الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الباب الثاني : قطرة من بحار مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام

الباب الثاني :

 

في ذكر قطرة من بحر مناقب

إمام الأنبياء السالفين، أبي الأئمّة الطاهرين

سيّد الموحّدين، أخي رسول ربّ العالمين

عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين

صلوات اللَّه عليه وآله الطاهرين

 

   818/1 -  في كتاب الروضة في الفضائل: يرفعه إلى عمّار بن ياسر وزيد بن أرقم ‏أنّهما قالا: كنّا بين يدي أميرالمؤمنين ‏عليه السلام كان يوم الإثنين ]تاسع عشر(505)] خلت من‏ صفر، فإذا بزعقة(506) عظيمة قد ملأت المسامع، وكان عليّ ‏عليه السلام على دكّة القضاء فقال: يا عمّار، ائتني بذي الفقار وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي بالمكّي فجئت به، فانتضاه من غمده(507) وتركه ]على فخذه[، وقال: يا عمّار، هذا يوم أكشف فيه لأهل‏ الكوفة جميعاً الغمّة ليزداد المؤمن وفاقاً والمخالف نفاقاً.

   فقال: يا عمّار، ائت بمن على الباب، قال عمّار: فخرجت وإذا على الباب امرأة في قبّة على جمل، وهي ]تبكي و(508)] تصيح:

   «يا غياث المستغيثين ويا غاية(509) الطالبين، ويا كنز الراغبين، ويا ذا القوّة المتين،ويا ]مطلق الأسير، ويا راحم الشيخ الكبير، ويا رازق الطفل الصغير، ويا قديم سبق ‏قدمه كلّ قديم، ويا عون من لا عون له، ويا سند من لا سند له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا حرز من لا حرز له، يا عون الضعفاء، ويا كنز الفقراء(510)] إليك توجّهت]وبك توسّلت(511)] فبيّض وجهي، وفرّج همّي، واكشف غمّي.»

   قال ]عمّار[: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، قوم لها وقوم عليها في‏ الكلام فقلت: أجيبوا أميرالمؤمنين‏ عليه السلام ]أجيبوا عيبة علم النبوّة، قال:(512)] فنزلت عن‏ الجمل ونزل القوم معها، ودخلوا المسجد، ووقفت المرأة بين يدي ‏أميرالمؤمنين ‏عليه السلام وقالت: ]يا عليّ(513)] إيّاك قصدت، فاكشف كربتي وما بي من‏ الغمّة، إنّك وليّ ذلك والقادر عليه ]وعالم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فعند ذلك(514)].

   قال أميرالمؤمنين ‏عليه السلام: يا عمّار، ناد في الكوفة ]لينظروا إلى قضاء أميرالمؤمنين‏ عليه السلام، فناديت فاجتمع الناس حتّى صار مقدم عليه أقدام كثيرة[.(515)

   ثمّ قال أميرالمؤمنين ‏عليه السلام: سلوا عمّا بدا لكم يا أهل الشام.

   فنهض من بينهم شيخ أشيب، عليه بردة يمانيّة(516) وحلّة عدنيّة، وعمامة خزّسوسنيّة(517) فقال: السلام عليك يا كنز الفقراء ويا ملجأ اللهفاء، يا مولاي، هذه ‏الجارية ابنتي وما قرنتها(518) ببعل قطّ وهي عاتق(519) حامل، وقد فضحتني في‏ عشيرتي، وأنا معروف بالشدّة والنجدة والبأس والسطوة والبراعة واليراب(520) أنا المس غفرنس(521) وليث غموس(522)، لايخمد لي نار، ولا يضام لي جار، عزيز عندالعرب بأسي ونجدتي وحملاتي وسطواتي.

   وقد بقيت يا عليّ، حائراً في أمري فاكشف هذه الغمّة ]فإنّ الإمام ترتجيه الاُمّة وهذه الغمّة عظيمة لم أر مثلها ولا أعظم منها[.(523)

   فقال أميرالمؤمنين ‏عليه السلام: ما تقولين يا جارية فيما يقول لك أبوك؟ فقالت: أمّا مايقول أبي: إنّي عاتق فقد صدق، وأمّا ما يقول: إنّي حامل، فواللَّه، ما أعلم من نفسي ‏خيانة قطّ، يا أميرالمؤمنين أنت وصيّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ووارثه، لايخفى‏ عليك شي‏ء، وتعلم أنّي ما كذبت فيما قلت، ففرّج عنّي غمّتي يا فارج الهمّ.

   فصعد أميرالمؤمنين‏ عليه السلام المنبر وقال: اللَّه أكبر، اللَّه اكبر «جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ ‏إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً»(524) فقال‏ عليه السلام: وإليَّ التسليم، وعليَّ بداية(525) الكوفة، فجاءَت‏ امرأة يقال لها: خولاء(526) وكانت قابلة نساء ]أهل[ الكوفة، فقال لها: اضربي بينك ‏وبين الناس حجاباً وانظري الجارية هذه أعاتق حامل ]أم لا[؟

   ففعلت ما أمرها ]به[ أميرالمؤمنين ‏عليه السلام ]ثمّ خرجت وقالت: نعم، يا مولاي ‏هي[ عاتق حامل، ]فقال‏ عليه السلام: يا أهل الكوفة، أين الأئمّة الّذين ادّعوا  منزلتي؟ أين ‏من يدّعي في نفسه أنّه له مقام الحقّ فيكشف هذه الغمّة؟

   فقال عمرو بن حريث لعنه اللَّه كالمستهزئ: ما لها غيرك يابن أبي طالب، اليوم ‏تثبت لنا إمامتك(527)].

   فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام لأب الجارية: يا أباالغضب المعطب(528)، ألست أنت من‏ أعمال دمشق؟ قال: بلى. قال: من قرية يقال لها: أسعار؟ فقال: نعم، فقال: هل ‏فيكم من يقدر على قطعة ثلج ]في هذه الساعة[؟ فقال أبوالغضب: الثلج في بلادنا كثيرة ]ولكن ما نقدر عليه هاهنا[، فقال ‏عليه السلام: بيننا وبين بلادكم مائتان وخمسون ‏فرسخاً؟ قال: نعم ]يا مولاي، ثمّ قال: أيّها الناس انظروا إلى ما أعطى اللَّه عليّاً من‏العلم النبويّ الّذي أودعه اللَّه ورسوله من العلم الربّاني(529)].

   قال عمّار: فمدّ يده وهو على منبر جامع الكوفة وردّها وفيها قطعة من الثلج]يقطر منها، فعند ذلك ضجّ الناس وماج الجامع بأهله فقال: اسكتوا ولو شئت‏ أتيت بجباله(530)] ثمّ قال لداية الكوفة: ]خذي هذا الثلج واخرجي بالجارية من‏المسجد واتركي تحتها طشتاً، و(531)] ضعي هذا الثلج ممّا يلي فرج ‏الجارية سترمي‏ علقة وزنها سبعة وخمسون مثقالاً(532) ودانقان.(533)

   فأخذت وخرجت بها من الجامع، وجاءت بطشت ووضعت الثلج على ‏الموضع ]كما أمرها عليه السلام(534)] فرمت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما قال ‏أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.

   وأقبلت الداية مع الجارية، فوضعت العلقة بين يديه، فقال: وزّنتيها؟ قالت:نعم، فوزنها سبعة وخمسون مثقالاً ودانقان.

   فقال ‏عليه السلام: بلى «وَإنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكفى بِنا حاسِبينَ»(535) ثمّ ‏قال: يا أباالغضب، إبنتك ما زنت وإنّما دخلت الموضع الّذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة ]في جوفها[ وهي صبيّة بنت عشر سنين، قد لبثت (536) في بطنها إلى وقتنا هذا، فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أنّك تعلم ما في الأرحام وما في ‏الضمائر(537).(538)

   أقول: ورواه البحراني ‏قدس سره عن السيّد المرتضى‏ رحمه الله أيضاً بأدنى اختلاف وأغلاط في عباراته.(539)

---------------------------------------------------

   819/2 -  في مناقب عتيقة: حدّثنا أبوالتحف عليّ بن محمّد بن إبراهيم ‏المصري، عن الأشعث بن مرّة، عن المثنّى بن سعيد، عن جلال بن كيسان الكرخي‏ الخرّاز(540) عن الطيّب الفواخري، عن عبداللَّه بن سلمة الفتحي، عن شقادة بن‏الأصيد العطّار البغدادي، عن عبدالمنعم بن الطيّب، عن العلا بن وهب بن قيس‏ عن الوزير أبي محمّد سايلويه ‏رضى الله عنه - فإنّه كان من أصحاب أميرالمؤمنين‏ عليه السلام – عن ‏ابن جرير(541)، عن أبي الفتح الغزالي(542)، عن أبي سالم ميثم التمّار قال:

   كنت بين يدي مولاي أميرالمؤمنين‏ عليه السلام إذ دخل علينا من الباب رجل مشذب (543) عليه قباء أدكن(544) قد اعتمّ بعمامة صفراء، ]و[قد تقلّد بسيفين، فنزل من غير سلام‏ ولم ينطق بالكلام، فتطاول إليه الناس بالأعناق، ونظروا إليه بالآماق ]وقد وقف‏ عليه النّاس من جميع الآفاق(545)]، ومولانا أميرالمؤمنين‏ عليه السلام لايرفع رأسه إليه.

   فلمّا هدأ]ت[ من الناس الحواسّ ]أ[فصح عن لسانه كأنّه حسام صقيل جذب‏من غمده وقال:

   أيّكم المجتبى بالشجاعة، المعمّم بالبراعة، والمدرع بالقناعة؟ أيّكم المولود في‏الحرم، والعالي في الشيم، ]و[الموصوف بالكرم؟ أيّكم أصلع الرأس، الثابت‏ الأساس، والبطل الدعاس(546) والمضيّق للأنفاس، والآخذ بالقصاص؟

   أيّكم غصن أبي طالب الرطيب والقسم النجيب؟ أيّكم الّذي نصر به ‏محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه فاعتزّ به سلطانه، وعظم به شأنه؟ أيّكم قاتل العمروين وآسر العمروين ]العمروان اللذان قتلهما: عمرو بن عبدودّ وعمرو بن الأشعث‏ المخزومي، والعمروان اللذان أسّرهما: فأبو ثور عمرو بن معدي كرب وعمرو بن‏ سعيد العشابي(547) أسره في يوم بدر(548)].

   قال أبو جعفر ميثم التمّار: فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: أنا يا سعد بن الفضل بن‏ الربيع بن مدركة ]بن الطيّب بن الأشعث بن أبي سمع بن الأحبل بن فزارة بن دعيل ‏بن عمرو الدويني(549)] فقال: لبّيك يا عليّ.

   فقال‏ عليه السلام: سل عمّا بدا لك فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف بالمعروف، أنا الّذي قرعني الصمّ الصلاب وهطل بأمرى السحاب، وأنا المبعوث بالكتاب(550) أنا الطور(551) والأسباب، أنا «ق» والقرآن المجيد، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم] أنا البارع، أنا العسوس(552) أنا القلمّس(553) والعفوس(554) أنا المداعس(555) أنا ذوالنبوّة والسطوة، أنا العليم، أنا الحليم، أنا الحفيظ، أنا الرفيع، وبفضلي نطق كلّ كتاب‏ وبعلمي شهدوا  ذووا  الألباب(556)] أنا عليّ أخو رسول‏ اللَّه، زوج ابنته، وأبو بنيه.

   فقال الأعرابي: بلغنا أنّك تحيى الموتى وتميت الأحياء وتفقر وتغني وتقضي ‏في الأرض، فقال صلوات اللَّه عليه: قل ما بدا لك.

   فقال: إنّي رسول إليك من ستّين ألف رجل يقال لهم: العقيمة(557) وقد حملوا معي ميّتاً قد مات منذ مدّة، وقد اختلفوا في سبب موته، وهو على باب المسجد فإن‏أحييته علمنا أنّك صادق نجيب الأصل، وتحقّقنا أنّك حجّة اللَّه في الأرض وإن لم‏ تقدر على ذلك رددته إلى قومه، وعلمنا أنّك تدّعي غير الصواب، وتظهر من ‏نفسك ما لا تقدر عليه.

   فقال‏ عليه السلام: يا أبا جعفر، اركب بعيراً وطف في شوارع الكوفة ومجالها(558) وناد: من‏أراد أن ينظر إلى ما أعطاه اللَّه عليّاً أخا رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وبعل فاطمة الزهراء عليها السلام في‏ الفضل والعلم  فليخرج إلى النجف غداً.

   فلمّا رجع ميثم قال له أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: خذ الأعرابي إلى ضيافتك، فأخذت‏ الأعرابي ومعه محمل فيه صاحبه الميّت وأنزلته منزلي، وأخدمته أهلي.

   فلمّا صلّى أميرالمؤمنين‏ عليه السلام صلاة الفجر خرج وخرجت معه، ولم يبق في ‏الكوفة برّ ولا فاجر ]إلّا[ وقد خرج إلى النجف.

   ثمّ قال الإمام ‏عليه السلام: إئت يا أبا جعفر بالأعرابي وصاحبه الميّت، فأتى بهما  إلى‏ النجف، ثمّ  قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: يا أهل الكوفة، قولوا فينا ما ترونه منّا، وارووا  عنّا ما تسمعونه.

   ثمّ قال ‏عليه السلام: أبرك يا أعرابي جملك هذا، وأخرج صاحبك أنت وجماعة من ‏المسلمين من التابوت.

   فقال ميثم: فأخرج من التابوت عصيب(559) من ديباج أصفر، فاحلّ فإذا تحته ‏عصيب ديباج أخضر، وأحلّ، فإذا تحته بدرة(560) من اللؤلؤ فيها غلام بذوائب‏كذوائب المرأة الحسناء.

   فقال‏ عليه السلام: كم لميّتك هذا؟ فقال: أحد وأربعون يوماً، قال: وما كان ]سبب[موته؟ فقال الأعرابي: إنّ أهله يريدون أن تحييه ليخبرهم(561) من قتله ]فيعلموه ‏لأنّه بات سالماً وأصبح مذبوحاً من اُذنه إلى اُذنه.

   فقال‏ عليه السلام: من يطلب بدمه؟ فقال: خمسون رجلاً من قومه يقصد(562) بعضهم‏ بعضاً في طلب دمه، فاكشف الشكّ والريب يا أخا رسول‏ اللَّه!

   قال ‏عليه السلام: قتله عمّه، لأنّه زوّجه بابنته فخلّاها، فتزوّج غيرها، فقتله حنقاً(563) عليه ‏قال الأعرابي(564): لسنا نرضى(565) بقولك، وإنّما نريد أن يشهد هذا الغلام(566) بنفسه عند أهله من قتله، ويرتفع من بينهم السيف والفتنة.

   فقام‏ عليه السلام  فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه وصلّى على النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال: يا أهل‏ الكوفة، ما بقرة بني إسرائيل بأجلّ عند اللَّه تعالى من عليّ أخي رسول‏ اللَّه، إنّها أحيى اللَّه بها ميّتاً بعد سبعة أيّام.

   ثمّ دنا عليه السلام من الميّت وقال: إنّ بقرة بني إسرائيل ضرب ببعضها الميّت فعاش،وإنّي لأضربه ببعضي لأنّ بعضي عند اللَّه خير من البقرة، ثمّ هزّه برجله اليمنى،وقال: قم بإذن اللَّه يا مدركة بن حنظلة بن غسّان ]بن[ ]بحر بن فهم(567)] بن سلامة بن طيّب بن ]مدركة بن(568)] الأشعب بن الأخرص بن داهلة بن عمر بن الفضل بن ‏حباب، فقم قد أحياك عليّ بإذن اللَّه.

   فنهض غلام أحسن من الشمس أضعافاً، وأوضأ من القمر أوصافاً، فقال: لبّيك‏ لبّيك ]يا محيي العظام و(569)] يا حجّة اللَّه على الأنام، المتفرّد بالفضل والإنعام، يا أميرالمؤمنين، ويا وصيّ رسول ربّ العالمين، يا عليّ بن أبي طالب.

   فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: من قتلك يا غلام؟ قال: عمّي ]حريث بن زمعة بن‏ ميكال بن الأصم(570)] ثمّ قال للغلام: انطلق إلى أهلك فقال: لا حاجة بي في القوم.

   قال‏ عليه السلام: ولِمَ؟ قال: أخاف أن يقتلني ثانياً ]ولاتكون أنت، فمن يحييني؟(571)فالتفت إلى الأعرابي فقال: امض أنت إلى أهلك، فقال الأعرابي: أنا معك ومعه إلى ‏أن يأتي اليقين، فأقاما مع أميرالمؤمنين‏ عليه السلام إلى أن قتلا بصفّين رحمهما اللَّه، فصارأهل الكوفة إلى أماكنهم، اختلفوا أقوالهم وأقاويلهم فيه‏ عليه السلام.(572)

---------------------------------------------------

   820/3 -  روى خالص بن ثعلبة، عن عمّار بن ياسر قال: كنت مع‏ أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وقد خرج من الكوفة، إذ عبر بالضيعة الّتي يقال لها: النخلة(573) على‏ فرسخين من الكوفة، فخرج منها خمسون رجلاً من اليهود، وقالوا: أنت عليّ بن‏ أبي طالب الإمام؟ فقال: أنا ذا، فقالوا: لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستّة من‏ الأنبياء وها نحن نطلب الصخرة فلا نجدها، فإن كنت إماماً فأوجدنا الصخرة.

   فقال‏ عليه السلام: اتّبعوني، قال عمّار: سار القوم خلفه إلى ]أن[ استبطن البر(574) وإذا بجبل من رمل عظيم، فقال‏ عليه السلام: أيّتها الريح انسفى الرمل عن الصخرة، فما كان إلّاساعة حتّى نسفت الريح الرمل عن الصخرة، وظهرت الصخرة، فقال‏ عليه السلام: هذه ‏صخرتكم.

   فقالوا: عليها اسم ستّة من الأنبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا، ولسنا نرى‏ عليها الأسماء.

   فقال‏ عليه السلام: الأسماء الّتي عليها فهي على وجهها الّتي على الأرض فاقبلوها فاعصوصب(575) عليها ألف رجل، فما قدروا على قلبها.

   فقال‏ عليه السلام: تنحّوا عنها، فمدّ يده إليها وهو راكب فقلّبها، فوجدوا عليها اسم ستّة من الأنبياء عليهم السلام أصحاب الشريعة: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد صلّى اللَّه عليهم، فقال نفر ]من[ اليهود: نشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول‏ اللَّه‏ وأنّك أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين وحجّة اللَّه في الأرض، من عرفك سعد ونجا،ومن خالفك ضلّ وغوى وإلى الجحيم هوى، جلّت مناقبك عن التحديد وكثرت‏ آثار نعمك عن التعديد.(576)

---------------------------------------------------

   821/4 -  في مناقب عتيقة خطّيّة، لعلّها نسخت منذ ثلاثمائة سنة أو أزيد وفيه:وقد ذكر أنّ أعثم الكوفي - وهو رجل معاند - قال: لمّا كان يوم صفّين برز رجل من‏ أهل الشام فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: ارجع فلا يدخلنّك ابن آكلة الأكباد نار جهنّم.

   قال الشامي: الساعة يبيّن أيّ منّا يدخل نار جهنّم، فطعنه أميرالمؤمنين‏ عليه السلام ‏برمحه ورفعه على الهواء، فصاح اللعين وقال: يا أميرالمؤمنين، لقد رأيت نارجهنّم وأصبحت من النادمين فقال: «أَلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ‏ المُفْسِدينَ»(577).(578)

---------------------------------------------------

   822/5 -  في مصباح الأنوار: حدّثنا محمّد بن عمر بإسناده عن جابر بن عبداللَّه ‏أنّه قال: قال رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم: ما عصاني قوم من المشركين إلّا رميتهم بسهم اللَّه ‏تعالى، فقيل: وما سهم اللَّه يا رسول ‏اللَّه؟

   قال: هو عليّ بن أبي طالب ما أبرزته في طلب ثار، ولا بعثته في سريّة إلّا رأيت‏ جبرئيل‏ عليه السلام عن يمينه، وميكائيل عن يساره وملك الموت أمامه، وسحابة تظلّه ‏حتّى يعطيه اللَّه خير النصر والظفر.

   يقول مؤلّف كتاب القطرة: أورد الحديث صاحب الثاقب في المناقب أيضاً بعينه.(579)

---------------------------------------------------

   823/6 -  فيه: بالإسناد عن جابر بن عبداللَّه قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه ‏يباهي بعليّ كلّ يوم الملائكة المقرّبين.(580)

   ونقله أيضاً من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي عن ابن عبّاس كذلك.

---------------------------------------------------

   824/7 -  فيه: عن ابن عبّاس قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: لو أنّ البحر مداد والغياض أقلام، والإنس كتّاب، والجنّ حسّاب ما أحصوا فضائلكم يا أبا الحسن‏ قال ذلك لعليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.(581)

---------------------------------------------------

   825/8 -  فرات قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد معنعناً عن عبداللَّه بن‏ عبّاس قال: بينا رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم جالس إذ نظر إلى حيّة كأنّها بعير، فهمّ عليّ‏عليه السلام ‏بضربها بالعصا، فقال له النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه إبليس، وإنّي قد أخذت عليه شروطاً مايبغضك مبغض إلّا شاركه في رحم اُمّه، وذلك قوله ]تعالى[: «وَشارِكْهُمْ فِي‏ الأَمْوالِ وَالأَوْلادِ»(582).(583)

---------------------------------------------------

   826/9 -  فيه: بأسانيده عن رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا عليّ، قد غفر اللَّه تعالى لك‏ ولأهلك ولشيعتك ومحبّي شيعتك، ومحبّي محبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع ‏البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم.(584)

---------------------------------------------------

   827/10 -  فيه: أخبرنا الحافظ أبوالفتح عبدالواحد بن الحسن البافوحي ‏بأسانيده المفصّلة عن النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم قال: لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبدود أفضل من عمل اُمّتي إلى يوم القيامة.(585)

---------------------------------------------------

   828/11 -  فيه: بأسانيده عن أنس قال: بلغنا أنّ أميرالمؤمنين‏ عليه السلام اشتهى كبداً مشويّة على خبزة ليّنة، فأقام حولاً يشتهيها، ثمّ ذكر ذلك للحسن‏ عليه السلام وهو صائم‏ يوم من الأيّام فصنعها له.

   فلمّا أراد أن يفطر قرّبها إليه، فوقف سائل بالباب فقال: يا بنيّ، احملها إليه‏ لايقرء صحيفتنا غداً «أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ في حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها»(586).

---------------------------------------------------

   829/12 -  فيه: عن أبي المغنم مسلم بن أوس، وجارية بن قدامة السعدي أنّهما حضرا مجلس أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وهو يخطب على المنبر بالكوفة وهو يقول:سلوني من قبل أن تفقدوني، فإنّي لا اُسئلُ إلّا اُجيب عمّا دون العرش، لايقولهابعدي إلّا كذّاب أو مفتري.

   فقام رجل من جانب المسجد -  في عنقه كتاب كالمصحف - ]وهو رجل[أدم(587) طويل جعد الشعر كأنّه من متهوّدة(588) العرب، فقال رافعاً صوته لعليّ: يا أيّهاالمدّعي، ما لايعلم والمتقلّد(589) ما لايفهم! أنا سائلك فأجب.

   فوثب به أصحاب أميرالمؤمنين ‏عليه السلام من كلّ جانب وهمّوا به فانتهرهم(590) أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وقال: دعوه ولاتعجلوه، فإنّ الطيش لاتقوم به حجج اللَّه، ولابإعجال السائل يظهر براهين اللَّه تعالى.

   ثمّ التفت إلى الرجل فقال: سل بكلّ لسانك ومبلغ فهمك وعلمك اُجبك إن شاء اللَّه تعالى.

   قال: فقال الرجل: كم بين المشرق والمغرب؟ قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: مسافة الهواء، قال الرجل: وما مسافة الهواء؟ قال‏ عليه السلام: قدر دوران الفلك، قال: وما قدر دوران الفلك؟ قال: مسيرة يوم للشمس، قال الرجل: صدقت، فمتى القيامة؟ قال:عند حضور المنيّة وبلوغ الأجل، قال الرجل: صدقت، فكم عمر الدنيا؟

   قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: يقال: سبعة آلاف، ثمّ لا تحديد، قال الرجل: صدقت‏ فأين بكّة من مكّة؟ قال‏ عليه السلام: مكّة أكناف الحرم، وبكّة موضع البيت، قال الرجل:صدقت، فلِم سمّيت مكّة؟ قال ‏عليه السلام: لأنّ اللَّه تعالى مدّ(591) الأرض من تحتها، قال:فلِم سمّيت بكّة؟

   قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: لأنّها بكّت رقاب الجبّارين وعيون(592) المذنبين، قال‏الرجل : صدقت ، فأين كان اللَّه تعالى قبل أن يخلق العرش (593) ؟ قال ‏أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: سبحان اللَّه الّذي لايدرك كنه صفته حملة عرشه على قربهم(594) من‏ كرسيّ كرامته، ولا الملائكة المقرّبين من أنوار سبحات جلاله، ويحك! لايقال للَّه:أين، ولا بِم(595)، ولا فيم، ولا أنَّى، ولا حيث، ولا كيف.

   قال الرجل: صدقت، فكم مقدار لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق اللَّه ‏تعالى الأرض والسماء؟

   قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: أتحسن أن تحسب؟ قال الرجل: نعم، قال ‏أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: أفرأيت لو كان صبّ في الأرض خردل حتّى سدّ الهواء وملأ مابين الأرض والسماء، ثمّ اُذن(596) لك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة من مقدار المشرق إلى المغرب، ومدّ في عمرك واُعطيت القوّة في ذلك حتّى نقلته وأحصيته،لكان أيسر من إحصاء عدد ]أعوام(597)] ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق‏ الأرض والسماء، وإنّما وصفت لك ببعض عشر العشير(598) من جزء من مائة ألف]ألف(599)] جزء، وأستغفر اللَّه من التقليل في التحديد.

   قال: فحرّك الرجل رأسه وقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده‏ورسوله، وأنشأ الرجل يقول:

حُزت أقاصي العلوم فما

تبصر أن نوظرت(600) مغلوباً

وأنت أصل العلم ياذاالهدى

تجلو من الشكّ الغيا هيبا

لاتنثني عن كلّ اُشكولة

تبدي إذا حلّت أعاجيبا(601)

---------------------------------------------------

   830/13 -  الشيخ أبو علي تيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عديّ الكاتب ‏ممّن(602) أذن له، حدّثنا الشيخ المفيد بأسانيده المفصّلة، عن عبدالواحد بن زيد قال:كنت حاجّاً إلى بيت اللَّه الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين واقفتين عندالركن اليماني، إحداهما تقول لاُختها: لا وحقّ المنتجب بالوصيّة والحاكم بالسويّة،والعادل في القضيّة، العالي البيّنة(603)، الصحيح النيّة، بعل فاطمة المرضيّة، ما كان كذاوكذا.

   قال عبدالواحد: وكنت أسمع فقلت: يا جارية، من المنعوت بهذه الصفة؟ فقالت: ذلك واللَّه، علم الأعلام، وباب الأحكام، وقسيم الجنّة والنار، وقاتل الكفّاروالفجّار، وربّانيّ الاُمّة، ورئيس الأئمّة، ذاك أميرالمؤمنين وإمام المسلمين، الهزبر(604) الغالب أبوالحسن عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.

   فقلت: من أين تعرفين عليّاً ؟ قالت: وكيف لا أعرف من  قُتل أبي بين يديه في‏ صفّين، ولقد دخل على اُمّي ذات يوم، فقال لها: كيف أصبحت يا اُمّ الأيتام؟ فقالت ‏له اُمّي: بخير يا أميرالمؤمنين، ثمّ أخرجتني واُختي هذه إليه، وكان قد أصابني من‏ الجدري(605) ما ذهب به واللَّه بصري، فلمّا نظر إليَّ تأوّه، ثمّ طفق يقول:

ما إن تأوَّهت من شي‏ء رزيت به

كما تأوّهت للأطفال في الصغر

قد مات والدهم من كان يكفلهم

في النائبات وفي الأسفار والحضر

   ثمّ أمرّ بيده المباركة على وجهي، فانفتحت عيناي لوقتي وساعتي، فواللَّه ‏يابن أخي، إنّي لأنظر إلى الجمل الشارد(606) في الليلة الظلماء، كلّ ذلك ببركة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، ثمّ أعطانا شيئاً من بيت المال وطيّب قلوبنا ورجع.

   قال عبدالواحد: فلمّا سمعت هذا القول قمت إلى دينار كان من نفقتي فأعطيتها وقلت: خذي يا جارية هذا واستعيني به على وقتك، فقالت: إليك عنّي يا رجل، فقد خلفنا خير سلف على خير خلف، نحن واللَّه، اليوم في عيال أبي محمّد الحسن بن عليّ‏ عليهما السلام  فولّت وطفقت تقول:

ما نيط(607) حبّ عليّ في خناق(608) فتى

إلّا له شهدت بالنعمة النعم

ولا له قدم زلّ الزمان به

إلّا له أثبتت من بعدها قدم

ما سرّني أن أكن من غير شيعته

لو أنّ ‏لي‏ ما حوته ‏العرب‏ والعجم(609)

---------------------------------------------------

   831/14 -  حدّثنا السيّد الأصيل أبو حرب المجتبى بن الداعي بن القاسم‏ الحسني‏ رحمه الله بقراءَتي عليه، حدّثنا الشيخ المفيد الواعظ، بأسانيده المفصّلة عن ‏الأعمش قال: كنت حاجّاً إلى بيت اللَّه الحرام فنزلت في بعض المنازل، فإذا أنا بامرأة محجوبة البصر وهي تقول: يا رادّ الشمس على عليّ بن أبي طالب بيضاء نقيّة بعد ما غابت، ردَّ عليَّ بصري.

