الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب التاسع : قطرة من بحار مناقب العالم موسي بن جعفر الکاَظم عليه السلام

الباب التاسع

 

في ذكر قطرة

من بحر مناقب العالم أبي إبراهيم

موسى بن جعفر الكاظم الحليم

صلوات‏ الله  عليه

 

   1055/1 -  في قرب الإسناد: محمّد بن‏ الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى‏ شلقان قال: دخلت على أبي عبد الله ‏  عليه السلام وأنا اُريدأن أسأله عن أبي الخطّاب فقال لي مبتدئاً قبل أن ‏أجلس: يا عيسى، ما منعك أن تلقى ابني فتسأله‏ عن‏جميع ما تريد؟

   قال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالح‏  عليه السلام وهو قاعد في الكُتّاب(444) وعلى شفتيه أثر المداد فقال ‏لي مبتدئاً: يا عيسى، إنّ  الله  تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيّين على النبوّة فلم يتحوّلوا عنها أبداً،وأخذ ميثاق الوصيّين على الوصيّة فلم يتحوّلوا عنها أبداً، وأعار قوماً الإيمان زماناً ثمّ يسلبهم‏ إيّاه، وأنّ أبا الخطّاب ممّن اُعير الإيمان و(445) سلبه‏ الله .

   فضممته إليَّ وقبّلت بين عينيه، ثمّ قلت: بأبي‏أنت و اُمّي، «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ الله  سَميعٌ‏ عَليمٌ»(446).

   ثمّ رجعت إلى أبي عبد الله ‏  عليه السلام فقال لي: ماصنعت يا عيسى؟

   قلت له: بأبي أنت واُمّي، أتيته فأخبرني مبتدئاً من غير أن أسأله عن جميع ما أردت أن أسأله‏ عنه فعلمت و الله ، عند ذلك أنّه صاحب هذا الأمر.

   فقال: يا عيسى، إنّ ابني هذا الّذي رأيت لو سألته عمّا بين دفّتي المصحف لأجابك فيه بعلم.

   ثمّ أخرجه ذلك اليوم من الكتّاب، فعلمت ‏ذلك اليوم أنّه صاحب هذا الأمر.(447)

---------------------------------------------

   1056/2 -  في الثاقب في المناقب وفي الصراط المستقيم أيضاً: روى المفضّل قال: لمّا توفّي ‏جعفر الصادق‏  عليه السلام إدّعى الإمامة  عبد الله  ]بن‏جعفر[ ولده، فأمر موسى‏  عليه السلام فجمع حطباً كثيراً(448) في وسط داره، وأرسل إلى عبد الله  يسأله ‏المصير إليه، فلمّا صار إليه ومع موسى ‏عليه السلام‏ جماعة من وجوه الإماميّة، أمر موسى‏  عليه السلام أن ‏يجعل النار في الحطب حتّى صار كلّه جمراً.

   ثمّ قام موسى‏  عليه السلام وجلس بثيابه في وسط النار، وأقبل نحو القوم(449) ساعة، ثمّ  قام و نفض‏ثوبه ورجع إلى المجلس، وقال لأخيه عبد الله : إن‏أنت تزعم أنّك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك‏ المجلس، فرأينا عبد الله  قد تغيّر لونه، فقام يجرّ رداءه حتّى خرج من دار موسى‏ عليه السلام.(450)

---------------------------------------------

   1057/3 -  في الثاقب في المناقب: ما اشتهر بين‏ الخاصّ والعامّ من حديث أبي حنيفة حين دخل‏دار الصادق‏  عليه السلام فرأى موسى صلوات  الله  عليه في‏دهليز داره وهو صبيّ، فقال في نفسه: إنّ هؤلاء يزعمون أنّهم يعطون العلم صبيّة وأنا أسأل من‏ ذلك(451)، فقال له يا غلام: إذا دخل الغريب بلدة أين يحدث؟ فنظر إليه نظر مغضب وقال: ياشيخ، أسأت الأدب، فأين السلام؟

   قال: فخجلت ورجعت حتّى خرجت من‏الدار وقد نبل(452) في عيني، ثمّ رجعت إليه‏وسلّمت عليه، وقلت: يابن رسول‏ الله ، الغريب‏ إذا دخل بلدة أين يحدث؟

   فقال ‏عليه السلام: يتوقّى شطوط البلد، ومشارع الماء، وفيئ النزال، ومسقط(453) الثمار وأفنية الدور، وجوادّ الطرق، ومجاري المياه ورواكدها، ثمّ‏يحدث أين شاء.

   قال: قلت: يابن رسول‏ الله  ممّن المعصيه؟

   فنظر إليّ وقال: إمّا أن تكون من  الله ، أو من‏ العبد، أو منهما معاً، فإن كانت من  الله  فهو أكرم ‏من أن يؤاخذه بما لم يكتسبه، وإن كانت منهما فهو أعدل من أن يأخذ العبد بما هو شريك فيه، فلم يبق إلّا أن يكون من العبد، فإن عفا فبفضله،وإن عاقب فبعدله.

   قال أبوحنيفة: فأغر(454) ورقّت عيناي وقرأت: «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بِعْضٍ وَ الله  سَميعٌ عَليمٌ»(455).(456)

---------------------------------------------

   1058/4 -  في الثاقب في المناقب: إسحاق بن‏أبي عبد الله  قال: كنت مع أبي الحسن]موسى[  عليه السلام حين قدم من البصرة، فبينما نحن‏ نسير في البطائح في هول أرياح إذ سايرنا قوم في ‏السفينة، فسمعنا لهم جلبة(457).

   فقال ‏عليه السلام: ما هذا؟ فقيل: عروس تهدى إلى‏ زوجها.

   قال: ثمّ مكثنا ما شاء  الله  تعالى فسمعنا صراخاً وصيحة، فقال: ما هذا؟ فقال: العروس أرادت‏ تغرف ماءاً فوقع سوارها في الماء، فقال:]أحبسوا وقولوا لملّاحهم: يحبس، فحبسنا وحبس(458)] ملّاحهم فجلس ووضع أبو الحسن‏  عليه السلام صدره على السفينة وتكلّم بكلام خفي. وقال‏للملّاح: إنزل، فنزل الملّاح بفوطة(459) فلم يزل في‏الماء نصف ساعة وبعض ساعة فإذا هو بسوارها فأخرجه(460).

   فلمّا أخرج الملّاح السوار قال له إسحاق ‏أخوه: جعلت فداك، الدعاء الّذي قلت أخبرنا به. فقال له: استره إلّا ممّن تثق به.

