الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
أفضل من الطّاقات السّتّة لسرادق الملوك والسّلاطين

أفضل من الطّاقات السّتّة لسرادق الملوك والسّلاطين(1)

    إنّ الزّائرين الّذين يتشرّفون أفواجاً أفواجاً لزيارة الإمام ثامن الحجج عليه السلام ، ويأتون إليه من كلّ فجّ عميق ليسوا هم فقط الّذين يتشرّفون بزيارته عليه السلام ؛ وإنّما يشاركهم في ذلك حتّى بقيّة الخلائق والموجودات الاُخرى فيغدون إليه ويدخلون حرمه الطّاهر من زواياه السّتّة ، وكلّ منهم له آدابه الخاصّة ليقدّم فروض الولاء والطّاعة له عليه السلام .

    فطوبى لمن يأتي لزيارة مولاه عليه السلام وهو في كامل إيمانه ، وكدح في الهيمنة على أفكاره ، وجمع حواسّه الستّة بكاملها ، ووظّفها للزّيارة .

    من الطّبيعي أنّ هناك مجموعة من الزّائرين لديهم حياء من التقرّب من الضّريح الطّاهر للإمام عليه السلام ؛ حيث لايرون أنفسهم مؤهّلين لذلك المكان المقدّس ، فيجلسون في زوايا من زوايا الحضرة المقدّسة فيشتغلون بالصّلاة والدّعاء والمناجاة ، ويعتقد هؤلاء أنّ كلّ نقطة وكلّ زاوية من ذلك المكان هي أفضل من الطّاقات السّتّة للملوك .

    وبعكسهم البعض الآخر حيث يرى أنّ ظاهرة الخجل والخزي تستولي عليه ما لم يتمكّن من إمساك الضّريح المبارك بيده وكأنّ الزّيارة لاتقبل إلاّ من خلال ذلك .

    وما أكثر الزّائرين الّذين شاهدوا رأفة الإمام عليه السلام ومحبّته وكراماته بعد أن رأوا باُمّ أعينهم شفاء مرضاهم وقضاء حوائجهم ، فيشرعون بالصّلاة والشّكر على تلك النّعم ، وبهذه الوسيلة تتبدّل قلوبهم المكسورة ووجوههم العبوسة إلى فرح وترانيم ، ويبدأون يسردون تلك القصص والمعاجز ، ويصدعون بها في كلّ مكان يضعون أقدامهم فيه ، وبهذا الاُسلوب والطّريقة يجعلون الجميع يتشوّق وبلهفة لاتوصف إلى زيارة الإمام عليه السلام وتجذرها في النّفوس .

    ومن الواضح ؛ أنّ شعاع المحبّة والرّأفة له عليه السلام يشمل هاتين المجموعتين ، فيظفي على قلوبهم الّتي أتت للزّيارة بصفاء وإخلاص ونور وضياء .


1) الطاقات الستّة للملوك ، هي : عبارة عن نوع من الخيمة الملكيّة الّتي تحتوي على ستّة زوايا وأعمدة .

 

 

 

    زيارة : 3457
    اليوم : 0
    الامس : 64790
    مجموع الکل للزائرین : 129870066
    مجموع الکل للزائرین : 90114967