الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب الخامس : قطرة من بحار مناقب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام

الباب الخامس

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

رضيع الوحي وفطيم العلم والشرف ‏الجليل

الحسين الشهيد سيّد الشهداء

صلوات  الله ‏عليه

 

   951/1 -  في الأمالي للشيخ ‏قدس سره: بأسانيده ‏المفصّلة، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر وجعفر بن محمّد  عليهما السلام يقولان: إنّ  الله  ‏تعالى عوّض الحسين‏   عليه السلام من قتله أن جعل‏ الإمامة في ذرّيّته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعدّ أيّام زائريه جائياً وراجعاً من عمره .

   قال محمّد بن مسلم: قلت لأبي عبد الله  ‏عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين‏   عليه السلام  فماله في نفسه؟

   قال: إنّ  الله  تعالى ألحقه بالنبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فكان معه‏ في درجته ومنزلته، ثمّ تلا  أبوعبد الله  ‏عليه السلام: «وَالَّذينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ« الآية(1).(2)

   أقول: ورواه أيضاً الطبري في بشارة المصطفى.(3)

------------------------------------------------------

   952/2 -  في البحار، وكذا في الخصائص‏ الحسينيّة: وقد رأى النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم يوماً صبيّاً في‏ الطريق، فجلس وأخذ]ه[ ويلاطف معه، فسئل ‏عن ذلك.

   فقال: إنّي اُحبّه، لأنّه يحبّ ولدي ‏الحسين‏ عليه السلام، لأنّي رأيت أنّه يرفع التراب من ‏تحت أقدامه ويضعه على وجهه، وأخبرني‏جبرئيل أنّه يكون من أنصاره في وقعة كربلا.(4)

------------------------------------------------------

   953/3 -  في الكامل: أبي، عن سعد، عن‏ اليقطيني، عن محمّد بن سنان، عن أبي سعيد القمّاط، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله  ‏  عليه السلام ‏قال:

   بينا(5) رسول ‏ الله  ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم في منزل فاطمة عليها السلام ‏والحسين‏   عليه السلام  في حجره إذ بكى وخرّ ساجداً ثمّ ‏قال: يا فاطمة يا بنت محمّد، إنّ العليّ الأعلى‏ تراءى لي في بيتك هذا ]في(6)] ساعتي هذه في‏ أحسن صورة وأهيأ هيئة، وقال لي: يا محمّد، أتحبّ الحسين‏ عليه السلام؟ فقلت: نعم قرّة عيني، وريحانتي، وثمرة فؤادي، وجلدة ما بين عيني.

   فقال لي: يا محمّد - ووضع يده على رأس‏ الحسين ‏  عليه السلام - بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني،ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على ‏من قاتله(7) وناصبه وناواه ونازعه.

   أما إنّه سيّد الشهداء من الأوّلين والآخرين في‏ الدنيا والآخرة، وسيّد شباب أهل الجنّة من ‏الخلق أجمعين، وأبوه أفضل منه وخير، فاقرأه ‏السلام، وبشّره بأنّه راية الهدى، ومنار أوليائي‏ وحفيظي وشهيدي على خلقي وخازن علمي ‏وحجّتي على أهل السماوات وأهل الأرضين‏ والثقلين الجنّ والإنس.(8)

   بيان: «إنّ العليّ الأعلى» أي: رسوله جبرئيل،أو يكون «الترائي» كناية عن غاية الظهور العلمي، و«حسن الصورة» كناية، عن ظهور صفات كماله ‏تعالى له و«وضع اليد» كناية عن إفاضة الرحمة.

------------------------------------------------------

   954/4 -  في دلائل الإمامة للطبري: حدّثنا أبومحمّد عبد الله  بن محمّد قال: حدّثنا سعيد بن‏ شرفي بن القطامي، عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان قال:

   شهدت الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام وقد اشتهى‏ عليه ابنه عليّ الأكبر  عليه السلام عنباً في غير أوانه فضرب‏ يده إلى سارية المسجد فأخرج له عنباً وموزا ًفأطعمه، وقال: ما عند الله  لأوليائه أكثر.(9)

------------------------------------------------------

   955/5 - وفيه:  قال أبو جعفر: وحدّثنا سفيان‏ بن وكيع، ]عن أبيه[، عن الأعمش قال: سمعت‏ أبا صالح السمّان يقول: سمعت حذيفة يقول: سمعت الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام يقول:

   و الله  ليجتمعنّ على قتلي طُغاة بني اُميّة، ويقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبيّ‏ صلى  الله  عليه وآله وسلم فقلت له: أنبأك بهذا رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم؟ فقال: لا.

   فأتيت(10) النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال: علمي ‏علمه، وعلمه علمي وإنّا(11) لنعلم بالكائن قبل‏ كينونته.(12)

------------------------------------------------------

   956/6 -  وفيه: بإسناده عن المفضّل بن عمر قال: قال أبوعبد الله ‏عليه السلام: لمّا مُنِع الحسين‏ عليه السلام ‏وأصحابه من الماء نادى فيهم: مَن كان ظمآن‏ فليجئ. فأتاه أصحابه رجلاً رجلاً  فجعل إبهامه‏ في فم واحد فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل‏حتّى ارتووا كلّهم، فقال بعضهم ]لبعض[: و الله، لقد شربت شراباً ما شربه أحد من العالمين في ‏دار الدنيا.