   ثمّ قال: «يا سابق كلّ فوت، ويا سامع كلّ ‏صوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، و]يا[كاسي العظام لحماً بعد الموت، يا من لاتغشاه ‏الظلمات الحندسيّة(461) ولاتتشابه عليه الأصوات‏ المختلفة، ويا من لايشغله شأن عن شأن، يا من‏ له عند كلّ شي‏ء من خلقه سمع حاضر، وبصر نافذ، لايغلّطه كثرة المسائل ولايبرمه إلحاح ‏الملحّين، يا حيّ ]حين[ لا حيّ في ديموميّة ملكه وبقائه، يا من سكن العلى واحتجب عن‏ خلقه بنوره، يا من أشرق بنوره دياجي الظلم، أسألك باسمك الواحد الأحد الفرد الوتر الصمد أن تصلي على محمّد وآل محمّد الطيّبين ‏الأخيار(462).­(463)

---------------------------------------------

   1059/5 -  وفيه: إسحاق بن منصور قال:سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول ناعياً(464) إلى‏ رجل من الشيعة نفسه، فقلت في نفسي: وإنّه ‏ليعلم متى يموت الرجل من شيعته؟

   فالتفت إليّ وقال: اصنع ما أنت صانع، فإنّ‏ عمرك قد فني، وقد بقي منه دون سنتين، وكذلك‏ أخوك لايمكث بعدك إلّا شهراً واحداً حتّى ‏يموت، وكذلك عامّة أهل بيتك ويتشتّت كلّهم، ويتفرّق جمعهم، ويشمت بهم أعداؤهم‏ ويصيرون رحمة لإخوانهم، إن كان(465) هذا في‏ صدرك.

   فقلت: استغفر  الله  ممّا عرض في صدري‏ منكم.

   فلم يستكمل منصور سنتين حتّى مات،ومات بعده بشهر أخوه، ومات أهل بيته، وأفلس‏ بقيّتهم وتفرّقوا حتّى احتاج من بقي منهم إلى‏ الصدقة.(466)

---------------------------------------------

   1060/6 -  وفيه: إسحاق بن عمّار قال: دخلت‏ على موسى بن جعفر عليهما السلام فجلست عنده، إذ استأذن عليه رجل خراساني، فكلّمه بكلام لم‏أسمع بمثله، كأنّه كلام الطير.

   قال إسحاق: فأجابه‏  عليه السلام بمثل هذا الكلام ‏وبلغته، إلى أن قضى وطره(467) من مسائله وخرج ‏من عنده، فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام!

   قال: هذا كلام قوم من أهل الصين، وليس كلّ‏ كلام أهل الصين مثله، ثمّ إنّه تعجّب من كلامي‏ بلغته، فقلت: هو موضع التعجّب.

   قال: أخبرك بما هو أعجب منه، إنّ الإمام ‏يعلم منطق الطير ومنطق كلّ ذي روح خلقه  الله ‏تعالى، وما يخفى على الإمام شي‏ء.(468)

---------------------------------------------

   1061/7 -  في الإرشاد للمفيد قدس سره وإعلام الورى ‏للطبرسي - صاحب مجمع البيان- : الحسن بن‏ محمّد، عن جدّه، عن غير واحد من أصحابه ‏ومشايخه أنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان ‏بالمدينة يؤذي أباالحسن موسى‏  عليه السلام ويسبّه إذا رآه ويشتم عليّاً  عليه السلام .

   فقال ]له[ بعض حاشيته(469) يوماً: دعنا نقتل‏هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي‏ وزجرهم ]أشدّ الزجر(470)]، وسأل عن العمري ‏فذكر أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب‏ إليه، فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري: لاتوطئ زرعنا.

   فتوطأه]أبوالحسن[  عليه السلام بالحمار، حتّى وصل ‏إليه، ونزل وجلس عنده، وباسطه وضاحكه‏وقال له: كم غرمت على زرعك هذا؟ قال: مائة دينار - إلى أن قال: - فأخرج له أبوالحسن‏ عليه السلام‏ صرّة فيها ثلاث مائة دينار، وقال: هذا زرعك‏ على حاله، و الله  يرزقك فيه ما ترجو.

   قال: فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح ‏عن فارطه(471)، فتبسّم إليه أبوالحسن ‏عليه السلام‏ وانصرف.

   قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري ‏جالساً، فلمّا نظر إليه قال:  الله  أعلم حيث يجعل‏ رسالته، قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا له: ما قضيّتك(472)؟ قد كنت تقول غير هذا.

   قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن،وجعل يدعو لأبي الحسن‏  عليه السلام  فخاصموه‏ وخاصمهم.

   فلمّا رجع أبوالحسن‏  عليه السلام إلى داره. قال ‏لجلسائه الّذين سألوه في قتل العمري: أيّما كان‏خيراً ما أردتم؟ أم ما أردت؟ إنّني أصلحت أمره‏ بالمقدار الّذي عرفتم وكفيت به شرّه.(473)

---------------------------------------------

   1062/8 -  في الخرائج للقطب الراوندي ‏قدس سره:روي عن ابن أبي حمزة قال: كنت عند أبي‏الحسن موسى‏  عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبشة اشتروا  له فتكلّم غلام منهم فكان ‏جميلاً بكلام، فأجابه موسى‏  عليه السلام  بلغته، فتعجّب ‏الغلام وتعجّبوا جميعاً وظنّوا أنّه لايفهم كلامهم.

   فقال له موسى عليه السلام: إنّي لأدفع إليك مالاً، فادفع إلى كلّ منهم ثلاثين درهماً فخرجوا وبعضهم يقول لبعض: إنّه أفصح منّا بلغاتنا(474)،وهذه نعمة من  الله  علينا.

   قال عليّ بن أبي حمزة: فلمّا خرجوا قلت: يابن رسول‏ الله ، رأيتك تكلّم هؤلاء الحبشيّين‏ بلغاتهم، قال: نعم. وأمرت ذلك الغلام من بينهم‏ بشي‏ء دونهم؟

   قال: نعم أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً،وأن يعطي كلّ واحد منهم في كلّ شهر ثلاثين‏درهماً، لأنّه لمّا تكلّم كان أعلمهم، فإنّه من أبناء ملوكهم، فجعلته عليهم وأوصيته بما يحتاجون‏ إليه، وهو مع هذا(475) غلام صدق.

   ثمّ قال: لعلّك عجبت من كلامي إيّاهم‏ بالحبشيّة؟ قلت: إي و الله .

   قال: لاتعجب فما خفي عليك من أمري ‏أعجب وأعجب، وما الّذي سمعته منّي إلّا كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة، أفترى هذا الّذي‏ يأخذه بمنقاره ينقص من البحر؟ والإمام بمنزلة البحر لاينفد ما عنده وعجائبه أكثر من عجائب‏ البحر.(476)

---------------------------------------------

   1063/9 -  روى أبوالفرج في مقاتل الطالبيّين: عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن يحيى بن‏ الحسن قال: كان موسى بن جعفر عليهما السلام إذا بلغه ‏عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرّة دنانير، وكانت‏ صراره ما بين الثلاث مائة إلى المائتين دينار فكانت صرار موسى مثلاً.(477)

---------------------------------------------

   1064/10 -  في أعلام الدين للديلمي: روي ‏عن أبي حنيفة أنّه قال: أتيت الصادق‏  عليه السلام لأسأله‏ عن مسائل فقيل لي: إنّه نائم فجلست أنتظر انتباهه.

