الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
هل تصل الإنسانيّة إلى التّكامل العقلي قبل عمليّة الظّهور ؟

 هل تصل الإنسانيّة

إلى التّكامل العقلي قبل عمليّة الظّهور ؟

  يسود الإعتقاد عند البعض بأنّ من الضّروري أن تصل البشريّة إلى الرّشد العقلي والتّكامل الفكري حتّى تتحقّق عمليّة ظهور الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ، وبعبارة أكثر وضوحاً : إنّ الظّهور لايتحقّق إلاّ عند حصول هذا التّكامل . فهل هذه العقيدة صحيحة أم لا ؟

  من الممكن جدّاً أن نقول : إنّه في حالة نموّ العقل والتّكامل الحاصل فإنّ أرضيّة الظّهور لحكومة الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه ستتحقّق ، ولكن يجب الإلتفات إلى أنّ عمليّة ظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه ، لاترتبط في أيّ صورة من الصّور بمسألة رشد وتكامل جميع الأشخاص ، ويتّضح من خلال الرّوايات الصّحيحة الواردة عن أهل البيت العصمة والطّهارة عليهم السلام بطلان هذه العقيدة المذكورة .

  فإذا كانت عمليّة الظّهور ترتبط إرتباطاً وثيقاً في حصول حالة الرّشد العقلي للإنسانيّة ، إذن ؛ يجب علينا أن نضع كلّ الرّوايات الصّحيحة الواردة عن الحروب الّتي يقوم بها الإمام صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه وأصحاب الميامين جانباً !

  من الواضح فإنّ وجود المعارضين ومحاربتهم ومعاداتهم للإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه هو خير دليل على عدم وصول هؤلاء إلى الرّشد الفكري والتّكامل العقلي .

  إذن ؛ كيف يمكن الإدّعاء أنّه يجب على الإنسانيّة أن تصل إلى التّكامل العقلي قبل الظّهور ، حتّى تستعدّ لقبول حكومة الإمام صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ؟!

  بالإضافة على هذا ، فإنّ الرّوايات لها دلالة صريحة على أنّ النّاس في عصر الغيبة ، ليس لهم الرّشد الفكري والعقلي الكافي الّذي يتمتّع به النّاس في عصر الظّهور .

  وكذلك فإنّ هذه الرّوايات فضلاً عن أنّها تؤكّد على أنّ المراحل النّهائيّة من العلم والمعرفة مرتبطة بظهور ذلك المصلح العالمي الكبير أرواحنا لمقدمه الفداء ، فإنّها في الوقت نفسه تشير إلى أنّ التّكامل العقلي والنموّ الفكري الحاصل للمجتمع منوط بظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه أيضاً .

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 7662
    اليوم : 0
    الامس : 101117
    مجموع الکل للزائرین : 132258813
    مجموع الکل للزائرین : 91735164