الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(3) الزيارة الثالثة

(3)

الزيارة الثالثة

في «كامل الزيارات»: يوسف الكُناسيّ، عن أبي عبدالله ‏عليه السلام قال:

إذا أتيت قبر الحسين ‏عليه السلام، فائت الفرات، واغتسل بحيال قبره، وتوجّه‏ إليه، وعليك السّكينة والوقار حتّى تدخل الحائر(1) من جانبه الشّرقيّ، وقل ‏حين تدخله:

اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ الْمُقَرَّبِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ‏ الْمُنْزَلِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ الْمُرْدِفِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ ‏الْمُسَوِّمِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هَذَا الْحَائِرِ بِإِذْنِ اللهِ ‏مُقِيمُونَ.

فإذا استقبلت قبر الحسين ‏عليه السلام فقل: اَلسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللَهُ ‏عَلَى مُحَمَّدٍ، أَمِينِ اللهِ عَلَى رُسُلِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، اَلْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثمّ تقول: اَلسَّلاَمُ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ، اَلَّذِي ‏انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ ‏بَعَثْتَهُ بِرِسَالاَتِكَ، وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ، اَلَّذِي انْتَجَبْتَهُ ‏بِعِلْمِكَ.

إلى آخر ما صلّيت على أميرالمؤمنين‏ عليه السلام، ثمّ تسلّم على الحسين ‏عليه السلام ‏وسائر الأئمّة عليهم السلام كما صلّيت وسلّمت على الحسن بن عليّ ‏عليهما السلام، ثمّ تأتي ‏قبر الحسين ‏عليه السلام، فتقول:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى‏ اللَهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، رَحِمَكَ اللَهُ يَا أَبَا عَبْدِاللهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ‏ عَنِ اللهِ مَا أَمَرَكَ بِهِ، وَلَمْ تَخْشَ أَحَداً غَيْرَهُ، وَجَاهَدْتَ في سَبِيلِهِ، وَعَبَدْتَهُ صَادِقاً مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَبَابُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى مَنْ يَبْقَى، وَمَنْ تَحْتَ ‏الثَّرَى، أَشْهَدُ أَنَّ ذَلِكَ لَكُمْ سَابِقٌ فِيمَا مَضَى، وَذَلِكَ لَكُمْ فَاتِحٌ فِيمَا بَقِيَ، أَشْهَدُ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةٌ طَيِّبَةٌ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ هِيَ بَعْضُهَا مِنْ ‏بَعْضٍ، مَنّاً مِنَ اللهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ، فَأُشْهِدُ اللَهَ وَأُشْهِدُكُمْ، أَنِّي بِكُمْ ‏مُؤْمِنٌ، وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ، وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي، وَشَرَائِعِ دِيني، وَخَاتِمَةِ عَمَلي، وَمُنْقَلَبي وَمَثْوَايَ، فَأَسْأَلُ اللَهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، أَنْ يُتَمِّمَ لي ‏ذَلِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ، حَتَّى لَمْ تَخْشَوْا أَحَداً غَيْرَهُ، وَجَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ وَعَبَدْتُمُوهُ، حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ ‏قَتَلَكُمْ، وَلَعَنَ اللَهُ مَنْ أَمَرَ بِهِ، وَلَعَنَ اللَهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ، وَسَفَكُوا دَمَكَ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيّ ‏الْأُمِّيِّ. 

ثمّ تقول: أَللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَخَالَفُوا مِلَّتَكَ، وَرَغِبُوا عَنْ ‏أَمْرِكَ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ. أَللَّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُمْ ‏نَاراً، وَأَجْوَافَهُمْ نَاراً، وَاحْشُرْهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً. أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ ‏لَعْناً يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، اِمْتَحَنْتَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ.

أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ، وَظَاهِرِ الْعَلاَنِيَةِ. أَللَّهُمَّ الْعَنْ جَوَابِيتَ ‏هَذِهِ الْأُمَّةِ وَطَوَاغِيتَهَا، وَالْعَنْ فَرَاعِنَتَهَا، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لاَتُعَذِّبُ بِهِ أَحَداً مِنَ‏ الْعَالَمِينَ. أَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ، وَتَنْتَصِرُ بِهِ، وَتَمُنُّ عَلَيْهِ بِنَصْرِكَ ‏لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ اجلس عند رأسه ‏عليه السلام فقل: صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُاللهِ ‏وَأَمِينُهُ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً، وَأَدَّيْتَ أَمِيناً، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ‏قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ ‏الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ قَدْ بَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ ‏بِحَقِّهِ، وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ ‏تَسْلِيماً، فَجَزَاكَ اللَهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ.

أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ، وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ، وَأَنْتَ أَهْلُهُ‏ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ، وَعِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ صِدِّيقٌ‏ عِنْدَاللهِ، وَحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ، وَكُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ‏ غَيْرِكَ فَهُوَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.

ثمّ تحوّل عند رجليه، وتخيّر من الدّعاء، وتدعو لنفسك، ثمّ تحوّل عند رأس عليّ بن الحسين‏ عليهما السلام، وتقول:

سَلاَمُ اللهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ عَلَيْكَ يَامَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ ‏بَيْتِكَ، وَعِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ، اَلَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.

ثمّ تأتي قبور الشّهداء، وتسلّم عليهم وتقول: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَسَلَفٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ أَتْبَاعٌ وَأَنْصَارٌ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللهِ، كَمَا قَالَ اللَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ، «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِىٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ‏ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا»(2)، فَمَا وَهَنْتُمْ، وَمَا ضَعُفْتُمْ، وَمَا اسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقِيتُمُ اللهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ، صَلَّى اللَهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ الَّذي لاَ خُلْفَ لَهُ، إِنَّهُ لاَيُخْلِفُ الْمِيعَادَ، اَللَهُ مُدْرِكٌ‏ لَكُمْ، ثَارَ مَا وَعَدَكُمْ، أَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْتُمُ ‏السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهَدْتُمْ في سَبِيلِ ‏اللهِ، وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذي ‏صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ.

ثمّ تقول: أَتَيْتُكَ يَا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ، وَإِنِّي لَكَ عَارِفٌ، وَبِحَقِّكَ مُقِرٌّ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ، وَبِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ مُوقِنٌ، عَارِفٌ ‏بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسي. أَللَّهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي‏ عَلَيْهِ، كَمَا صَلَّيْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، صَلاَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لاَ انْقِطَاعَ لَهَا، وَلاَ أَمَدَ وَلاَ أَبَدَ وَلاَ أَجَلَ في مَحْضَرِنَا هَذَا، وَإِذَا غِبْنَا وَشَهِدْنَا، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ‏ وَبَرَكَاتُهُ.(3)

 

(1) الحير، خ.

(2) آل عمران: 146.

(3) كامل الزيارات: 367 ح3.

 

 

 

 

    زيارة : 2646
    اليوم : 0
    الامس : 91041
    مجموع الکل للزائرین : 136313019
    مجموع الکل للزائرین : 94007315