الإمام الثّامن

    من المسلّمات المتّفق عليها : أنّ الفكر السّليم والقويّ والمتمركز يلعب دوراً مهمّاً في نوعيّة وشكل الزّيارة ؛ كما هو الحال في أنّ الشّتات الفكري يكون مانعاً وسبباً في إيجاد حالة عدم التّوجّه الكامل لها .

 وبكلّ تأكيد ، فإنّ المعصية (الّتي هي مرض روحي) ليست هي وحدها الّتي تكون سبب الشّتات الفكري ؛ وإنّما يشاركها في ذلك أيضاً الأمراض الجسديّة مثل ضعف عمل الكلية و... بل وحتّى غلبة إحدى الطّباع الثّمانية(1) فإنّ له مدخليّة في ذلك أيضاً .

    وحينما يستطيع الإنسان من الإتيان بالزّيارة الكاملة ، والوصول إلى مرتبة الزّائر الحقيقي والواقعي للإمام الثّامن عليه السلام ، فسوف تفتح الأبواب الثّمانية للجنّة ، فيمرح ويلعب في البساتين الثّمانية(2)  لها . لذا فإنّ الكنوز الثّمانية(3) عند هؤلاء بعيدة كلّ البعد عمّا تصبو إليه روحهم وتميل إليه نفوسهم وتستهويه قلوبهم.

---

1) إنّ الطّباع الثمانية هي : الحارّ ، البارد ، اليابس ، الرّطب ، الحارّ الرّطب ، الحارّ اليابس ، البارد الرّطب ، البارد اليابس .

2) إنّ البساتين الثّمانية للجنّة هي كناية عن مراتبها وهي عبارة عن : الخلد ، دار السّلام ، دار القرار ، جنّة العدن ، جنّة المأوى ، جنّة النّعيم ، العليّين ، الفردوس .

3) ثمانية كنوز هي كناية عن الكنوز الثمانية لخسروبرويز ، وهي عبارة عن : كنز الفردوس ، كنز بادآورد ، كنز ديبة خسروي ، كنز افراسياب ، كنز سوخته ، كنز الخضراء ، كنز شاه‏آور ، كنز البارد .