   فلمّا عزموا على القتال في الغد أقعد الحسين‏  عليه السلام عند المغرب رجلاً رجلاً يسمّيهم ‏بأسمائهم وأسماء آبائهم(13) ]فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعدون حوله[.

   ثمّ دعا بمائدة فأطعمهم وأكل معهم تلك من ‏طعام الجنّة وسقاهم من شرابها.(14)

   ]ثمّ[ قال أبوعبد الله ‏عليه السلام: ولقد و الله  رآهم(15) عدّة من الكوفيّين ]ولقد كرّر عليهم [لو عقلوا.

   قال: ثمّ أرسلهم فعاد كلّ واحد منهم إلى ‏بلاده، ثمّ أتى جبل رضوى فلا يبقى أحد من‏ المؤمنين إلّا أتاه، وسيقيم هنا لك على سرير من‏ نور، قد حفّ به إبراهيم وموسى وعيسى وجميع ‏الأنبياء عليهم السلام، ومن ورائهم المؤمنون، ]ومن‏ ورائهم الملائكة[ ينظرون ما يقول الحسين ‏عليه السلام.

   ]قال:[ فهم بهذا الحال حتّى يقوم ‏المهدي‏ عليه السلام(16)، فإذا قام القائم   عليه السلام وافوا فيما بينهم الحسين‏  عليه السلام ]حتّى يأتي كربلاء[ ووافوا الحسين‏ عليه السلام، فلا يبقى ]أحد [سماويّ ولا أرضيّ من المؤمنين إلّا حفّ به، ]و[ يزوره‏ويصافحه ويقعد معه على السرير.

   يا مفضّل، هذه و الله  الرفعة الّتي ليس فوقها شي‏ء ولا دونها شي‏ء ولا وراءها لطالب‏ مطلب.(17)

------------------------------------------------------

   957/7 -  في الثاقب في المناقب: عن جابر بن ‏عبد الله  رضى  الله  عنه قال: لمّا عزم الحسين ]بن عليّ[  عليهما السلام ‏على الخروج إلى العراق أتيته، فقلت ]له[: أنت‏ولد رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم وأحد سبطيه، لا أرى إلّا أنّك‏ تصالح كما صالح أخوك الحسن‏  عليه السلام فإنّه كان‏ موفّقاً رشيداً(18).

   فقال لي: يا جابر، قد فعل أخي ذلك بأمر  الله ‏وأمر رسوله، وإنّي أيضاً أفعل بأمر  الله  وأمر رسوله، أتريد أن استشهد لك رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم]وعليّاً عليه السلام[ وأخي الحسن بذلك الآن؟

   ثمّ نظرت فإذا السماء قد انفتح بابها، وإذا رسول‏ الله  وعليّ والحسن وحمزة وجعفر وزيد نازلين عنها حتّى استقرّوا على الأرض، فوثبت‏ فزعاً مذعوراً.

   فقال لي رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: يا جابر، ألم أقل لك ‏في أمر الحسن قبل الحسين: لاتكون مؤمناً حتّى‏تكون لأئمّتك مسلّماً، ولاتكن معترضاً؟ أتريد أن ترى ]إلى(19)] مقعد معاوية ومقعد الحسين]ابني[ ومقعد يزيد قاتله لعنه  الله ؟ قلت: بلي يا رسول‏ الله .

   فضرب برجله الأرض فانشقّت ]وظهر بحر فانفلق، ثمّ ضرب فانشقّت [هكذا حتّى انشقّت ‏سبع أرضين وانفلقت سبعة أبحر، فرأيت من‏ تحت ذلك كلّه النار، وفيها سلسلة قرن فيها الوليد بن مغيرة وأبوجهل ومعاوية الطاغية ويزيد، وقرن بهم مردة الشياطين، فهم أشدّ أهل‏ النار عذاباً.

   ثمّ قال: رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: ارفع رأسك، فرفعت فإذا أبواب السماء منفتحة، وإذا الجنّة أعلاها.

   ثمّ صعد رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم ومن معه إلى السماء فلمّا صار في الهواء صاح بالحسين: يا بنيّ، ألحقني، فلحقه الحسين‏  عليه السلام وصعدوا حتّى‏ رأيتهم دخلوا الجنّة من أعلاها.

   ثمّ نظر إليّ من هناك رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم، وقبض‏ على يد الحسين، وقال: يا جابر، هذا ولدي معي‏ هاهنا فسلّم له أمره، ولاتشكّ لتكون مؤمناً.

