الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
وأمّا الفائدة

وأمّا الفائدة:

 

   وهي أنّا قد ذكرنا في الباب السابع في الحديث الثامن عشر من قول أبي ‏جعفر الباقر عليه السلام: لقد سأل موسى‏    عليه السلام العالم‏ عليه السلام - أي الخضر عليه السلام - مسألة لم يكن‏ عنده جوابها، ولقد سأل العالم‏ عليه السلام موسى‏ عليه السلام مسألة لم يكن عنده جوابها، ولو كنت ‏بينهما لأخبرت كلّ واحد منهما  بجواب مسألته ولسألتهما عن مسألة لايكون‏ عندهما جوابها.(566)

   وورد في كتاب كمال الدين للصدوق‏ قدس سره: عن الرضا عليه السلام: أنّه - أي الخضر عليه السلام- ليحضر حيث ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه، وأنّه ليحضر المواسم(567) فيقضي ‏جميع المناسك، ويقف بعرفة  فيؤمّن على دعاء المؤمنين، وسيونس اللَّه به وحشة قائمنا عليه السلام في غيبته ويصل به وحدته.(568)

   وورد في الكافي عن الصادق ‏عليه السلام: لو كنت بين موسى‏ عليه السلام والخضر عليه السلام ‏لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما.(569)

   يقول مؤلّف القطرة: هذا مكانة العالم - أي الخضر عليه السلام -  بالنسبة إلى الإمام ‏الباقر عليه السلام والإمام الصادق‏ عليه السلام مع ما له من العلم والمقام وحضوره‏ عليه السلام عند ذكره،وأنّه من توابع الإمام المنتظر - صلوات اللَّه عليه - ورعاياه، وكيف يكون أيّها الموالون ‏مقام متبوعه وإمامه؟

   وهل يعقل أن لايحضر عند ذكره المقدّس، مع أنّه قد ورد في الكافي في تفسير قوله تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»(570) قال عليّ‏ عليه السلام: إيّانا عنى؟(571)

   فما لنا أن لانتوسّل إليه دائماً بذكره الجليل الجميل كي يرزقنا اللَّه لقاءَه واتّباعه ‏ولانراقب اللَّه سبحانه وتعالى وإيّاه - سلام اللَّه عليه -  في سوء أعمالنا مع كوننا بمرأى ومسمع من إمامنا، وكيف من الخالق تقدّست أسماؤه وجلّت نعماؤه ‏وآلاؤه.

  

وليكن هذا آخر ما أردنا ونقلنا في المجلّد الثاني من القطرة، وإن كان قليلاً من‏ كثير، وقطرة من بحار، إلّا أنّ فيه الكفاية لمن طلب الهداية، واسأل اللَّه العفو عمّا اتّفق فيه من الزلل وعن جميع ذنوبنا.

   والمرجوّ  من إخواننا الناظرين فيه أن يذكرونا بخير ولاينسونا بالدعاء عند ما ينتفعون بشي‏ء من مطالب هذا المجلّد أيضا.

   واتّفق الفراق بعون اللَّه تبارك وتعالى بمشهد سيّدي ومولاي أميرالمؤمنين عليّ ‏بن أبي طالب - عليه وعلى من يحبّه أفضل الصلاة والسلام - بيد مؤلّفه العبد الفقير إلى اللَّه تعالى أحمد بن رضي الدين الموسوي المستنبط التبريزي الغروي في‏ الخامس والعشرين من ذي القعدة من شهور ستّة وسبعين وثلثمائة بعد الألف من‏ الهجرة النبويّة صلّى اللَّه عليه وآله.

-----------------------------------------

566) راجع الصفحة: 336 ح 1015.  

567) في المصدر: الموسم كلّ سنة.  

568) كمال الدين: 390/2 ح 4.

569) بصائر الدرجات: 230 ح 3 و4، عنه البحار: 196/26 ح 6 و7.

570) التوبة: 105.

571) البرهان: 158/2.

 

 

    زيارة : 3581
    اليوم : 8404
    الامس : 164982
    مجموع الکل للزائرین : 141993123
    مجموع الکل للزائرین : 97874498