   فرأيت غلاماً خماسيّاً أو سداسيّاً جميل‏المنظر ذا هيبة وحسن سمت فسألت عنه، فقالوا:هذا موسى بن جعفر عليهما السلام فسلّمت عليه وقلت له: يابن رسول‏ الله  ما تقول في أفعال العباد ممّن ‏هي؟

   فجلس ثمّ تربّع وجعل كمّه الأيمن على ‏الأيسر وقال: يا نعمان، قد سألت فاسمع، وإذا سمعت فعه(478) وإذا وعيت فاعمل، إنّ أفعال العباد لاتعدو من ثلاث خصال: إمّا من  الله  على انفراده، أو من  الله  والعبد شركة، أو من  العبد بانفراده.

   فإن كانت من  الله  على انفراده  فما باله سبحانه ‏يعذّب عبده على ما لم يفعله مع عدله ورحمته‏ وحكمته، وإن كانت من  الله  والعبد شركة فما بال ‏الشريك القويّ يعذّب شريكه على ما قد شركه ‏فيه وأعانه عليه.

   قال: استحال الوجهان يا نعمان؟ فقال: نعم. فقال له: فلم يبق إلّا أن يكون من العبد على ‏انفراده، ثمّ أنشأ  عليه السلام يقول:

لم تخل أفعالنا الّتي نذمّ بها

إحدى ثلاث خصال حين نبديها

إمّا تفرّد بارئنا بصنعتها

فيسقط اللوم عنّا حين نأتيها

أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما كان يلحقنا من لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها

ذنب فما الذنب إلّا ذنب جانيها(479)

---------------------------------------------

   1065/11 -  قال العلّامة المحدّث المجلسي‏ قدس سره: رأيت في بعض مؤلّفات‏ أصحابنا: روي أنّ الرشيد لعنه  الله  لمّا أراد أن يقتل ‏الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام عرض قتله على سائر جنده وفرسانه فلم يقبله أحد منهم.

   فأرسل إلى عمّاله في بلاد الأفرنج يقول لهم: التمسوا لي قوماً لايعرفون الله ورسوله فإنّي اُريد أن أستعين بهم على أمر، فأرسلوا إليه قوماً لايعرفون من الإسلام ولا من لغة العرب شيئاً وكانوا خمسين رجلاً.

   فلمّا دخلوا إليه أكرمهم وسألهم  من ربّكم؟ومن نبيّكم؟ فقالوا: لانعرف لنا ربّاً، ولا نبيّاً أبداً، فأدخلهم البيت الّذي فيه الإمام‏  عليه السلام ليقتلوه،والرشيد ينظر إليهم من روزنة البيت.

   فلمّا رأوه رموا أسلحتهم وارتعدت ‏فرائصهم، وخرّوا سُجّداً يبكون رحمة له، فجعل‏ الإمام   عليه السلام يمرّ يده على رؤوسهم ويخاطبهم‏ بلغتهم وهم يبكون.

   فلمّا رأى الرشيد خشي الفتنة وصاح بوزيره ‏أخرجهم، فخرجوا وهم يمشون القهقرى إجلالاًله، وركبوا خيولهم ومضوا نحو بلادهم من غير استيذان.(480)

---------------------------------------------

   1066/12 -  في الكافي: أحمد بن مهران وعليّ‏ بن إبراهيم جميعاً، عن محمّد بن عليّ، عن ‏الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن‏ إبراهيم قال: كنت عند أبي الحسن موسى‏  عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض.

   فقال له النصراني: ]إنّي(481)] أتيتك من بلد بعيدوسفر شاقّ، وسألت ربّي منذ ثلاثين سنة أن ‏يرشدني إلى خير الأديان وإلى خير العباد وأعلمهم، وأتاني آت  في النوم فوصف لي رجلاً بعليا دمشق، فانطلقت حتّى أتيته فكلّمته، فقال:أنا أعلم أهل ديني وغيري أعلم  منّي.

   فقلت: أرشدني إلى من هو أعلم منك فإنّي لا أستعظم السفر ولاتبعد عليّ الشقّة، ولقد قرأت ‏الإنجيل كلّها ومزامير داود، وقرأت أربعة أسفار من التوراة، وقرأت ظاهر القرآن حتّى استوعبته‏ كلّه.

   فقال لي العالم: إن كنت تريد علم النصرانيّة فأنا أعلم العرب والعجم بها، وإن كنت تريد علم‏ اليهود فباطي بن شرحبيل(482) السامري أعلم‏ الناس بها اليوم، وإن كنت تريد علم الإسلام ‏وعلم التوراة وعلم الإنجيل والزبور وكتاب هود وكلّما اُنزل على نبيّ من الأنبياء في دهرك ودهر غيرك، وما نزل من السماء من خير(483) فعلمه‏ أحد، أو لم يعلم به أحد فيه تبيان كلّ شي‏ء وشفاء للعالمين، وروح لمن استروح إليه، وبصيرة لمن أراد  الله  به خيراً، واُنس إلى الحقّ ‏فأرشدك إليه، فأته ولو ماشياً(484) على رجليك، فإن لم تقدر فحبواً على ركبتيك، فإن لم تقدر فزحفاً على إستك فإن لم تقدر فعلى وجهك.

   فقلت: لا، بل أنا أقدر على المسير في البدن‏ والمال، قال: فانطلق من فورك حتّى تأتي يثرب، فقلت: لا أعرف يثرب.

   فقال: فانطلق حتّى تأتي مدينة النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم‏ الّذي بعث في العرب، وهو النبيّ العربيّ ‏الهاشميّ فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك‏ النجّار وهو عند باب مسجدها، وأظهر بزّة النصرانيّة وحليتها، فإنّ واليها يتشدّد عليهم،والخليفة أشدّ. ثمّ تسأل عن بني عمرو بن مبذول‏ وهو ببقيع الزبير، ثمّ تسأل عن موسى بن‏ جعفر عليهما السلام وأين منزله؟ وأين هو؟ مسافر أم‏ حاضر؟ فإن كان مسافراً فالحقه فإنّ سفره أقرب‏ ممّا ضربت إليه، ثمّ أعلمه أنّ مطران عليا الغوطة- غوطة دمشق - هو الّذي أرشدني إليك، وهو يقرؤك السلام كثيراً ويقول لك: إنّي لاُكثر مناجات ربّي أن يجعل إسلامى على يديك، فقصّ هذه القصّة وهو قائم معتمد على عصاه.

   ثمّ قال: إن أذنت لي يا سيّدي كفّرت لك‏وجلست، فقال: آذن لك أن تجلس ولا آذن لك‏ أن تكفّر، فجلس ثمّ ألقى عنه برنسه، ثمّ قال :جعلت فداك، تأذن لي في الكلام؟ قال : نعم ما جئت إلّا له.