   قال جابر: فعميت عيناي إن لم أكن رأيت ما ‏قلت ]من رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم[.(20)

------------------------------------------------------

   958/8 -  وفيه: عن محمّد بن سنان، عن ‏الرضا  عليه السلام قال: هبط على الحسين‏  عليه السلام ملك وقدشكى إليه أصحابه العطش، فقال: إنّ  الله  يقرئك ‏السلام و(21) يقول: هل لك من حاجة؟

   فقال الحسين ‏عليه السلام: ]هو السلام[ ومن ربّي ‏السلام، وقال: قد شكى إليّ أصحابي - ما هو أعلم  به ]منّي - من[ العطش.

   فأوحى  الله  تعالى إلى الملك: قل للحسين: خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يرووا، فخطّ الحسين‏  عليه السلام بإصبعه السبّابة فجرى نهر أبيض من‏ اللبن، وأحلى من العسل فشرب منه ]هو[وأصحابه.

   فقال الملك: يابن رسول‏ الله ، تأذن لي أن ‏اشرب منه ]فإنّه[ لكم خاصّة، وهو الرحيق‏ المختوم الّذي «خِتامُهُ مِسْكٌ وَفي ذلِكَ فَلْيَتَنافَس ‏المُتَنافِسُونَ»(22).

   قال الحسين‏ عليه السلام: إن كنت تحب أن تشرب منه ‏فدونك.(23)

------------------------------------------------------

   959/9 -  وفيه: عن محمّد بن سنان قال: سئل ‏عليّ بن موسى ]الرضا[ عليهما السلام، عن الحسين بن‏ عليّ‏ عليهما السلام وأنّه قتل عطشاناً؟ قال: مه، من أين ‏ذلك؟ وقد بعث  الله  تعالى إليه أربعة أملاك من‏ عظماء الملائكة، هبطوا إليه وقالوا ]له[:  الله ‏ورسوله يقرءان عليك السلام ويقولان: إختر إن ‏شئت إمّا تختار الدنيا بأسرها ]وما فيها[ونمكّنك من كلّ عدوّ لك، أو الرفع إلينا.

   فقال الحسين ‏عليه السلام: على  الله  السلام وعلى ‏رسول‏ الله  السلام، بل الرفع ]الأعلى(24)] إليه.ودفعوا إليه شربة من الماء فشربها، فقالوا له: أما إنّك لا تظمأ بعدها أبداً.(25)

   يقول مؤلّف القطرة: هذا الحديث لاينافي ما وقع في بعض الزيارات: «يا قتيل الظماء»ونحوه، وبعض الأخبار الدالّة على عطشه صلوات‏ الله  عليه، لأنّه يمكن وقوعه قريباً من موته صلوات  الله ‏عليه، ووقوع ذاك قبله بمدّة قريبة.

------------------------------------------------------

   960/10 -  عن زيد بن أرقم رضي  الله  عنهما، قال ‏الحسين بن عليّ  عليهما الصلاة والسلام: ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد.

   قلت: أنّى يكون ذلك وهم يموتون على‏ فرشهم؟ فقال: أما تتلو كتاب  الله : «وَالَّذينَ آمَنُوا بِالله  وَرُسُلِهِ اُولئِكَ هُمُ الصِّدّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ»(26).

   ثمّ قال ‏عليه السلام: لو لم تكن الشهادة إلّا لمن قتل‏ بالسيف لأقلّ  الله  الشهداء.(27)

------------------------------------------------------

   961/11 -  في الخرائج: روي: أنّه لمّا ولد الحسين‏  عليه السلام أمر  الله  تعالى جبرئيل أن يهبط في‏ ملأ من الملائكة فيهنّى‏ء محمّداً،  فهبط فمرّ بجزيرة فيها ملك يقال له: فطرس بعثه  الله  في ‏شي‏ء فأبطأ  فكسر جناحه، فألقاه في تلك ‏الجزيرة، فعبد  الله  سبعمائة عام، فقال فطرس ‏لجبرئيل: إلى أين؟ فقال: إلى محمّد، قال: أحملني معك لعلّه يدعو لي.

   فلمّا دخل جبرئيل وأخبر محمّداً صلى  الله  عليه وآله وسلم بحال ‏فطرس، قال له النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: قل له: يتمسّح(28) بهذا المولود]جناحه[، فتمسّح(29) فطرس بمهد الحسين‏ عليه السلام،  فأعاد  الله  عليه في الحال جناحه، ثمّ ‏ارتفع مع جبرئيل إلى السماء ]فسمّي عتيق ‏الحسين‏ عليه السلام[.(30)

------------------------------------------------------

   962/12 -  في المناقب: زرارة بن أعين قال: سمعت أباعبد الله ‏  عليه السلام يحدّث عن آبائه ‏عليهم السلام: أنّ‏ مريضاً شديد الحمّى عاده الحسين‏  عليه السلام فلمّا دخل ‏من باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: رضيت بما اُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب ‏عنكم.

   فقال له الحسين‏ عليه السلام: و الله  ما خلق  الله  شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا.