   قال الأعمش: فأعجبني كلامها فأخرجت دينارين وأعطيتها فلمستهما بيدها ثمّ ‏طرحتهما في وجهي وقالت: يا رجل، أذللتني بالفقر، اُفّ لك إنّ من تولّى آل ‏محمّد عليهم السلام لايكون ذليلاً.

   قال الأعمش: فمضيت إلى الحجّ، وقضيت مناسكي، وأقبلت راجعاً إلى منزلي‏ وكانت المرأة من أكبر همّى حتّى صرت إلى ذلك المكان، فإذاً أنا بالمرأة لها عينان ‏تبصر بهما، فقلت لها: يا إمرأة، ما فعل بك حبّ عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام؟

   فقالت: يا رجل، إنّي أقسمت به على اللَّه ستّ ليال، فلمّا كان في الليلة السابعة وهي ليلة الجمعة، فإذا أنا برجل قد أتاني في نومي.

   فقال لي: يا إمرأة، أتحبّين عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام؟

   قالت: قلت: نعم، قال: ضعي يدك على عينك وقال: اللهمّ إن تكن هذه المرأة تحبّ عليّ بن أبي طالب عن نيّة صادقة فردّ عليها عينها، ثمّ قال: نحّي يدك، فنحيتها فإذا أنا برجل في منامي، فقلت: من أنت الّذي منّ اللَّه بك عليَّ؟ قال: أنا الخضر، أحبّي(610) عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، فإنّ حبّه في الدنيا يصرف عنك الآفات،وفي الآخرة يعيذك من النار.(611)

---------------------------------------------------

   832/15 -  حدّثنا شيخنا الفقيه ]منتجب[ الدين أبوالحسن عليّ بن الحسين بن‏ عليّ الحاستي بأسانيده عن قتادة: أنّ أروى بنت الحارث بن عبدالمطّلب دخلت‏ على معاوية بالمدينة، وهي عجوز كبيرة، فلمّا رآها معاوية قال: مرحباً بك يا خالة،كيف أنت بعدي؟ قالت: كيف أنت يابن اُختي(612)؟ لقد كفرت النعمة، وأسأت لابن ‏عمّك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقّك - إلى أن قالت آخرمقالتها - :

   ثمّ قال معاوية لها: يا خالة، اقصدي بحاجتك ودعي عنك أساطير الأوّلين.

   قالت: تعطيني ألفي دينار، وألفي دينار، وألفي دينار، قال: وما تصنعين بألفي‏دينار؟ قالت: أشتري بها عيناً خرّارة(613) في أرض خوّارة(614) تكون لفقراء بني‏ الحارث بن عبدالمطّلب، قال: هي لك، قال: فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت:اُزوّج بها فقراء بني الحارث بن عبدالمطّلب من أكفائها، قال: هي لك.

   قال: فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت: أستعين بها على شدّة الأيّام وزيارة بيت‏ اللَّه الحرام، قال: هي لك، أما واللَّه، لو كان ابن عمّك عليّ حيّاً لما أمر لك بهذا، قالت: صدقت، إنّ عليّاً حفظ للَّه أمانته، وضيّعتها وخنت في ماله.

   ثمّ قالت: اترك(615) عليّاً، فضّ اللَّه فاك، وأجهد بلاك، ثمّ علا نحيبها وبكاؤها وأنشدت شعر أبي الأسود الدؤلي، وقيل: إنّه لها:

ألا يا عين ويحك أسعدينا

ألا فابكي(616) أميرالمؤمنيا

رزئنا خير من ركب المطايا

وجرّ(617) بها ومن ركب السفينا

ومن‏ لبس‏ النعال، ومن حفاها(618)

ومن قرأ المثاني والمئينا(619)

إذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر راق(620) الناظرينا

ألا فابلغ معاوية بن حرب

فلا قرّت عيون الشامتينا

أفي الشهر الحرام فجعتمونا

بخير الناس طرّاً أجمعينا

نعى(621) بعد النبيّ فدته نفسي

أبو حسن وخير الصالحينا

كأنّ الناس إذ فقدوا عليّاً

نعام ضلّ(622) في بلد عرينا(623)

فلا واللَّه لا أنسى عليّاً

وحسن صلاته في الراكعينا

لقد علمت قريش حيث كانت

بأنّك خيرهم حسباً وديناً

فلايفرح معاوية بن حرب

فإنّ بقيّة الخلفاء فينا

   قال: فبكى معاوية، وقال: كان واللَّه أبوالحسن يا خالة كما قلت، وأمر لها بماسألت.(624)

---------------------------------------------------

   833/16 -  حدّثنا السيّد الزاهد أبوالحسين عليّ بن القاسم بن الرضا الحسني ‏رحمه الله ‏بأسانيده إلى محمّد ]بن[ سليمان، حدّثنا أبي - وكان ممّن شهد الصحب الأوّل -قال: سمعت زرّ بن حبيش يقول: لمّا استشهد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ‏أتى الناعي(625) المدينة فضجّت المدينة بالبكاء والنحيب، كاليوم الّذي قبض فيه‏ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل الناس يهرعون(626) إلى باب منزل عائشة، فوجدوا الخبر قد سبق إليها، فخرجوا من عندها.

   فلمّا كان غداة غد، قالوا: إنّ اُمّ المؤمنين!! عائشة غادية(627) إلى قبر رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل الناس يهرعون إليها وهي لاتطيق الكلام، ولا تردّ الجواب من‏كثرة الدمعة وشدّة العبرة، والناس حولها محدقون، حتّى أتت إلى باب حجرة رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فأخذت بعضادتي الباب ونادت:

   السلام عليك يا سيّد الأنبياء، السلام عليك يا سيّد الشفعاء، السلام عليك ياأحسن من تقمّص وارتدى، وأكرم من انتعل واحتذى، السلام عليك وعلى‏صاحبيك أبي بكر وعمر، وأنا واللَّه ناعية أحبّ الخلق إليك، ونادبة أقرب الناس‏ لديك، قتل واللَّه ابن عمّك الّذي فضله لاينسى، قتل واللَّه حبيبك المرتضى، قتل‏واللَّه من زوجته سيّدة النساء فاطمة الزهراء فلو كشف عنك يا رسول‏ اللَّه الثرى‏ لرأيتني والهة عبرى، باكية حيرى، ثمّ استرجعت وقالت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.

   ثمّ أمرت أن يضرب بينها وبين الناس بحجاب.

   ثمّ قالت: معاشر الناس ما لكم، ولما]ذا[ أنتم مجتمعون، وما أنتم قائلون؟ قالوا:يا اُمّ المؤمنين!! ما تقولين في عليّ بن أبي طالب؟

   قالت: معاشر الناس، وما عسى أن أقول في عليّ؟ كان واللَّه سيّد الأوصياء، وابن‏عمّ خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء والأصفياء، وزوج البتول الزهراء، وسيف اللَّه ‏المسلول على الأعداء، أمير البررة، وقاتل الكفرة، وأحد العشرة المبشّرة، أقدمكم ‏جهاداً وأسبقكم اجتهاداً، حليف السهر(628)، ومعدن الفكر، مشيّد الدين ومولى ‏المؤمنين، الأنزع البطين، العقل(629) الركين، القويّ في دين اللَّه، القائم بأمر اللَّه.

   معاشر الناس، ولقد كان بيني وبين عليّ هنات وهنات في ليال مظلمات في‏ محال البصرة، فيا لها من كرّة وأية كرّة استوسق(630) ظلامها، وهجع(631) نوّامها، فرقت‏ الكثبان(632) وركبت القضبان حتّى أتيت خلل عسكره، فرأيته بعد كثيبين أحمرين،لايمنعه بعد السفر عن السهر، فدنوت حتّى صرت بين يديه، فإذا هو واضع خدّه ‏على التراب يبكي وينتحب(633) ويتململ تململ الثكلى، وهو يقول: سجد لك‏ وجهي، وخضع لك قلبي، واستسلم لأمرك نفسي، فكيف المفرّ غداً من أليم ‏عذابك، وشديد عقابك.

   قالت: فدنوت منه، حتّى صرت بين يديه وأخذت برأسه في حجري ومسحت‏ عوارضه من التراب، ثمّ رجعت من عنده، ولا أحد من خلق اللَّه أحبّ إليَّ منه.

   قال زرّ بن حبيش: ثمّ ألقت نفسها على قبر رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم تبكي وتنتحب وهي‏ تقول: بأبي أنت واُمّي يا نبيّ الهدى، قتل واللَّه حامل لوائك غداً، ثمّ نظرت إلى‏الناس يبكون فقالت: أيّها الناس ابكوا، فاليوم واللَّه طاب البكاء، فاليوم قبض‏ محمّد المصطفى وفاطمة الزهراء.

   ثمّ رأت الناس يبكون فتنفّست الصعداء، ورمت بنفسها على القبر، فواللَّه، ما ظننتها إلّا أنّها فارقت الدنيا، فحملتها نساء قريش إلى منزلها وهي تقول:

عجبت لقوم يسألوني عن الّذي

فضائله مشهورة في المشاهد

فجدّد حزني واستهلّت مدامعي

لوجهك يا من يرتجى للشدائد(634)

---------------------------------------------------

   834/17 -  إنّا ذكرنا مجمل هذا الحديث بنحو الحكاية بلاإسناد وتفصيل فيه ‏في المجلّد الأوّل في صفحة 534 ]ح 651]  وعثرت بعد ذلك على أصله أذكره‏ هاهنا أيضاً لما لايخلو ذكره كذلك عن فائدة.

   وليعلم أنّا نقلناه وأربعة أحاديث السابقة من نسخة عتيقة صحيحة، وفي آخرها ما هذا لفظه: حرّره محمّد بن عليّ الحمداني القزويني، أواخر رجب الأصبّ سنة ثلاث عشرة وستّمائة، كذا قيل بخطّ الشهيد عن كاتب الأصل، والحديث هو ذا:

   حدّثنا أبوبكر محمّد بن عبدالكريم بن محمّد القلانسي العدل، بأسانيده عن‏ إبراهيم بن مهران قال: كان بالكوفة في جيراننا رجل فامي(635) وكان يكنّى أباجعفر وكان حسن المعاملة، وكان إذا أتاه إنسان من العلويّة يطلب ما عنده لايمنعه، فإن‏ كان عنده ثمنه أخذه وإلّا قال لغلامه: اُكتب ما أخذه على عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.

   فعاش على ذلك زماناً، ثمّ افتقر وجلس في بيته، ]فكان[ ينظر في دفاتر له فإن ‏وجد من غرمائه من هو حيّ يبعث إليه من يقبض منه، وإن وجد من قد مات وليس‏له شي‏ء ضرب على اسمه.

   فبينما هو ذات يوم جالس على باب داره ينظر في ذلك الدفتر إذ مرّ به من‏ الناصبة، فقال له كالمستهزى‏ء: ما فعل غريمك الكبير يعني عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام؟واغتمّ الفامي بذلك، وقام ودخل منزله.

   فلمّا كان من الليل رأى النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، وكان الحسن والحسين‏ صلوات‏ اللَّه ‏عليهما يمشيان بين يديه، فقال لهما: أين أبوكما؟ فأجابه أميرالمؤمنين ‏عليه السلام‏وكان من ورائه فقال: ها أنا ذا يا رسول ‏اللَّه، فقال: ما لك لاتدفع إلى هذا الرجل‏ حقّه؟ فقال: يا رسول‏ اللَّه، هذا حقّه في الدنيا قد جئت به، قال: فأعطه، فناولني ‏كيساً من صوف وقال: هذا حقّك، فقال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: خذه، ولاتمنع من جاءَك‏ من ولده يطلب من عندك، وامض لا فقر عليك بعد هذا اليوم.

   فانتبهت والكيس بيدي، فناديت امرأتي: يا امرأة، أنائمة أنت أم يقظى؟

   ]قالت: بل يقظى[، قلت: أسرجي، فأسرجت فناولتها الكيس، فنظرت فإذا فيه ‏ألف دينار.

   فقالت: يا رجل، أشفق لايكون حملك الفقر على أن خدعت بعض هؤلاءالتجّار، فأخذت ماله، قلت: لا واللَّه، ولكنّ القصّة هذه، فدعا بالدفتر الّذي فيه ‏حسابه، فإذا ليس فيه ممّا كتب على عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام قليل ولا كثير.(636)

---------------------------------------------------

   835/18 -  من كتاب الأربعين لبعض العامّة: نقلت في المجموع الرائق من أزهارالحدائق من نسخة جلال الدين محمد بن المعمّر الطاهر وهو استخرجها ونسخها من خزانة مشهد أميرالمؤمنين‏ عليه السلام من كتاب أربعين محمّد بن أبي الفوارس، وقال‏ الذهبي في كتاب دول الإسلام: سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وفيها مات الحافظ أبوالفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، في الحديث الرابع والثلاثون بأسانيده ‏المفصّلة إلى ابن الأبقع الأسدي وكان من غلمان أميرالمؤمنين‏ عليه السلام(637) قال:

   كنّا مع أميرالمؤمنين‏ عليه السلام في فلاة، فجاء الليل فطلب موضعاً يأوي إليه، فنزل‏ونزل الناس وأخذت بشكيمة(638) بغلته، فما كان إلّا ساعة وإذا بالبغلة يرفع اُذنيها ويخبط بيديها ثمّ جذبتني، فأحسّ أميرالمؤمنين‏ عليه السلام بالحركة فاستيقظ وقال: ماهذا؟ قلت: قد شخصت البغلة.

   فقال: قد أحسست بسبع، وقام متقلّداً سيفه فرأى السبع فصاح به، فوقف فتقدّم‏ إليه، فجعل السبع يلحس رجليه ويفعل كما يفعل السنّور(639) من القرقرة فلزم اُذنه‏ وقال: ما الّذي جاء بك إلينا؟ فسمعنا من السبع كلاماً لايفهم وهمهمة فالتفت إلينا وقال: أتدرون ما يقول؟ قلنا: لا، قال: إنّه قد استأذنني أن يمضي الليلة ويأكل سنان‏ بن وابل(640) بالقادسيّة، وأخبر أنّه مسلّط على من يبغض محمّداً وآل محمّد عليهم السلام وأنّ‏سناناً حاربني وعاهد فيّ وغدر.

   ثمّ قال للسبع: امض لشأنك، فمضى السبع وبتنا تلك الليلة، ورجع ‏أميرالمؤمنين‏ عليه السلام إلى مستقرّه، فجاء الخبر من القادسيّة أنّ السبع أكل سناناً فمضى‏من كان مع عليّ‏ عليه السلام إلى القادسيّة وأخبروا أهلها بما جرى لعليّ‏ عليه السلام مع السبع‏ فتعجّبت من ذلك.

   فقال لي أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: ممّا تعجّب؟ هذا أعجب أم الشمس أم العين أم ‏الكواكب؟ فوالّذي فلق الحبّة وبرئ النسمة لو أحببت أن أرى الناس ممّا علّمني ‏رسول‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم من الآيات والمعجزات والعجائب لكان يرجعون كلّهم كفّاراً،الحديث.(641)

   وفيه: بإسناده قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة أخذت‏ بحجزة(642) اللَّه عزّوجلّ وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم، فترى أين يؤمر بنا؟(643)

---------------------------------------------------

   836/19 -  ذكرنا في الحديث الواحد والثلاثين والمائة في المجلّد الأوّل في‏ مناقب أميرالمؤمنين ‏عليه السلام حديثاً عن أنس وقد رواه بريدة عن رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم مزيلاً بما يرفع الإشكال على الحديث، أورده الحسن بن أبي الحسن بن محمّد الديلمي ‏في مناقبه عن بريدة قال: قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   حبّ عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام حسنة لايضرّ معها سيّئة مع أداء الفرائض، وبغضه ‏سيّئة لاينفع معها حسنة ولو أدّى الفرائض.(644)

---------------------------------------------------

   837/20 -  وفيه: عن ابن مسعود قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: حبّ عليّ‏ عليه السلام حلقة معلّقة بباب الجنّة، من تعلّق بها دخل الجنّة.(645)

---------------------------------------------------

   838/21 -  وفيه: عن ابن عبّاس‏ رحمه الله قال: عقمت النساء أن يأتين بمثل عليّ بن ‏أبي طالب‏ عليه السلام واللَّه، ما رأيت ولا سمعت مثله في جميع أحواله، ولقد رأيته في ‏بعض مواقف الصفّين وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكأنّ عينيه سراجان وهو يقف‏ على شرذمة شرذمة من أصحابه حتّى إنتهى إليّ، ]و[ أنا في جماعة من الناس، فقال:

   يا معاشر المسلمين، إستشعروا الخشية، وغضّوا الأصوات، وتَجَلْبَبوا السكينة، وأكملوا اللامة(646) وأقلقوا(647) السيوف قبل السلّة، ونافحوا(648) بالظبا، وَصِلوا بالخطى،والرماح بالنبال(649) فإنّكم بعين اللَّه ومع ابن عمّ رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   وعاودوا الكَرَّ، واستحيوا من الفرّ، فإنّه عار باق في الأعقاب، ونار حامية يوم ‏الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفساً، واطووا عن الحياة كشحاً، وامشوا إلى الموت‏ مشياً سجحاً.(650)

   وعليكم بهذا السواد الأعظم، والرواق المطنَّب(651) فاضربوا ثبجه(652) فإنّ الشيطان‏كامن في كسره، قد نفج حضنيه(653) مفترشاً ذراعيه، قد قدّم للوَثْبَة يداً، وأخّر للنكوب(654) رجلاً، فَصَمْداً صمداً(655) حتّى ينجلي لكم عمود الحقّ وأنتم الأعلون،واللَّه معكم ولن يتركم أعمالكم.(656)

   يقول المؤلّف: قال الصفدي الشافعي: ذكر المؤرّخون أنّ عليّاً عليه السلام قتل من‏ الخوارج يوم النهروان ألفي نفس، وكان يدخل فيضربه بسيفه حتّى ينثني ويخرج‏ ويقول: لاتلوموني ولوموا هذا ويقومه بعد ذلك، ومن ضرباته على المشهور ضربته مرحباً فإنّه ضربه على البيضة ضربة فقدّها وقدّه نصفين.

---------------------------------------------------

   839/22 -  في معاني الأخبار: بأسانيده المعتبرة عن أبي جعفر محمّد بن ‏عليّ ‏عليهما السلام قال: خطب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من‏ النهروان، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً، فحمد اللَّه‏وأثنى عليه، وصلّى على رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وذكر ما أنعم اللَّه على نبيّه وعليه.

   ثمّ قال: لولا آية في كتاب اللَّه ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول ‏اللَّه ‏عزّوجلّ: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»(657).

   اللهمّ لك الحمد على نعمك الّتي لاتحصى، وفضلك الّذي لاينسى.

   يا أيّها النّاس، إنّه بلغني مابلغني، وإنّي ]أراني[ قد إقترب أجلي، وكأنّي بكم‏ وقد جهلتم أمري، وأنا تارك فيكم ما تركه رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم كتاب اللَّه وعترتي، وهي‏ عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى.

   يا أيّها النّاس، لعلّكم لاتسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلّا مفتر، أنا أخو رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمّه، وسيف نقمته، وعماد نصرته، وبأسه وشدّته، أنا رحى‏ جهنّم(658) الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات، أنا قابض الأرواح وبأس اللَّه الّذي لايردّه عن القوم المجرمين، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان، ومبيرمن كفر بالرحمان، وصهر خير الأنام.

   أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خيرالأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول‏ اللَّه ‏ووارثه، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين فاطمة التقيّة الزكيّة البرّة(659) المهديّة،حبيبة حبيب اللَّه، وخير بناته وسلالته وريحانة رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم سبطاه خيرالأسباط، وولداي خير الأولاد، هل أحد ينكر ما أقول؟

   أين مسلموا أهل الكتاب؟ أنا اسمي في الإنجيل «إليا»، وفي التوراة بريي‏ء(660)وفي الزبور «أري»، وعند الهند «كبكر»(661) وعند الروم «بطريسا»، وعند الفرس «جبتر»(662) وعند الترك «بثير»(663) وعند الزنج «حيثر»(664)، وعند الكهنة «بويى‏ء»، وعندالحبشة «بثريك»(665) وعند اُمّي «حيدرة»، وعند ظئري «ميمون»، وعند العرب «عليّ»، وعند الأرمن «فريق»، وعند أبي «ظهير»(666).

   ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء، إحذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في‏دينكم، يقول اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّادِقينَ»(667) أنا ذلك الصادق، وأنا المؤذّن في‏ الدنيا والآخرة، قال اللَّه عزّوجلّ: «فَأذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمينَ»(668) أنا ذلك المؤذّن، وقال عزّوجلّ: «وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»(669) فأنا ذلك الأذان.

   وأنا المحسن يقول اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ»(670)، وأنا ذوالقلب يقول ‏اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ»(671) وأنا الذاكر يقول اللَّه عزّوجلّ: «الَّذينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ»(672).

   ونحن أصحاب الأعراف، أنا وعمّي وأخي وابن عمّي، واللَّه فالق الحبّ والنوى‏لايلج النار لنا محبّ، ولا يدخل الجنّة لنا مبغض، يقول اللَّه عزّوجلّ: «وَعَلَى الْأَعْرافِ‏ رجالٌ يُعْرَفُون كُلًّا بِسيماهُمْ»(673) وأنا الصهر، يقول اللَّه عزّوجلّ: «وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ‏الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً»(674)

   وأنا الاُذن الواعية ]يقول اللَّه عزّوجلّ: «وَتَعِيَها اُذُنٌ واعِيَةٌ»(675)] وأنا السلم ‏لرسوله‏ صلى الله عليه وآله وسلم يقول اللَّه عزّوجلّ: وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ»(676)، ومن ولدي مهديّ هذه‏ الاُمّة.

   ألا وقد جُعلت محنتكم، ببغضي يعرف المنافقون، وبمحبّتي إمتحن اللَّه ‏المؤمنين، هذا عهد النبيّ الاُميّ إليّ أنّه لايحبّك إلّا مؤمن ولايبغضك إلّا منافق.

   وأنا صاحب لواء رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة، ورسول اللَّه فرطي، وأنا فرط شيعتي، واللَّه، لاعطش محبّي ولاخاف وليّي، ]و[ أنا وليّ المؤمنين، واللَّه ‏وليّي ]و[حسب(677) محبّي أن يحبّوا ما أحبّ اللَّه، وحسب مبغضي أن يبغضوا ماأحبّ اللَّه.

ألا وإنّه بلغني أنّ معاوية سبّني ولعنني، اللهمّ اشدد وطأتك عليه، وأنزل اللعنة على المستحقّ آمين يا ربّ العالمين، ربّ إسماعيل وباعث إبراهيم، إنّك حميد مجيد.

   ثمّ نزل‏ عليه السلام عن أعواده فما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم ‏لعنه‏ اللَّه.(1)

---------------------------------------------------

   840/23 -  في الكافي وإكمال الدين: بأسانيده المفصّلة عن أبي سعيد الخدري‏ قال: كنت حاضراً لمّا هلك أبوبكر واستخلف عمر، أقبل يهوديّ من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنّه أعلم أهل زمانه حتّى رفع(2) إلى عمر، فقال له: يا عمر، إنّي جئتك اُريد الإسلام، فإن أخبرتني عمّا أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب‏ محمّد بالكتاب والسنّة وجميع ما اُريد أن أسأل عنه،

   قال: فقال له عمر: إنّي لست هناك(3) لكنّي اُرشدك إلى من هو أعلم اُمّتنا بالكتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه، وهو ذاك فأومأ إلى عليّ ‏عليه السلام.

   فقال له اليهودي: يا عمر، إن كان هذا كما تقول فما لك ولبيعة الناس، وإنّما ذاك‏أعلمكم؟! فزبره(4) عمر.

   ثمّ إنّ اليهودي قام إلى عليّ ‏عليه السلام فقال له: أنت كما ذكر عمر؟ قال: وما قال عمر؟فأخبره، قال: فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء اُريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم؟ فأعلم أنّكم في دعواكم خير الاُمم وأعلمها صادقين ومع ذلك أدخل في‏ دينكم الإسلام.

   فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: نعم، أنا كما ذكر لك عمر، سل عمّا بدا لك، اُخبرك به‏ إن شاء اللَّه، قال: أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال له عليّ ‏عليه السلام: يا يهودي‏ولم لم تقل أخبرني عن سبع؟

   فقال له اليهودي: إنّك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقيّة وإلّا كففت، فإن‏أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأولى الناس بالناس.

   فقال له: سل عمّا بدا لك يا يهودي.

   قال: أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض، وأوّل شجرة غرست على‏ وجه الأرض، وأوّل عين نبعت على وجه الأرض؟ فأخبره أميرالمؤمنين ‏عليه السلام.

   ثمّ قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الاُمّة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن‏ نبيّكم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أين منزله في الجنّة؟ وأخبرني من معه في الجنّة؟

   فقال له أميرالمؤمنين ‏عليه السلام: إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إمام هدى من ذرّيّة نبيّنا وهم‏ منّي، وأمّا منزل نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم في الجنّة، ففي أفضلها وأشرفها جنّة عدن، وأمّا من معه‏ في منزله فيها: فهؤلاء الإثنا عشر من ذرّيّته واُمّهم وجدّتهم واُمُّ اُمُّهم وذراريهم،لايشركهم فيها أحد.(5)

   أقول: هذا مطابق نسخة الكافي وأمّا ما في كتاب إكمال الدين بدل قوله: «فأخبره‏ أميرالمؤمنين‏ عليه السلام» إلى آخره هكذا: فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام:

   أمّا سؤالك عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض: فإنّ اليهود يزعمون أنّها الزيتونة وكذبوا، وإنّما هي النخلة من العجوة، هبط بها آدم‏ عليه السلام معه من الجنّة فغرسها، وأصل النخل كلّه منها.

   وأمّا قولك: أوّل عين نبعت على وجه الأرض، فإنّ اليهود يزعمون أنّها العين‏ الّتي ببيت المقدّس تحت الحجر(6) وكذبوا، هي عين الحيوان الّتي ما انتهى إليها أحد إلّا حيي(7) وكان الخضر عليه السلام على مقدّمة ذي القرنين فطلب(8) عين الحياة، فوجدها الخضر عليه السلام وشرب منها ولم يجدها ذوالقرنين.

   وأمّا قولك: أوّل حجر وضع على وجه الأرض، فإنّ اليهود يزعمون أنّه الحجرالّذي ببيت المقدّس وكذبوا، وإنّما هو الحجر الأسود، هبط به آدم ‏عليه السلام معه من الجنّة فوضعه في الركن، والناس يستلمونه، وكان أشدّ بياضاً من الثلج فاسودّ من خطايا بني آدم.(9)

---------------------------------------------------

   841/24 -  في مدينة المعجزات: مرفوعاً وفي بعض مناقب عتيقة لبعض الإماميّة بأسانيد مفصّلة عن حذيفة اليمان قال: كنّا بين يدي رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم إذ حفّنا صوت‏ عظيم، فقال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   اُنظروا، ما دهاكم ونزل بكم، فخرجنا إلى ظاهر المدينة، فإذا بأربعين راكباً على‏ أربعين ناقة، بأربعين مركباً من العقيق، على كلّ واحدة منهم بدنة من اللؤلؤة وعلى‏ رأس كلّ واحد منهم قلنسوة مرصّعة بالجواهر الثمينة، يقدمهم غلام لانبات‏ بعارضيه(10) كأنّه فلقة قمر، وهو ينادي: الحذار الحذار، البدار البدار إلى محمّد المختار، المبعوث في الأقطار.

   قال حذيفة: فرجعت إلى رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأخبرته.

   فقال: يا حذيفة، انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، وهازم العرب، الليث‏ العقور(11) واللسان الشكور، والعالم الصبور الّذي جرى إسمه في التوراة والإنجيل‏والزبور.

   قال حذيفة: فأسرعت إلى حجرة مولاي عليّ ‏عليه السلام اُريد ]إخباره[ فإذا به قد لقيني‏ وقال: يا حذيفة، جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا وولدوا؟

   قال حذيفة: وأقبل سائراً وأنا خلفه حتّى دخل المسجد، والقوم حافّون ‏برسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

   فلمّا رأوه نهضوا له قياماً، فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: كونوا على أماكنكم، فلمّا استقرّ به ‏المجلس قام الغلام الأمرد قائماً دون أصحابه وقال: أيّكم الراهب إذا انسدل(12)الظلام؟ أيّكم المنزّه عن عبادة الأصنام والأوثان؟ أيّكم الشاكر لما أولاه المنّان؟أيّكم الصابر يوم الضرب والطعان؟ أيّكم قاتل الأقران ومهدّم البنيان وسيّد الإنس‏والجانّ؟ أيّكم أخو محمّد المختار ومبدّد(13) المارقين في الأقطار؟ أيّكم لسان الحقّ‏ الصادق ووصيّه الناطق؟ أيّكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد، والقاعد للظالمين‏ بالرصد(14)؟

   فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، أجب الغلام وقم بحاجته، فقال‏ عليه السلام: يا غلام، ادن منّي فإنّي ‏اُعطيك سؤلك واُشفي غليلك بعون اللَّه سبحانه وتعالى ومشيّته، فانطق بحاجتك‏لاُبلّغك منيّتك ]و[ليعلم المسلمون إنّي سفينة النجاة، وعصا موسى والكلمة الكبرى، والنبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون، والصراط المستقيم الّذي من حاد عنه‏ ضلّ وغوى.

