الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
33) دعاءٌ يقرء في تعقيب الفرائض يوجب التشرّف

(33)

دعاءٌ يقرء في تعقيب الفرائض يوجب التشرّف

 روي أنّ من دعا بهذا الدعاء عقيب كلّ فريضة ، وواظب على ذلك ، عاش حتّى يملّ الحياة ، ويتشرّف بلقاء صاحب الأمر عجّل اللَّه فرجه ، وهو :

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أَللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ قالَ إِنَّكَ قُلْتَ ما تَرَدَّدْتُ في شَيْ‏ءٍ أَنَا فاعِلُهُ كَتَرَدُّدي في قَبْضِ رُوحِ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ.

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَجِّلْ لِوَلِيِّكَ الْفَرَجَ ، وَالنَّصْرَ وَالْعافِيَةَ ، وَلاتَسُؤْني في نَفْسي(47) ، وَلا في فُلانٍ .

قال : وتذكر من شئت.(48)

    قال في مكيال المكارم : بيان : قوله : ما تردّدت في شي‏ءٍ أنا فاعله ... إلخ ، فقد ورد مثله في روايات عديدة مرويّة في اُصول الكافي وغيره .

    قال الشيخ البهائيّ رحمه الله في شرح الأربعين : ما تضمّنه هذا الحديث من نسبة التردّد إليه سبحانه يحتاج إلى التأويل ، وفيه وجوه :

    الأوّل : أنّ في الكلام إضماراً ، والتقدير : لو جاز عليّ التردّد ما تردّدت في شي‏ءٍ كتردّدي في وفاة المؤمن.

    الثاني : أنّه لمّا جرت العادة بأن يتردّد الشخص في مساءة من يحترمه ، ويوقّره كالصديق الوفيّ ، والخلّ الصفّي ، وأن لايتردّد في مساءة من ليس له عنده قدر ولا حرمة ، كالعدوّ والحيّة والعقرب ، بل إذا خطر بالبال مساءته ، أوقعها من غير تردّد ولا تأمّل ، صحّ أن يعبّر بالتردّد والتأمّل في مساءة الشخص عن توقيره واحترامه وبعدمهما عن إذلاله واحتقاره .

    قوله سبحانه : ما تردّدت في شي‏ءٍ أنا فاعله كتردّدي فى وفاة المؤمن ، المراد به - واللَّه أعلم - ليس لشي‏ءٍ من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة كقدر عبدي المؤمن وحرمته ، فالكلام من قبيل الإستعارة التمثيليّة .

    الثالث : أنّه قد ورد في الحديث من طرق الخاصّة والعامّة : أنّ اللَّه سبحانه يظهر للعبد المؤمن عند الإحتضار من اللّطف والكرامة والبشارة بالجنّة ما يزيل عنه كراهة الموت ، ويوجب رغبته في الإنتقال إلى دار القرار ، فيقلّ تأذّيه به ، ويصير راضياً بنزوله ، راغباً في حصوله ، فاشتبهت هذه المعاملة ، معاملة من يريد أن يؤلم حبيبه لما يتعقّبه نفع عظيم ، فهو يتردّد في أنّه كيف يوصل ذلك الألم إليه على وجه يقلّ تأذّيه به ، فلايزال يظهر له ما يرغّبه فيما يتعقّبه من اللَّه من اللذّة الجسميّة ، والراحة العظيمة إلى أن يتلقّاه بالقبول ، ويعده من الغنائم المؤدّية إلى إدراك المأمول ، إنتهى كلامه ، رفع مقامه .(49)


47) في نفسي ولا في أهلي ولا في مالي ولا ولدي ، خ .

48) مكارم الأخلاق : 35/2 ، وفي مصباح المتهجّد : 58 ؛ الصحيفة الصادقيّة : 178 ؛ البلد الأمين : 26 ومستدرك الوسائل : 77/5 بتفاوت يسير .

49) مكيال المكارم : 6/2 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 7774
    اليوم : 0
    الامس : 178269
    مجموع الکل للزائرین : 141641405
    مجموع الکل للزائرین : 97690143