   قال: فإذا ]نحن(31)] نسمع الصوت ولانرى‏ الشخص، يقول: لبّيك قال: أليس‏ أميرالمؤمنين‏  عليه السلام أمرك أن لاتقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكوني كفّارةً لذنوبه ‏فما بال هذا؟

   فكان المريض عبد الله  بن شدّاد بن الهادي‏ الليثي.(32)

------------------------------------------------------

   963/13 -  في تهذيب الشيخ ‏قدس سره: محمّد بن‏ الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن أيّوب بن‏ أعين، عن أبي ‏عبد الله ‏  عليه السلام قال:

   إنّ امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت‏ ذراعها فمال بيده حتّى وضعها على ذراعها، فأثبت  الله  يد الرجل في ذراعها حتّى قطع‏ الطواف واُرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل ‏إلى الفقهاء  فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الّذي‏ جنى الجناية.

   فقال: هاهنا أحد من ولد محمّد رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم؟ قالوا: نعم، الحسين بن‏ عليّ‏ عليهما السلام قدم الليلة.

   فأرسل إليه فدعاه فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل القبلة(33) ورفع يديه فمكث طويلاً يدعو، ثمّ جاء إليهما حتّى خلّص(34) يده من‏ يدها.

   فقال الأمير: ألا تعاقبه(35) بما صنع؟ قال: لا.(36)

------------------------------------------------------

   964/14 -  في البحار: حدّث جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن ‏أخيه قال: شهدت يوم الحسين‏  عليه السلام فأقبل رجل ‏من ]بني(37)] تيم يقال له: عبد الله  بن جويرة، فقال: يا حسين. فقال‏ عليه السلام: ما تشاء؟ فقال: أبشر بالنار.

   فقال‏ عليه السلام: كلّا إنّي أقدم على ربّ غفور، وشفيع مطاع، وأنا من خير إلى خير من أنت؟ قال: أنا ]ابن[ جويرة.

   فرفع يده الحسين‏  عليه السلام حتّى رأينا بياض إبطيه ‏وقال:  الله مّجرّه إلى النار.

   فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به ‏فرسه في جدول وتعلّق رجله بالركاب ووقع ‏رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذ يعدو به‏ ويضرب رأسه بكلّ حجر وشجر وانقطعت قدمه‏وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلّقاً في‏الركاب فصار لعنه‏ الله  إلى نار الجحيم.(38)

------------------------------------------------------

   965/15 -  في جامع الأخبار: في أسانيد أخطب ]خوارزم[ أورده في كتاب له في مقتل آل‏الرسول: أنّ أعرابيّاً جاء إلى الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام ‏فقال: يابن رسول‏ الله ، قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائه، فقلت في نفسي: أسأل أكرم ‏الناس، وما رأيت أكرم من أهل بيت‏ رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم.

   فقال الحسين ‏عليه السلام: يا أخا العرب، أسألك عن‏ ثلاث مسائل، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك‏ ثلث المال، وإن أجبت عن إثنتين أعطيتك ثلثي ‏المال، وإن أجبت عن الكلّ أعطيتك الكلّ؟

   فقال الأعرابيّ: يابن رسول‏ الله ، أمثلك يسأل‏ عن مثلي وأنت من أهل العلم والشرف؟

   فقال الحسين ‏عليه السلام: بلى، سمعت جدّي‏ رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم يقول: المعروف بقدر المعرفة.

   فقال الأعرابي: سل عمّا بدا لك، فإن أجبت‏ وإلّا تعلّمت منك، ولا قوّة إلّا بالله .

   فقال الحسين‏ عليه السلام: أيّ الأعمال أفضل؟

   فقال الأعرابي: الإيمان بالله .

   فقال الحسين ‏عليه السلام: فما النجاة من المهلكة؟

   فقال الأعرابي: الثقة بالله .

   فقال الحسين ‏عليه السلام: فما يزيّن الرجل؟

   فقال الأعرابي: علم معه حلم.

   فقال: فإن أخطأه ذلك؟

   فقال: مال معه مروءة.

   فقال: فإن أخطأه ذلك؟ فقال: فقر معه صبر.

   فقال الحسين ‏عليه السلام: فإن أخطأه ذلك؟

   فقال الأعرابي: فصاعقة تنزل من السماءوتحرقه،  فإنّه أهل لذلك.

   فضحك الحسين‏  عليه السلام ورمى بصرّة إليه فيه ‏ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه فصّ قيمته مائتا درهم.

   وقال: يا أعرابي، أعط الذهب إلى غرمائك،واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الأعرابي، وقال: «الله  أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ»(39) الآية.(40)

------------------------------------------------------

   966/16 -  في البحار: روي ]في[ بعض‏ مؤلّفات أصحابنا عن أبي سلمة قال: حججت‏ مع عمر بن الخطّاب، فلمّا صرنا بالأبطح فإذا بأعرابيّ قد أقبل علينا، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي خرجت وأنا حاجّ محرم، فأصبت بيض‏ النعام، فاجتنيت وشوّيت وأكلت، فما يجب‏ عليّ؟ قال: ما يحضرني في ذلك شي‏ء، فاجلس‏ لعلّ  الله  يفرِّج عنك ببعض أصحاب محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم.

   فإذا أميرالمؤمنين‏  عليه السلام قد أقبل والحسين ‏عليه السلام ‏يتلوه، فقال عمر: يا أعرابي، هذا عليّ بن أبي ‏طالب‏  عليه السلام  فدونك ومسألتك.

