ح 95.

70) في المصدر: ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم ثمّ وقف.

72) النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي الّتي تبدو عند الضحك.

73) في المصدر: وأمّا غمّك وثناياك، وفي البحار: وأمّا همّك بثناياك.

74) حَشا الوسادة ونحوها: ملأها بالقطن.

75) مشارق أنوار اليقين: 96، عنه البحار: 72/49 ضمن ح 95.

76) في المصدر والبحار: يفتتنون.

77) دمدم عليه: إذا كلّمه مغضباً.

78) في المصدر: وأجنح.

79) في المصدر: خواطف.

80) ليس في المصدر.  

81) من المصدر والبحار.  

82) التشريد: الطرد  

83) الرجفة: الزلزلة الشديدة.

84) الزعقة: الصياح.

85) في المصدر والبحار: واستفحلت، واستفحل الأمر: تفاقم وعظم.

86) القاعة: ساحة المدينة.

87) في المصدر: فلم أزل عن مكاني.

88) العثّة: العجوز والمرئة البذية والحمقاء، وفي المصدر: غثة.

89) الرثة بالكسر: المرئة الحمقاء.

90) الطغام كسحاب: أوغاد الناس.  

91) في المصدر: تزعزع.  

92) الرضخ: الدقّ والكسر.  

93) من المصدر.

94) عيون أخبار الرضاعليه السلام: 170/2 ح1، عنه البحار: 82/49 ح 2.

95) في المصدر: رجله.  

96) ليس في المصدر .

97) (( )) من المصدر.  

98) في المصدر: فلا تصدّق.

99) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 182/2 ح7، عنه البحار: 90/49 ح4.

100) الخوافي خ، كذا في المصدر والعيون والبحار.  

101) في المصادر: حويت.  

102) في العيون والبحار: طيّبها.

103) ثوى بالمكان: إذا أقام فيه.

104) رَمَس الميّت: دفنه وسوّى عليه الأرض.

105) غمره: علاه وستره.

106) غَمس النجم: غاب.

107) في المصادر: فخراً فإنّك.

108) عيون أخبار الرضا عليه السلام: 254/2 ضمن ح1، عنه البحار: 317/49 ضمن ح2.

109) الخيس: موضع الأسد.

110) مقتضب الأثر: 47 و48، عنه البحار: 318/49 ذح2.

111) بصائر الدرجات: 430 ح 11.  

112) الرحمان: 27 26.

113) القصص: 88.

114) عيون أخبار الرضاعليه السلام: 94/1 ضمن ح3، ومابين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

115) في المصدر والبحار: ذاك.

116) بصائر الدرجات: 511 ح 19، عنه البحار: 176/26 ح 54.

117) حَزَم فلان رأيه حَزماً: أتقنه.  

118) الإختصاص: 95 94.

119) الفرقان: 44.  

120) حَبوت الرجل حِباء: أعطيته الشي‏ء بغير عوض.

121) البحار: 355/78 ضمن ح9، و352 ح9 (قطعة).

 

 

 

    زيارة : 5384
    اليوم : 0
    الامس : 48449
    مجموع الکل للزائرین : 129004040
    مجموع الکل للزائرین : 89592019