الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
حرّيّة العقل

حرّيّة العقل

  لا شكّ في أنّ الإنسان إذا توصّل إلى تلك القدرات والطّاقات الخفيّة في وجوده ، ونال مرتبة الكمال العقلي ، تحرّر عقله من جميع القيود والسّلاسل الشّيطانيّة والنّفسانيّة ، وتعتبر هذه الحرّيّة هي من أكبر الحرّيّات الممنوحة إلى الإنسانيّة في عصر الظّهور ، وحينها سيتمكّن الإنسان وبسهولة مطلقة من الإستفادة من جميع قدراته العقليّة على أفضل ما يرام .

  إن كلّ إنسان يحمل جوهرة العقل ، وفيه قدرات وطاقات هائلة مثله مثل الجيش الّذي يقاد من المركز ، وقد تمّت الإشارة إلى هذا الموضوع في الأحاديث الواردة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، والّذين لهم العلم التفصيلي بكلّ أبعاد الإنسان ووجوده ، حيث بيّن الإمام الصّادق عليه السلام في رواية عظيمة أنّ جميع الأشخاص هم جنود للعقل (22) .

  وصرّحت هذه الرّواية بوجود سبعين صفة متعالية «لجنود العقل» وسبعين صفة رذيلة للجهل الّذي معناه النفس(23) .

  وإنّ عصر الغيبة المظلم - كما هو واضح - هو عصر صولة جنود النّفس بالنّسبة لكلّ الأشخاص - ما عدا ثلّة خاصّة - والّذي من شأنه الوقوع في هوي النّفس وشباكها والإنسياق وراء ما تريده منهم ، وأمّا في عصر الظّهور المتألّق فإنّ النّفس الإنسانيّة ونتيجة لتكامل العقول وتطهيرها من كلّ الشّوائب ، فإنّها ستقع تحت قيادة العقل وسيطرته .

  وعطفاً على ما قلناه فإنّ معنى التّكامل العقلي البشري هو وصول قدرات جنود العقل في الإنسان إلى مراحلها النّهائيّة ، وبالتّالي إلى حالة التّكامل .

  لذا نرى أنّ العلم والقوّة و الإرادة في العقل ستكتمل ، وتنهزم القوى النّفسيّة السّيّئة أمثال العجز والضعف والكسل والجهل... .


 22) أصول الكافي : 20/1 .

23) إنّ المقصود من الجهل الوارد في الرّواية ، هو النّفس لا الجهل المتعارف ؛ باعتبار أنّ الجهل الّذي معناه عدم المعرفة والإطّلاع هو واحد من جنود النّفس الوارد في الرّواية .

 

 

 

 

    زيارة : 7765
    اليوم : 17643
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132298119
    مجموع الکل للزائرین : 91756829