   فقال له النصراني: اُردد على صاحبي السلام ‏أو ما تردّ السلام؟ فقال: أبوالحسن‏ عليه السلام: على ‏صاحبك أن هداه  الله ، فأمّا التسليم فذاك إذا صارفي ديننا. فقال النصراني: إنّي أسألك أصلحك‏ الله ، قال: سل.

   قال: أخبرني عن كتاب  الله  ]تعالى[ الّذي‏ اُنزل على محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم ونطق به، ثمّ وصفه بما وصفه به فقال: «حم × وَالْكِتابِ الْمُبينِ × إنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إنَّا كُنّا مُنْذِرينَ × فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ»(485) ما تفسيرها في الباطن؟

   فقال: أمّا «حم» فهو محمّدصلى  الله  عليه وآله وسلم، وهو في‏ كتاب هود الّذي اُنزل عليه وهو منقوص ‏الحروف، وأمّا «الكِتابُ المُبين» فهو أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام، وأمّا «الليلة» ففاطمة عليها السلام، وأمّا قوله: «فيها يُفْرَق كُلّ أمْرٍ حَكيمٍ» يقول: يخرج منها خير كثير، فرجل ‏حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم.

   فقال الرجل: صف لي الأوّل والآخر من ‏هؤلاء الرجال.

   قال: إنّ الصفات تشتبه، ولكن الثالث من‏ القوم أصف لك ما يخرج من نسله وإنّه عندكم ‏لفي الكتب الّتي نزلت عليكم، إن لم تغيّروا وتحرّفوا وتكفروا، وقديماً ما فعلتم.

   فقال له النصراني: إنّي لا أستر عنك ما علمت، ولا اُكذّبك وأنت تعلم ما أقول في صدق‏ ما أقول وكذبه، والله  لقد أعطاك الله من فضله، وقسم عليك من نعمه ما لايخطره الخاطرون، ولايستره الساترون، ولايكذب فيه من كذب، فقولي لك في ذلك الحقّ كلّما ذكرت فهو كماذكرت.

   فقال له أبو إبراهيم ‏عليه السلام: أعجلك أيضاً خبراً لايعرفه إلّا قليل ممّن قرأ الكتب، أخبرني ما اسم‏ اُمّ مريم؟ وأيّ يوم نفخت فيه مريم؟ ولِكَم من‏ ساعة من النهار؟ وأيّ يوم وضعت مريم فيه ‏عيسى ‏عليه السلام؟ ولِكَم من ساعة من النهار؟

   فقال النصراني: لا أدري.

   فقال أبوإبراهيم‏ عليه السلام: أمّا اُمّ مريم فاسمها مرثا، وهي وهيبة بالعربيّة، وأمّا اليوم الّذي حملت فيه ‏مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الّذي‏ هبط فيه الروح الأمين، وليس للمسلمين عيد كان ‏أولى منه، عظّمه  الله  تبارك وتعالى، وعظّمه ‏محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم فأمر أن يجعله عيداً فهو يوم ‏الجمعة.

   وأمّا اليوم الّذي ولدت فيه مريم فهو يوم ‏الثلاثاء لأربع ساعات ونصف من النهار.

   والنهر الّذي ولدت عليه مريم عيسى‏  عليه السلام هل‏ تعرفه؟ قال: لا.

   قال: هو الفرات وعليه شجر النخل والكرم، وليس يساوي بالفرات شي‏ء للكروم والنخيل.

   فأمّا اليوم الّذي حجبت فيه لسانها ونادى ‏قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه، وأخرجوا آل ‏عمران لينظروا إلى مريم، فقالوا لها: ما قصّ  الله ‏عليك في كتابه وعلينا في كتابه، فهل فهمته؟ فقال: نعم وقرأته اليوم الأحدث. قال: إذاً لاتقوم ‏من مجلسك حتّى يهديك الله .

   قال النصراني: ما كان إسم اُمّي بالسريانيّة وبالعربيّة؟

   فقال‏ عليه السلام: كان اسم اُمّك بالسريانيّة عنقاليّة، وعنقورة كان اسم جدّتك لأبيك، وأمّا إسم اُمّك‏ بالعربيّة فهوميّة، وأمّا اسم أبيك فعبدالمسيح، وهو عبد الله  بالعربيّة وليس للمسيح عبد.

   قال: صدقت وبررت، فما كان إسم جدّي؟

   قال: كان اسم جدّك جبرئيل، وهوعبدالرحمان سمّيته في مجلسي هذا.

   قال: أما أنّه كان مسلماً.

   قال أبوابراهيم ‏عليه السلام: نعم وقتل شهيداً، دخلت‏ عليه أجناد  فقتلوه في منزله غيلة والأجناد من‏ أهل الشام.

   قال: فما كان اسمي قبل كنيتي؟

   قال: كان إسمك عبدالصليب. قال: فما تسمّيني؟ قال: اُسمّيك عبد الله .

   قال: فإنّي آمنت بالله  العظيم وشهدت أن لا إله‏ إلّا  الله  وحده لا شريك له، فرداً صمدا، ليس كما يصفه النصارى، وليس كما يصفه اليهود، ولاجنس من أجناس الشرك.

   وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله‏ بالحقّ فأبان به لأهله وعمي المبطلون، وأنّه كان ‏رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم إلى الناس كافّة إلى الأحمر والأسود كلّ فيه مشترك فأبصر من أبصر،واهتدى من اهتدى، وعمي المبطلون، وضلّ ‏عنهم ما كانوا يدّعون.

   وأشهد أنّ وليّه نطق بحكمته، وأنّ من كان ‏قبله من الأنبياء نطقوا بالحكمة البالغة، وتوازروا على الطاعة للَّه، وفارقوا الباطل وأهله، والرجس‏ وأهله، وهجروا سبيل الضلالة، ونصرهم  الله ‏بالطاعة له، وعصمهم من المعصية، فهم للَّه ‏أولياء، وللدين أنصار، يحثون على الخير،ويأمرون به، آمنت بالصغير منهم والكبير ومن‏ ذكرت منهم ومن لم أذكر، وآمنت بالله  تبارك‏وتعالى ربّ العالمين.

   ثمّ قطع زنّاره وقطع صليباً كان في عنقه من‏ذهب، ثمّ قال: مرني حتّى أضع صدقتي حيث‏ تأمرني.

   فقال ‏عليه السلام: هاهنا أخ لك كان على مثل دينك،وهو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة، وهو في ‏نعمة كنعمتك فتواسيا وتجاورا، ولست أدع أن‏ اُورد عليكما حقّكما في الإسلام.

   فقال: و الله  أصلحك  الله ، إنّي لَغنيّ ولقدتركت ثلاث مائة طروق بين فرس وفرسة،وتركت ألف بعير، فحقّك فيها أوفر من حقّي.

