الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
اليقين وتأثيره في إجابة الدعاء

اليقين وتأثيره في إجابة الدعاء  

    نذكر أمران لهما تأثير مهمّ في إجابة الدعاء :

    1 - رفع الموانع والحجب عن القلب وتطهيره من الظلمات الباطنيّة .

    2 - ايجاد المقتضي ، وتحصيل صفاء الباطن وتنوير القلب .

    يحتاج الإنسان لإجابة دعائه إلى هذين الأمرين ويلزم عليه إتيانهما حتّى لايشتدّ عليه الأمر ولايضطرّ .

    فعليه : 1 - أن يزيح الغشاوة عن قلبه ، 2 - ويستبدلها بالأنوار الإلهيّة ، واليقين يحقّق هذا الأمرين ، لأنّه يزيل الشكّ والظلمة من جهة ، ويوجد الصفاء والنورانيّة في القلب من جهة اُخرى .

    وكلّ من وصل إلى مرتبة اليقين في المعارف والإعتقادات العالية الصحيحة باطنه نورانيّ ، لأنّ وجود اليقين في القلب ملازم لوجود النور ، ولايوجد نور كنور اليقين .

    قال مولانا الباقر عليه السلام :

 لا نور كنور اليقين .(142)

    وبديهيّ أنّ اليقين إذا وقع في الفؤاد وصار القلب نورانيّاً فلايبقى محلّ للظلمة ؛ لأنّ النور والظلمة لايجتمعان في موضع واحد.

    فمع تحصيل اليقين تنقشع الظلمة عن القلب الّتي هي المانعة من إجابة الدعاء وتتحقّق فيه النورانيّة المقتضية لإجابته.

    ونذكر لمزيد الإطّلاع في مجال تأثير اليقين في إجابة الدعاء قضيّة مهمّة ذكرناها في المجلّد الأوّل من كتاب أسرار النجاح وهي :

    نقل المرحوم آية اللَّه العظمى الخوئي في تأثير قراءة بسم اللَّه الرحمن الرحيم - إذا صدرت عن جزم ويقين - قضيّة عن الشيخ أحمد خادم استاد الفقهاء الميرزا الشيرازي الكبير أنّه قال : كان للسيّد خادم آخر يسمّى بالشيخ محمّد ، اعتزل الناس بعد رحيل الميرزا الشيرازي .

    وجاء رجل في يوم من الأيّام إلى الشيخ محمّد وعند غروب الشمس رأى الشيخ محمّد قد ملأ مصباحه بالماء وأضاءه ! فتعجّب الرجل جدّاً وسأل الشيخ محمّد عن علّته!

    أجابه الشيخ محمّد : منذ أن مات السيّد الشيرازي اعتزلت عن الناس لكثرة الهموم الواردة عليّ ولزمت البيت وقد استولى على قلبي حزن شديد ، وفي آخر ساعة من أحد الأيّام ورد عليّ شابّ عليه زيّ طلّاب العرب وآنس بي ومكث عندي إلى غروب الشمس ومن لذّة بياناته وكلماته زال عنّي الحزن تماماً ، وتكرّر مجيئه إليّ حتّى آنست به.

    وفي أحد الأيّام حين كان يتحدّث معي تذكرت أنّ مصباحي لا زيت فيه ، لأنّ الدكاكين كانت تُغلق عند غروب الشمس . ولهذا فكرت بأنّني لو خرجت لشراء الزيت فأحرم من بياناته ، وفي صورة عدم شراء الزيت سأبقى في الظلمة حتّى الصباح.

    فلمّا وجدني متحيّراً إلتفت إليّ وقال : ما لك لاتصغي إليّ؟

    قلت : أنا ملتفت لما تقول .

    قال : كلّا ، إنّك غير منتبه كاملاً لما أقول .

    فقلت : الواقع أنّ مصباحي في هذه الليلة لا زيت فيه .

    فقال : عجيب !! إنّني ذكرت لك أحاديثاً كثيرة في فضيلة بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفوائدها ، فلم تستفد منها حتّى تستغني عن شراء الزيت ؟!

    قلت : لا أتذكّر أنّك حدّثتني حديثاً في هذا الصدد ؟!

    فقال : هل نسيت ما قلت لك إنّ من خواصّ بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفوائدها أنّك إذا قرأتها قاصداً لشي‏ء يحصل لك ما قصدته ، املأ مصباحك بالماء وقل قاصداً أنّ الماء له فائدة الزيت : بسم اللَّه الرحمن الرحيم .

    فقبلت ذلك وقمت وملأت مصباحي بالماء وقلت بالنيّة المذكورة : بسم اللَّه الرحمن الرحيم فلمّا أسرجته أنار .

    منذ ذلك اليوم أنا أملأ مصباحي بالماء وأقول بالنيّة المذكورة : بسم اللَّه الرحمن الرحيم فيضي‏ء مصباحي .

    قال آية اللَّه العظمى الخوئي بعد نقل القضيّة : العجيب أنّ ما يعمله الشيخ محمّد من إنارة مصباحه بالماء لم يفقد أثره مع انتشار خبره بين الناس .

    وكما ترى أنّ قراءة بسم اللَّه الرحمن الرحيم مرّة واحدة عن يقين لها أثر خارق العادة .

    وكذا الأوحديّ من الناس الّذي هو عالم بالإسم الأعظم ، يستفاد من الأسماء الشايعة ذكرها في ألسنة الناس ، ولكنّه يمتاز عن غيره بيقينه ، لأنّ ليقينه في ما يتلفّظه تأثيراً تامّاً .


142) البحار : 165/78 .

 

 

    زيارة : 3325
    اليوم : 20776
    الامس : 68799
    مجموع الکل للزائرین : 130072037
    مجموع الکل للزائرین : 90216197