الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الثامنة : نبذة من کلماته عليه السلام اللطيفة التي ذکرها جورج جرداق المسيحي

   الثامنة:

[ نبذة من کلماته عليه السلام اللطيفة التي ذکرها جورج جرداق المسيحي]

ذكر جورج جرداق المسيحى في كتاب «صوت العدالة» من كلماته ‏صلوات اللَّه عليه اللطيفة ونذكر نبذة منها:

   1 - قال: دخل الإمام على العلاء بن زياد الحارثي - وهو من أصحابه - ]يعوده[فلمّا رأى سعة داره قال له: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا؟ أما أنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبَلى إن شئت بلغت بها الآخرة تَقري فيها الضيف وتصل‏ فيها الرحِم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة.(445)

   2 - منها قال: لمّا بلغه - أي عليّاً  عليه السلام - أنّ عاملاً آخر يأكل ما تحت يديه من أموال ‏العامّة، بعث إليه على عجل يقول: فاتّق اللَّه، واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنّك‏إن لم تفعل ثمّ أمكنني اللَّه منك لاُعذرنّ إلى اللَّه فيك، ]ولأضربنّك بسيفي الّذي ماضربت به أحداً إلّا دخل النار[.

   واللَّه، لو أنّ الحسن والحسين‏ عليهما السلام فعلا مثل الّذي فعلت، ما كانت لهما عندي‏ هوادة(446) ولا ظفراً منّي بإرادة(447) حتّى آخذ الحقّ منهما واُزيح(448) الباطل عن‏مظلمتهما.(449)

   3 - منها قال: وقد يدعى أحد الولاة إلى وليمة فيمض إليها، فإذا بالإمام يؤنّبه ‏أشدّ تأنيب، ويوبّخه أعنف توبيخ: أفلإقامة حقّ يريدون أن يرشوه بالدعوة، والحقّ يقام بدون رشوة، أم لإنزال الباطل منزلة الحقّ؟ وليس للوالي أن يفعل ذلك‏ولو اُعطي سلطان الأرض، ثمّ كيف يمضي إلى وليمة يدعى إليها الثري(450) ويبعد عنها الفقير والمعوز، وفي ذلك مظهر من مظاهر التفرقة بين الناس ثمّ إشعار لهم ‏بهذه التفرقة ممّا يجرح بعض الخواطر ويجرح قلب عليّ، أما حين يستقيم‏ المجتمع فليدع قوم وليبعد آخرون فما في ذلك غبن.

   4 - منها: لمّا قتل أصحاب معاوية محمّد بن أبي بكر فبلغه خبر مقتله قال‏ عليه السلام :إنّ حزننا عليه ]على[ قدر سرورهم به، إلّا أنّهم نقصوا بغيضاً ونقصنا حبيباً.(451)

   5 - منها: سئل‏  عليه السلام   أيّهما أفضل: العدل أم الجود؟ فقال‏ عليه السلام : العدل يضع الاُمور مواضعها، والجود يخرجها من جهتها، والعدل سائس عامّ، والجود عارض‏ خاصّ، فالعدل أشرفهما وأفضلهما.(452)

   6 - منها: قال‏  عليه السلام   في صفة المؤمن مرتجلاً: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في ‏قلبه، أوسع شي‏ء صدراً، وأذلّ شي‏ء نفساً، يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل غمّه ‏بعيد همّه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، ]مغمور بفكرته(453) ضنين(454)بخلّته(455)] سهل الخليقة(456) لين العريكة(457).(458)

 7 - منها: قال‏ عليه السلام : يأتي على الناس زمان لايقرَّب فيه إلّا الماحل، ولايظرَّف فيه‏ إلّا الفاجر، ولا يضعَّف فيه إلّا المنصف.(459)

   بيان: «الماحل»: الساعي في الناس بالوشاية عند السلطان. «لايظرّف»: لايعدّ ظريفاً. «لايضعّف»: لايعدّ ضعيفاً.

--------------------------------------

445) نهج البلاغة: الخطبة 209، عنه البحار: 336/40 ح 19، و118/70 ح8، و155/76 ح 36.

446) الهوادة: الرخصة والسكون.  

447) بإرادة: بمراد.  

448) الإزاحة: الإزالة والإبعاد، وفي الأصل: اُزيل.

449) نهج البلاغة: الكتاب 41، عنه البحار: 182/42 ضمن ح 40.

450) الثري: كثير المال.

451) نهج البلاغة: قصار الحكم 325، عنه البحار: 592/33 ح 736.

452) نهج البلاغة: قصار الحكم 437، عنه البحار: 357/75 ح 72.

453) مغمور بفكرته: أي غريق في فكرته لأداء الواجب عليه.

454) ضنين: بخيل.

455) الخلّة - بالفتح - : الحاجة.

456) الخليقة: الطبيعة.             

457) العريكة: النفس.

458) نهج البلاغة: قصار الحكم 333، عنه البحار: 305/67 ح 37 و410/69 ح 127.

459) نهج البلاغة: قصار الحكم 102، عنه البحار: 278/52.

 

 

 

 

    زيارة : 3610
    اليوم : 64517
    الامس : 83753
    مجموع الکل للزائرین : 131067961
    مجموع الکل للزائرین : 90939446