   فقال الغلام: إنّ معي أخاً مولعاً بالصيد والقنص، فخرج في بعض الأيّام‏ متصيّداً، فعارضته بقرات وحش، فرمى إحداهنّ فقتلها فانفلج بفيه(15) في الوقت‏وقلّ كلامه حتّى ما يكلّمنا إلّا إيماء، وقد بلغنا أنّ صاحبكم يدفع عنه، ونحن من‏ بقايا  قوم عاد، نسجد للأصنام ونقسم بالأزلام، فإن شفى صاحبكم أخي آمنّا على‏يده، ونحن تسعون ألفاً، فينا البأس والنجدة(16)، والقوّة والشدّة، ولنا الكنوز من‏الذهب والفضّة، نحن سيّاف(17) جِلاد(18)، سواعدنا شداد وأسيافنا حداد، وقد أخبرتكم بما عندي.

   فقال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: وأين أخوك يا غلام؟ فقال: سيأتي في هودج له‏ فقال‏ عليه السلام: إذا جاء أخوك شفيت علّته، فالناس على مثل ذلك، إذ أقبلت امرأة عجوز تحت محمل على جمل، فأنزلته بباب المسجد، فقال الغلام: يا عليّ، جاء أخي.

   فنهض ‏عليه السلام ودنا من المحمل، وإذا فيه غلام له وجه صبيح، فلمّا نظرأميرالمؤمنين‏ عليه السلام إليه، بكى الغلام وقال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ والمشتكى ياأهل بيت النبوّة.

   فقال أميرالمؤمنين ‏عليه السلام: أخرجوا الليلة إلى البقيع فتجدون من عليّ عجباً.

   فقال حذيفة: فاجتمعوا الناس من العصر في البقيع إلى أن هدأ الليل.

   ثمّ خرج إليهم أميرالمؤمنين ‏عليه السلام وقال لهم: اتّبعوني فاتّبعوه، وإذا بنارين متفرّقة قليلة وكثيرة، فدخل في النار القليلة.

   قال حذيفة: فسمعنا زمجرة(19) كزمجرة الرعد، فقلّبها على النار الكثيرة، ودخل‏فيها ونحن بالبعد وننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح، ]ثمّ خمدت النار(20)] ثمّ‏ طلع منها - وقد كنّا آيساً منه - وبيده رأس ]فيه[ ذروة، ]له[ سبع عشر(21) إصبعاً، له ‏عين واحدة في جبهته.

   فأقبل إلى المحمل الّذي فيه الغلام وقال: قم بإذن اللَّه يا غلام، فما عليك من‏ بأس، فنهض الغلام ويداه صحيحتان ورجلاه سالمتان، فانكبّ على رجل‏أميرالمؤمنين ‏عليه السلام وقبّلها وأسلم، وأسلم القوم الّذين كانوا معه والناس متحيّرون‏لايتكلّمون، فالتفت إليهم وقال:

   أيّها الناس، هذا رأس عمرو بن الأخيل بن لاقيس بن إبليس، كان في اثنى عشرألف فيلق(22) من الجنّ، وهو الّذي بالغلام ما فعل، فقاتلتهم وضربتهم بالإسم ‏المكتوب على عصا موسى‏ عليه السلام الّتي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثنى عشر طريقاً، فماتوا كلّهم، فاعتصموا باللَّه تعالى وبنبيّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ووصيّه.(23)

---------------------------------------------------

   842/25 -  في إرشاد القلوب: من كفاية الطالب للحافظ الشافعي، عن أنس بن‏ مالك قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: مررت ليلة اُسري بي إلى السماء، وإذا أنا بملك ‏جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به، فقلت: يا جبرئيل، من هذا الملك؟ فقال: اُدن منه وسلّم عليه.

   فدنوت منه وسلّمت عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام‏ فقلت: يا جبرئيل، سبقنى عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام إلى السماء الرابعة؟ فقال: لا ‏محمّد، ولكنّ الملائكة شكت حبّها لعليّ ‏عليه السلام فخلق اللَّه هذا الملك من نورٍ على ‏صورة عليّ ‏عليه السلام(24)، فالملائكة تزوره في كلّ ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ]ألف‏مرّة، يسبّحون اللَّه تعالى ويقدّسونه، ويهدون ثوابه لمحبّ عليّ‏ عليه السلام.(25)

---------------------------------------------------

   843/26 -  مناقب محمّد بن أحمد بن شاذان: بإسناده عن أبي هريرة قال: قال ‏رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللَّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك، وفي السماء السابعة ملكاً رأسه تحت العرش ورجلاه‏ تحت الثرى، وملائكة أكثر من ربيعة ومضر، ليس لهم طعام ولاشراب إلّا الصلاة على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ومحبّيه، والإستغفار لشيعته المذنبين‏ ومواليه.(26)

---------------------------------------------------

   844/27 -  المناقب لابن شاذان استاذ الكراجكي: بإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم:

   يا عليّ، إنّ جبرئيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي، قال لي: يا محمّد، إنّ اللَّه تعالى قال لي: إقرأ محمّداً منّي السلام وأعلمه أنّ عليّاً عليه السلام إمام ‏الهدى، ومصباح الدجى، والحجّة على أهل الدنيا، وإنّه الصدّيق الأكبر والفاروق‏ الأعظم.

   وإنّي آليت بعزّتي أن لا اُدخل النار أحداً تولّاه وسلّم له وللأوصياء من بعده ولا ا ُدخل الجنّة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده، وحقّ القول منّي ‏لأملأنَّ جهنّم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنَّ الجنّة من أوليائه وشيعته.(27)

---------------------------------------------------

   845/28 -  من كتاب القائم للفضل بن شاذان: عن صالح بن حمزة، عن الحسين‏ بن عبداللَّه، عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام على منبر الكوفة: واللَّه،إنّي لديّان الناس يوم الدين، وقسيم اللَّه بين الجنّة والنار، لايدخلها داخل إلّا على‏أحد قسميَّ، وأنا الفاروق الأكبر، وقرن من حديد، وباب الإيمان وصاحب الميسم‏ وصاحب السنين، وأنا صاحب النشر الأوّل والنشر الآخر، وصاحب القضاء وصاحب الكرّات ودولة الدول.

   وأنا إمام لمن بعدي، والمؤدّي من كان قبلي، ما يتقدّمني إلّا أحمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ‏ جميع الملائكة والرسل والروح خلفنا، وإنّ رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ليدعى فينطق، واُدعى‏ فأنطق على حدّ منطقه.

   ولقد اُعطيت السبع الّتي لم يسبق إليها أحد قبلي، بُصّرت سبل الكتاب]وفتحت لي الأسباب وعلمت الأنساب(28)] ومجرى الحساب، وعلّمت المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، ونظرت في الملكوت فلم يعزب عنّي شي‏ء غاب عنّي، ولم يفتني ما سبقني، ولم يشركني أحد فيما أشهدني يوم شهادة الأشهاد، وأنا الشاهد عليهم وعلى يدي يتمّ موعد اللَّه وتكمل كلمته، وبي يكمل‏ الدين، وأنا النعمة الّتي أنعمها اللَّه على خلقه، وأنا الإسلام الّذي ارتضاه لنفسه، كلّ‏ ذلك منّ من اللَّه.(29)

---------------------------------------------------

   846/29 -  في كتاب الأربعين عن الأربعين: الحديث الحادي والثلاثون بأسانيده ‏عن ثوبان قال: شهدت عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام وقد أقبل إلى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم فقال ‏جبرئيل - وهو على يمينه - : يا محمّد، هذا عليّ‏ عليه السلام يمشي الهوينا، هو إمام الهدى،وقائد البررة وقاتل الفجرة، والمتكلّم  بالعدل والتوحيد، والنافي عن اللَّه الجور.

   يا محمّد، إنّ ملائكة عليّ‏ عليه السلام يفتخرون على سائر الملائكة، لأنّهم ما كتبوا على‏ عليّ‏ عليه السلام كذباً. وأقبل النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم على عليّ‏ عليه السلام فأخبره بمقالة جبرئيل.

   فقال عليّ ‏عليه السلام: إن شاء اللَّه أن يعذّبني فأنا عبده، وإن شاء أن يرحمني فبتفضّل‏ منه عليّ.

   فقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي جبرئيل: لقد آلى ربّنا الرحمان على نفسه أن لايعذّب‏ عليّاً بالنار، ولاشيعته ولا أحبّاءَه أبداً.

   قال أبو ربيعة أحد رواة هذا الحديث: معنى آلى ربّنا: حلف، وأوجب.(30)

---------------------------------------------------

   847/30 -  في مناقب الديلمي: قال المأمون يوماً للرضا عليه السلام: أخبرني بأكبر فضيلة لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام يدلّ عليه القرآن؟

   فقال الرضا عليه السلام: فضيلته في المباهلة وأنّ رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم باهل بعليّ وفاطمة زوجته والحسن والحسين‏ عليهم السلام وجعله منها كنفسه وجعل لعنة اللَّه على الكاذبين وقدثبت أنّه ليس أحد من خلق اللَّه يشبه رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم فوجب له من الفضل ما وجب‏ له إلّا النبوّة، فأيَّ فضل وشرف وفضيلة أعلى من هذا؟

   فقال المأمون: ما أنكرت أن يكون رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم أشار بالنفس إلى نفسه.

   فقال الرضا عليه السلام: لايجوز ذلك، لأنّه خرج بهم جميعاً وباهل بهم جميعاً، فلو كان ‏أراد نفسه دون نفس عليّ ‏عليه السلام لأخرجه من المباهلة، وقد ثبت بإجماع المسلمين ‏دخوله فيها.

   فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط الخطاب.(31)

   وفيه: قال بعضهم في ذلك شعراً وقد تصرّفنا ببعض أبياتها إصلاحاً لها:

إنّ النبيّ محمّداً ووصيّه

وابنيه والبتول الطاهرة

أهل العباء فإنّني بولائهم

أرجوا السلامة والنجاة في الآخرة

فهم الّذين الرجس عنهم ذاهب

تطهيرهم كالشمس إذ هي ظاهرة

فنفوسهم وجسادهم وثيابهم

أنقى وأطهر من بحار زاخرة

ما في القرابة والصحابة مثلهم

أبنائنا وأنفسنا هي عامرة

تنبئك عن هذا المباهلة الّتي

في آل عمران الّتي هي قاهرة

ذلّت نصارى أهل نجران وقد

جاءَت لتطغى إذ هي كافرة

فثبت بآل محمّد توحيده

واعطواالجزاء(32)صاغرين ‏وصاغرة

هذا دليل أنّهم أحبابه

الطاهرين الطيّبين عناصرة

بعصمتهم من لم يقرّ فكافر

وابن لفاجر، واُمّه هي فاجرة

وهم الحجج من بعد سيّد خلقه

فبهم قوام الدين لا بكوافرة

وعلى النبيّ وآله صلواته

فهم الشموس هم النجوم الزاهرة

 

   وقال آخر:

لمن باهل اللَّه وكان الرسول بهم أبهلا

فهذا الكتاب وإعجازه على من وفى بيت من أنزلا

 

   وقال آخر:

يا من يقيس به سواه جهالة

دع عنك هذا فالقياس مضيّع

لو لم يكن في النصّ إلّا أنّه

نفس النبيّ كفاه هذا الموضع

 

   ولإبن حمّادرحمه الله:

وسمّاه ربّ العرش في الذكر نفسه

فحسبك هذا القول إن كنت ذا خبر

وقال لهم: هذا وصييّ ووارثي

ومن شدّ ربّ العالمين به أزري

عليّ كزرّي من قميصي إشارة

بأن ليس يستغني القميص عن الزرّ

---------------------------------------------------

   848/31 -  وفيه: إنّ لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام أسماء كثيرة في الكتاب العزيز، أنا أذكرمنها مائة إسم.

   فالأوّل: الولي، لقوله تعالى: «إنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ - إلى قوله - وَهُمْ راكِعُونَ»(33).

   الثاني: الحسنة، في قوله تعالى: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعِ ‏يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ»(34) اسم لولاية عليّ ‏عليه السلام.(35)

   الثالث: المثل، في قوله تعالى: «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إذا قَوْمُكَ مِنْهُ‏ يَصِدُّونَ»(36).(37)

   الرابع: الكفاية، في قوله تعالى: «وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ»(38) بعليّ بن أبي‏ طالب‏ عليه السلام، حيث قتل عمرو بن عبدود وانهزم المشركون.(39)

   الخامس: المنفق، في قوله تعالى: «الَّذينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً»(40) قال ابن عبّاس: كان عند عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام أربعة دراهم، فتصدّق ‏بدرهم في النهار، وبدرهم ليلاً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانيةً، فنزلت الآية.(41)

   السادس: الخصم، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: «هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ»(42) قال: عليّ‏ عليه السلام وبني اُميّة.(43)

   السابع: الشاري نفسه، عن ابن عبّاس: نزلت آية «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْري نَفْسَهُ ‏ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّه»(44) في عليّ‏ عليه السلام.(45)

   الثامن: النسب والصهر، في قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ ‏نَسَبَاً وَصِهْراً»(46) عن النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: نزلت الآية في عليّ‏ عليه السلام.(47)

   التاسع: الثلّة، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلينَ»(48) مؤمن آل‏ فرعون «وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرينَ»(49) عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام.(50)

   العاشر: اللسان، في قوله تعالى: «وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ‏ صِدْقٍ عَلِيّاً»(51) عن أبي الحسن‏ عليه السلام: يعني به أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(52)

   الحادي عشر: دابّة الأرض، في قوله تعالى: «وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ ‏دابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ»(53) عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكلّمهم، تسمهم على ‏آنافهم، وتسمّى الكافر باسمه، والمؤمن باسمه، وقال: دابّة الأرض عليّ بن أبي ‏طالب‏ عليه السلام.(54)

   الثاني عشر: صالح المؤمنين، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: «وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْريلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنينَ»(55) قال: عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام هو صالح المؤمنين.(56)

   الثالث عشر: جنب اللَّه، في قوله تعالى: «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّه»(57) عن أبي الحسن‏ عليه السلام قال: هو أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(58)

   الرابع عشر: الذكر والمسؤول عنه، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: «وَإِنَّه‏لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ»(59) قال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.(60)

   وقال في قوله تعالى: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون»(61) عن ولاية(62) عليّ بن أبي ‏طالب‏ عليه السلام.(63)

   وقال ‏عليه السلام في قوله تعالى: «بَلْ آتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ»(64) قال: عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام هو الذكر، ألا ترى إلى قوله تعالى: «الَّذينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ ‏في غِطاءٍ عَنْ ذِكْري» قال: عنى عليّاً عليه السلام «وَكانُوا لايَسْتَطيعُونَ سَمْعاً»(65) يعني‏ ذكره عندهم لشدّة عداوتهم له ولأهل بيته.(66)

   الخامس عشر: الزلفة، عن الصادق ‏عليه السلام في قوله تعالى: «فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سيئَتْ‏ وُجُوهُ الَّذينَ كَفَرُوا»(67) بما رأوا يوم القيامة من عظيم منزلته وزلفته عند اللَّه تعالى ‏تسوّد وجوههم.(68)

   السادس عشر: النعمة، قال أميرالمؤمنين‏ عليه السلام: أنا واللَّه، نعمة اللَّه الّتي أنعم اللَّه‏ تعالى على عباده، وبي وبأهل بيتي يفوز من فاز يوم القيامة.(69)

   السابع عشر: الهادي، عن أبي جعفر عليه السلام: أنّ رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ‏ عليه السلام: أنا المنذر وأنت الهادي.(70)

   الثامن عشر: الاُذن الواعية، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «وَتَعِيَها اُذُنٌ ‏واعِيَةٌ»(71) قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: الاُذن الواعية اُذن عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.(72)

   التاسع عشر: المؤذّن، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظالِمينَ»(73) قال: المؤذّن أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(74)

   العشرون: الأذان، عبداللَّه ‏بن‏ سنان قال: قال الصادق‏ عليه السلام: إنّ لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام‏ أسماء ما يعلمها إلّا العالمون، وإنّ منها الأذان عن اللَّه ورسوله، وهو الأذان.(75)

   الحادي والعشرون: الرادفة، قال الصادق ‏عليه السلام في قوله تعالى: «يَوْمَ تَرْجُفُ ‏الرَّاجِفَةُ» الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام «تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ»(76) عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.(77)

   الثاني والعشرون: الشاهد، عن موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: «أَفَمَنْ‏كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ»(78) قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: أنا على بيّنة من ربّي وعليّ‏ عليه السلام شاهد منّي.(79)

   الثالث والعشرين: الصدّيق، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: «الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ‏وَرُسُلِهِ اُولئِكَ هُمُ الصِّدّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ»(80) قال: عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام‏وهو الصدّيق الشهيد.(81)

   الرابع والعشرون: الّذي عنده علم الكتاب، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهيداً بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»(82) قال: هو عليّ بن أبي‏ طالب‏ عليه السلام وما كان علم الكتاب إلّا عنده.(83)

   الخامس والعشرون: الوالد، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «وَوالِدٍ وَما وَلَدَ»(84) قال: الوالد أميرالمؤمنين‏ عليه السلام والولد الحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام.(85)

   السادس والعشرون: المؤمن، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: «أَفَمَنْ كانَ‏مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ»(86) قال: المؤمن عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام والفاسق ‏الوليد بن عقبة.(87)

   السابع والعشرون: العهد، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «لايَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً»(88) قال: العهد ولاية أميرالمؤمنين‏ عليه السلام‏ والأئمّة من بعده ‏عليهم السلام.(89)

   الثامن والعشرون: الودّ والمبشّر به، روي في قوله تعالى: «إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً» هو أميرالمؤمنين‏ عليه السلام فقال اللَّه تعالى:«فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ - يعني النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم - لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقينَ - يعني أولياءَه المحبّين ‏له - وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً» يعني أعداءَه الباغضين له.(90)

   التاسع والعشرون: القانت، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ» إلى آخر الآية (91).

   قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب ‏عليه السلام أخبر بفضله وعلمه وعبادته وعظيم منزلته ‏عند اللَّه تعالى.(92)

   الثلاثون: العليّ، عن الصادق ‏عليه السلام في قوله تعالى: «وَإِنَّهُ  في اُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكيمٌ»(93) قال: هو أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(94)

   وعن ابن عبّاس: في قوله تعالى: «الصِّراطَ المُسْتَقيم»(95) قال: هو عليّ بن‏ أبي‏ طالب‏ عليه السلام.(96)

 الحادي والثلاثون: الصراط الحميد، في قوله تعالى: «وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَميد»(97) قال: هم واللَّه، أولياء أميرالمؤمنين ‏عليه السلام المحبّون له ولأهل بيته‏ عليهم السلام.(98)

   الثاني والثلاثون: سبيل اللَّه، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّه»(99) قال: هم بنو اُميّة صدّوا عن ولاية أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وولاية أولاده، وهو سبيل اللَّه الّذي من تبعه كفى عذاب الجحيم.(100)

   الثالث والثلاثون: النور، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ‏ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبيناً»(101) قال: «البرهان» رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، و«النور]المبين[» عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، ]والقرآن المجيد(102).[(103)

   الرابع والثلاثون: حبل اللَّه، عن أبي الحسن موسى‏ عليه السلام  في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعاً»(104) قال: هو عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام، ولاتتفرّقوا عن ‏ولايته.(105)

   الخامس والثلاثون: الثواب، قال رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ ‏عليه السلام: أنت وأنصارك‏ الأبرار الّذين يعدكم اللَّه ثواب ما عنده في قوله تعالى: «وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ‏ الثَّواب»(106).(107)

   السادس والثلاثون: والهادي إلى الحقّ، عن الصادق‏ عليه السلام قال: قال سلمان ‏لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام - وقد حكم بحكم لم يهتدوا إليه المزيلون له عن مقامه - :

دعاك إلى إرشادهم إليه؟ وهلّا تركتهم في طغيانهم يعمهون؟

   فقال ‏عليه السلام: إنّما أردت إظهار الحقّ والردّ عليهم به تأكيداً للحجّة عليهم، وقد أنزل ‏اللَّه تعالى في كتابه: «أَفَمَنْ يَهْدي إلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لايَهِدّي إِلّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»(108).(109)

   السابع والثلاثون: السابق المقرّب، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى:«وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ × اُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ»(110) قال: هذه الآية خاصّة لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام لأنّه السابق إلى الإيمان دون كلّ الناس، ومدحه اللَّه تعالى‏ لذلك.(111)

   الثامن والثلاثون: الآية، عن أبي بصير قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول في قوله‏ تعالى: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ»(112) قال: نزلت الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، ثمّ يظهر رجل يعرف بوجهه ‏وحسبه ونسبه أمام الشمس، قلت: ومن هو؟

   قال: عسى أن يكون واللَّه أميرالمؤمنين‏ عليه السلام، وهو الآية.

   وفي قوله تعالى: «لِتُنْذِرَ بِهِ»(113) مخاطبة للنبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم يعني: لتخبر به وبمكانه أنّه‏ حجّة اللَّه على خلقه.(114)

   التاسع والثلاثون: الكتاب المنزل، بالسند في قوله تعالى: «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ‏ مُبارَكٌ»(115) قال: المبارك أميرالمؤمنين‏ عليه السلام يفسّر القرآن الّذي هو الكتاب المنزل، مبارك على اُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

   وقوله: «وَلِيَتَذَكَّرَ اُولُوا الْأَلْبابِ»(116) يعني شيعة المأول(117) له والمحبّون.(118)

   الأربعون: العروة الوثقى، وبالسند في قوله تعالى: «فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى»(119) قال: العروة الوثقى: أميرالمؤمنين والأئمّة من ولده‏ عليهم السلام.(120)

   الحادي والأربعون: ]الفضل[ عن أبي الحسن‏ عليه السلام في قوله تعالى: «وَلَوْلا فَضْلُ ‏اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلّا  قَليلاً»(121)، قال: الرحمة رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم‏ والفضل أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(122)

   الثاني والأربعون: اليد المبسوطة، عن عليّ بن الحسين ‏عليهما السلام قال في قوله تعالى: «بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ» (123) يعني محمّداً وعليّاً الصلاة والسلام عليهما مبسوطتان في حقّه‏ يدعوان إلى اللَّه تعالى ويأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر.

   الثالث والأربعون: قدم صدق، عن ]أبي[ عبداللَّه ‏عليه السلام في قول اللَّه تعالى: «وَبَشِّرِالَّذينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ  قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ»(124) قال: ولاية أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.(125)

   الرابع والأربعون: الإحسان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسانِ وَإيتاءِ ذِي الْقُرْبى»(126).

   قال: «العدل» شهادة الإخلاص وأنّ محمّداً رسول ‏اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم «والإحسان» ولاية عليّ‏ عليه السلام، والإتيان بطاعتهما صلّى اللَّه عليهما «وإيتاء ذي القربى» الحسن والحسين‏ والأئمّة من ولده صلّى اللَّه عليهم أجمعين «وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغِي»(127) عن‏ ظلمهم وقتلهم ]و[منعهم حقوقهم، وموالاة أعدائهم هي المنكر الشنيع ]والأمر [الفظيع.(128)

   الخامس والأربعون: المصدّق، عن الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «وَالَّذي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ»(129) قال: «الّذي جاء بالصدق» رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، والّذي صدّق به‏ عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.(130)

   السادس والأربعون: المؤثر، عن الصادق‏ عليه السلام قال: قالت فاطمة لأميرالمؤمنين‏ عليه السلام: اذهب إلى أبي فأت منه بشي‏ء، قال: فمشى إليه، فأعطاه ديناراً وقال: إشتر به لأهلك طعاماً، فمضى ليشتري فلقيه المقداد، فشاوره شاكياً إليه سوءحاله، فأعطاه الدينار، وانطلق إلى باب المسجد فوضع رأسه ونام، فاستبطاه ‏النبي‏صلى الله عليه وآله وسلم فخرج بطلبه فوجده نائماً.

   فلمّا رآه قال: يا أباالحسن ما صنعت؟ قال: يا رسول‏اللَّه، خرجت من عندك‏ فلقيني المقداد، فشاورني بحاله فأعطيته الدينار.

   فقال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ جبرئيل قد أتاني وأنبأني بذلك، قد أنزل اللَّه تعالى ‏فيك: «وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولئِكَ‏ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(131).(132)

   السابع والأربعون: المناجي، عن الصادق ‏عليه السلام في قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذينَ‏ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً»(133).

   قال: نزلت في أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وذلك أنّ الأغنياء كفّوا عن مناجاته شحّاً على‏أموالهم، والفقراء لأجل فقرهم.

   وكان عند أميرالمؤمنين ‏عليه السلام عشرة دراهم و رأسان من الغنم، فناجاه عشرة مرّات‏ بصدقة عشرة دراهم وذبح رأسين من الغنم، وتصدّق بهما ولم يفعل ذلك غيره، فنزل قوله: «ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ» (134) فنسخها اللَّه، وتفرّد بعملها أميرالمؤمنين‏ عليه السلام دون غيره.(135)

   الثامن والأربعون: المنتظر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه تعالى: «فَمِنْهُمْ مَنْ ‏قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ»(136) قال: نزلت في حمزة وعليّ‏ عليه السلام وجعفر «فمنهم من‏ قضى نحبه» حمزة وجعفر، «ومنهم من ينتظر» علي‏ عليه السلام انتظر الشهادة صلّى اللَّه عليه ‏وآله وضاعف الأليم على قاتله.(137)

   التاسع والأربعون: السبيل المقيم، قال الصادق ‏عليه السلام في قوله تعالى: «وَأَنَّها لَبِسَبيلٍ مُقيمٍ»(138) نحن المتوسّمون، وأميرالمؤمنين‏ عليه السلام السبيل المقيم.(139)

  الخمسون: الرحمة، قال الصادق‏ عليه السلام في قوله تعالى: «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ في ‏رَحْمَتِهِ(140) قال: ولاية أميرالمؤمنين‏ عليه السلام هو رحمة اللَّه على عباده، من دخل فيها كان‏من الناجين المقرّبين، ومن تخلّف عنها كان من الهالكين.(141)

   الحادي والخمسون: العدل، عن الصادق‏  عليه السلام    قال في قوله تعالى: «فَجَزاءُ مِثْلُ ماقَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ»(142) قال: عنى به رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏و أميرالمؤمنين  عليه السلام    أنّه القائم مقامه بعده والحاكم بحكمه.(143)

   الثاني والخمسون: العلم، بالإسناد في قوله تعالى: «وَإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ»(144) قال:يعني بذلك  أميرالمؤمنين  عليه السلام   قال: قال رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، أنت العلم لهذاالاُمّة مَن اتّبعك نجا ومَن تخلّف عنك هلك.(145)

   الثالث والخمسون: البلاغ، وبالسند في قوله تعالى: «هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوابِهِ» قال: «البلاغ»  أميرالمؤمنين  عليه السلام   «وَلِيُنْذَروا» بولايته «وَلِيَذَّكَّرَ اُولُوا الألْبابِ»(146)شيعته هم اُولوا الألباب.

   الرابع والخمسون: طور سينين، قال الصادق‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «وَالتّين‏وَالزَّيْتُونِ × وَطُورِ سينينَ»(147) قال: «التين والزيتون» الحسن والحسين‏ عليهما السلام «وطورسينين»  أميرالمؤمنين  عليه السلام .(148)

   الخامس والخمسون: الكلمة التامّة، قال الصادق‏  عليه السلام : إنّ الإمام يسمع الصوت ‏في بطن اُمّه فإذا سقط إلى الأرض كتب على عضده الأيمن: «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ‏صِدْقاً وَعَدْلاً»(149)، وإذا ترعرع نصب له عموداً من نور من السماء ]إلى الأرض[،يرى به أعمال عباد اللَّه، وأنّ عليّاً  عليه السلام   كان كلمة من تلك الكلمات التامّات.(150)

   السادس والخمسون: الحقّ اليقين، قال الصادق‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «وَإنَّهُ لَحَقّ ‏الْيَقينِ»(151) قال: ولاية عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   فمن كذّب بها كانت عليه حسرة، كان ‏قد كذّب بالحقّ اليقين من وجوب ولايته.(152)

   السابع والخمسون: اللسان، قال أبوجعفر  عليه السلام   في قوله تعالى: «أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ ‏عَيْنَيْنِ × وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ»(153)، قال: «العينان»  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم  «واللسان» أميرالمؤمنين  عليه السلام   «والشفتين» الحسن والحسين ‏عليهما السلام.(154)

   الثامن والخمسون: القول المختلف، قال أبوعبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «إنَّكُمْ ‏لَفي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ»(155) يعني حيث أخبرهم بولاية  أميرالمؤمنين  عليه السلام اختلفوا.(156)

   وفي قوله تعالى: «وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ»(157)يعني إنّ اللَّه تعالى يعلم ما أضمرتم من الضغائن له والعداوة.

   وفي قوله تعالى: «وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ»(158) معناه: وصّلنا إماماً بعد إمام.(159)

   التاسع والخمسون: الإنسان، قال الرضا عليه السلام في قول اللَّه تعالى: «اَلرَّحْمنُ × عَلَّمَ‏الْقُرْآنَ × خَلَقَ الْإِنْسانَ × عَلَّمَهُ الْبَيانَ»(160) عنى بذلك  أميرالمؤمنين عليه السلام «علّمه البيان» ]علّمه اللَّه سبحانه بيان[ كلّ شي‏ء ممّا يحتاج إليه ]الناس[.(161)

   الستّون: الحياة، قال أبوجعفر  عليه السلام في قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجيبُوا للَّهِِ وَللِرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُمْ»(162) نزلت في ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام .(163)

   الحادي والستّون: التجارة، قال الصادق‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذينَ ‏آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ»(164).