   فقام الأعرابي وسأله، فقال عليّ ‏عليه السلام: يا أعرابي، سل هذا الغلام عندك يعني الحسين ‏عليه السلام.

   فقال الأعرابي: إنّما يحيلني كلّ واحد منكم ‏على الآخر، فأشار الناس إليه: ويحك، هذا ابن‏ رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فاسأله.

   فقال الأعرابي: يابن رسول‏ الله ، إنّي خرجت‏ من بيتي حاجّاً ]محرماً(41)] - وقصّ عليه القصّة - فقال له الحسين ‏عليه السلام:  ألك إبل؟ قال: نعم. قال:خذ بعدد البيض الّذي أصبت نوقاً(42) فاضربها بالفحولة، فما فصلت فاهدها إلى بيت  الله ‏الحرام.

   فقال عمر: يا حسين، النوق يزلقن؟(43) فقال ‏الحسين‏ عليه السلام: يا عمر، إنّ البيض يمرقن(44). فقال:صدقت وبررت.

   فقام عليّ‏  عليه السلام وضمّه إلى صدره وقال: «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ الله  سَميعٌ عَليمٌ»(45).(46)

------------------------------------------------------

   967/17 -  في كمال الدين: ماجيلويه، عن ‏عمّه، عن البرقي، عن الكوفي، عن أبي الربيع ‏الزهراني، عن جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن‏ مجاهد قال: قال ابن عبّاس: سمعت‏ رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم يقول:

   إنّ للَّه تبارك وتعالى ملكاً يقال له: «دردائيل» كان له ستّة عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى ‏الجناح هواء، والهواء كما بين السماء ]إلى[والأرض.

   فجعل يوماً يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلّ جلاله ‏شي‏ء؟ فعلم  الله  تبارك وتعالى ما قال، فزاده ‏أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثمّ أوحى  الله  عزّوجلّ إليه: أن طر، فطار مقدار خمسمائة(47) عام، فلم ينل رأسه قائمة من قوائم ‏العرش.

   فلمّا علم  الله  عزّوجلّ إتعابه أوحى إليه: أيّها الملك عد إلى مكانك، فأنا عظيم فوق كلّ عظيم، وليس فوقي شي‏ء، ولا اُوصف بمكان، فسلبه  الله ‏أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

   فلمّا ولد الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام وكان مولده‏ عشيّة الخميس ليلة الجمعة أوحى  الله  إلى مالك‏ خازن النيران(48): أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم، وأوحى إلى ‏رضوان خازن الجنان: أن زخرف الجنان: وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم  في دار الدنيا،وأوحى ] الله  تبارك وتعالى[ إلى حورالعين: أن ‏تزيّن وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم ‏في دار الدنيا.

   وأوحى  الله  إلى الملائكة: أن قوموا صفوفاً بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير، لكرامة مولود ولد لمحمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم في دار الدنيا.

   وأوحى  الله ‏عزّوجلّ إلى جبرئيل: أن أهبط إلى ‏نبيّي محمّد في ألف قبيل، في(49) القبيل ألف ألف ملك على خيول بُلق ‏مسرّجة ملجمة، عليها قباب الدرّ والياقوت، معهم ملائكة يقال لهم: الروحانيّون، بأيديهم‏ حراب(50) من نور أن تهنؤا(51) محمّداً صلى  الله  عليه وآله وسلم ‏بمولوده.

   وأخبره يا جبرئيل، إنّي قد سمّيته الحسين]وهنّئه[ وعزّه وقل له: يا محمّد، يقتله شرار اُمّتك على شرار الدوابّ، فويل للقاتل، وويل‏ للسائق، وويل  للقائد، قاتل الحسين‏  عليه السلام أنا منه ‏بري‏ء وهو منّي بري‏ء، لأنّه لايأتي أحد يوم ‏القيامة إلّا وقاتل الحسين‏  عليه السلام أعظم جرماً منه، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الّذين ‏يزعمون أنّ مع  الله  إلهاً آخر، والنار أشوق إلى‏ قاتل الحسين ممّن أطاع  الله  إلى الجنّة.

   قال: فبينما(52) جبرئيل يهبط من السماء إلى‏ الأرض، إذ مرّ  بدردائيل، فقال له دردائيل: يا جبرئيل، ما هذه الليلة في السماء؟ هل قامت‏ القيامة على أهل الدنيا؟

   قال: لا، ولكن ولد لمحمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم مولود في ‏دار الدنيا، وقد بعثني  الله ‏إليه لاُهنّئه بمولوده.

   فقال الملك له: يا جبرئيل، بالّذي خلقك‏ وخلقني إن هبطت إلى محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم فأقرأه منّي ‏السلام وقل له: بحقّ هذا المولود عليك إلّا ما سألت  الله  ربّك أن يرضى عنّي ويردّ عليّ ‏أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة.

