الصبر والإستقامة يقويان الإرادة

لقد ذكرنا في بحث الإرادة ثمرتها وضرورة وجودها لدى كلّ من يريد الوصول إلى الأهداف المتعالية والسامية، وتطرقنا إلى ذكر بعض الطرق والأساليب التي من شأنها أن توجد تلك الإرادة وتقويتها، وأمّا الآن فإنّنا نضيف بمناسبة هذاالبحث اُموراً عليها وهي:

إنّ الصبر هو أحد الآليات المؤثرة في تقوية الإرادة، حيث تزاد قدرتها في الأشخاص الذين يتخذون الصبر طريقاً ومسلكاً، ونتيجة لقوة الإرادة الحاصلة فإنّ المشاكل والصعاب سوف تحل وتذلل بسهولة، يقول اللَّه عز وجل في محكم‏ كتابه العزيز:

«وَاصْبِرْ عَلى ما اَصابَكَ اِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْاُمُورِ».(139)

اصبر على الدهر إن أصبحت منغمساً

بالضيق في لجج تهوى إلى لجج

لاتيأسنّ إذا ما ضقت من فرج

يأتي به اللَّه في الروحات والدلج

فما تجرّعَ كأسَ الصبر معتصمٌ

باللَّه إلا أتاه اللَّه بالفرج

إنّ الذين يستقيمون أمام الصعاب ويتحملون كلّ مايجري عليهم ويصبرون على الأذى، فهؤلاء تتنامى إرادتهم وتقوى‏ عزائمهم؛ باعتبار أنّ تحمل تلك المشاكل والمحن والمصائب التي تقع على رأس الإنسان الصابر، تقوي قوة الإرادة والمقاومة عنده وتجعله مستعداً وصاحب استقامة لأجل تجاوز العقبات والموانع الاُخرى التي تليها.

وقد تزداد قواه المقاومة أحياناً إلى درجة تجعل من قلبه كزبر الحديد بشكل يكون له أرضية صلبة للمقاومة والإستقامة أمام أيّ نوع من أنواع الوساوس الشيطانية والرذائل النفسية ومثل هكذا شخص بإمكانه أن يتقبل ولاية آل اللَّه ‏عليهم السلام، ويشتري‏ بكل وجوده عقائدهم وعلومهم ومعارفهم، ويخرج من الإمتحان الإلهي ذلك ناجحاً مفلحاً.

---

139) لقمان: 17.