   قال  أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا التجارة العظمى المربحة المنجية من عذاب اللَّه الأليم‏ الّتي دلّ اللَّه تعالى في كتابه.(165)

   وعن ابن عبّاس في قوله تعالى: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ»(166) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام .(167)

   الثاني والستّون: الوصيّة، قال الصادق‏ عليه السلام : قال  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم: ليلة اُسري بي‏وأوحى اللَّه إليّ فقال: يا محمّد، عليّ وصيّك، يا محمّد، أنا اللَّه لا إله إلّا أنا عالم الغيب والشهادة، الرحمان الرحيم.

   يا محمّد، عليّ وصيّك وهو أوّل من أخذت ميثاقه من الوصيّين، وآخر من‏أقبض روحه من الأوصياء، وهو الدابّة الّتي تكلّمهم، وليس لك أن تكتمه شيئاً من‏علمي، ]ما خلقت من حلال أو حرام إلّا وعليّ عليم به[.(168)

   الثالث والستّون: السِلْم، قال أبوجعفر  عليه السلام   في قوله تعالى: «يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً»(169) قال: السلم ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام وولاية أولاده ‏الأئمّة عليهم السلام قال: اقبلوها كافّة ولاتنكروها.(170)

   وفي قوله: «إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَالَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ»(171) قال: عنى بذلك‏ أميرالمؤمنين  عليه السلام   والأئمّة من بعده عليه وعليهم السلام.

   وفي قوله تعالى: «وَسَنَجْزِي الشَّاكِرينَ»(172) عنى بذلك أميرالمؤمنين عليه السلام وشكره‏ اللَّه تعالى وعبادته.(173)

   الرابع والستّون: اليمين، كثير عن أبي عبداللَّه  عليه السلام قال في قول اللَّه تعالى: «وَأمَّا إنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمينِ»(174) قال: «اليمين»  أميرالمؤمنين  عليه السلام   «وأصحاب اليمين» شيعته.(175)

   الخامس والستّون: السماء، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذينَ كَفَرُوا»(176)

   قال: «السماء» مدح لعليّ‏  عليه السلام «والأرض» فاطمة عليها السلام «وما بينهما» يعني ولده‏ الأئمّة عليهم السلام.

   السادس والستّون: الإيمان، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أباجعفر  عليه السلام   عن‏ قوله تعالى: «وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ»(177) قال: «الإيمان» عليّ بن أبي ‏طالب  عليه السلام   .

   وفي قوله تعالى: «وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمانَ وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ» عنى به‏ أميرالمؤمنين  عليه السلام  «وَكَرِهَ إلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ» ولاية أعدائه المتقدّمين‏ عليه.(178)

   السابع والستّون: كلمة التقوى، عن مالك قال: قلت للرضا عليه السلام : «وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأهْلَها»(179) قال: هي ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام .(180)

   الثامن والستّون: الأمانة، أبوبصير، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «إنَّ اللَّهَ‏يَأْمُرُكُمْ أنْ تُؤَدُّوا الْأماناتِ إِلى أَهْلِها»(181) قال: هي واللَّه، ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام وما أخذ عليهم من العهد بالبيعة له والأئمّة من ولده‏ عليهم السلام.(182)

   التاسع والستّون: السائق، عن جابر، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام قال في قول اللَّه تعالى: «وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ»(183)

   قال: «السائق»  أميرالمؤمنين عليه السلام «والشهيد» رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.(184)

   السبعون: الساعة، أبوالصامت قال: قال أبوعبداللَّه‏ عليه السلام : ]إنّ[ الليل والنهار اثنتاعشرة ساعة، وإنّ عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام أشرف ساعة من تلك الساعات، وذلك‏ قوله تعالى: «بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعيراً»(186).(185)

   الحادي والسبعون: القسط، جابر، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «قائِماً بِالْقِسْطِ»(187) «القسط» العدل، أقامه اللَّه تعالى ل أميرالمؤمنين  عليه السلام عدلاً بين الناس‏وقسطاً، يقيم الحقّ بينهم وبين اللَّه تعالى، إن أطاعوه هداهم.(188)

   الثاني والسبعون: الصراط السويّ، حفص الكناسي قال: سمعت أبا عبداللَّه‏ عليه السلام ‏يتلو: «فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى»(189) قال: هو أميرالمؤمنين  عليه السلام «ومن اهتدى» بولايته والآخذ عنه.(190)

   الثالث والسبعون: الماء المعين، جميل بن درّاج، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام  في قوله‏ تعالى: «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِماءٍ مَعينٍ»(191).

   قال: أرأيتم إن أذهب اللَّه تعالى عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام من بعده، يبيّن ‏لكم ما اختلفتم فيه؟(192)

   الرابع والسبعون: الأحسن، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام  في قول اللَّه ‏تعالى: «وَاتَّبَعُوا أَحْسَنَ ما اُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ»(193)

   قال: هي ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام  وما علم اللَّه تعالى فيه من مصالح الاُمّة.(194)

   الخامس والسبعون: المشهود، عبدالرحمان بن كثير، عن أبي عبداللَّه‏ عليه السلام  في ‏قول اللَّه تعالى: «وَشاهِدٍ وَمَشْهُود»(195) قال: «الشاهد» رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم و«المشهود» عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام .(196)

   السادس والسبعون: الاُمّة، أبان، عن حمزة، عن أبي جعفر  عليه السلام  في قوله تعالى: «وَمِمَّنْ خَلَقْنا اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»(197)

   قال: هو عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام سمّاه اللَّه تعالى اُمّة كما سمّي إبراهيم‏  عليه السلام  في قوله ‏تعالى: «إِنَّ إِبْراهيمَ كانَ اُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ»(198).(199)

   السابع والسبعون: العرف، أبوالخطّاب، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قول اللَّه تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» (200) قال: «العرف» ولاية  أميرالمؤمنين عليه السلام .

   وقوله تعالى: «وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلينَ»(201) الّذين تركوا ولايته ولم يقبلوها مع ‏علمهم أنّها حقّ من اللَّه تعالى.(202)

   الثامن والسبعون: الإستقامة، جابر، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام  في قوله تعالى: «إِنّ‏الَّذينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَنْ لاتَخافُوا وَلاتَحْزَنُوا»(203) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام والأئمّة من ولده، وشيعته.(204)

   التاسع والسبعون: المستخلف، عبداللَّه بن سنان، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام في قول اللَّه ‏تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»(205) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   والأئمّة من‏ ولده ‏عليهم السلام قال: «وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ ‏أَمْناً»(206) عنى به ظهور القائم‏ عليه السلام .(207)

   الثمانون: القلم، محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «ن‏وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» (208) قال: «ن» رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم و«القلم»  أميرالمؤمنين عليه السلام .(209)

   الحادي والثمانون: فرع الشجرة، عمر بن يزيد قال: سألت أباجعفر  عليه السلام  عن قوله ‏تعالى: «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها في السَّماءِ».(210)

   قال: الشجرة  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم و أميرالمؤمنين  عليه السلام   والأئمّة من ولده‏ عليهم السلام فرعها وأغصانها، وعلمهم ثمرها، وشيعتهم ورقها، وإنّ المؤمن ليموت فيسقط ورقة من ‏تلك الشجرة، وأنّه ليولد فتورق ورقة فيها.

   وقوله: «تُؤْتي اُكُلَها كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّها»(211) قال: ما يخرج إلى الناس من علم‏ الإمام في كلّ حين يسئل عنه.(212)

   الثاني والثمانون: الطريقة، أبوحمزة، عن أبي جعفر  عليه السلام   في قول اللَّه تعالى: «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً»(213) قال: «الطريقة» حبّ عليّ ‏بن أبي طالب‏  عليه السلام   والأوصياء من ولده‏ عليهم السلام. (214)

   الثالث والثمانون: الحقّ، أبوبصير، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «قُلْ إِنّ ‏رَبّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلّامُ الْغُيُوبِ«(215) قال: الحقّ  أميرالمؤمنين  عليه السلام   والأئمّة من‏ ولده‏ عليهم السلام.

   قال: قلت: قوله تعالى: «جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ»(216) قال: الحقّ موعد الإمام.

   قال: قلت: «كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ»(217) قال: الحقّ  أميرالمؤمنين عليه السلام ‏والباطل عدوّه.

   قال: قلت: فقوله: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ - يعني بولاية عليّ بن‏ أبي طالب‏  عليه السلام   - وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ - بتركها - »(218) قال: قلت: «بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقّ ‏وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ»(219) فأكثرهم كارهون ولايته.(220)

   الرابع والثمانون: الهدى، محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن‏  عليه السلام   في قوله ‏تعالى: «وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ»(221).

   قال: «الهدى» ما أوعز عليهم  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم من ولاية  أميرالمؤمنين  عليه السلام   وأولاده ‏الأئمّة عليهم السلام، مَن قبلها وأتى بها يوم القيامة فلا يخاف بخساً ولا رهقاً قال: قلت: تنزيل أم تأويل؟ قال: بل تأويل.(222)

   الخامس والثمانون: المقتدى، عمّار بن ياسر في قوله تعالى: «اُولئِكَ الَّذينَ ‏هَدَى اللَّهُ فَبِهُديهُمُ اقْتَدِهْ»(223) قال: أمر اللَّه تعالى أن يقتدوا بهم ويأخذوا بأقوالهم‏ فيهتدوا بأفعالهم فيفلحوا وينجحوا، وذلك كلّه ظاهر في عليّ ]و[الأئمّة من ولده ‏عليه وعليهم السلام.

   السادس والثمانون: المختصّ بالرحمة، عن أبي صالح، عن حمّاد، عن‏ الرضا عليه السلام ، عن آبائه، عن جعفر عليهم السلام في قوله تعالى: «يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ»(224).

   قال: المختصّون بالرحمة نبيّ اللَّه ووصيّه وعترتهما عليه وعليهم‏ السلام، إنّ للَّه مائة رحمة، تسعة وتسعون عنده مذخورة لمحمّد وعليّ وعترتهما عليه وعليهم السلام وجزء واحد مبسوط على سائر الموحّدين.(225)

   السابع والثمانون: القول المختلف، يعني قول النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فيما أوحى اللَّه تعالى ‏إليه عن ولاية عليّ‏ عليه السلام .

   وقوله: «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ اُفِكَ»(226) عنى من خالف ما أمراللَّه تعالى به، أدخله‏ النار.(227)

   الثامن والثمانون: النفس المطمئنّة، عن عبدالرحمان بن الحجّاج، عن أبي‏ عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ × إِرْجِعي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً × فَادْخُلي في عِبادي × وَادْخُلي جَنَّتي»(228) يعني نفس  أميرالمؤمنين عليه السلام ‏راضية بما رأت في وليّها، ومرضيّة فيما رأت في عدوّها.(229)

   التاسع والثمانون: الإمام، داود بن سليمان قال: حدّثني الرضا  عليه السلام   قال: قال‏ رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم في قول اللَّه تعالى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُناسٍ بِإِمامِهِمْ»(230) قال: نزلت‏ في عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   وولده ‏عليهم السلام يدعى كلّ اُمّة بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم.(231)

   ثمّ قال: يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين وإمام المتّقين و أميرالمؤمنين وقائد الغرّالمحجّلين ويعسوب الدين.

   فقيل: يا رسول اللَّه، ألست إمام الناس كلّهم؟

   فقال: أنا رسول اللَّه إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمّة على‏ الناس من أهل بيتي، يقومون في الناس بالعدل، وتظلمهم أئمّة الكفر وأشياعهم‏ وأتباعهم.

   ألا فمن والاهم واتبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم‏ وأعان على ظلمهم وكذّبهم، فليس منّي ولا معي وأنا منه بري‏ء.(232)

   التسعون: الملقي، ]عن شريك قال: كنت عند سليمان[ الأعمش في مرضه‏ الّذي مات فيه، إذ دخل علينا ابن أبي ليلي ]وابن شبرمة[ وأبوحنيفة، فقال له‏أبوحنيفة: يا أبامحمّد، اتّق اللَّه فإنّك في أوّل يوم من أيّام الآخرة وآخر يوم من أيّام‏ الدنيا، وقد كنت تروي(233) في عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   أحاديث لو سكتَّ عنها كان‏ خيراً لك.

   فقال الأعمش: لمثلي يقال هذا، اسندوني ]ثمّ أقبل على أبي حنيفة، فقال: يا أباحنيفة[ حدّثني أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال‏ رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم:

   إذا كان يوم القيامة يقول اللَّه تعالى لي ولعليّ: أدخلا النار من عاداكما وأبغضكما،وأدخلا  الجنّة من والاكما وأحبّكما، وذلك قول اللَّه تعالى: «ألْقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار ٍعَنيدٍ»(234)

   وعن عباية بن ربعي قال: سمعت عليّاً  عليه السلام   يقول: أنا قاسم الجنّة والنار أقول: هذا لي وهذا لك، وأبي ذر ورسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم، جالسان على الصراط، فمن‏أنكر نبوّة النبيّ وأنكر ولايتي اُلقي في جهنّم، وذلك قوله تعالى: «أَلْقِيا في جَهَنَّمَ كُلّ‏كَفَّارٍ عَنيدٍ» الكفّار من جحد نبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، والعنيد من جحد ولايتي‏ وعاندني.(235)

   وعن محمّد بن حمران قال: سألت أباعبداللَّه‏  عليه السلام   عن قول اللَّه تعالى: «أَلْقِيا في ‏جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنيدٍ» قال: إذا كان يوم القيامة وقف محمّد صلى الله عليه وآله وسلم على الصراط، فلايجوز عليه إلّا من كان معه براءَة، قلت: وما براءة؟ قال: ولاية عليّ بن أبي طالب‏ والأئمّة من ولده ‏عليهم السلام.

   ثمّ ينادي مناد: يا محمّد، يا عليّ، «ألقيا في جهنّم كلّ كفّار» بنبوّتك و«عنيد» لعليّ بن أبي طالب و ولده عليه وعليهم السلام.(236)

   الحادي والتسعون: المتّقي، محمّد بن عليّ، عن أبي عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى:«أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقيهِ»(237).

   ]قال:[ الموعود عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   وعده ]اللَّه تعالى[ أن ينتقم له من أعدائه] في الدنيا[، و]وعده[ الجنّة له ولعترته ]ولأوليائه(238) في الآخرة[.(239)

   وذلك في قوله تعالى: «أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقينَ كَالْفُجَّارِ»(240) فالمتّقون عليّ والحسن‏ والحسين والأئمّة عليهم السلام وذرّيّتهم، والفجّار الّذين تظهروا عليهم بالعداواة والعمى.(241)

   الثاني والتسعون: المنصور، ]عن[ الفرج بن أبي شيبة قال: سمعت‏ أباعبداللَّه‏  عليه السلام وقد تلا قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ النَّبيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ ‏وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ - يعني  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم – وَلَتَنْصُرُنَّهُ»(242) عنى وصيّه  أميرالمؤمنين عليه السلام .

   ولم يبعث اللَّه نبيّاً ولا رسولاً إلّا وأخذ عليه الميثاق لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوّة ولعليّ‏  عليه السلام   بالإمامة.(243)

   الثالث والتسعون: اُولي الأمر، أبو مريم الأنصاري قال: سألت أباجعفر  عليه السلام   عن‏ قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ واُولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»(244) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده ‏عليهم السلام.(245)

   الرابع والتسعون: الزيتونة والشجرة المباركة، محمّد بن عليّ الحلبي، عن أبي ‏عبداللَّه‏  عليه السلام   في قوله تعالى: «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ»(246) قال: الزيتونة عليّ‏ بن أبي طالب‏ عليه السلام .

   قال: قلت: «يَكادُ زَيْتُها يُضيي»(247) قال: يكاد نور علمه ينتشر في الأرض.(248)

   الخامس والتسعون: البيت، سلمان بن جعفر قال: سألت الرضا  عليه السلام   في قوله ‏تعالى: «رَبِّ اغْفِرْلي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتي مُؤْمِناً».(249)

   قال: إنّما عنى اللَّه تعالى بالبيت ولاية عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   من دخل فيها دخل‏ بيوت الأنبياء عليهم السلام.(250)

   السادس والتسعون: القربى، أبوالحسن المثنّى قال: حدّثني جعفر بن محمّد عليه السلام ‏لمّا نزلت قوله تعالى: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى»(251) قام‏ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم وقال:

   أيّها النّاس، إنّ اللَّه تعالى فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه؟ فلم يجبه أحد، فقام فيهم من الغد مثل ذلك فلم يجبه أحد. فلمّا كان اليوم الثالث قام فيهم بمثل‏ ذلك فلم يجبه أحد.

   فقال: أيّها الناس، إنّه ليس بذهب ولافضّة ولامطعم ولامشرب ولا ملبس فقالوا:وما هو يا رسول اللَّه؟

   فقال: إنّ اللَّه تعالى أنزل عليّ «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى»،قالوا: أمّا هذا فنعم.

   قال أبوعبداللَّه‏ عليه السلام : ما وفى منهم غير سبعة نفر: سلمان وأبوذر والمقداد وعمّاروجابر ومولى لرسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم وزيد بن أرقم، وإنّما عنى بالقربى  أميرالمؤمنين عليه السلام ‏والأئمّة من ولده‏ عليهم السلام.(252)

   المائة: المبيضّ الوجه، مالك بن ضمرة، عن أبي الخير قال: لمّا سيق أبوذر إلى‏الربذة اجتمع هو وعليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   والمقداد وحذيفة وعمّار وعبداللَّه بن‏ مسعود، فقال أبوذر: ألستم تشهدون أنّ  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم قال: إنّ اُمّتي ترد عليّ ‏الحوض ]على[ خمس رايات، أوّلها: راية العجل فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه‏ ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن تبعه.

   ثمّ ترد عليّ راية عبداللَّه بن قيس، فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه ‏وخففت أحشاؤه ومن تبعه.

   ثمّ ترد عليّ راية المخدج، فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخففت‏ أحشاؤه ومن تبعه.

   ثمّ ترد عليّ راية رابعة فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون كلّهم مسودّة وجهوههم، لايردون الحوض، ولايشربون منه جرعة.

   ثمّ يرد عليّ  أميرالمؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين، فأقوم وآخذ بيده فيبيض وجهه‏ ووجوه أصحابه، فأقول: بماذا خلّفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: أتبعنا الأكبر وصدّقناه، ووازرنا الآخر ونصرناه، وقتلنا معه.

   فأقول: ردّوا فيشربون شربة لايظمأون أبداً وينصرفون مبيضّة وجوههم‏ كالشمس الطالعة وكالقمر ليلة تمامه.

   فقال أبوذر لعليّ‏  عليه السلام   وللجماعة معه: ألستم تشهدون على ذلك؟ قالوا: بلى، قال: وأنا على ذلك من الشاهدين، وذكر تأويله  قوله تعالى: «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ ‏وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ»(253) والحمد للَّه ربّ العالمين.(254)

   يقول المؤلّف: قد سقط بين السادس والتسعون والمائة في الأصل الّذي نسخت‏ منه هذه النسخة، وكرّر «القول المختلف» من الأسماء في موضعين، فعلى هذا تنقص من المائة أربعة أسماء، لكن الّذي يصحّح النسخة أنّه عدّ في الثامن‏ والعشرين وفي السابع والثلاثين وفي الثلاثين وفي التاسع والأربعين في كلّ واحد منها أسماء واحد، والحال أنّه ذكر في كلّ واحد منها اسمين، وإذا ضممنا الأربعة الزائدة إلى ستّة وتسعين فتكمل المائة.

   وقال العلاّمة المجلسي‏ قدس سره في البحار: قال صاحب كتاب الأنوار: إنّ له‏  عليه السلام   في‏كتاب اللَّه ثلاثمائة اسم.(255)

---------------------------------------------------

   849/32 -  في كتاب سليم بن قيس قال سليم: ثمّ سألت المقداد فقلت: حدّثني ‏رحمك اللَّه بأفضل ما سمعت من  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول في عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام  ‏قال: سمعت من  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول:

   إنّ اللَّه توحّد بملكه فعرّف أنواره نفسه، ثمّ فوّض إليهم أمره و أباحهم جنّته]فمن[ أراد أن يطهّر قلبه من الجنّ والإنس عرّفه ولاية عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   ومن‏أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفة عليّ ابن أبي‏ طالب‏ عليه السلام .

   والّذي نفسي بيده ما استوجب آدم أن يخلقه‏ اللَّه وينفخ فيه من روحه، وأن يتوب ‏عليه، ويردّه إلى جنّته إلّا بنبوّتي، والولاية لعليّ‏  عليه السلام   بعدي، والّذي نفسي بيده ما أرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض، ولا اتّخذه خليلاً إلّا بنبوّتي والإقرار لعليّ‏  عليه السلام   بعدي.

   والّذي نفسي بيده ما كلّم اللَّه موسى تكليماً، ولا أقام عيسى آية للعالمين إلّا بنبوّتي ومعرفة عليّ‏  عليه السلام   بعدي.

   والّذي نفسي بيده ما تنبّأ نبيّ قطّ إلّا بمعرفته والإقرار لنا بالولاية، ولا استأهل‏ خلق من اللَّه النظر إليه إلّا بالعبوديّة له والإقرار لعليّ‏  عليه السلام   بعدي، ثمّ سكت.

   فقلت: فغير هذا رحمك اللَّه، قال: نعم، سمعت  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول: عليّ‏ ديّان هذه الاُمّة والشاهد عليها والمتولّي لحسابها، وهو صاحب السنام الأعظم،وطريق الحقّ الأبهج، ]والسبيل[ وصراط اللَّه المستقيم، به يهدى بعدي من‏الضلالة، ويبصر به من العمى، به ينجو الناجون، ويجار من الموت، ويؤمن من‏الخوف، ويمحى به السيّئات ويدفع الضيم وينزل الرحمة.

   وهو عين اللَّه الناظرة، واُذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرحمة، و وجهه في السماوات والأرض، وجنبه الظاهر(256) اليمين، وحبله القويّ المتين، وعروته الوثقى الّتي لاانفصام لها، وبابه الّذي يؤتى منه، وبيته ‏الّذي من دخله كان آمناً، وعلمه على الصراط في بعثه، من عرفه نجا إلى الجنّة،ومن أنكره هوى إلى النار.(257)

---------------------------------------------------

   850/33 -  في سعد السعود: ذكر أبو عمر الزاهد - واسمه محمّد بن عبدالواحد - في كتابه، بإسناده إلى عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   وكذلك روى النقّاش أيضاً بعد إسناده، عن ابن عبّاس قال: قال لي عليّ‏ عليه السلام : يا أبا عبّاس، إذا صلّيت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبّانة، قال: فصلّيت ولحقته، وكانت ليلة مقمرة(258) قال: فقال لي: ماتفسير الألف من الحمد، والحمد جميعاً؟ قال: فما علمت حرفاً فيها اُجيبه، قال: فتكلّم في تفسيرها ساعة تامّةً.

   ثمّ قال لي: فما تفسير اللام من الحمد؟ قال: فقلت: لا أعلم، قال: فتكلّم في ‏تفسيرها ساعة تامّة.

   ]ثمّ قال: فما تفسير الحاء من الحمد؟ قال: فقلت: لا أعلم، قال: فتكلّم في‏ تفسيرها ساعة تامّة[.

   ثمّ قال ]لي[: فما تفسير الميم من الحمد؟ قال: فقلت: لا أعلم، قال: فتكلّم في ‏تفسيرها ساعة ]تامّة[، ثمّ قال: فما تفسير الدال من الحمد؟ قال: قلت: لا أدري، فتكلّم فيها إلى أن برق عمود الفجر.

   قال: فقال لي: قم يا أبا عبّاس، إلى منزلك، تتأهّب لفرضك، فقمت وقد وعيت‏كلَّ ما قال‏ عليه السلام .

   قال: ثمّ تفكّرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ‏  عليه السلام كالقرارة في المثعنجر(259).قال: القرارة الغدير، والمثعنجر البحر.(260)

   وذكر النقّاش أيضاً وقال ابن عبّاس: عليّ‏  عليه السلام   علم علماً علّمه  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم‏ و رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم علّمه اللَّه، فعلم النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم من علم اللَّه، وعلم  عليّ‏  عليه السلام من علم ‏النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وعلمي من علم عليّ‏  عليه السلام   وما علمي وعلم أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في علم‏ عليّ‏  عليه السلام  إلّا كقطرة في سبعة أبحر.(261)

---------------------------------------------------

   851/34 -  في إثبات الوصيّة: روي عن العالم‏  عليه السلام   أنّه قال: الإسم الأعظم على‏ ثلاثة وسبعين حرفاً، اُعطي جميع ]الأنبياء[ منه خمسة عشر حرفاً، واُعطي ‏محمّد صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفاً، واُعطي  أميرالمؤمنين  عليه السلام   ما اُعطي‏ رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.(262)

---------------------------------------------------

   852/35 -  المستدرك من الفردوس، بإسناده عن جابر قال: قال  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم:إنّ اللَّه عزّوجلّ يباهي بعليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   كلّ يوم الملائكة المقرّبين حتّى تقول: بخّ بخّ هنيئاً لك يا عليّ.(263)

---------------------------------------------------

   853/36 -  في معاني الأخبار للصدوق ‏قدس سره: ]قال جابر: أخبرني محمّد بن‏ عليّ ‏عليهما السلام[ قال: كانت ظئر(264) عليّ‏  عليه السلام   ]الّتي[ أرضعته امرأة من بني هلال، خلّفته في ‏خبائها(265) ومعه أخ له من الرضاعة، وكان أكبر منه سنّاً ]بسنة[ إلّا أيّاماً، وكان عند الخبأ قليب(266) فمرّ الصبيّ نحو القليب، ونكس رأسه فيه، فحبا(267) عليّ‏  عليه السلام   خلفه ‏فتعلّقت رِجل عليّ‏  عليه السلام   بطنب الخيمة، فجرّ الحبل حتّى أتى على أخيه ‏فتعلّق بفرد قدميه وفرد يديه، أمّا اليد ففي فيه، وأمّا الرجل ففي يده.

   فجاءَته اُمّه فأدركته فنادت: ياللحي ياللحي يا للحي، من غلام ميمون أمسك ‏عليّ ولدي، فأخذوا الطفل(268) من عند رأس القليب وهم يعجبون من قوّته على ‏صباه، ولتعلّق رجله بالطنب، ولجرّه الطفل حتّى أدركوه، فسمّته اُمّه ميموناً - أي‏ مباركاً - فكان الغلام في ]بني[ هلال يعرف بمعلّق ميمون وولده إلى اليوم.(269)

   أقول: هذا قوّته وشجاعته في صباه، وقد ذكرنا في المجلّد الأوّل خبر نتره‏ القماط وقتله الحيّة في مهده.

   وأمّا حاله‏  عليه السلام   بعده، ففي خبر أنّه‏  عليه السلام   ضرب يده في الاُسطوانة حتّى دخل إبهامه‏ في الحجر.

   وقال ]ابن[ شهراشوب‏ رحمه الله: هو باق في الكوفة وكذلك مشهد الكفّ ب«تكريت» و«الموصل» وغير ذلك، وأثر سيفه‏  عليه السلام   في صخرة جبل ثور، وأثر رمحه‏  عليه السلام   في‏ بعض الجبال، ]والوائه قطب الرحى في عنق بعض(270).[(271)

   وروي في تفسير الإمام الحسن العسكري‏ عليه السلام : أنّه‏  عليه السلام   أمسك الجدار الكبير حيث توقّف رجالاً خلف الحائط بخشب يعتمدون بها على الحائط ويدفعونه على ‏عليّ‏  عليه السلام   ومن معه ليموتوا تحته.

   فجلس عليّ‏  عليه السلام   تحت الحائط فتلقّاه بيساره وأوقفه، وكان الطعام بين أيديهم، فقال‏ عليه السلام : كلوا بسم‏اللَّه، وجعل يأكل معهم حتّى أكلوا وفرغوا وهو يمسك الحائط بشماله - والحائط ثلاثون ذراعاً طوله في خمسة عشر ذراعاً سمكه(272) في ذراعين‏ غلظة - وقال‏ عليه السلام : إنّي لست أجد له من المسّ بيساري إلّا أقلّ ممّا أجد من ثقل هذه‏ اللقمة بيميني.(273)

   وتقدّم منّا أنّه‏  عليه السلام   صعد على الكعبة وقلع الأصنام بحيث يهتزّ حيطان البيت ‏ويرمى بها فتنكسر.

   وفي تفسير عليّ بن إبراهيم، قال معاوية: سمعت  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول: واللَّه ياعليّ، لو بارزك أهل الشرق والغرب لقتلتهم أجمعين.(274)

   وقال الصفدي: ذكر المؤرّخون: أنّ عليّاً  عليه السلام   قتل من الخوارج يوم النهروان ألفي ‏نفس وكان يدخل فيضرب بسيفه حتّى ينثنى ويخرج ويقول: لاتلوموني ولوموا هذا ويقومه بعد ذلك.

   وقال بعض لفلان لمّا أراد أن يرسل جماعة لقتل عليّ‏  عليه السلام   في واقعة أشجع‏ الثقفي: أتعلم إلى من توجّهنا؟ إلى الجزّار الأعظم الّذي يخطف الأرواح بسيفه ‏خطفاً. واللَّه، إنّ لقاء ملك الموت أسهل علينا من لقاء عليّ بن أبي ‏طالب‏ عليه السلام .

   ولقد أجاد الشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي في وصفه‏ عليه السلام .