   فقال له: أنت مولى  الله  ورسوله وأنت في حدّ نسبك على حالك، فحسن إسلامه وتزوّج امرأة من بني فهر، وأصدقها أبو إبراهيم‏  عليه السلام خمسين‏ ديناراً من صدقة عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام، وأخدمه‏ وبوّاه وأقام حتّى اُخرج أبوإبراهيم‏  عليه السلام  فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة.(486)

   بيان: ]قال العلّامة المجلسي ‏رحمه  الله [: «العريض» - كزبير - : واد بالمدينة، و«عليا دمشق»: أعلاها،و«الشقّة»: السفر الطويل، و«السامرة»: قوم من‏اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم، «فعلمه‏أحد» أي غير الإمام، أو لم يعلم به أحد غيره، ويحتمل التعميم  بناء على ما يلقى إلى الإمام من‏ العلوم الدائبة.

   ]قوله:[ «فيه تبيان كلّ شي‏ء» الضمير راجع‏ إلى الإمام‏ عليه السلام، ويحتمل رجوعه إلى ما نزل،و«الروح» - بالفتح - : الرحمة، و«الاسترواح» :طلب الروح، وتعديته بإلى بتضمين معنى التوجّه ‏والاصغاء، و«الحبو»: المشي  باليدين والرجلين،و«الزحف»: الإنسحاب على الاست، «فعلى‏وجهك»: أي بأن تجرّ نفسك على الأرض‏ مكبوباً على وجهك، و«هو» كأنّ الضمير راجع‏ إلى مصدر تسأل.

   و«البِزَة» - بالكسر - : الهيئة، و«الحلية» - بالكسر - : الصفة، وضمير «عليهم» راجع إلى من ‏يبعثه لطلبه وشيعته، «ممّا ضربت»: أي سافرت ‏من بلدك إليه و«مطران النصارى» - بالفتح، وقدتكسر - : لقب للكبير والهِمّ منهم.

   و«الغوطة» - بالضمّ - : مدينة دمشق أو كورتها، و«التكفير»: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يكفّر العلج  للدهاقين يضع يده على صدره ويتطأطأله، وكان إلقاء البرنس للتعظيم كما هو دأبهم‏ اليوم.

   «أو ما تردّ»: الترديد من الراوي، والهمزة للإستفهام الإنكارى، والواو للعطف وكأنّه أظهر،«على صاحبك أن هداه  الله» : الظاهر كون أن‏ بالفتح أي: نردّ  أو ندعو على صاحبك أن يهديه‏ الله  إلى الإسلام، ويمكن أن يقرأ بالكسر أي: نسلّم عليه بشرط الهداية لا مطلقاً، أو بعدها لا في الحال.

   «ثمّ وصفه» أي الربّ تعالى الكتاب بما وصفه ‏به من كونه مبيّناً، وكونه منزلاً في ليلة مباركة،«وهو في كتاب هود» أي إسمه فيه كذلك.

   «وهو منقوص الحروف» أي: نقص منه‏ حرفان الميم الأوّل والدال.

   وأمّا التعبير عن فاطمة عليها السلام بالليلة، فباعتبار عفافها ومستوريّتها عن الخلائق صورة ورتبة،«يخرج منها» بلا واسطة وبها، «خير»: بالتخفيف‏ أو بالتشديد.

   ]أقول:[ هذا بطن الآية لدلالة الظهر عليه ‏بالالتزام، إذ  نزول القرآن في ليلة القدر إنّما هو لهداية الخلق وإرشادهم إلى شرائع الدين‏وإقامتهم على الحقّ إلى انقضاء الدنيا، ولايتأتّى ‏ذلك إلّا بوجود إمام في كلّ عصر يعلم جميع مايحتاج إليه الخلق، وتحقّق ذلك بنصب‏ أميرالمؤمنين‏  عليه السلام وجعله مخزناً لعلم القرآن لفظاً ومعنىً وظهراً وبطناً، ليصير مصداقاً للكتاب‏المبين، ومزاوجته مع سيّدة النساء ليخرج منهما الأئمّة الهادون إلى يوم الدين، فظهر أنّ الظهروالبطن متطابقان ومتلازمان.

   «صف لي»: كأنّ مراده التوصيف بالشمائل،«فإنّ الصفات تشتبه» أي: تتشابه لاتكاد تنتهي ‏إلى شي‏ء تسكن إليه النفس، «ما يخرج من نسله» أي: القائم‏  عليه السلام أو الجميع واستعمل «ما» في‏موضع «من»، و«قديماً»: ظرف لفعلتم، و«ما»:للإبهام، «في صدق ما أقول» أي: من جهة صدق‏ ما أقول وكذبه، أو في جملة صادقة وكاذبة.

   «ما لايخطره الخاطرون» ]بتقديم المعجمة على المهملة[ أي: ما لايخطر ببال أحد، لكن في‏ الإسناد توسّع، لأنّ الخاطر هو الّذي يخطر بالبال، ولذا قرأ بعضهم بالعكس أي: بتقديم ‏المهملة على المعجمة بمعنى: لايمنعه المانعون، «ولايستره الساترون» أي: لا يقدرون على ستره‏ لشدّة وضوحه.

   «ولايكذب فيه من كذب» بالتخفيف فيهما أو بالتشديد فيهما، أو بالتشديد في الأوّل‏ والتخفيف في الثاني، أو بالعكس والأوّل أظهر، فيحتمل وجهين:

   الأوّل: أنّ المعنى: من أراد أن يكذب فيما أنعم  الله  عليك وينكره لا يقدر عليه لوضوح‏ الأمر، ومن أنكر فباللسان دون الجنان نظير قوله ‏تعالى: «لا رَيْبَ فيهِ»(487) أي: ليس محلاًّ للريب.

   والثاني: أن يكون المراد أنّه كلّ من يزعم أنّه‏ يفرط في مدحك فليس بكاذب بل مقصّر عمّا تستحقّه من ذلك.

   «نفخت» على المجهول أي: نفخ  فيها، «فيه» قال الجوهري: نفخ فيه ونفخه أيضا لغة.

   قوله: «فاسمه مرثا»، وفي بعض الروايات: أنّ ‏إسمها حنة، كما في القاموس فيمكن أن يكون‏ أحدهما إسماً والآخر لقباً، أو يكون أحدهما موافقاً للمشهور بين أهل الكتاب.

   «وهو اليوم الّذي هبط» أي: إلى مريم للنفخ،أو إلى الرسول ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم للبعثة، أو أوّلاً إلى الأرض. «حجبت فيه لسانها» أي: منعت عن الكلام لصوم‏ الصمت  «اليوم الأحدث» أي: هذا اليوم، فإنّ ‏الأيّام السالفة بالنسبة إليه قديمة.

   «وبررت» أي: في تسميتك إيّاه بعبد الله ، أو صدقت فيما سألت وبررت في إفادة ما لم أسأل، لأنّه‏  عليه السلام تبرّع بذكر إسم جدّته وأبيه.

   «سمّيته» على صيغة المتكلّم أي: كان إسمه ‏جبرئيل وسمّيته أنا في هذا المجلس‏ عبدالرحمان بناءاً على مرجوحيّة التسمية بإسم‏ الملائكة، أو بالخطاب بأن يكون إسم جدّه ‏جبرئيل وسمّاه في نفسه في هذا المجلس ‏عبدالرحمان طلباً للمعجزة، والأوّل أظهر.