   فهبط جبرئيل‏  عليه السلام على النبيّ‏ صلى  الله  عليه وآله وسلم وهنّأه كما أمره  الله ‏عزّوجلّ وعزّاه، فقال ]له [النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: تقتله ‏اُمّتي؟ قال: نعم ]يا محمّد[. فقال النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: ما هؤلاء باُمّتي، أنا بري‏ء منهم و الله  ]عزّوجلّ[ بري‏ء منهم، قال جبرئيل: وأنا بري‏ء منهم  يا محمّد.

   فدخل النبيّ‏ صلى  الله  عليه وآله وسلم على فاطمة عليها السلام وهنّأها وعزّاها فبكت فاطمة عليها السلام وقالت: يا ليتني لم‏ ألده، قاتل الحسين في النار؟ وقال النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم:أنا أشهد بذلك يا فاطمة، ولكنّه لايقتل حتّى‏ يكون منه إمام تكون منه الأئمّة الهادية بعده.

   ثمّ قال ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: الأئمّة بعدي: الهادي علي، ]و[المهتدي الحسن، ]و[ الناصر الحسين، ]و[المنصور عليّ بن الحسين، ]و[ الشافع محمّد بن ‏عليّ، ]و[ النفّاع جعفر بن محمّد، ]و[ الأمين ‏موسى بن جعفر، ]و[ الرضا عليّ بن موسى،]و [الفعّال محمّد بن عليّ، ]و[ المؤتمن عليّ ‏بن محمّد، ]و[ العلّام حسن بن عليّ ومن يصلّي‏ خلفه عيسى بن مريم‏  عليه السلام ]القائم ‏عليه السلام[.

   فسكتت(53) فاطمة عليها السلام من البكاء.

   ثمّ أخبر جبرئيل‏  عليه السلام النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم بقضيّة(54)الملك وما اُصيب به.

   قال ابن عبّاس: فأخذ النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم  الحسين ‏عليه السلام ‏وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى ‏السماء، ثمّ قال:

    اللهمّ بحقّ هذا المولود عليك، لا بل بحقّك‏ عليه، وعلى جدّه محمّد وإبراهيم وإسماعيل‏ وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن عليّ بن‏ فاطمة عندك حقّ(55) فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

   فاستجاب  الله  دعاءه وغفر للملك ]وردّ عليه ‏أجنحته وردّه إلى صفوف الملائكة[، والملك ‏لايعرف في الجنّة إلّا بأن يقال: هذا مولى ‏الحسين بن عليّ ]وابن فاطمة بنت[رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم.(56)

   بيان: ]قال العلّامة المجلسي ‏رحمه  الله :[ لعلّ هذا - على تقدير صحّة الخبر - كان بمحض خطور البال من غير اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان،أو المراد بقوله: «فوق ربّنا شي‏ء»، فوق عرش‏ ربّنا إمّا مكاناً أو رتبة فيكون ذلك منه تقصيراً في ‏معرفة عظمته وجلاله، فيكون على هذا ذكر نفي‏ المكان لرفع ما ربّما يتوهّم متوهّم، و الله  يعلم.

------------------------------------------------------

   968/18 -  في كتاب الغيبة: عن الصادق‏ عليه السلام‏ أنّه قال:

   كان ملك من المؤمنين يقال له: «صلصائيل» بعثه  الله  في بعث فأبطأ، فسلبه ريشه ودقّ ‏جناحيه وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر إلى ‏ليلة ولد الحسين‏ عليه السلام، فنزلت الملائكة واستأذنت‏ الله  في تهنئة جدّي رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم وتهنئة أميرالمؤمنين‏  عليه السلام وفاطمة عليها السلام فأذن  الله  لهم فنزلوا أفواجاً من العرش ومن سماء سماء(57) فمرّوا بصلصائيل وهو ملقى بالجزيرة.

   فلمّا نظروا إليه وقفوا فقال لهم: يا ملائكة الرحمان(58) إلى أين تريدون؟ وفيمَ هبطتم؟فقالت له الملائكة: يا صلصائيل، قد ولد في هذه‏ الليلة أكرم مولود ولد في الدنيا بعد جدّه ‏رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم وأبيه عليّ‏  عليه السلام واُمّه فاطمة عليها السلام ‏وأخيه الحسن‏  عليه السلام وهو الحسين ‏عليه السلام، وقد استأذنّا الله  في تهنئة حبيبه محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم لولده فأذن لنا.

   فقال صلصائيل: يا ملائكة  الله ، إنّي أسألكم ‏بالله  ربّنا وربّكم وبحبيبه محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم وبهذا المولود أن تحملوني معكم إلى حبيب  الله ‏وتسألونه، وأسأله أن يسأل  الله  بحقّ هذا المولود الّذي وهبه  الله  له أن يغفر لي خطيئتي ويجبر كسر جناحي ويردّني إلى مقامي مع الملائكة المقرّبين.

   ]فحملوه وجاؤا به إلى رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فهنّؤه ‏بابنه الحسين‏  عليه السلام وقصّوا عليه قصّة الملك‏ وسألوه مسألة  الله  والأقسام عليه بحقّ ‏الحسين‏  عليه السلام أن يغفر له خطيئته ويجبر كسر جناحه، ويردّه إلى مقامه مع الملائكة المقرّبين[.