فخاض  أميرالمؤمنين بسيفه

لظاها وأملاك السماء له جند

وصاح عليهم صيحة هاشميّة

تكاد لهاشم الشوانح تنهد

غمام من الأعناق تهطل بالدماء

ومن سيفه برق ومن صوته رعد

وصيّ  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم وارث علمه

ومن كان في خمّ له الحلّ والعقد

لقد ضلّ من قاسى الوصيّ بضدّه

فذو العرش يأبى أن يكون له ندّ

---------------------------------------------------

   854/37 -  في العلل والخصال: ابن الوليد بالأسانيد عن الصادق‏  عليه السلام   قال: عرج‏ بالنبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلّا وقد أوصى اللَّه عزّوجلّ فيها النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم بالولاية لعليّ والأئمّة عليهم السلام أكثر ممّا أوصاه بالفرائض.(275)

---------------------------------------------------

   855/38 -  وفي إثبات الوصيّة: روي: أنّ الحسن‏  عليه السلام   قام خطيباً بعد دفنه، فعلا منبر الكوفة وعليه عمامة سوداء مسدولة(276) وطيلسان أسود، فحمد اللَّه وأثنى عليه ‏ثمّ  قال:

   إنّه واللَّه، قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأوّلون ولايدركه الآخرون إنّه‏كان لصاحب راية رسول‏ اللَّه، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره لاينثني حتّى‏ يفتح اللَّه على يديه.

   واللَّه، ما ترك بيضاء ولا حمراء إلّا سبعمائة درهم من فضل عطائه، ولقد قبض‏ في الليلة الّتي نزل فيها القرآن، وفي الليلة الّتي قبض فيها يوشع بن نون، وفي الليلة الّتي رفع فيها عيسى بن مريم.(277)

---------------------------------------------------

   856/39 -  في المناقب: سئل  أميرالمؤمنين  عليه السلام   كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت‏ وأنا الصدّيق الأكبر (278) والفاروق الأعظم، وأنا وصيّ خير البشر، وأنا الأوّل، وأنا الآخر، وأنا الباطن، وأنا الظاهر، وأنا بكلّ شي‏ء عليم، وأنا عين اللَّه، وأنا جنب اللَّه‏ وأنا أمين اللَّه على المرسلين، بنا عبد اللَّه، ونحن خزّان اللَّه في أرضه وسمائه، وأنا احيي واُميت، وأنا حيّ لا أموت، فتعجّب الأعرابي من قوله.

   فقال‏ عليه السلام : أنا الأوّل: أوّل من آمن برسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم، وأنا الآخر: آخر من نظر فيه‏ لمّا كان في لحده، وأنا الظاهر: ظاهر الإسلام، وأنا الباطن: بطين من العلم، وأنا بکلّ شي‏ء عليم: فإنّي عليم بكلّ شي‏ء، أخبر اللَّه به نبيّه فأخبرني به.

   فأمّا عين اللَّه: فأنا عينه على المؤمنين والكفرة، وأمّا جنب اللَّه: فـ«أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ‏ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ»(279) ومن فرّط فيَّ فقد فرّط في اللَّه.

   ولم يجز لنبيّ نبوّة حتّى يأخذ خاتماً من محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فلذلك سمّي خاتم‏ النبيّين، محمّد سيّد النبيّين وأنا سيّد الوصيّين، وأمّا خزّان اللَّه في أرضه: فقد علمنا ما علّمنا  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم بقول صادق.

   وأنا اُحيي: اُحيي سنّة  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم، وأنا اُميت: اُميت البدعة، وأنا حيّ لا أموت: لقوله تعالى: «وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»(280).(281)

---------------------------------------------------

   857/40 -  في الإحتجاج للطبرسي‏ قدس سره: قال سليم بن قيس‏ رضى الله عنه: سأل رجل عليّ ‏ابن أبي طالب‏  عليه السلام   فقال له - وأنا أسمع - : أخبرني بأفضل منقبة لك، قال: ما أنزل اللَّه ‏في كتابه، قال: وما أنزل اللَّه فيك؟ قال: «أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ»(282) قال: أنا الشاهد من  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.

   وقوله: «وَيَقُولُ الَّذينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهيداً بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ ‏عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»(283) إيّاي عنى بمن عنده علم الكتاب، فلم يدع شيئاً أنزله اللَّه فيه ‏إلّا ذكره.

   ومثل قوله: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ»(284) وقوله: «أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْأَمْرِمِنْكُمْ»(285) وغير ذلك.

   قال: قلت: فأخبرني بأفضل منقبة لك من  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم، فقال: نصبه إيّاي يوم ‏غدير خم، فقام لي بالولاية بأمر اللَّه عزّوجلّ بقوله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وسافرت مع  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم ليس له خادم غيري‏ وكان له لحاف ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة وكان  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم ينام بيني ‏وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره.

   فإذا قام إلى صلاة الليل يخط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتّى ‏يمسّ اللحاف الفراش الّذي تحتنا.

   فأخذتني الحمّى ليلة، فسهر  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم لسهري فبات ليلته بيني وبين‏ مصلّاه يصلّي ما قدّر له، ثمّ يأتيني ويسألني وينظر إليّ فلم يزل ذلك دأبه حتّى‏ أصبح فلمّا صلّى بأصحابه الغداة قال: اللهمّ اشف عليّاً وعافه فإنّه أسهر في الليلة ممّا به.

   ثمّ قال  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم - بمسمع من أصحابه - : أبشر يا عليّ، قلت: بشّرك اللَّه‏ بخير يا رسول ‏اللَّه وجعلني فداك.

   قال: إنّي لم أسأل اللَّه الليلة شيئاً إلّا أعطانيه ولم أسأله لنفسي شيئاً إلّا سألت لك‏ مثله، وإنّي دعوت اللَّه أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وليَّ كلّ ‏مؤمن ومؤمنة ففعل.

   فقال رجلان أحدهما لصاحبه: أرأيت ما سأل؟ فواللَّه، لصاع من تمر خير ممّا سأل، ولو كان سأل ربّه أن ينزل عليه ملكاً يعينه على عدوّه أو ينزل عليه كنزاً ينفعه ‏وأصحابه - فإنّ بهم حاجة - كان خيراً ممّا سأل وما دعا عليّاً  عليه السلام   قطّ إلى خير إلّا استجيب له.(286)

---------------------------------------------------

   858/41 -  في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسي‏ قدس سره: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان، عن أبان بن عثمان،عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان‏ العرش: أين خليفة اللَّه في أرضه؟

   فيقوم داود النبيّ‏  عليه السلام   فيأتي النداء من عند اللَّه عزّوجلّ: لسنا إيّاك أردنا وإن كنت للَّه ‏تعالى خليفة.

   ثمّ ينادي ثانية: أين خليفة اللَّه في أرضه؟ فيقوم  أميرالمؤمنين عليّ بن أبي ‏طالب‏  عليه السلام   فيأتي النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب ‏خليفة اللَّه في أرضه، وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق ‏بحبله في هذا اليوم يستضي‏ء بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان.

   قال: فيقوم الناس الّذين قد تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنّة.

   ثمّ يأتي النداء من عند اللَّه جلّ جلاله: ألا من ائتمَّ بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث‏ يذهب به، فحينئذٍ «تبرّء(287) الّذين اُتُّبِعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت‏ بهم الأسباب، وقال الّذين اتَّبعوا: لو أنّ لنا كرّة فنتبرّأ منهم كما تبرّؤوا منّا، كذلك‏ يُريهم اللَّه أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار»(288).(289)

---------------------------------------------------

   859/42 -  في الخصال: أبي، عن المؤدِّب، عن أحمد الإصبهاني، عن الثقفي ‏عن جعفر بن الحسن العيسى، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبداللَّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر ]بن عبداللَّه[ الأنصاري قال: لقد سمعت  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول:إنّ في عليّ‏  عليه السلام   خصالاً لو كانت واحدة منهنّ في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً.

   قوله‏ صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ منّي كهارون من‏موسى» ]وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ منّي وأنا منه»[.

   وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي» وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «حرب عليّ‏  عليه السلام   حرب اللَّه، وسلم عليّ‏  عليه السلام   سلم اللَّه»، وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «وليّ عليّ‏ عليه السلام ‏وليّ اللَّه وعدوّ عليّ‏  عليه السلام   عدوّ اللَّه»، وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ حجّة اللَّه وخليفته على‏ عباده»، وقوله‏ صلى الله عليه وآله وسلم: «حبّ عليّ‏  عليه السلام   إيمان وبغضه كفر» وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «حزب عليّ‏  عليه السلام   حزب اللَّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان».

   وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ مع الحقّ والحقّ معه، لايفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض» وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «عليّ‏  عليه السلام   قسيم الجنّة والنار»، وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «من فارق عليّاً فقد فارقني‏ ومن فارقني فقد فارق اللَّه عزّوجلّ»، وقوله ‏صلى الله عليه وآله وسلم: «شيعة عليّ‏  عليه السلام   ]هم [الفائزون يوم‏ القيامة».(290)

---------------------------------------------------

   860/43 -  في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسي‏ قدس سره: بأسانيده المفصّلة قال: أعطى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً  عليه السلام   خاتماً لينقش عليه «محمّد بن عبداللَّه» فأخذه‏ أميرالمؤمنين  عليه السلام   فأعطاه النقّاش، فقال له: انقش عليه «محمّد بن عبداللَّه».

   فنقش النقّاش وأخطأت يده، فنقش عليه: «محمّد  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم» فجاء أميرالمؤمنين  عليه السلام   فقال: ما فعل الخاتم؟ فقال: هو ذا، فأخذه ونظر إلى نقشه فقال: ما أمرتك بهذا؟ قال: صدقت ولكن يدي أخطأت، فجاء به إلى  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم‏ فقال‏ عليه السلام : يا رسول ‏اللَّه، ما نقش النقّاش ما اُمرت به وذكر أنّ يده أخطأت.

   فأخذ النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ونظر إليه فقال: يا عليّ، أنا محمّد بن عبداللَّه وأنا محمّد رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم وتختّم به.

   فلمّا أصبح النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى خاتمه، فإذا تحته منقوش «عليٌّ وليٌّ  اللَّه» فتعجّب‏ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك، فجاء جبرئيل‏  عليه السلام   فقال: يا جبرئيل، كان كذا وكذا فقال: يامحمّد، كتبت ما أردت، وكتبنا ما أردنا.(291)

---------------------------------------------------

   861/44 -  في الروضة وفضائل ابن شاذان ‏قدس سره: عن ابن عبّاس قال: قال‏ رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم: لمّا عرج بي إلى السماء فلمّا وصلت إلى السماء الدنيا قال ‏جبرئيل‏ عليه السلام : يا محمّد، صلّ بملائكة السماء الدنيا فقد اُمرت بذلك، ]فصلّيت[بهم، وكذلك في السماء الثانية والثالثة، فلمّا صرت في السماء الرابعة رأيت بها مائة ألف نبيّ ]وأربعة[ وعشرين ألف نبيّ.

   فقال جبرئيل‏ عليه السلام : تقدّم وصلّ بهم، فقلت: يا أخي جبرئيل، كيف أتقدّم بهم ‏وفيهم أبي آدم وأبي إبراهيم؟ فقال: إنّ اللَّه تعالى قد أمرك أن تصلّي بهم، فإذا صلّيت بهم فاسألهم بأيّ شي‏ء بعثوا في وقتهم وفي زمانهم؟ ولم نشرتم قبل أن‏ينفخ في الصور؟ فقال: سمعاً وطاعة للَّه.

   ثمّ صلّى بالأنبياء عليهم السلام فلمّا فرغوا من صلاتهم‏ عليهم السلام قال لهم  جبرئيل‏ عليه السلام : بمَ‏ بعثتم؟ ولمَ نشرتم الآن يا أنبياء اللَّه؟

   قالوا بلسان واحد: بعثنا ونشرنا لنقرّ لك يا محمّد بالنبوّة، ولعليّ بن أبي ‏طالب‏  عليه السلام   بالإمامة.(292)

---------------------------------------------------

   862/45 -  وفيهما: بالإسناد عن جابر، عن  أميرالمؤمنين  عليه السلام   قال: خرجت أنا و رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم إلى صحراء المدينة، فلمّا صرنا في الحدائق بين النخل صاحت‏ نخلة بنخلة: «هذا النبيّ المصطفى، وذا عليّ المرتضى».

   ثمّ صاحت ثالثة برابعة: «هذا موسى، وذا هارون» ثمّ صاحت خامسة بسادسة: «هذا خاتم النبيّين، وذا خاتم الوصيّين».

   فعند ذلك تبسّم النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا أباالحسن أما سمعت؟ قلت: بلى يا رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم. قال: ما تسمّي هذا النخل؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: نسمّيه ‏الصيحاني، لأنّهم صاحوا بفضلي وفضلك يا عليّ.(293)

---------------------------------------------------

   863/46 -  من مناقب الخوارزمي: عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال‏ رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم: لو أنّ الرياض(294) أقلام والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس‏كتّابٌ ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام .(295)

   وعنه مرفوعاً إلى ابن عبّاس وقد قال له رجل: سبحان‏ اللَّه، ما أكثر مناقب‏ عليّ‏  عليه السلام   وفضائله! إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف منقبة، قال ابن عبّاس: أو لا تقول إنّها إلى ثلاثين ألفاً أقرب.(296)

---------------------------------------------------

   864/47 -  في الخرائج للقطب الراوندي‏ قدس سره: روي عن رميلة: أنّ عليّاً  عليه السلام   مرّ برجل يخبط(297) هو هو، فقال: يا شابّ، لو قرأت القرآن لكان خيراً لك، فقال: إنّي ‏لا أحسنه ولوددت أن اُحسن منه شيئاً.

   فقال: اُدن منّي، فدنا منه، فتكلّم في اُذنه بشي‏ء خفيّ، فصوّر اللَّه القرآن كلّه في ‏قلبه فحفظ كلّه.(298)

---------------------------------------------------

   865/48 -  وفيه: روي أنّه صعب على المسلمين قلعة فيها كفّار، ويئسوا من ‏فتحها، فقعد  عليه السلام   في المنجنيق ورماه الناس إليها وفي يده ذوالفقار، فنزل عليهم ‏وفتح القلعة.(299)

   أقول: وروي أنّه رمي إلى حصن ذات السلاسل في المنجنيق، ونزل على حائط الحصن، وكان الحصن قد شدّ على حيطانه سلاسل، فيها غرائر(300) من تبن أو قطن‏ حتّى لايعمل فيها المنجنيق إذا رمي الحجر، فقالت الغلاة: فمرّ في الهواء والترس ‏تحت قدميه ونزل على الحائط وضرب السلاسل ضربة واحدة فقطعها وسقطت‏ الغرائر وفتح الحصن، وروت الغلاة أنّه نزلت فيه: «وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ ‏مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا»(301) وذلك إن صحّ مثل صعود الملائكة ونزولهم واسراء النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم.(302)

---------------------------------------------------

   866/49 -  في المناقب: صالح بن كيسان وابن رومان رفعاه إلى جابر الأنصاري ‏قال: جاء العبّاس إلى عليّ‏  عليه السلام   يطالبه بميراث النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: ما كان ‏لرسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم شي‏ء يورث إلّا بغلته دلدل، وسيفه ذوالفقار، ودرعه، وعمامته ‏السحاب، وأنا أربأ بك(303) أن تطالب بما ليس لك، فقال: لابدّ من ذلك وأنا أحقّ‏ عمّه ووارثه دون الناس كلّهم، فنهض  أميرالمؤمنين  عليه السلام   ومعه الناس حتّى دخل‏ المسجد، ثمّ أمر بإحضار الدرع والعمامة والسيف والبغلة فاُحضر.

   فقال للعبّاس: يا عمّ، إن أطقت النهوض بشي‏ء منها فجميعه لك، فإنّ ميراث‏ الأنبياء لأوصيائهم دون العالم ولأولادهم، فإن لم تطق النهوض فلا حقّ لك فيه‏ قال: نعم.

   فألبسه  أميرالمؤمنين  عليه السلام   الدرع بيده، وألقى عليه(304) العمامة والسيف ثمّ قال:انهض بالسيف والعمامة يا عمّ، فلم يطق النهوض، فأخذ السيف منه وقال له: انهض بالعمامة فإنّها آية من نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم فأراد النهوض فلم يقدر على ذلك، وبقي ‏متحيّراً.

   ثمّ قال له: يا عمّ، وهذه البغلة بالباب لي خاصّة ولولدي، فإن أطقت ركوبها فاركبها، فخرج ومعه عدوّي، فقال له: يا عمّ  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم، خدعك عليّ‏  عليه السلام   فيما كنت فيه، فلا تخدع نفسك في البغلة، إذا وضعت رجلك في الركاب فاذكر اللَّه‏ وسمّ واقرأ:  «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا»(305).

   قال: فلمّا نظرت البغلة إليه مقبلاً مع العبّاس نفرت وصاحت صياحاً ما سمعناه‏ منها قطّ، فوقع العبّاس مغشيّاً عليه، واجتمع الناس وأمر بإمساكها فلم يقدر عليها.

   ثمّ إنّ عليّاً  عليه السلام   دعا البغلة بإسم ما سمعناه، فجاءت خاضعة ذليلة، فوضع رجله‏ في الركاب ووثب عليها فاستوى عليها راكباً، فاستدعا أن يركبا الحسن‏ والحسين‏ عليهما السلام فأمرهما بذلك، ثمّ لبس عليّ‏  عليه السلام   الدرع والعمامة والسيف وركبها وسار عليها إلى منزله وهو يقول: هذا من فضل ربّي ليبلوني ءأشكر(306) أنا وهما، أم‏ تكفر أنت يا فلان.(307)

---------------------------------------------------

   867/50 -  في تفسير الإمام الحسن العسكري‏ عليه السلام : إنّ رجلاً من محبّي عليّ بن‏ أبي طالب‏  عليه السلام   كتب إليه من الشام: يا أميرالمؤمنين، أنا  بعيالي مثقل(308) وعليهم إن ‏خرجت خائف، وبأموالي الّتي اُخلّفها إن خرجت ظنين(309) وأخر(310) اللحاق بك ‏والكون في جملتك والخفوق(311) في خدمتك، فجد لي يا  أميرالمؤمنين .

   فبعث إليه عليّ‏ عليه السلام : أجمع أهلك وعيالك وحصّل عندهم مالك، وصلّ على‏ ذلك كلّه على محمّد وآله الطاهرين، ثمّ قل: «اللهمّ هذه كلّها ودائعي عندك بأمرعبدك ووليّك عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام» ثمّ  قم وانهض إليَّ.

   ففعل الرجل ذلك واُخبر معاوية بهربه إلى عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ، فأمر معاوية أن يسبى عياله ويسترقّوا، وأن تنهب أمواله(312) فذهبوا، فألقى اللَّه تعالى عليهم شبه‏ عيال معاوية ]و[حاشيته وأخصّ حاشيته كيزيد بن معاوية(313) يقولون: نحن أخذنا هذا المال وهو لنا، وأمّا عياله فقد استرققناهم وبعثناهم إلى السوق، فكفّوا لمّا رأوا ذلك، وعرّف اللَّه عياله أنّه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية وعيال خاصّة يزيد فأشفقوا من أموالهم أن تسرقها اللصوص.

   فسمخ اللَّه المال عقارب وحيّات، كلّما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا ولسعوا، فمات منهم قوم وضني(314) آخرون ودفع اللَّه عن ماله بذلك - إلى أن قال - عليّ‏  عليه السلام  يوماً للرجل: أتحبّ أن يأتيك عيالك ومالك؟ قال: بلى.

   قال عليّ‏ عليه السلام : ]اللهمّ[ إئت بهم، فإذا هم بحضرة الرجل لايفقد من عياله وماله ‏شيئاً، فأخبروه بما ألقى اللَّه تعالى من شبه عيال معاوية وخاصّته وحاشية يزيد عليهم، وبما مسخه من أمواله عقارب وحيّات تلسع اللص الّذي يريد أخذ شي‏ء منه.

   قال عليّ‏ عليه السلام : إنّ اللَّه تعالى ربّما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد في بصيرته ‏ولبعض الكافرين ليبالغ في الإعذار إليه.(315)

---------------------------------------------------

   868/51 -  في الإختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد قدس سره: محمّد بن عليّ‏ عن أبيه، عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان الأحمر قال: قال‏ الصادق‏ عليه السلام : يا أبان، كيف ينكر الناس قول  أميرالمؤمنين  عليه السلام   لمّا قال: «لو شئت ‏لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره»ولاينكرون تناول آصف وصيّ سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن‏يرتدّ إليه طرفه؟

   أليس نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء ووصيّه‏  عليه السلام   أفضل الأوصياء؟ أفلا جعلوه كوصيّ ‏سليمان؟ حكم اللَّه بيننا وبين من جحد حقّنا وأنكر فضلنا.(316)

---------------------------------------------------

   869/52 -  في المناقب: شكى أبوهريرة إلى  أميرالمؤمنين  عليه السلام   شوق أولاده ‏فأمره‏  عليه السلام   بغضّ الطرف، فلمّا فتحها كان في المدينة في داره، فجلس فيها هنيئة فنظر إلى عليّ‏  عليه السلام   في سطحه وهو يقول: هلمّ ننصرف، وغضّ طرفه فوجد نفسه ‏في الكوفة، فاستعجب أبوهريرة، فقال  أميرالمؤمنين عليه السلام : إنّ آصف أورد تختاً من‏ مسافة شهرين بمقدار طرفة عين إلى سليمان، وأنا وصيّ  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.(317)

---------------------------------------------------

   870/53 -  في الدلائل للطبري: بأسانيده إلى فاطمة صلوات اللَّه عليها قالت: أتيت ‏النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: السلام عليك يا أبة، فقال: وعليك السلام يا بنيّة.

   ]قالت[: فقلت: واللَّه، ما أصبح يا نبيَّ اللَّه في بيت عليّ‏  عليه السلام   حبّة طعام ولادخل ‏بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية ولا راغية(318) ولا أصبح في بيته ‏سُفَّة ولا هِفَّة(319).

   فقال لها: اُدني منّي، فدنت(320) منه، فقال ]لها[: أدخلي يدك بين ظهري وثوبي، فإذا ]هي[ بحجر بين كتفي النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت‏ فاطمة عليها السلام صيحةً شديدة وقال: ما اُوقدت في بيوت آل محمّد نارٌ منذ شهر.

   ثمّ قال‏ صلى الله عليه وآله وسلم: أتدرين ما منزلة عليّ‏ عليه السلام ؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة،وضرب بين يديَّ بالسيف وهو ابن ستّ عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع ‏عشرة سنة، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن نيّف‏وعشرين(321) وكان لايرفعه خمسون رجلاً.

   فأشرق لون فاطمة عليها السلام ولم تقرّ قدماها مكانها حتّى أتت عليّاً عليه السلام ، فإذا البيت قد أنار بنور وجهها، فقال لها عليّ‏ عليه السلام : يا ابنة محمّد، لقد خرجت من عندي ووجهك‏ على غير هذه الحال؟ فقالت: إنّ النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم حدّثني بفضلك، فما تمالكت حتّى ‏جئتك.

   فقال لها: كيف لو حدَّثك(322) بكلّ فضلي.(323)

---------------------------------------------------

   871/54 -  في كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق: وروي عن‏ أميرالمؤمنين  عليه السلام   قال: لمّا نهضت إلى عمرو سمعت قائلاً يقول:

قتل عليّ عمرواً، قصم عليّ ظهراً

أبرم عليّ أمراً، هتك عليّ ستراً

   فقلت: الحمد للَّه الّذي أظهر الإسلام وقمع الشرك.(324)

---------------------------------------------------

   872/55 -  في البحار: قد ورد خبر عن بعض تأليفات القدماء ما حاصله: إنّ ‏أصحاب  أميرالمؤمنين  عليه السلام   اجتمعوا في جامع الكوفة وخطب بهم  أميرالمؤمنين عليه السلام ‏ثمّ أشار بيده إلى الجوّ  فدمدم(325) وأقبلت غمامة فركبها مع عمّار، ثمّ غابا ورجعا بعدساعة، ثمّ صعد  أميرالمؤمنين  عليه السلام   المنبر وأخذ بالخطبة الشقشقيّة.

   قال الناس له: يا أميرالمؤمنين، أعطاك اللَّه هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض‏ الناس لقتال معاوية؟ فقال: إنّ اللَّه تعبّدهم بمجاهدة الكفّار والمنافقين والناكثين ‏والقاسطين والمارقين.

   واللَّه، لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة، وضربت‏ بها صدر معاوية بالشام، وأخذت(326) بها من شاربه - أو قال: من لحيته - فمدّ يده‏ وردّها وفيها شعرات كثيرة.

   ثمّ وصل الخبر بعد مدّة أنّ معاوية سقط من سريره في اليوم الّذي كان‏  عليه السلام   مدّ يده ‏وغشي عليه، ثمّ أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات.(327)

---------------------------------------------------

   873/56 -  كنز الفوائد: روى شيخ الطائفة بإسناده عن أخطب خوارزم(328) رفعه‏ إلى ابن عبّاس‏ رضى الله عنه قال: سأل قوم النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فيمن نزلت هذه الآية «وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ ‏آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظيماً»(329)؟

   فقال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيّدالمؤمنين ومعه الّذين آمنوا بعد بعث محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

   فيقوم عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   فيُعطى(330) اللواء من النور الأبيض بيده، وتحته‏ جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار، لايخالطهم غيرهم حتّى يجلس‏ على منبر من نور ربّ العزّة، ويُعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيعطيه أجره‏ ونوره، فإذا اُتي على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم صفتكم(331) ومنازلكم في الجنّة، إنّ ‏ربّكم يقول: إنّ لكم عندي مغفرة وأجراً عظيماً يعني الجنّة.

   فيقوم عليّ‏  عليه السلام   والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل بهم الجنّة، ثمّ يرجع إلى‏ منبره، فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، وينزل(332) أقواماً على النار، فذلك قوله تعالى: «وَالَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ اُولئِكَ هُمُ ‏الصِّدّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ - يعني السابقين الأوّلين‏ والمؤمنين وأهل الولاية له - وَالَّذينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا اُولئِكَ أَصْحابُ‏ الْجَحيمِ»(333) يعني كفروا وكذّبوا بالولاية وبحقّ عليّ‏ عليه السلام .(334)

---------------------------------------------------

   874/57 -  في كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق: المائة المنقبة المخصوصة ل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام والتحيّة، ]وذلك[ ممّا رواه الشيخ السعيد أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن ]موسى[ بن بابويه ‏قدس سره‏ يوم الغدير من سنة إحدى وستّين وثلاثمائة، يرفعه إلى  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم ممّا خصّ‏ اللَّه تعالى به  أميرالمؤمنين  عليه السلام وأنا أنتخب منها ]ثمانية و[عشرين منقبة إختصاراً.

   الأوّل: أنّ اللَّه ]تبارك[ وتعالى خلقه من نور عظمته، كما قال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: خُلقت‏ أنا وعليّ من نور واحد.

   السابع: أنّه كان يعبداللَّه في أصلاب آبائه وأرحام اُمّهاته من لدن آدم.

   العاشر: أنّه لمّا وُلد ظهر نور من عنان السماء إلى ظهر الكعبة، وسقطت الأصنام ‏الّتي كانت على الكعبة ]على وجوهها[، وصاح إبليس وقال: ويل للأصنام وعبدتها من هذا المولود.

   الرابع عشر: أنّه ]كان[ يفسّر حديث  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم ويذكر حديث كلّ نبيّ.

   السابع والعشرون: أنّه عيبة علم  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.

   الخامس والثلاثون: أنّه مفرّج الكرب عن وجه  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.

   التاسع والثلاثون: أنّه شبيه عيسى بن مريم‏  عليه السلام   في دلالته إلّا النبوّة.

   الأربعون: أنّه شبيه أيّوب‏  عليه السلام   في صبره.

   الثالث والأربعون: أنّه شبيه إبراهيم‏  عليه السلام   في سخائه.

   الرابع والأربعون: أنّه شبيه داود  عليه السلام   في قوّته وصوته.(335)

   الخامس والأربعون: أنّه شبيه سليمان‏  عليه السلام   في بهجته وملكه.

   السادس والأربعون: أنّه شبيه لقمان‏  عليه السلام   في حكمته.

   السابع والأربعون: أنّه شبيه إسماعيل‏  عليه السلام   في تسليمه وصدقه.

   الثامن والأربعون: أنّه شبيه نوح‏  عليه السلام   في إجابة دعائه.

   التاسع والأربعون: أنّه شبيه ذي النون في أمره.

   الخمسون: أنّه شبيه  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم في قضائه إلّا النبوّة.

   الثالث والخمسون: أنّه كان ]في الغزوات(336)] جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن‏يساره، وملك الموت بين يديه فلايرجع حتّى يفتح اللَّه عليه.

   التاسع والخمسون: أنّه أوّل من يدعى باسمه يوم القيامة.

   الخامس والستّون: أنّ الملائكة تتقرّب إلى اللَّه ]تعالى[ بولايته.

   الحادي والسبعون: أنّه قالع باب خيبر الرامي به خلف ظهره أربعين ذراعاً ثمّ ‏جعله جسراً، ]حمله[ على كفّه حتّى عبّر ]عليه[ جميع العسكر.

   الخامس والسبعون: أنّ ولايته عرضت على بقاع الأرضين، فمن قبل ولايته ‏طاب وزكا، ومن لم يقبل صار سباخاً.(337)

   السابع والسبعون: أنّ ولايته عرضت على النبات، فما قبل ولايته صار نافعاً(338)للناس، ومن لم يقبل صار سمّاً قاتلاً.