   «غيلة» - بالكسر - أي: فجأة وبغتة، «قبل‏كنيتي»: كأنّه كان له إسم  قبل الكنية ثمّ كنّى ‏واشتهر بها، فسأل عن الإسم المتروك لمزيد اليقين، «فأبان به» : ضمير «به» للحقّ، والباء لتقوية التعدية، «والأحمر والأسود»: العجم‏ والعرب، أو الإنس والجنّ.

   والمراد «بوليّه»: أبوالحسن‏ عليه السلام، أوأميرالمؤمنين عليه السلام، أو كلّ أوصيائه ‏عليهم السلام. «صدّقتي» كأنّ المراد بها الصليب الّذي كان في عنقه أراد أن‏ يتصدّق بذهبه ويحتمل الأعمّ، «وهو في نعمة» أي الهداية إلى الإسلام بعد الكفر، «حقّكما» أي: من الصدقات.

   والمراد «بالطروق» ]هنا[: ما بلغ حدّ الطرق ‏ذكراً كان أو اُنثى، «فحقّك فيها» أي: الخمس، أو بناء على أنّ الإمام‏  عليه السلام أولى بالمؤمنين من‏أنفسهم، «أنت مولى  الله  ]ورسوله[» أي:معتقهما، لأنّه بهما اُعتق من النار، ويحتمل أن‏ يكون بمعنى الوارد على قبيلة لم يكن منهم أوالناصر، «وأنت في حدّ نسبك» أي: لا يضرّ ذلك ‏في نسبك ومنزلتك.

---------------------------------------------

   1067/13 -  في بصائر الدرجات للشيخ الجليل‏ محمّد بن الحسن الصفّار القمي: الهيثم النهدي،عن إسماعيل بن سهل، عن ابن أبي عمير، عن ‏هشام بن سالم قال: دخلت على عبد الله  بن‏جعفر وأبوالحسن‏  عليه السلام  في المجلس قدّامه مرآة وآلتها مردّى(488) بالرداء موزّراً.

   فأقبلت على عبد الله  فلم اُسائله(489) حتّى جرى‏ ذكر الزكاة فسألته فقال: تسألني عن الزكاة؟! من‏كانت عنده أربعون درهماً ففيها درهم.

   قال: فاستشعرته وتعجّبت منه، فقلت له:أصلحك  الله ، قد عرفت مودّتي لأبيك وانقطاعي‏ إليه، وقد سمعت منه كتباً فتحبّ(490) أن آتيك بها؟

   قال: نعم، بنو أخ ائتنا.

   فقمت مستغيثاً برسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فأتيت القبر فقلت: يا رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم، إلى من؟ إلى القدريّة،إلى الحروريّة، إلى المرجئة، إلى الزيديّة؟

   قال: فإنّي كذلك، إذ أتاني غلام صغير دون‏ الخمس، فجذب ثوبي فقال لي: أجب، قلت: من؟ قال: سيّدي موسى بن جعفر عليهما السلام.

   فدخلت إلى صحن الدار فإذا هو في بيت‏ وعليه كلّة. فقال: يا هشام، قلت: لبيّك، فقال لي:لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولكن إلينا ثمّ‏ دخلت عليه.(491)

   أقول: المراد بالاستشعار النظر إليه على وجه ‏التعجّب. والكلّة - بالكسر - : الستر الرقيق يخاطك البيت يتوقّى به من البقّ.

---------------------------------------------

   1068/14 -  في تفسير فرات: جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً عن الحسين بن عبد الله  بن‏جندب قال:

   خرج إلينا صحيفة فذكر أنّ أباه كتب إلى أبي‏ الحسن‏ عليه السلام: جعلت فداك، إنّي قد كبرت‏ وضعفت وعجزت عن كثير ممّا كنت أقوى عليه‏ فاُحبّ جعلت فداك أن تعلّمني كلاماً يقرّبني ‏بربّي ويزيدني فهماً وعلماً.

   فكتب إليه: قد بعثت إليك بكتاب فأقرأه‏ وتفهمه، فإنّ فيه شفاء لمن أراد  الله  شفاه، وهدى ‏لمن أراد  الله  هداه، فأكثر من ذكر «بسم  الله ‏الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا بالله  العليّ‏العظيم» واقرأها على صفوان وآدم(492).

   قال عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام: إنّ محمّدا صلى  الله  عليه وآله وسلم‏ كان أمين  الله  في أرضه، فلمّا انقبض(493) محمّداً صلى  الله  عليه وآله وسلم كنّا أهل البيت اُمناء  الله  في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون] معروفون(494)] بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ  الله ‏الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا، ويدخلون‏ مداخلنا، ليس على ملّة إبراهيم خليل  الله (495) غيرناوغيرهم.

   إنّا يوم القيامة آخذون(496) بحجزة نبيّنا، ونبيّنا آخذ بحجزة ربّه، وإنّ الحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا(497)، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا، والجاحد لولايتنا كافر والمتّبع لولايتنا(498)وتابع أوليائنا مؤمن، لايحبّنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، من مات وهو محبّنا كان حقّاً على  الله  أن ‏يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، ونور لمن اقتدى‏بنا، من رغب عنّا ليس منّا، ومن لم يكن معنا فليس من الإسلام في شي‏ء.

   بنا فتح  الله  ]الدين(499)]، وبنا يختمه، وبنا أطعمكم  الله  عشب(500) الأرض، وبنا أنزل  الله ‏عليكم قطر السماء، وبنا آمنكم  الله  من الغرق في‏ بحركم، ومن الخسف في برّكم، وبنا  نفعكم  الله ‏في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعندالصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان.

   إنّ مثلنا في كتاب  الله  كمثل المشكاة، والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة «فيها مِصْباحٌ» والمصباح هو محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم، «المِصْباحُ ‏في زُجاجَةٍ» نحن «الزُجاجَةُ كأنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيّ‏ يُوقَدُ مِن شَجَرةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلاغَرْبِيَّةٍ» لا منكرة ولا دعيّة «يَكادُ زَيْتُها» نور]ها(501)] «يُضي‏ءُ وَلَوْ لَم تَمْسَسْهُ نارٌ» نور القرآن(502) «نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِى  الله  لِنُورِهِ»]لولايتنا[ «مَن يَشاء وَ الله  بِكُلِّ شَي‏ءٍ عَليمٌ»(503)،بأن يهدي(504) من أحبّ لولايتنا.

   حقّاً على  الله  أن يبعث وليّنا مشرقاً وجهه، نيّراً برهانه، عظيما عند  الله  حجّته و]حقّاً على  الله ‏أن(505)] يجي‏ء عدوّنا يوم القيامة مسودّاً وجهه، مدحضة عند  الله  حجّته، وحقّ  على  الله  أن يجعل‏ وليّنا رفيق النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً(506).