   فقام رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فدخل على فاطمة عليها السلام ‏فقال لها: ناوليني إبني الحسين فأخرجته إليه ‏مقموطاً يناغي(59)، جدّه رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فخرج به‏ إلى الملائكة فحمله على بطن كفّه فهلّلوا وكبّروا وحمدوا  الله  تعالى وأثنوا عليه.

   فتوجّه به إلى القبلة نحو السماء فقال:

    اللهمّ  إنّي أسألك بحقّ إبني الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته، وتجبر كسر جناحه، وتردّه ‏إلى مقامه مع الملائكة المقرّبين.

   فتقبّل  الله  تعالى من النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم ما أقسم به‏ عليه، وغفر لصلصائيل خطيئته وجبر كسر جناحه، وردّه إلى مقامه مع الملائكة المقرّبين.(60)

------------------------------------------------------

   969/19 -  في البحار: روي في بعض‏الأخبار: أنّ أعرابيّاً أتى الرسول ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم فقال له: يا رسول‏ الله ، لقد صدت خشفة(61) غزالة وأتيت بها إليك هديّة لولديك الحسن والحسين‏ عليهما السلام، فقبلها النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم ودعا له بالخير، فإذا الحسن ‏عليه السلام ‏واقف عند جدّه فرغب إليها فأعطاه إيّاها.

   فما مضى ساعة إلّا والحسين‏  عليه السلام قد أقبل ‏فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها، فقال: ياأخي، من أين لك هذه الخشفة؟ فقال‏ الحسن‏ عليه السلام: أعطانيها جدّي رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم.

   فسار الحسين‏  عليه السلام مسرعاً إلى جدّه، فقال: ياجدّاه، أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولم يعطني‏ مثلها، وجعل يكرّر القول على جدّه وهو ساكت، لكنّه يسلّي خاطره ويلاطفه بشي‏ء من الكلام ‏حتّى أفضى من أمر الحسين‏  عليه السلام إلى أن همّ ‏يبكي.

   فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد، فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها، ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى ‏رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم، وتضربها بأحد أطرافها حتّى ‏أتت بها النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم، ثمّ نطقت الغزالة بلسان ‏فصيح وقالت: يا رسول‏ الله ، قد كانت لي ‏خشفتان إحداهما صادها الصيّاد وأتى بها إليك ‏وبقيت لي هذه الاُخرى وأنا بها مسرورة، وإنّي ‏كنت الآن اُرضعها فسمعت قائلاً يقول:

   أسرعي أسرعي يا غزالة، بخشفك إلى] النبيّ[ محمّد صلى  الله  عليه وآله وسلم وأوصليه سريعاً، لأنّ ‏الحسين‏  عليه السلام واقف بين يدي جدّه وقد همّ أن‏ يبكي والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من‏ صوامع العبادة، ولو بكى الحسين‏  عليه السلام لبكت‏الملائكة المقرّبون لبكائه.

   وسمعت أيضاً قائلاً يقول: أسرعي يا غزالة، قبل جريان الدموع على خدّ الحسين‏ عليه السلام، فإن لم ‏تفعلي سلّطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع‏ خشفك.

   فأتيت بخشفي إليك يا رسول‏ الله ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم‏ وقطعت مسافة بعيدة، ولكن طويت(62) لي‏ الأرض حتّى أتيتك سريعة، وأنا أحمد  الله  ربّي ‏على أن جئتك قبل جريان دموع الحسين ‏عليه السلام ‏على خدّه.

   فارتفع التهليل والتكبير من الأصحاب ودعا النبيّ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم للغزالة بالخير والبركة، وأخذ الحسين‏  عليه السلام الخشفة وأتى بها إلى اُمّه الزهراء عليها السلام ‏فسرّت بذلك سروراً عظيماً.(63)

------------------------------------------------------

   970/20 -  زهر الربيع للجزائري ‏قدس سره: جوهرة: دفع رجل إلى الحسين‏  عليه السلام رقعة، فقال ‏عليه السلام: حاجتك مقضيّة.

   فقيل له: يابن رسول‏ الله ، لو نظرت في رقعته‏ ثمّ رددت الجواب على قدر ذلك.

   فقال: يسألني  الله  تعالى عن ذلّ مقامه بين ‏يدي حتّى أقرء رقعته.(64)

------------------------------------------------------

   971/21 -  في الصراط المستقيم: قرأ رجل‏ عند رأسه بدمشق: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ ‏الْكَهْفِ وَالرَّقيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً»(65) فأنطق‏ الله  الرأس بلسان عربي: أعجب من أهل الكهف ‏قتلي وحملي.(66)

------------------------------------------------------

   972/22 -  وفيه: رأى الأعمش رجلاً في ‏الطواف يقول:  اللهمّ اغفر لي وأنا أعلم أنّك‏ لاتفعل، فسأله فقال: كنت ممّن حمل رأس‏ الحسين‏  عليه السلام إلى يزيد عليه اللعنة، فنزلنا عند دير فوضعنا الطعام لنأكل فإذا كفّ خرج(67) من‏الحائط يكتب:

أترجو اُمّة قتلت ‏حسيناً

شفاعة جدّه يوم ‏الحساب

   فجزعنا فأراد بعضنا أخذها فغابت، فلمّا دخلنا على يزيد جعلني في‏ الحرس(68) ليلاً، فهبط آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليهم السلام في ملأ من الملائكة، فنفخ‏ جبرئيل على أصحابي واحداً واحداً، فلمّا دنى ‏منّي قال ]له [النبيّ ‏صلى  الله  عليه وآله وسلم: دعه لايغفر(69)  الله  له، فتركني.(70)

 

................................................................