   الثاني والثمانون: أنّ القمر كلّمه ليلة القدر.

   السادس والثمانون: استغناؤه عن جميع الناس وافتقارهم إليه في العلوم.

   الخامس والتسعون: أنّه كان مع كلّ نبيّ سرّاً ومع  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم جهراً.

   السادس والتسعون: أنّ حلقة باب الجنّة إذا ضربت طنّت وقالت: يا عليّ.

   السابع والتسعون: أنّ شجرة طوبى في الجنّة في داره، وأغصانها في دورالمؤمنين.

   التاسع والتسعون: أنّه كتاب اللَّه الناطق.(339)

---------------------------------------------------

   875/58 -  في الثاقب في المناقب: عن أبي الزبير قال: سألت جابر بن‏ عبداللَّه ‏رضى الله عنه هل كان لعليّ صلوات اللَّه عليه آيات؟ فقال: إي واللَّه، كانت له ]سيرة[حضرتها الجماعة والجماعات، لاينكرها إلّا معاند، ولايكتمها إلّا كافر.

   منها: إنّا سرنا معه في مسير، فقال لنا: امضوا لأن نصلّي تحت هذه السدرة ركعتين، فمضينا ونزل تحت السدرة، فجعل يركع ويسجد، فنظرنا إلى السدرة وهي تركع إذا ركع، وتسجد إذا سجد، وتقوم إذا قام، فلمّا رأينا ذلك عجبنا ووقفنا حتّى فرغ من صلاته، ثمّ دعا فقال: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، فنطقت‏ أغصان الشجرة تقول: آمين آمين.

   ثمّ قال: اللهمّ صلّ على شيعة محمّد وآل محمّد، فقالت أوراقها وأغصانها وقضبانها: آمين آمين.

   ثمّ قال: اللهمّ العن مبغضي محمّد وآل محمّد، ومبغضي شيعة محمّد وآل‏ محمّد، فقالت الأوراق والقضبان والأغصان والسدرة: آمين آمين.

   وفي الحديث طول.(340)

---------------------------------------------------

   876/59 -  وفيه: عن سفيان الثوري، عن أبي عبداللَّه‏ عليه السلام ، عن آبائه ‏عليهم السلام قال:دخل  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم على عائشة فأخذ منها ما يأخذ الرجل من المرأة فاستلقى‏ صلى الله عليه وآله وسلم على السرير فنام، فجاءَت حيّة حتّى صارت على بطنه، فنظرت‏ عائشة إلى النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم والحيّة على بطنه، فوجّهت إلى أبي‏ بكر، فلمّا أراد أبوبكر أن ‏يدخل على  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم وثبت الحيّة في وجهه فانصرف.

   ثمّ وجّهت(341) إلى عمر بن الخطّاب، فلمّا أراد أن يدخل وثبت في وجهه‏ فانصرف، فقالت لها ميمونة واُمّ سلمة رضي‏ اللَّه عنهما: وجّهي إلى عليّ بن أبي طالب‏ صلوات اللَّه عليه.

   قالت: فوجّهت إلى عليّ‏ عليه السلام ، فلمّا دخل عليّ‏  عليه السلام   قامت الحيّة في وجهه تدورحول عليّ‏  عليه السلام   وتلوذ به، ثمّ صارت في زاوية البيت، فانتبه النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ياأباالحسن، أنت هاهنا؟ فقليلاً ما كنت تدخل دار عائشة! فقال: يا رسول ‏اللَّه دعيت.

   فتكلّمت الحيّة وقالت: يا رسول اللَّه، إنّي ملك غضب عليَّ ربّ العالمين ‏فجئت إلى هذا الوصيّ أطلب إليه أن يشفع لي إلى اللَّه تعالى، فقال: ادع له حتّى‏اُؤمّن على دعائك، فدعا عليّ‏  عليه السلام   وأمّن النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فقالت الحيّة: يا رسول‏ اللَّه، قد غفر ]اللَّه[ لي، وردّ عليَّ جناحي.(342)

---------------------------------------------------

   877/60 -  وفيه: عن المفضّل، عن أبي عبداللَّه صلوات اللَّه عليه قال: إنّ مالك الأشتر رضى الله عنه قال: حدّثتني نفسي أنّي أشدّ أم(343)  أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، فحرّك دابّته ‏إلى ذي الكلاع الحميري فاستلبه من ]فوق[ سرجه، ورمى به إلى فوق وتلقّاه ‏بسيفه، فقدّه نصفين، ثمّ قال: يا أشتر، أنا أم أنت؟

   فقلت: بل أنت يا  أميرالمؤمنين عليك الصلاة والسلام.(344)

---------------------------------------------------

   878/61 -  وفيه: وذكر عبداللَّه بن أحمد بن حنبل فيما رواه عن مشيخته، عن‏ جابر رضى الله عنه أنّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم دفع الراية إلى عليّ بن أبي ‏طالب صلوات اللَّه عليه وآله يوم خيبر بعد أن دعا له، فجعل عليّ ]يسيرهم و(345)] يسرع السير، وأصحابه يقولون له: ارفق‏ حتّى انتهى إلى الحصن، فاجتذب بابه، فألقاه في الأرض، ثمّ اجتمع عليه سبعون ‏رجلاً، وكان جهدهم أن أعادوا الباب.(346)

   وروى أبوعبداللَّه الجدلي قال: سمعت  أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه يقول: عالجت‏ باب خيبر وجعلته مجناً(347) لي، وقاتلت القوم، فلمّا أخزاهم اللَّه وضعت الباب على ‏حصنهم طريقاً، ثمّ رميت به في خندقهم، فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلاً ! فقال‏ عليه السلام : ما كان إلّا مثل جُنّتي الّتي في عدتي(348) في غير ذلك المقام، وقال الشاعر] في ذلك[:

إنّ امرءاً حمل الرتاج(349) بخبير

يوم اليهود بقدرة لمؤيّدُ(350)

حمل الرتاج، رتاج باب فوقها(351)

والمسلمون وأهل خيبر حشدوا(352)

فرمى به ولقد تكلّف ردّه

سبعون كلّهم له متشدّد(353)

ردّوه بعد مشقّة وتكلّف

ومقام(354) بعضهم لبعض أرندوا(355)(356)

---------------------------------------------------

   879/62 -  وفيه: عليّ بن النعمان ومحمّد بن سنان، رفعاه إلى أبي عبداللَّه ‏صلوات اللَّه عليه قال: إنّ عائشة(357) قالت: التمسوا ]لي[ رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل، حتّى أبعثه إليه. فاُتيت برجل، فمثّل بين يديها، فرفعت رأسها وقالت: ما بلغ من‏ عداوتك لهذا الرجل؟ فقال لها: كثيراً ما أتمنّى على ربّي أنّه وأصحابه في] بطني‏و(358)] وسطي فضُرِبْتُ ضربة بالسيف، فسبق السيف الدم.

   قالت: فأنت له، فاذهب بكتابي هذا، فادفعه إليه ظاعناً(359) كان أو مقيماً، أما إنّك‏ لو رأيته راكباً على بغلة  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم متنكّباً قوسه، معلّقاً كنانته(360) بقربوس(361)سرجه، وأصحابه خلفه كأنّهم طير(362) صواف.

   ثمّ قالت له:(363) إن عرض عليك طعامه وشرابه فلاتتناول منه شيئاً، فإنّ فيه ‏السحر، ]فمضى[ واستقبله راكباً، فناوله الكتاب ففضّ خاتمه، ثمّ قرأه وقال: «هذا واللَّه ما لايكون» فثنّى رجله ونزل، فأحدق به الناس - أي أصحابه(364) - .

   ثمّ قال: أسألك؟ قال: نعم، قال: وتجيبني؟ قال: نعم.

   قال: اُنشدك باللَّه، هل قالت: التمسوا لي رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل؟فاُتيت بك، فقالت: لك ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ قلت: كثيراً ما أتمنّى على‏ ربّي أنّه وأصحابه في وسطي واُضرب بالسيف ضربة فسبق السيف الدم؟

   ثمّ قال: اُنشدك باللَّه، أقالت ]لك[: اذهب بكتابي ]هذا فادفعه إليه[ ظاعناً كان أو مقيماً، أما إنّك إن وافيته ظاعناً رأيته راكباً بغلة  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم متنكّباً قوسه، معلّقاً كنانته بقربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنّهم طير صواف؟ قال: اللهمّ نعم.

   قال: اُنشدك باللَّه، هل قالت لك: إن عرض عليك طعامه وشرابه فلا تتناول منه ‏شيئاً، فإنّ فيه السحر؟ قال: اللهمّ نعم.

   قال: أفمبلّغ أنت عنّي؟ قال: اللهمّ  نعم، فإنّي قد أتيتك وما على وجه الأرض‏خلق أبغض إليَّ منك، وأنا الساعة ما على وجه الأرض خلق أحبّ إليَّ منك فمرني‏ بما شئت، قال: ادفع إليها كتابي، وقل لها: ما أطعت اللَّه ولا رسوله حيث أمرك‏ بلزوم بيتك فخرجت تتردّدين في العساكر.

   وقل لطلحة والزبير: ما أنصفتما اللَّه ولا رسوله حيث خلّفتما حلائلكما في ‏بيوتكما وأخرجتما حليلة  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم.

   فجاء بكتابه حتّى طرحه إليها، وأبلغها(365) رسالته، ثمّ رجع إلى أميرالمؤمنين ‏صلوات اللَّه عليه فاُصيب بصفّين.

   فقالت: ما نبعث إليه أحداً إلّا أفسده علينا.(366)

---------------------------------------------------

   880/63 -  في كتاب الأربعين لمحمّد بن أبي الفوارس: في الحديث السابع عشر بأسانيده عن أبي هريرة قال: مرّ عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   بنفر من قريش في المسجد فتغامزوا عليه، فدخل على  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم وشكاهم إليه.

   فخرج النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم غضبان فقال: يا أيّها النّاس، مالكم إذا ذكر إبراهيم و آل‏ إبراهيم أشرقت وجوهكم وطابت نفوسكم، وإذا ذكر محمّد وآل محمّد قست‏ قلوبكم وغشيت(367) وجوهكم، والّذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيّاً من أعمال البرّ ما دخل الجنّة حتّى يحبّ هذا وولده، وأشار إلى عليّ‏ عليه السلام .

   ثمّ قال‏ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ للَّه حقّاً لايعلمه إلّا اللَّه وأنا وعليّ، وإنّ لي حقّاً لايعلمه إلّا اللَّه ‏وعليّ، وإنّ لعليّ حقّاً لايعلمه إلّا اللَّه وأنا.(368)

---------------------------------------------------

   881/64 -  في أربعين أسعد بن إبراهيم الإربلي: الحديث الأوّل بسنده إلى أبي ‏جعفر ميثم التمّار قال: كنت جالساً بين يدي  أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات‏ اللَّه عليه بالكوفة، و حوله جماعة من أصحاب  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم إذ قدم عليه رجل ‏طوال، عليه قباء خزّ أدكن(369) وقد اعتمَّ بعمامة صفراء، وتقلّد بسيفين فنزل عن‏ جواده، وحيّا تحيّة الملوك، ثمّ قال:

   أيّكم الإمام الأورع، والبطين الأنزع، المولود في الحرم، العالي الهمم؟ أيّكم ‏حيدر أبوتراب، قالع الباب، وهازم الأحزاب؟

   فأشار بعض الحاضرين إلى  أميرالمؤمنين  عليه السلام   وقال: هذا مرادك وإرشادك، فتقدّم ‏إلى عليّ‏  عليه السلام   وقال: إنّي رسول إليك من قوم لهم أعراق عميقة(370) وقبائل كريمة وفضائل رحيمة(371) يقال لهم: «العقيمة» وكان لأميرهم المكنّى بطاعن الأسنّة ولد، ترى الشمس من غرّته، ولايحبّ الدنيا إلّا لمحبّته، وقد وجد الولد الجليل وهوقتيل، لايُعرف من قتله؟ ولا يُفهم من جدّله؟ وقد وقع بين القبائل بسببه الوقائع ‏الدامغة(372) بشياطين الفتن البازغة(373) وتعدّت الفتن إلى رجم الغيب، وران على ‏القلوب اختلاف الشكّ والريب.

   وقد ارتضوا بإنفاذ المقتول إليك، والحكم بما يعتمدون في اتّباعه عليك، ولهم‏حسن الظنّ  فيك، وفي معجزك أن تعرّفهم من قتله؟ وإلّا يقع السيف بين القبائل، وأنت جدير بحلّ المشكلات وحقن الدماء  بين المسلمين والمسلمات.

   فقال  أميرالمؤمنين عليه السلام : وأين المقتول؟ فأحضر تابوتاً وأخرج منه شابّاً مسجّى ‏بالديباج والأطلس والخزّ، يضوع منه أرج(374) العنبر والندّ(375)، فقام عليه السلام وصلّى وأطال‏ في صلاته، ثمّ التفت وقال: هذا قتله عمّه حريث، وسببه أنّه زوّج ابنته وقد تزوّج‏ عليها بحضرته(376) فحنق عليه فقتله.

   فقال الأعرابيّ: هو ذلك، وإنّما نريد أوضح من هذا أن تستنطقه ليبيّن معجزك‏ والسرّ المودّع فيك.

   فقام  أميرالمؤمنين صلّى اللَّه عليه وجعل يصلّي ويتضرّع وسمعناه يقول: إلهي]أنت[ أحييت ميّت بني إسرائيل ببعض لحم بقرة، وقلت: «إِضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ‏ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى»(377) وإنّي لأضربه ببعضي وأعلم أنّ بعضي عندك أكرم، و وكزه ‏برجله اليمنى ثمّ ناداه: قل بإذن اللَّه: من قتلك؟ وأنا عليّ بن أبي طالب الوصيّ، ثمّ ‏قال ثانية وثالثة.

   فوالّذي بعث محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحقّ لقد نطق الميّت بكلام خفيّ سمعه من كان‏ حاضراً وقال: قتلني عمّي حريث، فأمسك، فوقع جماعة على وجوههم سجّداً لعليّ‏ عليه السلام ، قال‏ عليه السلام : السجود للَّه، وإنّما تكلّم بإذن اللَّه، وادّعوا فيه ما ادّعوا.

   وهذا الحديث رواه عامّة محدّثي الكوفة.(378)

---------------------------------------------------

   882/65 -  في أربعين محمّد بن أبي الفوارس، في الحديث الثاني والثلاثون:أخبرنا محمّد بن محمود بن شهريار في البصرة في جامعها يرفعه عن جماعة عن‏الصادقين يسندونه إلى عائشة أنّها قالت: ما رأيت رجلاً أحبّ إلى  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم ‏من عليّ‏  عليه السلام   ومن  فاطمة عليها السلام.

   قالت: قالت فاطمة يوماً وأنا حاضرة: فدتك نفسي يا رسول اللَّه صلّى اللَّه ‏عليك، أيّ شي‏ء رأيت لي؟ فقال لي: يا فاطمة، أنت خير النساء في البريّة، وأنت‏ سيّدة نساء أهل الجنّة وأهلها.

   قالت: يا رسول‏اللَّه، فما لابن عمّك عليّ‏ عليه السلام ؟ فقال لها: لايقاس به أحد من‏ خلق اللَّه.

   قالت: والحسن والحسين‏ عليهما السلام؟ قال: هما ولداي وسبطاي وريحانتاي أيّام ‏حياتي وبعد وفاتي.

   قالت: فبينما هما في الحديث إذ أتى عليّ‏ عليه السلام ، فقال له: فداك أبي واُمّي يا رسول ‏اللَّه صلّى اللَّه عليك، أيّ شي‏ء رأيت لي؟ فقال: يا عليّ، أنا وأنت وفاطمة والحسن‏والحسين في غرفة من درّة، أساسها من رحمة، وأطرافها من رضوان وهي تحت‏ عرش اللَّه.

   يا عليّ، بينك وبين نور اللَّه باب فتنظر إليه وينظر إليك، وعلى رأسك تاج من‏ نور، قد أضاء نوره ما بين المشرق والمغرب، وأنت ترفل(379) في حلل حمر وردية،وخلقت وخلقني ربّي وخلق محبّينا من طينة تحت العرش، وخلق مبغضينا من‏ طينة الخبال(380).(381)

---------------------------------------------------

   883/66 -  وفيه: أخبرنا حمزة بن جعفر النيسابوري يرفعه عن الصادقين ‏عليهما السلام ‏يرفعونه إلى ابن عبّاس‏ رضى الله عنه أنّه قال: كنت عند عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ‏فقضى بين صخرتين قد وقعت إحداهما على الاُخرى فخدشتها، قضى لها بالخدش مثله، فقلت: فاستغاثا إلى عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ؟

   قال ابن عبّاس: إي والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لقد رأيت الحجران‏ يستغيثان بعضهما على بعض، والسلام.(382)

---------------------------------------------------

   884/67 -  في مجمع البحرين: في مادّة شيع قال ‏قدس سره: وروي أنّ النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم جلس‏ ليلاً يحدّث أصحابه في المسجد فقال: يا قوم، إذا ذكرتم الأنبياء الأوّلين فصلّوا عليَّ ثمّ صلّوا عليهم، وإذا ذكرتم أبي إبراهيم‏  عليه السلام   فصلّوا عليه ثمّ صلّوا عليّ قالوا: يا رسول اللَّه بما نال إبراهيم‏  عليه السلام   ذلك؟

   قال: اعلموا أنّ ليلة عُرج بي إلى السماء فرقيت السماء الثالثة نصب لي منبر من‏ نور فجلست على رأس المنبر، وجلس إبراهيم تحتي بدرجة، وجلس جميع ‏الأنبياء الأوّلين حول المنبر، فإذا بعليّ‏  عليه السلام   قد أقبل وهو راكب ناقة من نور ووجهه‏كالقمر، وأصحابه حوله كالنجوم.

   فقال ابراهيم‏ عليه السلام : يا محمّد، هذا أيّ نبيّ معظّم؟ أو أيّ ملك مقرّب؟ قلت: لانبيّ‏ معظّم ولا ملك مقرّب هذا أخي وابن عمّي وصهري ووارث علمي عليّ بن ‏أبي ‏طالب‏  عليه السلام   قال: وما هؤلاء الّذين حوله كالنجوم؟ قلت: شيعته.

   فقال إبراهيم‏ عليه السلام : اللهمّ اجعلني من شيعة عليّ‏ عليه السلام ، فأتى جبرئيل‏  عليه السلام   بهذه الآية:«وَإِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لَإِبْراهيمَ»(383).(384)

---------------------------------------------------

   885/68 -  روى الشيخ الفقيه محمّد بن جعفر المشهدي ‏قدس سره في كتابه الموسوم ‏بكتاب «ما اتّفق فيه من الأخبار في فضل الأئمّة الأطهار»: بإسناده إلى عبداللَّه بن ‏العبّاس وعبدالرحمان بن عوف قالا: كان النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم جالساً في مسجده إذ هبط الأمين جبرئيل‏  عليه السلام   فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول لك: اقرأ.  قال: وما أقرأُ؟

   قال: اقرأ «إِنَّ الْمُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ × اُدْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنينَ × وَنَزَعْنا مافي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ × لايَمَسُّهُمْ فيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجينَ»(385).

   فقال: يا جبرئيل، وما هؤلاء القوم الّذين جعلهم اللَّه إخواننا(386) على سرر متقابلين؟ فقال: أصحابك المنتجبون الّذين أوفوا بعهدك ولم ينقضوا عهدك، ألا وإنّ اللَّه يأمرك أن تؤاخيَ بينهم في الأرض كما واخى اللَّه بينهم في السماء،  فقال ‏النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: إنّي لا أعرفهم.

   فقال له جبرئيل: ها أنا قائم بإزائك في الهواء، فإذا أقمت رجلاً مؤمناً  قلت لك: فلان مؤمن أقمه فواخ بينهما، فإذا أقمت كافراً قلت لك: فلان كافر أقمه فواخ ‏بينهما، فقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: أفعل ذلك يا جبرئيل.

   وقام النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فواخى بين المؤمن والمؤمن وبين المنافق والمنافق، فضجّ ‏المنافقون وقالوا: يا محمّد، أيش كان في هذا، قد كان من سبيلك أن تدعنامختلفين ولا تجعلنا إخواننا مفترقين، فعلم اللَّه ما قالوا، فأنزل اللَّه على نبيّه «ما كانَ ‏اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَميزَ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»(387) فتلاه ‏النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم  فسكت القوم.

   وأقبل النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فواخى بينهم إلى أن فرغ منهم، فحانت منه التفاتة فنظر إلى ‏عليّ بن أبي طالب‏  عليه السلام   جالساً ناحيةً وهو يرفع نفسه مرّة ويتقاصر اُخرى، والدموع‏ تنحدر على خدّيه، فقال له النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ممَّ بكاؤك يا أباالحسن؟ لا أبكى اللَّه ‏عينيك.

   فقال له عليّ‏ عليه السلام : بكائي على نفسي، قال النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم: ولِمَ ذاك يا أبا الحسن؟ فقال‏ عليه السلام : لأنّك يا رسول‏ اللَّه، كلّما أقمت رجلاً من المؤمنين قلت: إنّك ستقيمني‏ إليه وتؤاخي بيني وبينه فيعدل عنّي إلى غيري، فقلت في نفسي: لا أصلح لمؤاخاة رجل من المؤمنين.

   فقال النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم: ما عدلت عنك ولانسيتك، ولكن وجدت اللَّه يعدل بي عنك‏ فهذا جبرئيل‏  عليه السلام   قائم في‏الهواء كلّما أقمت رجلاً من المؤمنين وأردت أن اُقيمك‏يقول لي جبرئيل‏ عليه السلام : اقعد عليّاً وأخّره في هذا المكان ولاتقدّمه، فظننت في نفسي‏ مثل ما ظننت في نفسك، فغمّنى ذلك وأقلقنى وساءَني وأحزنني، فهبط عليّ‏ جبرئيل‏  عليه السلام   وقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: قد علمت‏ عزل عليّ فلا يغمّك ذلك فإنّما خبأته لك، وقرنته بك، وآخيت بينك وبينه في‏السماء والأرض.

   ثمّ قام النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم وقال: أيّها النّاس، أنا عبداللَّه، أنا نبيّ ‏اللَّه، أنا حجّة اللَّه، أنا رسول‏ اللَّه، أنا نجيّ‏ اللَّه، أنا صفيّ ‏اللَّه، أنا حبيب‏ اللَّه، أنا الحجّة إلى اللَّه، من خانني‏ فقد خان اللَّه، قدَّمني اللَّه في المفاخر والمآثر، وآثرني في المفاخر، وأفردني فى‏النظائر، فما من أحد إلّا وأنا وديعة عنده، وأنا وديعة اللَّه، أنا كنز اللَّه، أنا صاحب‏ الشفاعة الكبرى، أنا صاحب الكوثر واللواء، أنا صاحب الكأس الأوفى، أنا ذوالدلائل والفضائل والآيات والمعجزات، أنا السيّد المسؤول في اليوم المشهود والمقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود.

   أنا سادة(388) المتّقين وخاتم المرسلين، ذوالقول المتين، أنا راكب المنبر يوم ‏الدين، أنا أوّل محبور وأوّل منشور وأوّل محشور وأوّل مبرور وأوّل من يدعى من‏القبور إذا نفخ في الصور، أنا تاج البهاء المستور، أنا المرسل المذكور في التوراة والإنجيل والزبور وكلّ كتاب مسطور، أنا صاحب المشاهد والمحامد والمزاهدوالمقاصد وعلم اللَّه،

   أنا المنذر المبلّغ عن اللَّه، أنا الآمر بأمراللَّه، أنا ذو الوعد الصادق عن اللَّه، أنا نجيّ ‏السفرة، وأنا إمام البررة، أنا مبيد الكفرة، أنا المنتقم من الفجرة، أنا ذوالشامة والعلامة، أنا المكرم ليلة الإسرى، أنا الرفيع الأعلى، أنا المناجي عند سدرة المنتهى، أنا السفّاح(389) أنا الرباح، أنا النفّاح، أنا الفتّاح، أنا الّذي يفتح أبواب الجنان،أنا المحفوف بالرضوان.

   أنا أوّل قارع أبوابها، أنا المتفكّه بثمارها، أنا المحبو بأنوارها، أنا الصفاك(390) أنا الهتاك، أنا ابن الفواطم من قريش الأكارم، أنا أوّل الفوائد من سليم، أنا ابن‏ المرضعات، أنا القاسم وأبوالقاسم، أنا العالم وأنا الحكيم الحاكم، وأنا الجاسم،وأنا ينبوع المكارم.

   أنا ابن هاشم، أنا ابن شيبة الحمد واللواء والفخر والمجد والسينا والجدّ جدّي‏ بالحمد وما كان له بطير أبابيل وأهلك اللَّه له جند الفيل، أنا لي زمزم والصفا، أنا لي ‏العصابة واللوى، أنا لي المآثر والنهى، أنا لي المشاعر والربى، ولي من الآخرة الزلفى، ولي شجرة طوبى وسدرة المنتهى، ولي الوسيلة الكبرى.

   أنا باب مطالع الهدى، أنا حجّة على جميع الورى، أنا الغلّاب، أنا الوهّاب، أنا الوثّاب، أنا على من أدبر وتولّى، أنا العجب العجاب، أنا المنزّل عليه الكتاب، أناالعطوف، أنا الرؤوف، أنا الشفيق، أنا الرفيق، أنا المخصوص بالفضيلة، أناالموعود بالوسيلة، أنا أبو النور والإشراق، أنا المحمول على البراق، أنا المبعوث ‏بالحقّ على الآفاق، أنا علم الأنبياء، أنا منذر الأوصياء، أنا منقذ الضعفاء.

   أنا أوّل شافع، أنا صادق ناطق، أنا ذوالجمل الأحمر، أنا صاحب الدرع ‏والمغفر، أنا ذوالقضيب الأبتر، أنا الفاضل، أنا الكامل، أنا المنازل، أنا قائل الصدق،أنا المبعوث بالحقّ، أنا الحمام، أنا الإمام، أنا السمام، أنا الخاتم، أنا الضرغام على‏ من خالف الأحكام.

   أنا داعية الساعة، أنا اقتربت، أنا الآزفة، أنا كلام إسماعيل، أنا صاحب التنزيل،أنا واضح الهدى، أنا الشاهد، أنا العابد، أنا ذوالمقاصد، أنا بالخير واعد، أناالموعود بالسلامة لاُمّتي، أنا المبشّر بالكرامة لعترتي، أنا المنقذ بدعوتي، أنا المفلج ‏بحجّتي.

   أنا الإمام الأئمّة، أنا عصمة الأئمّة، أنا دافع النقمة، أنا المبشّر بالنعمة، أنا بحرالرضى وطود(391) النهى وكهف العفاف، وجّهت لي الزلفى وحفّت لي الجنّة، أنا طلة(392) السكينة، أنا ابن الذبيحين المفتدين بالتحف من بحبوحة الشرف، أنا جادّة الإيمان وطريق الأمان وواضح البرهان، أنا ابن معد بن عدنان، أنا حسرة الشيطان‏ ولدنى تسعة من المرسلين، فسمّيت في قومي الأمين، أنا اُمّ القرآن المبين، أنا طه‏ ويس، والتين والزيتون.

   أنا أحمد في الأوّلين وفي صحف الماضين وفي الاُمم المتقدّمين وفي القرون‏السالفين، أنا محمّد في السماوات والأرضين، أنا صاحب الكوثر في المجمع ‏والمصدر، أنا المجاب في المحشر، أنا الحبيب النجيب، أنا المصيب، أنا المزّمّل ‏أنا المدَّثّر، أنا المذكّر، أنا الّذي ساهمني في ظهر آدم الورى وفضلتهم النبيّون‏ ففضّلتهم أنا أجمعين.

   أنا الّذي بشّرهم اللَّه بشفاعتي، وأمرهم بطاعتي، وأخذ عليهم العهد بتصديق‏ رسالتي، أنا قائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النعيم.

   أنا أفضل النبيّين قدراً وأعمّهم خطراً وأوضحهم خبراً وأعلاهم مستقرّاًوأكرمهم اُمّة وأجزلهم رحمة وأحفظهم ذمّة وأزكاهم ملّة، وما فيكم أحد إلّا وقد قرن بقرينه ووصل بخدينه(393) لتحقيق علم اللَّه تعالى فيكم، ومواهبه لديكم، لم ‏يعدل بكم عن جد جناب أخوانكم وعن أعمال أشكالكم، وقد حاز اللَّه لكم ولهم ‏وقد أحسن اللَّه ولطف بي إذ أخّرني كي اُذكّركم شيئاً.

   ألا وإنّ عليّاً حقيق لمعرفته مخصوص به، حسبه من حسبي ونسبه من نسبي ‏وسننه متعلّقة بسنني، فعليّ أخي وابن عمّي، اُوتيت الرسالة والحكمة، واُوتي عليّ‏العلم والعصمة، واُوتيت الدعوة والقرآن، واُوتي عليّ الوصيّة والبرهان، واُوتيت‏ القضيب والناقة، واُوتي عليّ الحوض واللواء.

   واُوعدت بالسجدة والشفاعة العظمى، وجعل عليّ قسيم الجنّة واللظى، واُعطيت الهيبة والوقار، واُعطي عليّ الشرف والفخار، ووهب لي السماحة والبهاء،ووهب لعليّ البراعة والحجى، بشّرت بالرسالة والكوثر، وبشّر عليّ ‏بالصراط المستقيم، خصصت بخديجة الكبرى، وخصّ عليّ بزوجته فاطمة خيرة النساء.

