الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(5) الزيارة الثالثة للإمام الحسين‏ عليه السلام في يوم عاشوراء

(5)

 

الزيارة الثالثة

للإمام الحسين‏ عليه السلام في يوم عاشوراء

قال السيّد الأجلّ في «الإقبال»: زيارة الإمام الحسين‏ عليه السلام في يوم عاشوراء من‏ كتاب المختصر من المنتخب. فقال ما هذا لفظه: ثمّ تتأهّب للزّيارة، فتبدء فتغتسل ‏وتلبس ثوبين طاهرين، وتمشي حافياً إلى فوق سطحك أو فضاء من الأرض، ثمّ ‏تستقبل القبلة، فتقول:

 اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ‏ أَمِينِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيِّينَ وَأَمِيرَالْمُؤمِنِينَ، وسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَأَفْضَلَ السَّابِقِينَ، وسِبْطَ خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ، وَكَيْفَ لاَتَكُونُ كَذَلِكَ‏ سَيِّدي، وَأَنْتَ إِمَامُ الْهُدَى، وَحَلِيفُ التُّقَى، وَخَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ، رُبّيتَ في حِجْرِ الْإِسْلاَمِ، وَرُضِعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمانِ، فَطِبْتَ حَيّاً وَمَيِّتاً.

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ، وَأَنَاخَتْ بِسَاحَتِكَ، وَجَاهَدْتَ فِي اللهِ مَعَكَ، وَشَرَتْ نَفْسَهَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فِيكَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.

أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى‏ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ أَبَاكَ عَلِيُّ بْنُ ‏أَبي طَالِبٍ أَمِيرَالْمُؤمِنِينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، إِمَامُ ‏نِ افْتَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَذَلِكَ أَخُوكَ‏ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَكَذَلِكَ أَنْتَ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِكَ.

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ مِنْ‏ وَعْدِهِ، فَأُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِاللهِ مُؤْمِنٌ، وَبِمُحَمَّدٍ مُصَدِّقٌ، وَبِحَقِّكُمْ عَارِفٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ، وَعَبَدْتُمُوهُ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ.

بِأَبِي وَاُمِّي أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أَمَرَ بقَتْلِكَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ شَايَعَ عَلَى ذَلِكَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ، وَانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ، وَقَعَدُوا عَنْ نُصْرَتِكَ، مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْاُمِّيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ‏وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

يَا سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ، فَقَدْ أَجَابَكَ رَأْيي وَهَوَايَ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ، وَأَنَّ مَنْ خَالَفَكَ عَلَىَ ذَلِكَ ‏بَاطِلٌ، فَيَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً، فَأَسْئَلُكَ يَا سَيِّدِي أَنْ‏ تَسْأَلَ اللَهَ جَلَّ ذِكْرُهُ فِي ذُنُوبِي، وَأَنْ يُلْحِقَنِي بِكُمْ وَبِشِيعَتِكُمْ، وَأَنْ يَأْذَنَ‏ لَكُمْ فِي الشَّفَاعَةِ، وَأَنْ يُشَفِّعَكُمْ في ذُنُوبِي، فَإِنَّهُ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ، «مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ»(1) .

صَلَّى اللَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبَائِكَ وَأَوْلاَدِكَ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُقِيمِينَ في‏ حَرَمِكَ، صَلَّى اللَهَ عَلَيْكَ وعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ ‏اسْتَشْهَدُوا مَعَكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ، صَلَّى اللَهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ، وَعَلَى وَلَدِكَ‏ عَلِيّ‏ نِ الْأَصْغَرِ، اَلَّذِي فُجِعْتَ بِهِ.

ثمّ تقول: أللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ، وَقَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَتَوَجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ‏ مُحَمَّدٍ، لِتَقْضِيَ عَنِّي مُفْتَرَضِي وَدَيْنِي، وَتُفَرِّجَ غَمِّي، وَتَجْعَلَ فَرَجِي‏ مَوْصُولاً بِفَرَجِهِمْ.

ثمّ امدد يديك حتّى تُرى بياض إبطيك، وقل: يَا اَللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، لاَتَهْتِكْ ‏سَتْرِي، وَلاَتُبْدِ عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي. أللَّهُمَّ أَقْلِبْنِي ‏مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ رَضِيتَ عَمَلِي، وَاسْتَجَبْتَ دَعْوَتِي، يَا اَللهُ الْكَرِيمُ.

ثمّ تقول: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَهِ.

ثمّ تبدأ، وتقول: اَلسَّلاَمُ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْحَسَنِ الزَّكِيِّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْحُسَيْنِ الصِّدِّيقِ ‏الشَّهِيدِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلاَمُ‏ عَلَى الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسى، اَلسَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الْإِمَامِ الْقَائِمِ ‏بِحَقِّ اللهِ، وَحُجَّةِ اللهِ في أَرْضِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آبَائِهِ الرَّاشِدِينَ ‏الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

ثمّ تصلّي ستّ ركعات مثنى مثنى، تقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» مائة مرّة، وتقول بعد فراغك من ذلك:

أَللَّهُمَّ يَا اَللَهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ، يَا فَرْدُ يَا وِتْرُ، يَا سَمِيعُ يَا عَلِيمُ يَا عَالِمُ، يَا كَبِيرُ يَا مُتَكَبِّرُ، يَا جَلِيلُ يَا جَمِيلُ، يَا حَلِيمُ يَا قَوِيُّ، يَا عَزِيزُ يَا مُتَعَزِّزُ، يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ، يَا جَبَّارُ يَا عَلِيُّ يَا مُعِينُ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا تَوَّابُ، يَا بَاعِثُ يَا وَارِثُ، يَا حَمِيدُ يَا مَجِيدُ يَا مَعْبُودُ، يَا مَوْجُودُ، يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ، يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ، وَيَا ذَا الْعِزَّةِ وَالسُّلْطَانِ.

أَسْئَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ يَا اَللَهُ، وَبِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا، أَنْ تُصَلِّيَ ‏عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ وَضُرٍّ وَضِيقٍ أَنَا فِيهِ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي، وَتُبَلِّغَنِي أُمْنِيَّتِي، وَتُسَهِّلَ لي‏ مَحَبَّتِي، وَتُيَسِّرَ لي إِرَادَتِي، وَتُوصِلَنِي إِلَى بُغْيَتِي سَرِيعاً عَاجِلاً، وَتُعْطِيَنِي سُؤْلي وَمَسْأَلَتِي، وَتَزِيدَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي، وَتَجْمَعَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.(2)

 

(1) البقرة: 255.

(2) إقبال الأعمال: 46.

 

    زيارة : 2733
    اليوم : 74074
    الامس : 93671
    مجموع الکل للزائرین : 136279101
    مجموع الکل للزائرین : 93990348