   ]وحقّ على  الله  أن يجعل عدوّنا رفيقاً للشياطين والكافرين وبئس اُولئك رفيقاً، و(507)لشهيدنا  فضل على الشهداء ]غيرنا(508)] بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا على شهيد غيرنا سبع ‏درجات.

   فنحن النجباء، ونحن ]أفراط الأنبياء(509)]،ونحن أبناء الأوصياء ]ونحن خلفاء الأرض(510)]،ونحن أولى الناس بالله ، ونحن المخصوصون‏ في كتاب  الله  ونحن أولى الناس بدين  الله .

   ونحن الّذين شرع  الله  لنا دينه فقال  الله : «شَرَعَ ‏لَكُمْ مِنَ الدّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذي أَوْحَيْنا إلَيْكَ» يا محمّد «وَما وَصَّيْنا بِهِ إبْراهيمَ وَمُوسى‏ وَعيسى» فقد علمنا وبلّغنا ما علمنا ]واستودعنا علمهم(511)].

   ونحن ورثة الأنبياء، ونحن ذريّة اُولي العزم‏ من الأنبياء(512) «أَنْ أَقيمُوا الدّينَ» بآل ‏محمّد عليهم السلام(513) «وَلاتَتَفَرَّقُوا فيهِ» وكونوا على‏ جماعتكم «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكينَ» من أشرك‏ بولاية عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام «ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» من ولاية عليّ‏  عليه السلام إنَّ « الله » يا محمّد «يَجْتَبي ‏إِلَيْهَ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدي إِلَيْهِ مَنْ يُنيبُ» (514) ]قال:(515)من يجيبك إلى ولاية عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.(516)

   1069/15 -  من كتاب السيّد حسن بن كبش: مرفوعاً إلى سماعة قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام:إذا كان لك يا سماعة عند  الله  حاجة فقل:

   « اللهمّ  إنّي أسألك بحقّ محمّد وعليّ عليهماالسلام فإنّ لهما عندك شأناً من الشأن وقدراً من ‏القدر، فبحقّ ذلك الشأن، وبحقّ ذلك القدر أن‏ تصلي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا».

   فإنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولانبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن  الله  قلبه للإيمان إلّا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم.(517)

---------------------------------------------

   1070/16 -  في بصائر الدرجات: الحسين بن ‏محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد بن عبد الله ،عن بشير، عن عثمان بن مروان، عن سماعة ]بن‏مهران[ قال: كنت عند أبي الحسن‏  عليه السلام فأطلت‏ الجلوس عنده فقال: أتحبّ أن ترى أبا عبد الله ‏عليه السلام؟

   فقال: وددت و الله ، فقال: قم وادخل ذلك‏ البيت، فدخلت البيت فإذا هو أبو عبدالله ‏عليه السلام ‏قاعد.(518)

---------------------------------------------

   1071/17 -  في كتاب صفات الشيعة للشيخ ‏الصدوق‏ قدس سره: حدّثنا أبي ‏رحمه  الله ، عن عبد الله  بن جعفر، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران قال: سمعت أباالحسن‏  عليه السلام يقول:

   من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنّهم منّا، خلقوا من طينتنا، من أحبّهم‏ فهو منّا، ومن أبغضهم فليس منّا.

   ]شيعتنا [ينظرون بنور الله ، ويتقلّبون في ‏رحمة الله ، ويفوزون بكرامة الله .

   ما من أحد من شيعتنا يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولا اغتمّ إلّا اغتممنا لغمّه، ولايفرح إلا  ‏فرحنا لفرحه، ولايغيب عنّا أحد من شيعتنا أين‏كان في الأرض شرقها أو غربها(519)، ومن ترك من‏ شيعتنا ديْناً فهو علينا، ومن ترك منهم مالاً فهو لورثته.

   شيعتنا الّذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجّون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان، ويوالون أهل البيت ‏عليهم السلام، ويتبرّؤون من‏أعدائهم، اولئك أهل الإيمان والتقى، وأهل‏ الورع والتقوى، من ردّ عليهم  فقد ردّ على  الله ، ومن طعن عليهم فقد طعن على  الله ، لأنّهم عباد الله  حقّاً وأولياؤه صدقاً.

   و الله  إنّ أحدهم  ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفّعه  الله  تعالى فيهم لكرامته على  الله  تعالى.(520)

---------------------------------------------

   1072/18 -  في الإختصاص المنسوب ‏للمفيد قدس سره: أبوالفرج، عن أبي سعيد سهل بن‏ زياد، عن رجل، عن عبد الله  بن جبلة، عن أبي ‏المعزا، عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته ‏يقول:

   من كانت له إلى  الله  حاجة وأراد أن يرانا وأن ‏يعرف موضعه من  الله (521) فليغتسل ثلاث ليال‏ يناجي بنا فإنّه يرانا ويغفر له بنا ولايخفى عليه ‏موضعه.

   قلت: سيّدي، فإنّ رجلاً رآك في منامه وهو يشرب النبيذ.

   قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه، إنّما يفسد عليه تركنا وتخلّفه عنّا، إنّ أشقى أشقياءكم من‏ يكذّبنا في الباطن بما يخبر عنّا، يصدّقنا(522) في‏الظاهر ]ويكذّبنا في الباطن(523)].

   نحن أبناء نبيّ‏ الله ، وأبناء رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم، وأبناء أميرالمؤمنين ‏عليه السلام، وأحباب ربّ العالمين، نحن مفتاح الكتاب، ]فبنا[ نطق العلماء، ولولا ذلك لخرسوا، نحن رفعنا المنار وعرّفنا القبلة، نحن حجر البيت في السماء والأرض، بنا غفر لآدم، وبنا ابتلي أيّوب، وبنا افتقد يعقوب، وبنا حبس يوسف، وبنا دفع(524) البلاء، وبنا أضاءَت ‏الشمس.

   نحن مكتوبون على عرش ربّنا، مكتوبون:(525)محمّد خير النبيّين، وعليّ سيّد الوصيّين، وفاطمة سيّدة نساء العالمين، أنا خاتم الأوصياء، أنا طالب الباب، أنا صاحب صفّين، أنا المنتقم‏ من أهل البصرة، أنا صاحب كربلاء.

   من‏أحبّنا وتبرّأ من‏ عدوّنا كان‏ معنا،وممّن ‏في ‏الظلّ ‏الممدود والماء المسكوب.

   والحديث طويل وفي آخره: إنّ  الله  اشترك(526) بين الأنبياء والأوصياء في العلم والطاعة.(527)

---------------------------------------------

   1073/19 -  وفيه: حدّثنا جعفر بن الحسين ‏المؤمن رحمه  الله  عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن ‏الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد،عن حمّاد بن عيسى قال: دخلنا(528) على أبي‏ الحسن الأوّل‏  عليه السلام فقلت له: جلعت فداك، ادع  الله ‏لي أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ ‏في كلّ سنة.

   فقال:  اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ ‏خمسين سنة.

   قال حمّاد: فلمّا اشترط خمسين سنة علمت‏ أنّي لا أحجّ أكثر من خمسين سنة، قال حمّاد: وحججت ثمان وأربعين حجّة وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذه خادمتي  قد رزقت كلّ ذلك.

   فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين تمام الخمسين، ثمّ خرج بعد الخمسين حاجّاً  فزامل(529) أبا العباس‏ النوفلي القصير، فلمّا صار في الموضع الإحرام‏ دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرّقه الماء رحمه  الله ‏وأباه قبل أن يحجّ زيادة على خمسين، عاش إلى‏ وقت الرضا  عليه السلام وتوفّي سنة تسع ومائتين، وكان ‏من جهينة.(530)

----------------------------------------

444) الكتّاب: موضع التعليم.

445) في قرب الإسناد والبحار: ثمّ.

446) آل عمران: 34.

447) قرب الإسناد: 334 ح 1237، عنه البحار: 24/48ح 40، وأورد ابن شهراشوب في المناقب: 293/4 (قطعه منه)، عنه البحار: 58/48 ح 68 مع اختلاف‏ يسير في الألفاظ، وأورده في الخرائج: 653/2 ح5 باختلاف.  

448) في الثاقب: بجمع حطب كثير.

449) في الخرائج: يحدّث القوم.

450) الثاقب في المناقب: 137 ح1، وأورده في الصراط المستقيم: 189/2 ح2 بإختصار، الخرائج: 308/1 ح2 (نحوه)، عنه البحار: 67/48 ح 89.

451) في المصدر: وأنا أسبر ذلك. أسبره، سبره: خَبَره ‏ليعرف ماعنده.

452) نَبلَ نُبْلاً ونَبالة: عظم وشرف.  

453) في المصدر: ومساقط.  

454) في المصدر: فغر.

455) آل عمران: 34.

456) الثاقب في المناقب: 171 ح1، وأورد ابن شهراشوب ‏في المناقب: 314/4 (نحوه)، عنه البحار: 106/48ضمن ح8.  

457) الجَلَبَة: الصياح والصَخَب.

458) في الأصل والمصدر: فقال: من ملّاحنا يحبس‏و ملاحهم، وما أثبتناه من البحار.

459) الفوطة: ثوب قصير غليظ يتّخذ مئزراً.  

460) في المصدر: فجاء بها.

461) ليلة ظلماء حَنْدَس: شديدة الظلمة، والجمع:الحنادس.

462) في المصدر: الطاهرين.

463) الثاقب في المناقب: 459 ح5، وأورد الإربلي في‏ كشف الغمّة: 239/2 (نحوه)، عنه البحار: 29/48ح2.  

464) نعى فلاناً نعياً: أذاع خبر موته.

465) في الخرائج: أكان.

466) الثاقب في المناقب: 461 ح8، وأورده الراوندي في ‏الخرائج: 310/1 ح3، عنه البحار: 68/48 ح 90.

467) الوَطَر: الحاجة.

468) الثاقب في المناقب: 462 ح9، وأورد الراوندي في‏ الخرائج: 313/1 ح6، مع اختلاف يسير، عنه البحار:70/48 ح 94.  

469) في الإرشاد: بعض جلسائه.

470) من الإرشاد.

471) الفارط: السابق المتقدّم.

472) في الإرشاد وإعلام الورى: قصّتك.

473) الإرشاد للمفيد: 297، إعلام الورى: 26/2 و 27،عنهما البحار: 102/48 ح 7.

474) في المصدر: بلغتنا.

475) في المصدر: مع ذلك.

476) الخرائج: 312/1 ح5، عنه البحار: 70/48 ح 93 و100 ح4.

477) مقاتل الطالبيّين: 413، عنه البحار: 104/48 ذ ح7.

478) وَعَى الحديث: حفظه وفهمه.

479) أعلام الدين: 318، عنه البحار: 175/48 ح 18.

480) البحار: 249/48 ذح 57.

481) ليس في المصدر.

482) في المصدر: شراحيل.                     

483) في ‏المصدر: وما أنزل‏ من ‏السماء من‏ خبر.

484) في المصدر: مشياً.

485) الدخان: 4 - 1.

486) الكافي: 478/1 ح4، عنه البحار: 85/48 ح 106.

487) البقرة: 2.

488) في‏ المصدر: فردى.

489) في المصدر: فلم أسأله، وفي البحار: فلم أزل اُسائله.

490) في المصدر: أفتحبّ.

491) بصائر الدرجات: 250 ح1، عنه البحار: 50/48 ح44.

492) في البحار: قال أبو الطاهر: آدم كان إسم رجل من ‏أصحاب صفوان.

493) في المصدر: قبض.  

494) ليس في المصدر.  

495) في المصدر: خليل الرحمان.  

496) في المصدر: آخذين. وكذا ما بعده.  

497) في البحار: بحجزنا.

498) في المصدر: وشيعتنا وتابع ولايتنا، وفي البحار:متبعنا.

499) ليس في المصدر.

500) العُشب - بالضمّ فالسكون - : الكلاء الرطب في أوّل‏ الربيع.

501) من المصدر.  

502) في البحار: نور الفرقان.  

503) النور: 35.  

504) في الأصل والمصدر: و الله  على كلّ شي‏ء قدير، على‏ أن يهدي.

505) من المصدر.

506) إشارة إلى الآية الشريفة: «وَمَنْ يُطِعِ  الله  وَالرَّسولَ ‏فَاُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنْعَمَ  الله  عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ ‏والصِدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ ‏رَفيقاً»، النساء: 69.

507) (( )) ليس في المصدر.

508) من البحار.

509 و 511) ليس في المصدر.

510) من بعض نسخ البحار.

512) في المصدر: ونحن ذرّيّة اولي العلم.

513) في البحار: يا آل محمّد عليهم السلام.

514) (( )) الشورى: 13.                       

515) من المصدر.

516) تفسير فرات: 283 ح 384، عنه البحار: 312/23 ح20.

517) دعوات الراوندي: 127/51، مع إختلاف يسير، عنه‏ البحار: 59/8 ح 81 .

518) بصائر الدرجات: 276 ح 8.

519) في المصدر والبحار: في شرق الأرض أو غربها.

520) صفات الشيعة: 82 ح5، عنه البحار: 167/68 ح25.

521) في البحار: أن يعرف موضعه.

522) في البحار: ممّا يخبر عنّا ويصدّقنا.

523) ليس في البحار.

524) في البحار: رفع.

525) في البحار: مكتوب.

526) في المصدر: أشرك.

527) الإختصاص: 88 - 87، عنه البحار: 256/26 ح32، ولم ترد في البحار من قوله: أنا خاتم الأوصياء إلى‏ آخره.

528) في البحار: دخلت.

529) الزميل: العديل الّذي يُزاملك أي: يعادلك في‏ المحمل،ومنه‏ زاملتُ أباجعفر  عليه السلام  في شقّ محمل.

530) الإختصاص: 201 و 202، عنه البحار: 180/48 ح23.

 

 

 

 

 

    زيارة : 5297
    اليوم : 9980
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129025102
    مجموع الکل للزائرین : 89602558