   حملت على الرفرف في الهواء، وسمعت كلام عليّ في السماء، توخّيت عند سدرة المنتهى، سئلت عن عليّ في الرفيع الأعلى، اُرسلت بالنذار والخوف واُعطى ‏عليّ البدارة والسيف، بشّرت بأعلى الجنان، طلبت أن لايفارقني عليّ حيث كنت‏ وكان، وعدت المقام المحمود في اليوم المشهود ووعد عليّ بلواء الحمد في اليوم ‏المشهود، وبعثت بالآيات على إحدى المعجزات، وفضّلت بالنصر فضّل عليّ ‏بالقهر، حبيت بالرضوان حبي عليّ بالغفران، وهب لي حدّة النظر، وهب لعليّ‏ البأس والظفر.

   أنا سابق المرسلين، عليّ صالح المؤمنين، سطوت في المشاهد سطى عليّ‏ في‏المراصد، أنا خاتم النبيّين، عليّ خاتم الوصيّين، أنا نبيّ اُمّتي، عليّ مبلّغ ‏دعوتي، بعث أخي موسى بالعصا تتلقّف ما يأفكون، وبعثت بالسيف في كفّ عليّ ‏يقسم ما يمكرون.

   أنا باب الهدى، عليّ باب التقى، حزب اللَّه حزبي، وحزبي حزب عليّ، عليّ ‏صفوة إسماعيل بعدي سبقت له دعوة الخليل وجنّب عبادة الأصنام والتماثيل، ثبت‏ على عهد ربّ العالمين، وكسر أصنام المشركين، وأخرج بذلك الظالمين، إبراهيم ‏صفوة اللَّه والمرسلين، وأنا صفوة إبراهيم وإسماعيل، خصّنا اللَّه بالتفضيل، وطهّرنا بالتنزيه عن فعل الحظاين، عجنت أنا وعليّ من طين، سكنت أنا وعليّ في ظهور المؤمنين.

   أنا حجّة اللَّه، عليّ حجّتي ينطق على جناني ويخاطب على لساني، لايشتبه عليه‏ ظلمة من الظلمات، ولايبلى في دينه بآفة من الآفات، وهب لي علم المشكلات،ووهب لعليّ علم المعضلات، ربّيت في حجر أبي عليّ، وربّي عليّ في حضني،وربّي في مهدي وحجري، ونشأ في صدري.

   وسبق الناس كلّهم إلى أمري، فرح بالرضوان وحبي بالغفران، وأوعد بالجنان ‏من قبل أن يؤمن إنسان، يضرب بحدّي ويفخر بجدّي ويسطو بسعدي، صلدم(394)وصنوي(395) عالم حاكم صابر صائم، لايشغله الدنيا عن الذكر، ولاينقطع عند المصائب دائم الفكر، حديد النظر، عظيم الخطر، على الخبر صبور وقور ذكورشجاع إذا قلّت الأبطال، وهب نفسه في يوم النزال في سورة القتال ما انحدل(396) قطّعنّي، ولا وقف بمحال عنّي، تقيّ نقيّ رضيّ سخيّ وليّ سنيّ زكيّ مضيّ.

   عليّ أشبه الناس إذا قضى بنوح حكماً، وبهود حلماً، وبصالح عزماً، وبإبراهيم ‏علماً، وبإسماعيل صبراً، وبإسحاق إزراً، وبيعقوب مصائباً، وبيوسف تكذيباً، محسود على مواهب اللَّه، معاند في دين اللَّه.

   أشبه شي‏ء بالكليم زهداً(397) وبعيسى بن مريم رشداً، وبي خلقاً وخلقاً، جميل ‏من الطوارق، لطيف من البوائق، جدام البوائق، عدوّ المنافق، لكلّ خير موافق ‏ولكلّ شرّ مفارق، ملكوتيّ القلب، سماويّ(398) اللبّ، قدسيّ الصحبة، يحبّ الربّ، مناجز مبارز غير فشل ولاعاجز، نبت في أعراقي وغذى بأخلاقي، وبارز بأسيافي، عدوّه عدوّي، ووليّه وليّي، وصفيّه صفيّي، سرادق الاُمّة، وباب الحكمة، وميزان ‏العصمة، لايحبّه إلّا مؤمن نقيّ، ولا يبغضه إلّا منافق شقيّ.

   حبيب نجيب وجيه عنداللَّه، معظم في ملكوت اللَّه، لم يزل عند اللَّه صادقاً وبسبيل الحقّ ناطقاً، الحقّ معه وفيه لايزايله(399) يستبشر بذكره المؤمنين، ويسي‏ءبذكره المنافقون، ويمقته القاسطون، ويبغضه الفاسقون، ويشنأه المارقون، منّي‏مبدأه وإليّ منتهاه، وفي الفردوس مثواه، وفي علّيّين مأواه، كريم في طرفه، مهول ‏في عطفه، سراج(400) في خلقه، معصوم الجناب طاهر الأثواب، تقيّ الحركات‏ كثير البركات، زائد الحسنات، عال على الدرجات في يوم الهبات.

   مهذّب نجيب مجلبب مطيب أديب مؤدّب مستأسد مجرّب حيدرة قسورة ضرّاب غلّاب وهّاب وثّاب.

   أوّلكم سبقاً، وأوّلكم خلقاً، صاحب سرّي المكتوم وجهري المعلوم، وأمري‏المبروم، طويل الباع عبل الذراع، كشّاف القناع، في يوم القناع أديب لبيب حسيب ‏نسيب، من ربّه في المنزلة قريب، غضنفر ضرغام ماجد هوام مبارز قمقام عذافر هشام ليث همهام.

   به أسكن اللَّه الرعب في قلوب الظالمين، وأوحى إليّ أنّ الرعب لايسكن لعليّ‏ قلباً، ولايمازج له لبّاً، خلقه اللَّه من طينتي، وزوّجه ابنتي وحرمتي، وأقام معي ‏بسنّتي، وأوضح به حجّتي، وأنار به ملكي، وهو المحنة على اُمّتي، واساني بنفسه ‏ليلة الرقد على فراشي، وحمل ابنتي زينباً جهراً، وردّ ما أخذه عدوّي منّي قهراً.

   أربيت في بيت اُمّه فاطمة بنت أسد وحجرها وحضنها، وربّي عليّ بيتي‏وحجري وحضني، تولّيت تربيته وتولّت خديجة كفالته من غير رضاع أرضعته،تتابعت منه الحكم، وتقارنت أنا وهو في العدم محبّة أسعد الاُمم، وهو صاحب ‏لواي والعلم، ما رُأي قطّ ساجد الصنم، ما ثبت لي في مكان قدم إلّا ولعليّ يدوقدم، آمن من غير دعوة برسالتي.

   بعثت يوم الإثنين ضحوه، وصلّى عليّ في يومه معي صلاة الزوال، واستكمل ‏من نوري ما كمل به الأنوار، قدره أعظم الأقدار، آنسني في ظهور الآباء الزاكيات‏وقارنني في الأوعية الطاهرات، وكتب إسمه وإسمي على السرادقات وفي‏ السماوات ،فعليّ شقيقي من ظهر عبدالمطّلب إلى الممات، ومحدّثي في جوار اللَّه ‏والغرفات.

   اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، خصّه اللَّه بالعلم والتقى، وحبّبه إلى أهل‏الأرض والسماء، وجعل فيه الورع والحياء، وجنّبه الخوف والردى، وفرض ولايته ‏على كلّ من في الأرض والسماء، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني،ومن أبغضني فقد أبغض اللَّه.

   عليّ خزانة علمي، ووعاء حلمي، ومنتهى همّي، وكاشف غمّي في حياتي‏ومغسّلي بعد مماتي، ومونسي في أوقاتي، عليّ غاسلي إذا قبضت، ومدرجي في‏أكفاني إذا تواريت، عليّ أوّل من يصلّي عليَّ من البشر، وممهدّي في لحدي إذا حضر، عليّ يكفيني في الشدائد، ويحمل عنّي الأوابد، ويدافع عنّي بروحه ‏المكائد، لايؤذيني في عليّ إلّا حاسد، ولايردّ فضله إلّا شقيٌّ جاحد.

   ثمّ رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهمّ إنّك قرنتني بأحبّ الخلق إليك وأعزمهم‏ عندي وأوفاهم بذمّتي وأقربهم قرابة إليّ وأكرمهم في الدنيا والآخرة عليّ.

   ثمّ قال لعليّ‏ عليه السلام : اُدن منّي يا أباالحسن، حبى الناس بالأشكال والقرناء وحباني‏ ربّي بك لأنّك صفوة الأصفياء، بك يسعد من سعد، وبك يشقى من شقي، أنت‏ خليفتي في أهلي، وأنت المشتمل بفضلي، والمقتدى به بعدي، اُدن منّي يا أخي.

   فدنا المرتضى من المصطفى فأكبّ عليه وضمّه إلى صدره وقال له:

   يا أباالحسن، إنّ اللَّه خلقكم من أنواري كذاك وافق سرّك أسراري وضميرك‏ أضماري تطالع روحي لروحك، شهد اللَّه لذلك والفائزون والصابرون وحملة العرش أجمعون، يشهدون بامتزاج أرواحنا إذ كنّا من نور واحد، قال اللَّه تعالى: «وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَديراً»(401) كفاك ياعليّ، من نفسك علم اللَّه فيك، وكفاني منك علمي فيك، وكلّ قرين ينصرف ‏بقرينه وانصرف النبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم  بعليّ‏ عليه السلام .(402)

   أقول: وروي في تاريخ البلادري والسلامي وغيرهما عن ابن عبّاس وغيره أنّه ‏لمّا نزل قوله تعالى: «إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ»(403) آخى  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم  بين الأشكال‏ والأمثال، فآخى بين أبي‏بكر وعمر، وبين عثمان وعبدالرحمان، وبين سعد بن أبي‏وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين ‏مصعب بن عمير وأبي أيّوب الأنصاري، وبين أبي‏ ذرّ وابن مسعود.

   وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي الدرداء وبلال‏ وبين جعفر الطيّار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمّار، وبين عائشة وحفصة وبين ‏زينب بنت جحش وميمونة، وبين اُمّ سلمة وصفيّة، حتّى آخى بين أصحابه ‏بأجمعهم على قدر منازلهم.

   ثمّ قال: أنت أخي وأنا أخوك يا عليّ.(404)

---------------------------------------------------

   886/69 -  روي من طرقنا أنّه‏  عليه السلام   قال يوماً على منبر مسجد البصرة: سلوني قبل‏أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أهل المسجد وقال له: أين جبرئيل الآن يا أميرالمؤمنين؟ فنظر إلى السماء ونظر يميناً وشمالاً، فقال: أنت جبرئيل، فطار وشقّ سقف المسجد فصاح الناس: اللَّه أكبر، يا  أميرالمؤمنين من أين علمت أنّه ‏جبرئيل؟

   فقال‏ عليه السلام : لمّا نظرت إلى السماء خرق نظري أطباق السماوات حتّى العرش‏ والكرسي فما رأيته، ونظرت الأرض كلّها فلم أره فعلمت أنّه جبرئيل.(405)

---------------------------------------------------

   887/70 -  تفسير فرات قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد قال: حدّثنا أبوالعبّاس محمّد بن ذران(406) القطّان قال: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد القيسي قال:حدّثنا أبو جعفر القمي محمّد بن عبداللَّه قال: حدّثنا سليمان الديلمي قال:

   كنت عند أبى عبداللَّه‏  عليه السلام   فلم نلبث أن سمعنا تلبية فإذا عليّ‏  عليه السلام   قد طلع، على ‏عنقه حطب، فقام إليه  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم فعانقه حتّى رئي بياض ما تحت إبطيها(407) ثمّ‏ قال: يا عليّ، إنّي سألت اللَّه أن يجعلك معي في الجنّة ففعل، وسألته أن يزيدني ‏فزادني زوجتك، وسألته أن يزيدني فزادني ذرّيّتك، وسألته أن يزيدني فزادني‏ محبّيك فزادني من غير أن أستزيده محبّ(408) محبّيك.

   ففرح بذلك عليّ‏  عليه السلام   ثمّ قال: بأبي أنت واُمّي محبّ محبّي؟

   قال‏ صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، يا عليّ، إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر من ياقوتة حمراء مكلّل بزبرجدة خضراء، له سبعون ألف مرقاة، بين المرقاة إلى المرقاة حضرالفرس القارح(409) ثلاثة أيّام، فأصعد عليه، ثمّ يدعى بك فيتطاول إليك الخلائق ‏فيقولون: ما يعرف في النبيّين، فينادي مناد: هذا سيّد الوصيّين.

   ثمّ تصعد فتعانقني عليه، ثمّ تأخذ بحجزتي وآخذ بحجزة اللَّه، ألا إنّ حجزة اللَّه ‏هي الحقّ، وتأخذ ذرّيّتك بحجزتك، وتأخذ شيعتك بحجزة ذرّيّتك، فأين يذهب‏ بالحقّ إلى الجنّة.

   فإذا دخلتم إلى الجنّة، فتبوّأتم مع أزواجكم، ونزلتم منازلكم أوحى اللَّه إلى ‏مالك: أن افتح باب جهنّم لينظر أوليائي إلى ما فضّلتهم على عدوّهم، فيفتح أبواب ‏جهنّم ويطلعون عليهم.

   فإذا وجدوا روح رائحة الجنّة قالوا: يا مالك، أنطمع اللَّه لنا في تخفيف العذاب‏ عنّا؟ إنّا لنجد روحاً، فيقول لهم مالك: إنّ اللَّه أوحى إليَّ أن أفتح أبواب جهنّم لينظرأولياؤه إليكم، فيرفعون رؤوسهم فيقول هذا: ]يا[ فلان، ألم تك تجوع فاُشبعك؟ويقول هذا: يا فلان، ألم تك تعرى فأكسوك؟ ويقول هذا: يا فلان، ألم تك تخاف‏ فآويك؟ ويقول هذا: يا فلان، ألم تك تحدّث فأكتم عليك؟ فتقولون: بلى، فيقولون: استوهبونا من ربّكم، فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنّة، فيكونون فيها ]بلا مأوى[ ملومين(410) ويسمّون «الجهنميّين».

   فيقولون: سألتم ربّكم فأنقذنا من عذابه، فادعوه يذهب عنّا بهذا الإسم ويجعل‏لنا في الجنّة ]مأوى[ فيدعون، فيوحى اللَّه إلى ريح فتهبّ(411) على أفواه أهل الجنّة فينسيهم ذلك الإسم، ويجعل لهم في الجنّة مأوى، ونزلت هذه الآيات: «قُلْ لِلَّذينَ‏آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذينَ لايَرْجُونَ أَيَّامَ  اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ - إلى قوله - ساءَ ما يَحْكُمُونَ»(412).(413)

---------------------------------------------------

   888/71 -  تفسير فرات قال: حدّثني أحمد بن عليّ بن عيسى الزهري معنعناً عن‏الأصبغ بن نباتة قال: توجّهت نحو  أميرالمؤمنين  عليه السلام   لاُسلّم عليه فلم ألبث أن‏خرج، فقمت قائماً على رجلي فاستقبلته، فضرب بكفّه إلى كفّي فشبّك أصابعه في‏ أصابعي، فقال ]لي[: يا أصبغ بن نباتة، فقلت: لبيّك وسعديك يا أميرالمؤمنين.

   فقال: إنّ وليّنا وليّ اللَّه، فإذا مات كان في الرفيق الأعلى، وسقاه من نهر أبرد من‏ الثلج وأحلى من الشهد، فقلت: جعلت فداك يا أميرالمؤمنين، وإن كان مذنباً؟ قال:نعم، ألم تقرأ كتاب اللَّه: «فَاُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراًرَحيماً»(414).(415)

---------------------------------------------------

   889/72 -  في تفسير الإمام أبي محمّد الحسن العسكري‏ عليه السلام : قال‏  عليه السلام   - في ضمن‏ حديث - : كان  رسول الله صلي  الله عليه وآله وسلم يقول في بعض أحاديثه: إنّ الملائكة أشرفها عنداللَّه ‏أشدّها حبّاً لعليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام ، وإنّ قَسَم الملائكة فيما بينهم: والّذي شرّف‏ عليّاً  عليه السلام   على جميع الورى بعد محمّد المصطفى.

   ويقول مرّة: إنّ ملائكة السماوات والحجب ليشتاقون إلى رؤية عليّ بن‏ أبي‏ طالب‏  عليه السلام   كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البارّ الشفيق، إلى آخرالحديث.(416)

---------------------------------------------------

505) في الفضائل: لسبعة عشر ليلة، وفي البحار: لسبع عشر.

506) الزعقة: الصيحة.  

507) نضى السيف من غمده: سلّه.

508) ليس في الأصل، وفي البحار: تشتكي و.  

509) في الفضائل والبحار: بغية.

510) بدل مابين المعقوفين في الفضائل والبحار: ويا مطعم اليتيم، ويا رازق العديم، ويا محيي كلّ‏ عظم رميم، ويا قديم سبق قدمه كلّ قديم، ويا عون من ليس له عون ولا معين، يا طود من لاطود له، يا كنز من لا كنز له.

511) في الفضائل والبحار: وبوليّك توسّلت ولخليفة رسولك قصدت.

512) من الفضائل والبحار.

513) في الفضائل والبحار: يا مولاي، يا إمام المتّقين إليك أتيت و.

514) من البحار.

515) بين المعقوفين في الفضائل هكذا: ألا من أراد أن ينظر إلى ما أعطى اللَّه عليّاً أخا رسول‏ اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم فليأت المسجد، قال: فاجتمع الناس حتّى امتلأ المسجد بالناس وصار القدم ‏على القدم.                

516) في النوادر والأصل: أتحميّة.

517) في الفضائل: عمامة خراسانيّة.

518) في النوادر: قرّبتها.

519) جارية عاتق: أي شابة أوّل ما أدركت فخدرت في‏ بيت أهلها ولم‏تبن إلى زوج (هامش‏البحار).

520) في النوادر: النزاهة. وفي هامش الأصل: كذا في أصل النسخة، ولكنّ الظاهر أنّه الأراب بمعنى‏ العقل.

521) في نسخة من المصدر: قلمس بن غفريس، وفي اُخرى: تلبس بن عفريس، وفي البحار: فليس بن عفريس.

522) عبوس، خ.

523) من الفضائل، وفي‏البحار: فإنّ الإمام خبير بالأمر.

524) الإسراء: 2 .

525) في الفضائل: بقابلة، وكذا مابعدها.

526) في البحار: تسمّى لبناء.                                           

527) ليس في الفضائل والبحار.

528) في النوادر: المقطب.                                               

531 ـ 529) ليس في الأصل.

532) في الفضائل: درهماً، وفي البحار: سبعمائة وخمسون درهماً.

533) الدانق: سدس الدرهم.

534) في الأصل: على الموضع منها.

535) الأنبياء: 47.

536) في النوادر: فربت.

537) في الأصل: الضمير.

538) فضائل ابن شاذان: 157 - 155، عنه البحار: 277/40 ح 42، وأورده في 167/62 ح2باختصار، نوادر المعجزات: 26 ح 10.

539) عيون المعجزات: 21، عنه مدينة المعاجز: 53/2 ح 399.

540) في النوادر: هلال بن كيسان الكوفي ]الكرخي، خ[ الجزّار.

541) في النوادر: ابن حريز، وفي عيون المعجزات: أبي جرير.

542) في النوادر: المغازلي.

543) مشذب: طويل ليس بكثير اللحم، وفي الفضائل والبحار: طويل.

544) أدكن: لون يضرب إلى السواد.  

545) من البحار.

546) الدعاس: الطعان.

547) العنباني، خ.  

548) ليس في الفضائل والبحار.

549) بدل مابين المعقوفين في الفضائل: بن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن الأشعث بن السميمع ‏الدوسي، وفي البحار: بن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن وعران بن الأشعث بن أبي السمع‏ الرومي.

550) في الفضائل: وأنا المنعوت في كلّ كتاب، وفي النوادر: وأنا المنعوت بالكتاب.

551) الطود، خ.                            

552) العسوس: الطالب للصيد.

553) القلمّس - بتشديد الميم - : الرجل الخيّر للعطاء والسيّد العظيم.

554) العفوس: من عفس، إذا صرع، وفي‏النوادر: العفرس، وهو السابق السريع.

555) في النوادر: المدعس، وهو الطعان.                     

556) ليس في الفضائل والبحار.

557) في الفضائل: العقيميّة.

558) في الفضائل: محلّاتها، وفي النوادر والبحار: محالّها.

559) في النوادر: عصب، وهو ضرب من البرود.  

560) في الأصل: بدنة.

561) (( )) في الأصل: ليعلموا.

562) في الفضائل: يعضد.

563) الحنق: الحقد والغيظ.

564) في الأصل والنوادر: فقالوا.

565) نقنع، خ.

566) في الأصل: أن نشهد الكلام.

567) في الفضائل: يحيى، وفي البحار: بحير بن فهر، وفي النوادر: بحير بن فهم.

568) من النوادر وبعده فيه: الأشعث بن الأحوص بن ذاهلة.

569) ليس في الفضائل والبحار.

570) في الفضائل: الحاسد، حبيب بن غسّان، وفي البحار: الحارث بن غسّان.

571) (( )) من الفضائل، وفي البحار: ولايكون عندي من يحييني.

572) نوادر المعجزات: 31 ح 12، عيون المعجزات: 24، عنه مدينة المعاجز: 247/1 ح 157،فضائل ابن شاذان: 5 - 2، عنه البحار: 274/40 ح 40 باختلاف يسير.

573) النخيلة، خ: موضع بقرب الكوفة على سمت الشام.

574) في البحار: إلى أن استبطن فيهم البرّ، وفي الفضائل: إلى أن توسّط بهم البرّ.

575) اعصوصب القوم: اجتمعوا وصاروا عصائب.

576) فضائل ابن شاذان: 73، عنه البحار: 257/41 ذ ح 18، نوادر المعجزات: 40 ح 15، عيون‏المعجزات: 31.  

577) يونس: 91.

578) نوادر المعجزات: 62 ح 26.

579) الثاقب في المناقب: 121 ح 6، أمالي الطوسي: 505 ضمن ح 13 المجلس الثامن عشر، عنه‏ البحار: 31/40 ضمن ح 62.

580) المناقب: 266/3، عنه البحار: 82/39، وأخرجه في 347/26 ح 20 عن الفردوس.

581) مصباح الأنوار: 121 (مخطوط) رواه الخوارزمي في المناقب: 32 ح 1 و 328 ح 341، عنه‏ الطرائف: 139 ح 216، وكشف الغمّة: 111/1، وأورده ابن شاذان ‏رحمه الله في مائة منقبة: 175المنقبة 99، والاسترآبادي‏ رحمه الله في تأويل‏الآيات: 888/2 ح13، والحلّي‏ رحمه الله في المحتضر: 96.

582) الإسراء: 64.  

583) تفسير فرات: 242 ح7، عنه البحار: 172/39 ح 12.

584) رواه الخوارزمي في المناقب: 294 ح 284، وأورده الطوسي‏ رحمه الله: 293 ح 17 المجلس‏ الحادي عشر، عنه البحار: 101/68 ح 9. وأخرجه الديلمي في الإرشاد: 83/2، والطبري‏ رحمه الله ‏في بشارة المصطفى: 184.

585) مصباح الأنوار: 129 و 161 (مخطوط) تأويل الآيات: 690/2 ح 11، عنه البحار: 165/36 ح147، والبرهان: 330/4 ح 2، جامع الأخبار: 53 ح 12. الطرائف: 60 ح 58، عنه البحار: 1/39ح 1.  

586) الأحقاف: 20.

587) الأدم: الأسمر.

588) في إرشاد القلوب: يهود، وفي‏المحتضر: مهوّدة.

589) في إرشاد القلوب: المتقدّم وفي المحتضر: المقلّد.

590) في المحتضر وإرشاد القلوب: نهرهم، أي زجرهم.

591) مكّ، خ.

592) في إرشاد القلوب: عنوق.

593) عرشه، خ.

594) في إرشاد القلوب: قرب ربواتهم، وفي المحتضر: قرب زفراتهم.

595) في المحتضر: ثَمّ.

596) في الأصل: قيل.

597) من إرشاد القلوب، وليس في الأصل.

598) في إرشاد القلوب: عشر عشر العشير، وفي المحتضر: عشر عشير العشير.

599) من الأصل وليس في المصادر.

600) في إرشاد القلوب: غولبت.

601) إرشاد القلوب: 257/2، عنه البحار: 126/10 ح6، وأخرجه في البحار: 231/57 ح 183 عن ‏المحتضر، و 336/57 ح 27، عن المشارق.

602) ممّا، فيما، خ.

603) البنيّة، خ.

604) الهِزَبْر: الأسد.                         

605) الجُدَري: مرض جلدي.

606) شرد الجمل: نفر.

607) في البشارة والثاقب: مابثّ.

608) الخِناق: القلادة، وما يخنق به. في الثاقب: في جنان، وفي البشارة: في ضمير.

609) الأربعون حديثاً لشيخ الأقدم منتجب الدين: 75 الحكاية الاُولى، الخرائج: 543/2 ح 5،المناقب: 334/2، الثاقب في المناقب: 204 ح 11، بشارة المصطفى: 71، عنه البحار:220/41 ح 32.

610) في الأصل: أخي.

611) الأربعون حديثاً للشيخ منتجب الدين: 77 الحكاية الثانية.

   أخرجه في البحار: 9/42 ح 11 عن كتاب صفوة الأخبار (مخطوط) و44/42 ح 17 عن تفسيرفرات: 228 ح2 مع اختلاف.  

612) في المصدر: يابن أخي.

613) الخرير: صوت الماء، أي عيناً يكون لمائها صوت لكثرته.

614) الخوار: الضعف والإنكسار.

615) أتذكر، خ.

616) في المصدر: فابك.

617) وجال، خ.

618) حذاها، خ.

619) المبينا، خ.

620) رأي، خ.

621) مضى، خ.

622) جال، خ.

623) سنينا، خ.

624) الأربعون حديثاً للشيخ منتجب الدين: 89، الحكاية العاشرة، المنتخب للطريحي: 76،وأخرجه في البحار: 118/42 مرسلاً.

625) الناعي: الّذي يأتي بخبر الموت.  

626) يهرعون: يسرعون.

627) غادية: ذاهبة.

628) السَهَر: عدم النوم في الليل كلّه أو بعضه. والحليف: المعاهد.

629) العتل، خ. بمعنى الشديد من كلّ شي‏ء وفي الأربعين: المعقل.

630) استوسق: اجتمع.

631) هجح: نام.

632) واحده كثيب، بمعنى التلّ من الرمل.

633) ينتحب: يرفع صوته بالبكاء.

634) الأربعون حديثاً للشيخ منتجب الدين: 92 الحكاية الحادية عشر.

635) فامي: البقّال.

636) الأربعون حديثاً للشيخ منتجب الدين: 95 الحكاية الثانية عشر. أورده ابن شاذان في فضائله:95، وفي الروضة: 119 مرسلاً، عنه البحار: 7/42 ح8، فضائل السادات: 343.

637) في الفضائل: كان رجلاً من خواصّ مولانا أميرالمؤمنين‏عليه السلام.

638) الشكيمة: الحديدة المعترضة في فم الفرس من اللجام.

639) السِنّور - بكسر السين وفتح النون المشدّدة - : واحد السنانير، ويعبّر عنه بالهرّ.

640) سنان بن وائل، خ.

641) المجموع الرائق: 369/2 ح 37، الفضائل لابن شاذان: 170 (نحوه).

642) الحجزة: السبب. منه ‏رحمه الله.

643) بشارة المصطفى: 136، رواه الخوارزمي في مقتل الحسين‏ عليه السلام: 106، وأخرجه في البحار:79/40 ضمن ح 113، عن الفردوس.

644) إرشاد القلوب للديلمي: 48/2، الفردوس لابن شيرويه الديلمي: 142/2 ح 2725، عنه‏كشف الغمّة: 92/1، والبحار: 248/39 ح 10، المناقب للخوارزمي: 75 ح 56.

645) رواه الخوارزمي في المناقب: 324 ح 331، وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 161/2،عنه البحار: 206/39.

646) اللأمة: الدرع، وإكمالها أن يزاد عليها البيضة ونحوها، وقد يراد من اللأمة آلات الحرب‏والدفاع، وإكمالها على هذا استيفاؤها.

647) أقلقوا السيوف: حرّكوها في أغمادها قبل أن يحتاجوا إلى سلّها، ليسهل عند الحاجة إليها.

648) المنافحة بالضبا: التناول بأطراف السيوف، وفائدته توسعة المجال، فإنّ القرب من العدوّ يمنع‏ ذلك.

649) الرماح بالنبال: أي إذا لم تصل الرماح فاستعملوا النبال كأنّكم وصلتموها بها.

650) سجحاً: سهلاً.

651) الرواق المطنّب: الرواق: ككتاب: الفسطاط، والمطنّب: المشدود بالأطناب.

652) الثَبَج: وسط الشي‏ء تجمّع وبرز.

653) نفج حضنيه: الحِضْن - بالكسر - : مادون الإبط إلى الكشح أو الصدر أو العضدين أو ما بينهما. نفجت الشي‏ء أي: رفعته وعظمته.

  قال في النهاية: كنّى به عن التعظّم والتكبّر والخيلاء.

654) للنكوص، خ.

655) الصَمْد: القصد، أي: فأثبتوا على قصدكم.

656) بشارة المصطفى: 141، عنه ‏البحار: 601/32 ح 476، نهج البلاغة: الخطبة 66، مدينة المعاجز: 130/3 ح 787.

657) الضحى: 11.

658) قال المجلسي‏ رحمه الله: قوله ‏عليه السلام: «أنا رحى جهنّم» أي صاحبها والحاكم عليها وموصل الكفّار إليها، ويحتمل أن يكون على الإستعارة أي: أنافي شدّتي على الكفّار شبيه بها.