1) الطور: 21.

2) أمالي الطوسي 317 ح 91 المجلس الحادي عشر،عنه البحار: 221/44 ح1.

3) بشارة المصطفى: 211.

4) البحار: 242/44 ح 36 (نحوه)، الخصائص‏الحسينيّة: 53.

5) في كامل الزيارات: بينما.  

6) ليس في البحار.

7) في كامل الزيارات والبحار: قتله.

8) كامل الزيارات: 141 ح 1 (قطعة) و147 ح 6، عنه ‏البحار: 238/44 ح 29.

9) دلائل الإمامة: 183 ح 5.  

10) في البحار: فقال: فأتيت.

11) في البحار: لأنّا.  

12) دلائل الإمامة: 183 ح 6، عنه البحار: 186/44 ح14.

13) في المصدر: فلمّا قاتلوا الحسين‏ عليه السلام، وكان في اليوم‏ الثالث عند المغرب، أقعد الحسين‏  عليه السلام رجلاً رجلاً منهم ‏فيسمّيهم بأسماء آبائهم.

14) في المصدر: ثمّ يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم ‏من طعام الجنّة ويسقيهم من شرابها.

15) في المصدر: و الله ، لقد رآهم.

16) في المصدر: إلى أن يقوم القائم‏ عليه السلام.

17) دلائل الإمامة: 188 ح 14.  

18) في المصدر: راشداً.  

19) ليس في المصدر.

20) الثاقب في المناقب: 322 ح1.

21) في المصدر: وهو.

22) المطفّفين: 26.

23) الثاقب في المناقب: 327 ح2.

24) ليس في المصدر.  

25) الثاقب في المناقب: 327 ح1.

26) الحديد: 19.

27) دعوات الراوندي: 242 ح 681، عنه البحار:173/82 ضمن ح 6. وأورده أيضاً في البحار: 53/67 (نحوه).

28) في المصدر: يمسح.  

29) في المصدر: فمسح

30) الخرائج: 252/1 ح6، عنه البحار: 182/44 ح7.

31) ليس في المصدر.

32) المناقب: 51/4، عنه البحار: 183/44 ح8.

33) في المناقب والبحار: الكعبة.

34) في المناقب: ثمّ جاء إليها حتّى تخلصت.

35) في المناقب: نعاقبه.

36) المناقب: 51/4، والبحار: 183/44 ح 10.

37) ليس في البحار.

38) البحار: 187/44 ضمن ح 16.

39) الأنعام: 124.

40) جامع الأخبار: 137، مع اختلاف يسير، عنه البحار:196/44 ح 11.

41) ليس في البحار.

42) الناقة: الاُنثى من الإبل، جمعه: ناقٌ ونوقٌ.

43) أَزْلَقَتِ الحامل: أسقطت الجنين.

44) مَرِقَتِ البيضة مَرَقاً: فسدت فصارت ماءاً.

45) آل عمران: 34.

46) البحار: 197/44 ح 12.

47) في المصدر: خمسين.

48) في المصدر: النار.

49) في المصدر: والقبيل.

50) في المصدر: أطباق.

51) في المصدر والبحار: هنّئوا.

52) في المصدر والبحار: فبينا.

53) في البحار: فسكنت.  

54) في المصدر: بقصّة.

55) في المصدر والبحار: قدر.  

56) كمال الدين: 282/1 ح 36، عنه البحار: 248/43 ح24 و 184/59 ح 27 (مختصراً).

57) كذا في الأصل والبحار.

58) في البحار: ربّي.

59) ناغى الصبي: لاطفه بالمحادثة والملاغبة.  

60) البحار: 258/43 ح 47.

61) الخِشْف: ولد الظبية أوّل ما يولد، جمعه: خشوف ‏وخِشْفة.

62) طَوي الأَرض والبلاد: قطعها وجازها.

63) البحار: 312/43 ضمن ح 73.  

64) معالي السبطين: 65 (نحوه).

65) الكهف: 9.  

66) الصراط المستقيم: 179/2 ح7.  

67) في المصدر: يخرج.

68) الحَرَس: الّذين يرتبون لحفظ السلطان وحِراسته.

69) في المصدر: لا غفر.

70) الصراط المستقيم: 179/2 ح8.

 

 

    زيارة : 5309
    اليوم : 7553
    الامس : 49009
    مجموع الکل للزائرین : 129020252
    مجموع الکل للزائرین : 89600132