وقال في قوله ‏عليه السلام «أنا قابض الأرواح» أي أقتلها فأصير سبباً لقبضها، أو اُحضر عند قبضها ويكون ‏بإذني ويحتمل الحقيقة، والأوسط أظهر.

659) في المصدر: المبرّة.

660) في البحار: بريها، وفي البشارة: بريا، وفي الأصل: بري‏ء.

661) في البحار: كلبن، وفي البشارة: كابر.

662) في البحار: جبير.

663) في البحار: تيبر، وفي البشارة: تبير، وفي الأصل: ثبتر.

664) في البحار: خبير، وفي المصدر: حبتر.

665) في البحار: تبريك، وفي البشارة: بتريك، وفي الأصل: سريك.

666) في البحار: زهير، وفي البشارة: ظهيرا.

667) كذا في المصادر والأصل، والآية الشريفة في المصحف الشريف هكذا: «كُونُوا مَعَ‏الصَّادِقينَ» التوبة: 119.

668) الأعراف: 44.

669) التوبة: 3.

670) العنكبوت: 29.

671) سورة ق: 37.

672) آل عمران: 191.

673) الأعراف: 46.

674) الفرقان: 54.

675) الحاقّة: 12.

676) الزمر: 29.

677) في الأصل: يحسب. وكذا ما بعدها.

1) معاني الأخبار: 56 ح9، وفيه شرح و بيان ذيل الحديث، بشارة المصطفى: 12، عنه البحار:282/33 ح 547.  

2) رفع: أي قرب، منه‏رحمه الله.

3) لست هناك: أي لست في هذه المرتبة الّتي تقول، منه ‏رحمه الله.

4) زبره: زجره، منه ‏رحمه الله.

5) الكافي: 531/1 ح8 .

6) في الأصل: تحت الشجرة.

7) هكذا في الأصل والبحار، وفي المصدر: هي عين الحيوان الّتي انتهى موسى و فتاه إليها فغسل ‏فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميّت يصيبه ذلك الماء إلّا حيي.

8) في المصدر: يطلب.

9) كمال الدين: 297/1 ضمن ح 5، عنه البحار: 374/36 ضمن ح 5.

10) العارض: الخدّ.

11) في النوادر: الهصور، وهو الشديد.

12) انسَدَلَ: اُرْخي واُسْبِل.  

13) بدّد الشي‏ء: فرّقه.

14) الرصَد: الطريق.

15) في النوادر: فانفلج نصفه، والفالج: داء يحدث في أحد شقّي البدن فيبطل احساسه وحركته.

16) النَجْدَة: الشجاعة.

17) سيّاف: صاحب سيف، وفي النوادر: سبّاق.

18) جِلاد: مفردّ جَلْد: قوي.

19) الزمجرة: الصياح والصخب.

20) من الفضائل.

21) في البحار: أحد عشر.

22) الفيلق: الجيش.

23) مدينة المعاجز: 56/2 ح 400، عن عيون المعجزات: 32، نوادر المعجزات: 41 ح 15،فضائل ابن شاذان: 159، عنه البحار: 186/39 ح 25 مع اختلاف في الألفاظ.

24) (( )) في الأصل وهكذا في البحار (18): من نور عليّ وصورة عليّ ‏عليه السلام.

25) إرشاد القلوب: 47/2، عنه البحار: 386/18 ح 94، كشف الغمّة: 139/1، عنه البحار:109/39 ح 15.

26) مائة منقبة: 163 المنقبة 88، عنه البحار: 349/26 ح 22.

27) مائة منقبة: 56 المنقبة 30، عنه البحار: 113/27 ح 88.

28) وفتحت لي الأبواب، وعلمت الأسباب، خ.

29) المحتضر: 89 و90، عنه البحار: 153/26 ح 42، وأخرجه المجلسي‏ رحمه الله في: 317/26 ح 85،عن تفضيل الأئمّة (مخطوط). وأورد فرات في تفسيره: 178 ح5 (نحوه)، عنه البحار:350/39 ح 24.

30) الأربعون حديثاً: 61 ح 31.

31) البحار: 257/35 عن الفصول المختارة للشيخ المفيد رحمه الله (نحوه).

32) الجزاء: جمع الجزية.

33) المائدة: 55.

   اتّفقت روايات العامّة والخاصّة على أنّ المراد بالّذين آمنوا أنّه أميرالمؤمنين‏ عليه السلام وجاء في ذلك‏ روايات، راجع تأويل الآيات: 154 - 150/1، والبرهان: 485 - 479/1، والبحار: 206- 183/35.

   ونقل ابن طاووس ‏رحمه الله في سعد السعود: 96: أنّ محمّد بن العبّاس روى حكاية نزول الآية الكريمة، والولاية العظيمة من تسعين طريقاً، بأسانيد متّصلة، كلّها من رجال المخالفين لأهل‏ البيت‏ عليهم السلام.  

34) النمل: 89 .

35) تأويل الآيات: 411/1 ح 19، بإسناده عن أبي عبداللَّه ‏عليه السلام قال: الحسنة ولاية أميرالمؤمنين‏ عليه السلام.

36) الزخرف: 57.

37) تأويل الآيات: 568/2 ح 41، بإسناده عن ابن أبي ليلى قال: قال لي عليّ ‏عليه السلام: مثلي في هذه‏ الاُمّة مثل عيسى بن مريم‏ عليه السلام، الحديث.

38) الأحزاب: 25.

39) راجع تأويل الآيات: 450/2، والبحار: 280 - 203/20.

40) البقرة: 274.

41) راجع تأويل الآيات: 97/1 ح 89 بتخريجاته من الخاصّة والعامّة.

42) الحجّ: 19.             

43) البرهان: 80/3 ح2.

44) البقرة: 207.               

45) البرهان: 206/1 ح5.

46) الفرقان: 54.

47) تأويل الآيات: 377/1 ح 15، والبرهان: 170/3 ح6، روضة الواعظين: 71.

48 و 49) الواقعة: 40 39.

50) تأويل الآيات: 643/2 ح8، وفيه: معنى الثلّة: الجماعة، وإنّما ذكر الواحد بمعنى الجمع ‏تفخيماً لشأنه وإجلالاً لقدره، كما قال سبحانه: «إِنَّ إِبْراهيمَ كانَ اُمَّةً» النحل: 120.

51) مريم: 50.

52) تأويل الآيات: 304/1 ح 10 بإسناده عن يونس بن عبدالرحمان قال: قلت لأبي الحسن ‏الرضا عليه السلام: إنّ قوماً طالبوني باسم أميرالمؤمنين‏ عليه السلام في كتاب اللَّه عزّوجلّ، فقلت لهم: من قوله‏ تعالى: «وَجَعَلْنا لَهُم لِسانَ صِدْقٍ عَلِيّاً» فقال: صدقت، هو هكذا.

53) النمل: 82.

54) تأويل الآيات: 406/1 ح 7، والبرهان: 209/3 ح1(نحوه).

55) التحريم: 4.  

56) التحريم: 4.  

57) الزمر: 56.

58) تأويل الآيات: 520/2 ح 26، عنه البرهان: 80/4 ح 15.

59) الزخرف: 44.

60) تأويل الآيات: 561/2 ح 24، عنه البرهان: 146/4 ح 10.

61) الصافّات: 24.

62) في الأصل: عن حبّ.

63) تأويل الآيات: 492/2 ح 1، عنه البرهان: 17/4 ح5.

64) المؤمنون: 71.  

65) الكهف: 101.

66) تفسير القمي: 47/2، عنه البحار: 377/24 ح 104.

67) الملك: 27.  

68) تأويل الآيات: 704/2 ح 4، عنه البرهان: 365/4 ح 4.

69) تفسير القمي: 371/1، عنه البحار: 51/24 ح 2 و3.

70) العيّاشي: 203/2 ح 5، عنه البرهان: 281/2 ح 14.

71) الحاقّة: 12.         

72) البرهان: 375/4 ح 2.

73) الأعراف: 44.         

74) البرهان: 16/2 ح 1 و2.

75) تأويل الآيات: 197/1 ح 2.

76) النازعات: 6 و7.

77) تأويل الآيات: 762/2 ح1، عنه البرهان: 424/4 ح1.

78) هود: 17.  

79) هود: 17.  

80) الحديد: 19.

81) الحديد: 19.

82) الرعد: 43.

83) الرعد: 43.

84) البلد: 3.

85) تأويل الآيات: 798/2 ح 2 و3، عنه البرهان: 462/4 ح 4 و5.

86) السجدة: 18.

87) السجدة: 18.

88) مريم: 87.

89) تأويل الآيات: 307/1 ضمن ح 13.

90) البرهان: 21/3، والآيات في سورة مريم: 97و 96.

91) الزمر: 9.

92) تأويل الآيات: 511/2 ح 2.

93) الزخرف: 4.         

94) تأويل الآيات: 552/2 ح 1.

95) الفاتحة: 6.

96) العيّاشي: 24/1 ح 25 عن الصادق‏ عليه السلام (مثله)، تفسير القمي: 28/1، تأويل الآيات:28/1ح12.       

97) الحجّ: 24.

98) تأويل الآيات: 335/1 ح 5 (نحوه).

99) سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: 1.

100) تفسير القمي: 300/2 (نحوه)، عنه البحار: 86/36 ح 13.

101) النساء: 174.   

102) كذا في الأصل.

103) تأويل الآيات: 144/1 ح 27.  

104) آل عمران: 103.

105) العيّاشي: 194/1 ح 122، عنه البحار: 15/36 ح 1.

106) آل عمران: 195.  

107) البرهان: 333/1 ح 10.

108) يونس: 35.  

109) البحار : 300/40 ضمن ح 74.  

110) الواقعة: 10 و11.

111) تأويل الآيات: 642/2 ح 5 عن الصادق‏ عليه السلام (نحوه).

112) الشعراء: 4.  

113) الأعراف: 2.  

114) تأويل الآيات: 386/1 ح 3، عنه البرهان: 180/3 ح 10.

115) ص: 29.

116) ص: 29.         

117) المتولون، خ.

118) تفسير القمي: 234/2 (نحوه)، عنه البرهان: 47/4 ح 1.

119) البقرة: 256.  

120) البرهان: 243/1 ح6 و9.

121) النساء: 83.

122) البرهان: 398/1 ح3، وفي ح2 عن أبي الحسن‏ عليه السلام قال: الفضل رسول‏ اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم ورحمته‏ عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام.  

123) المائدة: 64.             

124) يونس: 2.

125) الكافي: 422/1 ح 50، تأويل الآيات: 213/1 ح1.

126) النحل: 90.

127) النحل: 90.

128) تأويل الآيات: 261/1 ح 20.

129) الزمر: 33.

130) تأويل‏الآيات: 517/2 ح 18، كشف اليقين: 120.

131) الحشر: 9.

132) تأويل الآيات: 679/2 ح5.

133) المجادلة: 12.

134) المجادلة: 13.

135) العمدة: 187، كشف اليقين: 104 (مختصراً)، البرهان: 309/4 ح7 (نحوه).

136) الأحزاب: 23.  

137) البرهان: 302/3 ح4.

138) الحجر: 76.

139) تأويل الآيات: 250/1 ح7 و8.

140) الإنسان: 31.

141) تفسير فرات: 529 ح4.

142) المائدة: 95.

143) البرهان: 503/1 ح9.

144) الزخرف: 61.

145) تأويل الآيات: 570/2 ح 45.

146) إبراهيم: 52.

147) التين: 1 و2.       

148) تأويل الآيات: 813/2 ح2.

149) الأنعام: 115.     

150) البحار: 39/25 ح7.

151) الحاقّة: 51.        

152) البرهان: 380/4 ح1 و2.

153) البلد: 8 و9.  

154) تأويل الآيات: 798/2 ح4.

155) الذاريات: 8.

156) البرهان: 231/4 ح3 عن أبي جعفر  عليه السلام   )مثله(.

157) الملك: 13.               

158) القصص: 51.

159) تأويل الآيات: 420/1 ح 14.

160) الرحمن: 4 - 1.

161) تأويل الآيات: 630/2 ضمن ح2، مع اختلاف يسير.

162) الأنفال: 24.             

163) الكافي: 248/8 ح 349.

164) الصفّ: 10.

165) البرهان: 330/4 ح1، مع اختلاف في الألفاظ.

166) النور: 52.             

167) البرهان: 145/3 ح4.

168) البحار: 377/18 ح 82 و68/53 ح 65 (نحوه).

169) البقرة: 208.                

170) البرهان: 208/1 ح3 و6 و12.

171) النمل: 128.                  

172) آل عمران: 145.

173) البرهان: 319/1 ح5.

174) الواقعة: 90.

175) البرهان: 285/4 ح4.

176) سورة ص: 27.

177) ) المائدة: 5.

178) البرهان: 206/4 ح2 و6، والآية في سورة الحجرات: 7.

179) الفتح: 26.

180) تأويل الآيات: 595/2 ح8، عنه البحار: 180/24 ح 13.

181) النساء: 58.

182) البحار: 276/23 ح8 (نحوه).

183) سورة ق: 21.

184) تأويل الآيات: 609/2 ح2، عنه البحار: 352/23 ح 72.

185) الفرقان: 11.

186) البرهان: 157/3 ح3.

187) آل عمران: 18.

188) العيّاشي: 165/1 ح 18 (نحوه)، عنه البحار: 204/23 ح 51.

189) طه: 135.  

190) تأويل الآيات: 323/1 ح 24 و25 عن جابر (نحوه).

191) الملك: 30.

192) تأويل الآيات: 708/2 ح 15 عن يحيى الحلبي عن الصادق‏  عليه السلام   (نحوه).

193) الزمر: 55.

194) تفسير القمي: 250/2، عنه البحار: 194/24 ح 14.

195) البروج: 3.

196) الكافي: 425/1 ح 69، معاني الأخبار: 285 ح 7.

197) الأعراف: 181.

198) النحل: 120.

199) العيّاشي: 42/2 ح 120 عن حمران عن أبي جعفر  عليه السلام   (نحوه)، والبرهان: 53/2 ح4 بسندآخر (نحوه).  

200) و201) الأعراف: 199.

202) العيّاشي: 43/2 ح 127، عن عبدالأعلى عن الصادق‏  عليه السلام   (نحوه)، عنه البرهان: 55/2 ح 4.

203) فصّلت: 30.

204) البرهان: 110/4 ح 8، عن أبي بصير (نحوه).

205) و206) النور: 55.

207) تأويل الآيات: 368/1 ح 21.

208) القلم: 1.

209) تأويل الآيات: 710/2 ح1.

210) إبراهيم: 24.

211) إبراهيم: 25.

212) البحار: 140/24 ح 6 و141 ح7، عن عمر بن يزيد، عن الصادق‏  عليه السلام   باختلاف يسير في‏الألفاظ.

213) الجنّ: 16.

214) البحار: 110/24 ح 21.

215) سبأ: 48.

216) الإسراء: 81 .         

217) الرعد: 17.

218) الكهف: 29.                   

219) المؤمنون: 70.

220) المناقب: 61/3 (نحوه).

221) الجنّ: 13.

222) البرهان: 392/4 ح 1 (نحوه).

223) الأنعام: 90.

224) البقرة: 105.

225) البرهان: 140/1 ح 2 باختلاف يسير في الألفاظ.

226) الذاريات: 9.

227) تأويل الآيات: 614/2 ح2، المناقب: 96/3.

228) الفجر: 30 - 27.

229) تأويل الآيات: 795/2 ح 6 عن عبدالرحمان بن سالم (نحوه).

230) الإسراء: 71.

231) تأويل الآيات: 282/1 ح 16، المناقب: 65/3.

232) تأويل الآيات: 283/1 ح 19.

233) في الأصل: تحدّث.

234) سورة ق: 24.

235) المناقب: 157/2، بشارة المصطفى: 49، البرهان: 225/4 ح 11 و 226 ح 12.

236) تأويل الآيات: 609/2 ح 5.

237) القصص: 61.

238) في الأصل: ووليّه.

239) تأويل الآيات: 422/1 ح 18.

240) سورة ص: 28.            

241) البرهان: 46/4 ح 1 (نحوه).

242) آل عمران: 81.

243) تأويل الآيات: 116/1 ح 29.

244) النساء: 59.

245) البرهان: 385/1 ح 32 عن عبداللَّه بن عجلان (نحوه).

246) و247) النور: 35.  

248) البرهان: 134/3 ضمن ح 4 (نحوه).  

249) نوح: 28.

250) البرهان: 390/4 ح1 عن محمّد بن عليّ الحلبي، عن الصادق‏  عليه السلام  (مثله).

251) الشورى: 23.

252) بشارة المصطفى: 231، والبرهان: 124/4 ح 14 باختلاف السند (مثله).

253) آل عمران: 106.

254) البرهان: 308/1 ح1 بهذا السند (نحوه).  

255) البحار: 62/35.

256) الطاهر، خ.

257) كتاب سليم بن قيس: 247، عنه البحار: 96/40.

258) المقمرة: الليلة القمراء، ذوالقمر المضي‏ء.

259) في الأصل: المنفجر وكذا ما بعده.

260) سعد السعود: 286 س1، عنه البحار: 105/92.

261) المناقب: 30/2، عنه البحار: 147/40.

262) إثبات الوصيّة: 148.

263) عنه البحار: 347/26، والمناقب: 266/3.

264) الظِئْر: المرضعة لغير ولدها.

265) الْخِباء: بيت من وبر أو شعر أو صوف، يكون على عمودين أو ثلاثة (الخيمة).

266) القليب: البئر.  

267) حبا الصبيّ: زحف: مشى على بطنه.

268) في المصدر: الطفلين.

269) معاني الأخبار: 58، عنه البحار: 47/35 و48، وأخرجه في 275/41 عن مناقب ابن ‏شهراشوب: 288/2، تقدّم صدر الحديث في ص 147ح 838.

270) ليس في المصدر.

271) المناقب: 289/2 و 290.

272) السَمْك: القامة من كلّ شي‏ء، الإرتفاع بتعبير الهندسي.

273) تفسير الإمام العسكري‏ عليه السلام : 193، عنه البحار: 31/42 ح9، روى ابن شهراشوب في ‏المناقب: 293/2 مختصراً.

274) تفسير القمي: 269/2، عنه البحار: 233/33 ح 517.

275) الخصال: 600/2ح3، عنه البحار: 387/18 ح96، و69/23 ح4، وتأويل‏الآيات:275/1ح5.

276) سَدَلَ الثوب والسِتْر والشعر: أرخاه وأرسله.  

277) إثبات الوصيّة: 154.  

278) في المصدر: الأوّل.            

279) الزمر: 56.

280) آل عمران: 169.

281) مناقب ابن شهراشوب: 385/2، عنه البحار: 347/39 ح 20.

282) هود: 17.

283) الرعد: 43. 

284) المائدة: 55.

285) النساء: 59.

286) الإحتجاج: 159.

287) في المصدر: يتبرّأ.

288) إشارة إلى الآيتين الشريفتين في البقرة: 166 و167.

289) أمالي الطوسي: 63 ح1 المجلس الثالث، و 99 ح 7 المجلس الرابع، عنه البحار: 10/8 ح3.

290) الخصال: 496 ح 5، بشارة المصطفى: 19، أمالي الصدوق: 149 ح 1 المجلس العشرون‏ ، عنه البحار: 95/38 ح 11.

291) أمالي الطوسي: 705 ح2 المجلس الواحد والأربعين، عنه البحار: 37/40 ح 72.

292) الروضة في الفضائل: 128 ح 55، عنه البحار: 42/40 ح 79.

293) الفضائل: 146، والروضة في الفضائل: 144 ح 131، عنهما البحار: 48/40 ح 84، ومدينةالمعاجز: 398/1 ح 262، وأورد ابن شاذان في مائة منقبة: 140، والخوارزمي في المناقب:313 ح 313، وابن شهراشوب في المناقب: 327/2 (نحوه).

294) في المصدر: الغياض، بمعنى الشجر الملتف.

295) مناقب الخوارزمي: 32 ح1، و328 ح 341، عنه كشف الغمّة: 111/1، عنه البحار: 49/40ذح 85. وأورده ابن شاذان‏ رحمه الله في مائة منقبة: 175 المنقبة 99، والكراجكي ‏رحمه الله في الكنز:280/1، والكنجي في كفاية الطالب: 251، والحمويني في فرائد السمطين: 16/1، وفي ‏الأربعين: 34 ح 38، والاسترآبادي ‏رحمه الله في تأويل الآيات: 888/2 ح 13.

296) مناقب الخوارزمي: 33 ح3، وأخرجه في البحار: 49/40 ذ ح 85 عن كشف الغمّة: 112/1.

297) هو من الخبط، وهو حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتّساق، وكأنّه كان يكرّر لفظة هوهو. وفي المصدر المطبوع ومدينة المعاجز: مرّ برجل يخيط وهو يغنّي.

298) الخرائج: 174/1 ح7، عنه البحار: 17/42 ح1، ومدينة المعاجز: 18/2 ح 361.

299) الخرائج: 212/1 ح 55، عنه البحار: 18/42 ح3.

300) الغرائر - جمع الغرارة - : وعاء من الخيش ونحوه، وهو أكبر من الجوالق.

301) الحشر: 2.

302) المناقب: 299/2.

303) أربأ بك: اُحذّرك.                                                

304) في المصدر: إليه.

305) فاطر: 41.

306) إشارة إلى قوله تعالى: «قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَني ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ»، النمل: 40.

307) المناقب: 325/2، عنه البحار: 32/42 ح 10.

308) مشتغل، خ.

309) ظنين: متّهم، أو قليل الحيلة، وفي المصدر: ضنين، ومعناه البخيل.

310) هكذا في البحار، وفي المصدر: اُحبّ.

311) قال العلّامة المجلسي ‏رحمه الله: الخفوق: التحرّك والإضطراب. وفي بعض المصادر: بالفائين ‏بمعنى الإحاطة.

312) في المصدر: وأن ينهب ماله.

313) هكذا في البحار، وفي المصدر: شبه عيال معاوية، وشبه أخصّ حاشية ليزيد.

314) ضني - كرضي - : اشتدّ مرضه حتّى نحل جسمه.

315) تفسير الإمام العسكري‏ عليه السلام : 423 ح 289، عنه البحار: 39/42 ح 13، والبرهان: 194/2 ح2والمناقب: 329/2، ومدينة المعاجز: 434/1 ح 294.

316) الإختصاص: 207، عنه البحار: 115/14 ح 12، و 28/27 ح9، و 50/42 ح 19.

317) المناقب: 324/2، عنه البحار: 380/25 ح 31.

318) الثاغية: الشاة، والراغية: الناقة، أي ما له شي‏ء.

319) السفة: ما ينسج من الخوص كالزبيل، والهفّة: السحاب الّذي لا ماء فيه، أي لامشروب في‏ البيت ولا مأكول.

320) في الأصل: فدنوت.

321) في الأمالي: ابن اثنتين وعشرين سنة، وفي نسخة: ابن عشرين سنة.

322) حدّثتك، خ.

323) دلائل الإمامة: 69 ح8، وأورد الصدوق ‏رحمه الله في أماليه: 482 ح 13 المجلس الثاني والستّون ‏والشيخ الطوسي في أماليه: 439 ح 40 المجلس الخامس عشر (نحوه مختصراً)، عنهما البحار:6/40 ح 14.

324) المناقب: 145/3 (نحوه)، عنه البحار: 96/41 ضمن ح 14.

325) دمدم عليه: كلّمه مغضباً.

326) في البحار: وأجذب.

327) نوادر المعجزات: 44 ح 16، عيون المعجزات: 37، عنه مدينة المعاجز: 476/1 ح 312والبحار: 346/57 ح 36.

328) كذا في البحار: 388/23 ح 95، وهذا كما ذكره في هامش البحار وهم واضح، فإنّ الشيخ ‏رحمه الله‏ مقدّم على أخطب زماناً ولايصحّ روايته عنه، إذ توفّي الشيخ‏ رحمه الله في سنة 460 وأخطب خوارزم ‏في سنة 658، ومنشأ التوهّم أنّ الشولستاني نقل الحديث عن أخطب خوارزم، ثمّ قال بعد تمام ‏الحديث: وهذا ذكره الشيخ في أماليه، ومراده أنّ الشيخ أيضاً ذكره في أماليه. فتوهّم أنّه رواه فيه‏ عن أخطب خوارزم.

329) الفتح: 29.

330) في الأمالي: فيعطي اللَّه.

331) في الأمالي: موضعكم.

332) في الأمالي والبحار: ويترك.

333) الحديد: 19.

334) تأويل الآيات: 600/2 ح 13، وأخرجه في البحار: 4/8 ح 6، والبرهان: 202/4 ح 6، عن ‏أمالي الطوسي: 378 ح 61 المجلس الثالث عشر، وفي آخره: هم الّذين قاسم عليهم النار فاستحقّوا الجحيم.

335) في المصدر: صولته.                      

336) في المصدر: إذا حارب يكون.

337) سِباخاً: مالحة يعلوها الملوحة ولاتكاد تنبت إلّا بعض الأشجار.

338) في المصدر: منافعاً.

339) المجموع الرائق: 320/2.  

340) الثاقب في المناقب: 245 ح 3، عنه مدينة المعاجز: 397/1 ح 261.

341) في المصدر: توجّهت.

342) الثاقب في المناقب: 248 ح 3، عنه مدينة المعاجز: 299/1 ح 185.

343) في المصدر: مِن.

344) الثاقب في المناقب: 257 ح 1.  

345) ليس في المصدر.

346) الثاقب في المناقب: 257 ح 2، ورواه ابن شهراشوب في المناقب: 293/2.

347) المجن: الترس.

348) في المصدر: في بدني، وفي المناقب: في يدي.

349) الرتاج: الباب العظيم.  

350) في الأصل: المؤيّد.

351) في المصدر: قصورها، وفي المناقب: قموصها.

352) في المناقب: شهدُ.

353) في الأصل: مشدّد، وفي المناقب: متسدّد.  

354) في المصدر والمناقب: مقال.

355) في المصدر: أردد، وفي بعض النسخ: اربدوا، وفي المناقب: ازدد.

356) الثاقب في المناقب: 257 ح 3، ورواه ابن شهراشوب في المناقب: 295/2.

357) في الأصل: إنّ إمرأة.  

358) ليس في المصدر.  

359) ظعن: سار ورحل.

360) الكنانة: جعبة من جلد أو خشب تجعل فيها السهام.

361) القربوس: حنو السرج.

362) في المصدر: طيور.

363) في الأصل: فمتى.

364) في المصدر: فأحدق به أصحابه.

365) في المصدر: بلّغها.

366) الثاقب في المناقب: 263 ح2، بصائرالدرجات: 243 ح 4، عنه مدينة المعاجز: 136/2 ح455، الخرائج: 724/2 ح 28، المناقب: 260/2 مع اختلاف يسير بين المصادر.

367) في البحار: عبست.

368) الروضة في الفضائل: 147، عنه البحار: 196/27 ح 56.

369) أدكن: مائل إلى السواد.

370) صميمة، خ، وفي الأصل: عميمة.

371) جسيمة، خ.

372) الدامغة: الهالكة والمهلكة.

373) البازغة: الطالعة.

374) الأرج: الرائحة.

375) الندّ - بالفتح والكسر: عود يتبخّر به.

376) في النوادر: قتله عمّه، لأنّه زوّجه بانبته فخلّاها وتزوّج غيرها.

377) البقرة: 73.  

378) المجموع الرائق: 341/2 ح 1.

379) تَرْفَل: تبختر.  

380) الْخَبال: صديد أهل النار.

381 و 382) أربعين ابن أبي الفوارس: ح 32 (مخطوط).

383) الصافّات: 83 .

384) مجمع البحرين: 572/1، شيع.  

385) الحجر: 48 - 45.  

386) إخوانا، خ.

387) آل عمران: 179.

388) بشارة النفس، كذا في الأصل.  

389) السفّاح: قادر على الكلام.  

390) السفاك خ.

391) الطود: الجبل العظيم.  

392) الطلة: الحسن المعجب.

393) خدينه: صديقه.

394) الصلدم: الأسد والصلب والشديد.

395) صنو: الأخ الشفيق وابن العمّ.

396) ما انحدل أي: ما مال.

397) هزا، خ.

398) أورد الديلمي ‏قدس سره صاحب الإرشاد في كتاب مناقب له، أجزاء من هذه الخطبة، وفيه: سماويّ ‏الصدر قدسيّ الجسد (هامش الأصل).

399) ولايعتديه، كذا في مناقب الديلمي (هامش الأصل).

400) سريع، خ.

401) الفرقان: 54.

402) نهج الإيمان: 413.

403) الحجرات: 10.

404) أمالي الطوسي: 587 ح 3 المجلس الخامس والعشرون، عنه البرهان: 207/4 ح 1.

405) الأنوار النعمانيّة: 32/1.

406) زادان، خ.  

407) في المصدر: من تحت أيديهما.  

408) في المصدر: محبّي.

409) القارح: ما كمل له خمس سنين.

410) في الأصل: فيكونون فيها ملاماً.  

411) في الأصل: تهب.  

412) الجاثية: 21 - 14.

413) تفسير فرات: 411 ح 551، عنه البحار: 333/7 ح 17.

414) الفرقان: 70.

415) تفسير فرات: 293 ح 396.

   وفي آخره: يا أصبغ، إنّ وليّنا لو لقي اللَّه وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل‏ لغفرها اللَّه له إن شاء اللَّه تعالى.

416) تفسير الإمام العسكري‏ عليه السلام : 452 ضمن ح 297 مع اختلاف يسير، عنه البحار: 286/9 ضمن‏ح 2، و 105/39 ضمن ح 12.

 

 

    زيارة : 5858
    اليوم : 33515
    الامس : 21751
    مجموع الکل للزائرین : 128974191
    مجموع الکل للزائرین : 89577085